إغلاق
 

Bookmark and Share

اغتيال الحرية (2) ::

الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/12/2005

مهزلة الانتخابات بالزقازيق

اغتيال الحرية (1)  

وهكذا شيعت جنازة الحرية في تمام الساعة السابعة من مساء الأربعاء الموافق 7/12/2005 وفي حوالي الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الخميس الموافق 8/12/2005 رقد الرفات في مستقره الأبدي.........

وفي تحد سافر أعلنت نتيجة المهزلة حيث أعلن قاضي الفرز فوز اللواء خالد زردق......... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رغم جميع الاعتراضات والهتافات، ورغم ما حدث من منع الناخبين من الوصول إلي لجان الاقتراع، إلا أنه قد صمت الآذان وأغمضت الأعين ولسان حالهم يقول [أعلى ما في خيلكم اركبوه واشربوا من البحر].

وفي إصرار واضح من جانب الجهات الأمنية ودون مراعاة لأي ضمير أو حق أو عدل ودون مراعاة لمشاعر المواطنين تم إعلان النتيجة بعد تدخل القرارات السيادية كالتالي: أ.د محمد مرسي 26985 صوت والمنافس(لواء أمن دولة سابق) 27235 صوت.

وقد كانت النتيجة الفعلية نقلا عن أحد مستشاري الفرز 29 ألف صوت للدكتور محمد مرسي، بينما حصل منافسه (ضابط أمن الدولة السابق) على11.500 ألف صوت. حسبنا الله ونعم الوكيل.

جف الحبر من قلمي، ولم تعد الكلمات تعبر عن هذه الغصة في حلقي وهناك الآلاف مثلي ولم أجد سوى أبلغ من قول شاعرنا الشهيد* رحمة الله عليه حين قال:

          مـــا عــدت يا أرض الكـــنانة موطـناً  ****  للحـــر بـل قــد صـرت دار نـكـــــالِ
           قـــد حــُورِبَ الأحــرارُ فــي أرزاقــهمْ 
****  من ظالم في الظلم ليس يبـالـي
           لا تغضبــي إن فــر منــك مـهـــاجـــر 
****  حـــر، عن الإقــدام لـــيس بســال
           مـــا عــاد قــول الحــق غــير جـريمة 
****  تــــأتـي لكــل مــواطـن بـــوبــال!!

صدقت يا شاعرنا الشهيد فهذا هو الأستاذ الدكتور عاطف رضوان أستاذ التخدير بكلية الطب جامعة الزقازيق- اعتدت عليه قوات الأمن أثناء الإدلاء بصوته في مدرسة ناصر الابتدائية مما تسبب بكسر ساقه وهو يرقد الآن في المستشفى الجامعي بالزقازيق، وفي مشهدٍ آخر قام مفتعلي الشغب بإلقاء ماء نار على الأستاذ الدكتور عبد الله عبد المجيد أستاذ المسالك البولية بكلية الطب جامعة الزقازيق مما نتج عنه أصابته بجروح في يده.

أستاذ جامعي وعضو هيئة تدريس يتم الاعتداء عليه من قبل قوات الأمن ألهذا الحد هانت كرامة الإنسان؟!!!! ألهذا الحد يتم الاستخفاف بالكوادر العلمية في بلادنا؟!!!!!!

الــرفق بالحيـوان أصبـح واجبـاً **** أفـلا ننـال الـرفق بـالإنسـان؟

والسؤال الذي يفرض نفسه ويلح على عقلي الآن وماذا بعد؟؟ هل انتهت المهزلة عند هذا الحد؟؟!!! هل يمكن أن نسدل الستار هكذا وبدون تعليق؟؟!!! هل سوف نرضى ونستكين للأمر الواقع ولا نملك سوى الدعاء بكشف الغمة عملا بمبدأ إذا لم يكن ما نريد فلنرد ما يكون؟؟!!! أم أن هناك طريق آخر يمكن أن نسلكه غير الرضا والخضوع لما هو واقع؟؟!!! وإن وجد فكيف السبيل إلية؟؟!!!

تلاحقت الأحداث وتداعياتها وكثرت التساؤلات والعقل وقف منها موقف الحائر الذي لا يعلم ماذا يحوي غدا في جعبته من أحداث. ولكن يحضرني قول شاعرنا الشهيد:

يا رب مغــلوب ينـام علـى الأذى  ****  لــكــن بمقْــلـة ســـاهرٍ يقظـــانِ
لا يـغــرينـكـمُـو بضــرب رقـــابنـــا 
****  هـــذا الســكـون.... فــإنـــه لأوانِ
ومن العـواصف ما يكـون هبـوبها 
****  بـعــد الـهــدوء وراحـــة الـــربـــــانِ
إن احتدام النار في جوف الثـرى 
****  أمــــر يثيـــر حفيـظــة البـــركــــانِ
وتتــابـع القطـــرات ينـــزل بعــده 
****  سـيـــل يـليـه تـدفــق الطـوفــــانِ
كــم مـن قـوى ظـالــم قـد نــاله 
****  من شعبه ما ليس في الحسبان
فــتـشـت لـم أر مستبدا ناجـيا 
****   دمــع الضحـايــا فــاحـش الأثمـان

وفي النهاية إليكم وعد مني بأن أتابعكم بتطورات الموقف إذا كتب الله لي البقاء.

                                                                                                                               وانتهت المهزلة وإنا لله وإنا إليه راجعون.

____________________________________________________________________
*
الشاعر الشهيد هاشم جامع الرفاعى ولد في "انشاص الرمل" بمحافظة الشرقية سنة 1935، ودرسه بكلية دار العلوم بالقاهرة.

لم يكن هاشم الرفاعى مجرد طالب موهوب بقدر ما كان شابا عربيا مسلماً متوثبا دانت له اللغة وأصبحت طوع بنانه، وقد لقبه أستاذه علي الجندي عميد كلية دار العلوم بالبحتري الصغير.
وقد توفى فبل أن يكمل دراسته في كلية دار العلوم حيث تم اغتياله علي يد احد القتلة بطعنه ثلاث طعنات نفذت إلي القلب وتم الحادث داخل الحرم الجامعي ولقي ربه الساعة السادسة والنصف من مساء الاربعاء الموافق1/7/1959 م.

 



الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/12/2005