إغلاق
 

Bookmark and Share

الاختيار دائما.......مدفوع الثمن ::

الكاتب: أ.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006

 
أعلم جيدا أنا وغيري مدى التضحية التي يبذلها الوالد المطلق سواء كان هذا الوالد الأم أو الأب - فالوالدية تجب الاثنين - وذلك من أجل سعادة أبنائهم وربما يصل الأمر ببعض هؤلاء الآباء والأمهات إلى حد العزوف عن الزواج ثانية من أجل سعادة أبنائهم، وحتى يحفظوا لهم حياة كريمة يرون أن تحقيقها لا يأتي بوجود زوج-زوجة غير والد - والدة الطفل في حياتي .

وذلك على الرغم من سماح الأديان للزوج والزوجة المطلقين بالزواج مرة أخرى، هذا إضافة إلى عدم رفض المجتمع لذلك
.

ولكنى هنا لا أقيم صحة هذا الاختيار أو عدم صحته، فكل فرد أعلم وأدرى بظروفه، فمن يرى أن الزواج بأخر - بأخرى - بعد الطلاق هو الاختيار الأفضل له فعليه به، ومن يرى غير ذلك فعليه العزوف عنه
.

ولكن ........ ما يهمني هنا هو أن تعلم أيها الأب المطلق-الأم المطلقة- أنك حين تعزف عن هذا الزواج مرة أخرى بعد إن هذا هو اختيارك، ومن ثم عليك تحل اختيارك، فالاختيار في كل الأحيان هو اختيار مدفوع الأجر، بمعنى أخر أن كل اختيار له ثمن لابد أن تعرفه وتتقبله.

وما يجعلني أشير إلى ذلك هو ما يفعله بعض الآباء والأمهات المطلقات الذين اختاروا عدم الزواج مرة أخرى للتفرغ لتربية أبنائهم، فهم ودون أن يشعرون يحملوا أبنائهم تابعية هذا الاختيار ويظلوا في طلب الثمن من أبنائهم في صورة مبالغ فيها من محو لشخصية ابنهم واعتباره ملك خاص يريد من خلاله تحقيق نجاح شخصي.

فنرى الأم أو الأب يقول لابنة -ابنه- " أنا ضحيت علشانك "، "إنت لازم تنجح عشان الناس تعرف أنا لوحدي ربيت إزاى أنا لازم أثبت لأبوك - أمك - إني قدرت لوحدي أنجحك.وغيرها من الكلمات التي يشعر معها الطفل أنه أداة في يد (الأخر) يوجهها الوجهة التي يراها.

وربما يقول لي البعض إنه سعى طبيعي من قبل الوالدين لإنجاح أبنائهم .

ولكن ما أحذر منه - إن جاز التعبير- هو أن هذا الطفل يشعر وكأن هذه الجهود التي يبذلها والده تجاهه ليست لشخصه بل هي فقط للرد على الطرف الأخر بأن الحياة سوف تستمر بعده، وإنه سوف يحقق النجاح بمفرده وليجعله يندم على الانفصال عنه، فقد أصبحت البذرة التي وضعها ثمرة ناضجة بفعل هذه المجهودات.

ولعل ذلك ما يجعلنا نرى الكثير من هؤلاء الأطفال يشعروا بانخفاض في قيمة الذات وشعورا بالنقص يؤثر على حياتهم القادمة.

فعلينا الانتباه إن أطفالنا يشعرون جيدا حتى مع صغر سنهم بنوايانا ورغبتنا الحقيقية نحوهم حتى ولو لم نعبر لهم عنها وهذا هو الحدس الإلهي الذي وهبه الله لهم .

وحفظكم الله وأبنائكم من كل شر .

اقرأ أيضا:
سيكولوجية الرجللنحمي أسرنا من التفكك  /عنف الزوجات مشاركة  / في الحياة الزوجية.. هكذا يخطئ الرجال  / فن اختيار شريك الحياة (5)  

 



الكاتب: أ.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006