إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله مع المراهقين ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006


ما زلت أتألم يوميا وأتأمل، وأود لو أن عندي آلة لتحويل الأفكار مباشرة إلى نصوص مكتوبة لأنه لا وقت عندي لأكتب كل ما أريد !!

أراني أسبح ضد التيار في بحر لجي من أمواج الجهل والخرافة والتسطيح باسم الدين أحيانا، وباسم العادة أو التقاليد أو الكسل العقلي.

أراني أكتب منذ سنوات ثم أكتشف يوما بعد يوم أن كل ما نشرته ليس سوى أقل من قطرة في محيط آسن تجمعت سخائمه، منذ عقود، أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين اللزوجة والعفن.

أقرأ عن أهلنا بالعراق فأتذكر ما حدث للأحبة من أهلنا في سورية وليبيا، وأنهار الدماء التي جرت في الجزائر، وسجون تونس، وتفجيرات لبنان، ثم أجدني أسأل نفسي هل تركت الأوجاع مكانا في القلب لحب أو إعجاب بأنثى مثلا، أو شعور بلذة طعام أو منام، أقول مجرد إعجاب ذهني أو استمتاع حسي، ولا أطمح إلى علاقة أو اتصال، أو غرق في الضحك البائس حين تلمح "زوجتي إلى أنني أفكر في زواج ثان لأنني أسأل نفسي بأي موضع في القلب، وفي أية مساحة من الوقت، وبأية وجه يمكن أن أقابل إحداهن لأبتسم في وجهها، وأنا لا كلام عندي غير الاعتذار عن التقصير، ولا طاقة تزيد عن تلك التي تنفذ في كتمان الأسى.

أضبط نفسي متشاغلا بها عن أمور أدركها وأتحملها طائعا متطوعا كما يرى البعض أنني غاوي تعب، بينما أعتبرها واجب وضريبة الوعي الذي رزقني "الله" إياه من غير حول ولا قوة ولا جهد يذكر، كلما رأيت أحدا يتخبط في مسألة أعرف لها حلا أو مخرجا غير التخبط يوجعني المشهد تدخلت بعد الوجع أو لم أتدخل
!!

وحين يهبط المساء، ويغشاني الليل وحيدا، أبحث عن أنيس يعطي ويعطي ولا يطلب ولا يأخذ، لأنه لا شيء لدي أعطيه، وأجده قد دنا بمعنى اقترب، وتجلى بحضوره الآسر، وسؤاله الذي يهز كياني كما الوليد في المهد، فأطلب ما أريد، وأطلب المزيد، وأنسى أحيانا، وربما غالبا، أن أعترف وأعتذر عن التقصير لأنه أبدا لم يسأل المقابل
!!

وكان الأمس حافلا بالأفكار والمشاعر صباحا كان لقائي بطلاب المدرسة القومية الثانوية بالزمالك جلست قليلا ثم أكملت الحديث أو الحوار واقفا، وهالني كبل هذا التوتر والتحفظ والقلق والضجيج، وهالني كيف يمكن أن نتعامل مع هذا كله
!!

سألتهم: هل تحبون من تتحدثون إليه من الكبار، قالوا: نتحدث مع من هم في مثل أعمارنا، ومن هم أكبر بخمس أو ست سنوات، فهل يدرك اليوم من تخطى العشرين لتوه أن عليه واجبا تجاه الأصغر؟! وهل لديه أصلا ما يمنحه إياه؟! وهل يعرف أنه ربما يكون المصدر الوحيد أو الأهم للعلم أو للجهل بالنسبة لهؤلاء الأصغر
؟!

بدأنا نقاشنا ولم ينته على وعد بلقاء آخر، سألوا عن التغيرات الجسمانية والنفسية في مرحلة المراهقة، وكسف يمكن تفادي سلبيات هذه المرحلة؟!

وحين ذكرت العادة السرية سألوا عنها وعن التخلص منها، وسأل أحد الأولاد عن ممارسة البنات لها كيف تكون؟!!

وتحدثنا طويلا عن الحب بين الولد والبنت في هذه المرحلة، وسألت إحداهن كيف تخفف الفتاة من وسواس الحب أي إلحاح الفكرة والمحيط من حولها عليها لتنشغل به أو تندفع إليه، وكما وجدت لهم مذاقا خاصا، وجدت عندهم الكثير مما أتعلمه، والكثير من المخاطر، والإمكانيات أيضا.

سألني أحدهم في ورقة: هل الأفلام الجنسية مضرة
؟!

فطرحت
السؤال عليهم، فرد البعض: هي عيب، ورد آخرون: هي حرام، وأعدت السؤال وكررته: زميلكم يسال عن الضرر فهل ترونها مضرة ؟!

قالت إحداهن: قد تضر الشاب الصغير، وتفيد المقدم على الزواج،

وقال آخر: من يشاهد يبحث عن الممارسة وينفذ ما شاهده، وهذا ضار غالبا، ولمن لا يجد شريكة مشروعة خاصة
!!!!

ثم اتفقنا أنها مضرة لأنها تحمل معرفة مشوهة فهي تمثيل في تمثيل، وهي مضرة لأنها حرام ومن يشاهدها يؤلمه ضميره، ولو بعد حين.

قالت إحداهن: هل ينظر الولد إلى البنت بوصفها كائنا جنسيا فقط ؟!!

قلت لها: يحدث غالبا في هذا السن، والفتاة تساعد جدا في تثبيت هذه الصورة أو التصور لأنها تمهل روحها وعقلها وشخصيتها ولا يبقى منها أمام الشاب إلا جسد فائر، وعاطفة مشبوبة، لم أندم على انحباس صوتي ولا الساعتين ونصف.

26 / 12 / 2005

**اقرأ أيضا:
على باب الله: حكايات أصحابي  / القلق الديني عند المراهق / الجنس في حياة الفتاة العربية!  / سيكولوجية الفتاه العربية  / إبحار الأجيال وتعاقب الأمواج البناءة  / الجنس في حياتنا/ مفهوم الإسلام للجنس / التربية الجنسية (1) / التربية الجنسية (2) / مرحلة البلوغ / المرحلة الثالثة: مرحلة البلوغ (2) / المرحلة (4) ( ما قبل الزواج ) الجزء الأول / قبل ليلة الزفاف (اللقاء الأول)  /حب المراهقين حقيقة أم لعب عيال ؟!!   / تساؤلات مراهقة: على أعتاب البلوغ  / مراهقات بلا رقابة: شكرا للنفط مشاركة  / كيف أتعامل مع مراهقتي؟  /  كيف أتعامل مع مراهقتي؟ مشاركة  


 



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006