إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله: في بيتنا هيفا !!!!!!!!!!! ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/01/2006


أين فرشاة أسناني ؟!

لا أدري .... ستجدها مكان ما وضعتها !!!

كان هذا آخر الحوار بيني وبين "هيفاء وهبي" الاستعراضية اللبنانية المعروفة .

كانت ترتدي ثيابا منزلية صيفية رغم أننا في عز البرد، وكانت تحوم حولي بينما كنت منشغلا ببعض شئوني.

كانت أطول قامة مما تصورت، وأنحف قواما بعض الشيء، وربما أصغر سنا .

هكذا إذن !!!

الصور هي المفتاح – ربما – لفهم الموضوع برمته .

زمان كانت أحلامنا تحمل إبداعا أكبر، ننام فندخل في درجة مختلفة من الوعي يقوم فيها المخ بعمله متخففا من القيود والحدود فتكون الأحلام أكثر حرية وتحررا، وأحيانا أكثر عنفا ودموية، وغالبا غامضة وغير واضحة، وتحتاج بالتالي إلى تفسير.

هذه كانت أحلام زمن المفاهيم واللغة والشعر والسياسة، وأشياء أخرى كثيرة لم تعد مثل زمان، أو ربما لم تعد موجودة أو شائعة منتشرة كما كانت.

وتغيرت الأحلام بالتالي لتصبح أحلاما سابقة التجهيز، معدة سلفا، واضحة تماما، وضوح الصورة التي نراها على شاشة البلازما التليفزيونية المصقولة، أو الإنترنت بطوفان ما ينقله، أو حتى آخر طراز من هذا المحمول أو ذاك .

أمس كنت أحد الضيوف في حلقة من برنامج "البيوت أسرار"، وكان الموضوع "وجوه حسب الطلب"، أي عن التجميل والتقشير والمستحضرات الحقيقي منها، وعديم النفع، أو الضار.

والأرقام بالمليارات في حملات الدعاية والدجل، واللعب على عواطف الناس واستثمار جهلهم بأسهل المعلومات الطبية عن الجلد وصحته، ومداعبة أحلامهم في البقاء بمظهر الصبايا أو عنفوان الشباب .. نساء ورجالا.

حاولت أن أقول أن هذا ليس قدرا، وأن نمط حياتنا هذه هو المسئول عما نحن فيه من مشكلات، وأعني هذا جدا ، أي أقصده دائما، وبشكل عام يتجاوز مجرد مسألة الوجه إلى نمط تفكيرنا وسلوكنا في الشئون كلها ..

كنت قد تذكرت منذ أسابيع حلما جنسيا رأيته بعد طول غياب فاستيقظت متسائلا:

لماذا توقفت أحلامنا الجنسية؟!!

سألت  وائل، فقال: ربما الانشغال بأمور أخرى وربما التقدم في السن!!

وتذكرت الفتاة التي أرسلت تشكو من أحلامها الجنسية التي تزعجها رغم أنها مستقيمة الأخلاق، ولا تعرض نفسها للمثيرات ؟!!

والآن أعتقد أن ممارسة الجنس في اليقظة –ولو في الخيال– وهو ما يحدث لأغلبنا في ظل طوفان الجنس والإغراء والإغواء العلني اليومي الجارف، من شأنه ألا يدع للخيال فرصة في المنام، إذا كان الجنس" بالفعل يحتل كل هذه المساحة من الوعي في اليقظة فماذا يمكن أن يبقى للاوعي المنام؟!!

ويبقى سبب أحلام تلك الفتاة أنها تمتنع عن المثيرات، ولا تمارس أي نشاط جنسي في وعي اليقظة، ولا حتى بالخيال، فتنتقل الرغبات إلى حيث مكانها "" المتوقع " في حياة شابة في العشرينات تعيش في هذه الظروف، وترى تلك الأحلام التي تراها مزعجة !

قلت لوائل ::: هل كنت قد وضعت سؤالا على مجانين للقراء تسأل عن أحلامهم الجنسية ؟! موجودة أم مفتقدة ؟! نادرة أم متباعدة ؟! مبدعة أو ملخبطة ؟!! أم واضحة ومحددة كأنها مشاهد فيديو كليب أو فيلم جنسي قصير مما يملأ الوسائط الاتصالية كلها الآن ؟!!

أي انقلاب هذا الذي نشهده ؟! وإلى أين يقودنا ؟!


**اقرأ أيضا:
 
على باب الله ---------- كيف نقرأ ؟!
/  على باب الله مع المراهقين / على باب الله: حكايات أصحابي / شفط الدهون بعد شفط العقول / على باب الله: كيف تسافر بأقل التكاليف؟!!   / على باب الله: الطبخ الثوري/  على باب الله: لندن دفء الحب  / على باب الله: عائد من استانبول  / على باب الله: (أحداث كنيسة الإسكندرية ) /على باب الله: رمضان العهد والوفاء / على باب الله: عن العسكرة والأقدمية  / على باب الله التعويذة  / على باب الله: الأصل والواقع  / على باب الله الحوار / على باب الله جواز سفر / على باب الله: الطريق إلى بودابست / على باب الله بودابست  / على باب الله: وداعا بودابست / على باب الله: بنية وبيئة / حوار مع أ.د أحمد عكاشة(3) 



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/01/2006