إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله: حكايات أصحابي ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/12/2005

 
ابتسمت قائلة: أنا بنوتة يا دكتور، ومن حقي أحب وأتحب، واستمر نقاشنا عن دين الله الذي ظلمناه بالتضييق والكذب بينما هو واسع وعميق.

يبدو مثلا كما فهمت وسمعت أن اشتراط وجود شهود عند عقد الزواج مثل النسب بصحته أو فساده بمقدار ما يرتبط بحفظ الحقوق وإثباتها مثل النسب والإرث والنفقة.. الخ، ويبدو أن هناك فقهاء متقدمين قالوا بصحة عقد الزواج، ولو دون شهود، وللإمام مالك رأي أن الإشهاد شرط للدخول، وليس لمجرد العقد.

لم يكن في ذهني الإفتاء، ولا أطمح إليه، ولكنني كنت أتأمل في كلامها، وأحاول أن أجيب على أسئلتها المتحدية عن كيفية أن تعيش علاقة حب في مجتمعها الذي عاقبها على خروجها للتعليم والعمل، وعلى أنها شخصية مستقلة وغير اعتمادية، وبنت جدعة، بعدم الزواج حتى قاربت الأربعين " البنوتة "
!!

احترمها
في صدقها وحيرتها، وفي أسئلتها، وأحاول أن أفهم.

الأرق والقلق وضربات القلب المضطربة وكل أعراض التوتر الوجودي هي من العاديات بالنسبة له، ولا بأس بكم نوبة برد شديد من آن لآخر، وما زال عنيدا يخرج ويشاغب، ويحاول ويناور، ويجتهد.

هل أضيف له شيئا بوجودي إلى جواره حين يريد أو أريد غالبا ؟!

هل ينتظر مني شيئا أكثر ؟! وهل لدي ما ينبغي أن أمنحه أكثر ؟! باقة فريدة من الصفات والتقلبات، والأحلام والمشاريع، ثراء غير شائع في وسط أترابه، أو ربما يكون منتشرا في أوساط لا أعرفها
!!

كيف يحب ؟! وكيف ينكسر ؟! وكيف يتحمس ؟! وكيف ينطفئ ؟! وكيف يلاحظ ؟! ومتى يندهش
؟!

أحيانا يفاجئني بغير المتوقع، وأحيانا يختفي مثلما اختفت صاحبتنا "البنوتة" حين أغلقت الموبايل لمدة ثلاثة أيام، وجلست أمام النيل تشرب قهوتها، وتدخن سجائرها، وتستمع لأم كلثوم على أقراص مضغوطة من الجهاز إلى أذنيها مباشرة.

وددت لو أنه فعلا يسجل نقاشاتنا الثنائية فهي مفيدة فعلا، ومعلمة لي جدا، فأنا أفكر حين يستفزني السؤال الجيد.

هذه العلاقة عبر الديجيتال ليست رقمية بل أعمق، هذه الحوارات الإليكترونية في صورة رسائل متبادلة بالحاسوب أو بالمحمول. هل يمكن الاكتفاء بالاعتماد على النية الحسنة، والثقة في النفس، وفي الطرف الآخر، وفي نظافة محتوى التواصل، والحفاظ على الصلة بالله
؟!!

المتزوجة التي تقول أنها انقطعت عن هذا، هل فعلت فعلا
؟!

والملايين ممن يتواصلون عبر رسائل العصر بنفاذ وخصوصية، وتردد، ومحاولات تأويل وتبرير، وتحت ضغوط جعلت الحياة الطبيعية حلما صعب المنال منسحقا تحت سنابك الوقت اللاهث، والكون المجنون، والرتابة، والجفاف، مقابل إثارة التجريب الرقمي، ومغالبته للخجل، واختراقه للحدود، واقتحامه لكل المساحات، لماذا لا نتكلم في هكذا ألأمور بصراحة ؟!! لماذا نخجل من القول بأننا نعيش أحيانا حالة من اللخبطة، وأحيانا نتخبط
؟!

لماذا قشرة الصلابة والصرامة والثقة المصطنعة وأقنعة البراءة أو الطهر المغشوش، أو ادعاء الجهل رغم التورط في الخبرة
؟!

حاورني وما يزال، أحيانا أجيبه، وأحيانا يصمت كلانا
!!!

ليس أول من تطارده امرأة متزوجة
!!!

مقابلة واحدة وسريعة وعابرة، بضعة كلمات قالها يختبر بها قدرته على الحديث مع إحداهن كانت كفيلة بإقامة علاقة جنس هاتفي
!!!

كان
وائل يكلمني منذ أيام عن حالة تراجعه لزوجة مارست الجنس الهاتفي عدة مرات رغم أنها مصابة بالتشنج المهبلي، يعني تقريبا لم تعاشر زوجها بشكل كامل إطلاقا !!!

وهاهي زوجة أخرى تطارد صديقي فتتصل به في منزله، وحين يخجل ويقول لها إن والديه قد عرفا باتصالها وبأغراضها تقول له: أعطني أعطني أتحدث إليهما، لأقنعهما أن تعارفنا وكلامنا في الهاتف: عادي (!!!)

وصاحبي محبط جنسيا مثل أغلبية العرب في أوطاننا التي لا تريد أن تعترف بحق الناس في أن يكونوا محبين ومحبوبين فتربط هذا بشكل من الزواج تعتقد أنه الوحيد الشرعي والرسمي الممتاز، وهو أحيانا محض جفون في تكاليفه الباهظة، وصعوبات نجاحه وسط هذا المناخ المسموح من التخلف والبطالة، وثورة الترفيه والاتصالات، صاحبي ضعيف أمامها، وهي (عادي
) !!!

أكتوبر 2005

*للتواصل:
postacairo@yahoo.com

*اقرأ أيضاً :
 على باب الله: كيف تسافر بأقل التكاليف؟!!
  / على باب الله: الطبخ الثوري/  على باب الله: لندن دفء الحب  / على باب الله: عائد من استانبول  / على باب الله: (أحداث كنيسة الإسكندرية ) /على باب الله: رمضان العهد والوفاء / على باب الله: عن العسكرة والأقدمية  / على باب الله التعويذة  / على باب الله: الأصل والواقع  / على باب الله الحوار / على باب الله جواز سفر / على باب الله: الطريق إلى بودابست / على باب الله بودابست  / على باب الله: وداعا بودابست / على باب الله: بنية وبيئة / حوار مع أ.د أحمد عكاشة(3) 



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/12/2005