إغلاق
 

Bookmark and Share

آثار غرق العبارة النفسية ستبقى فترة طويلة ::

الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2006


العلاج بالكلام والفضفضة ضروري
للناجين من السلام 98

غرق العبارة السلام 98 آخر حلقة من حلقات الكوارث المتتالية التي أصابت مصرنا الحبيبة، فكيف واجهنا الكارثة؟
لا نعرف ما هي الطواقم الطبية التي شاركت في هذا العمل، وإن كنا نعرف أنه لم تكن هناك مشاركة من المتخصصين في المجال النفسي، والأسوأ أن الفضائيات أوردت صوراً مخجلة عن سوء التعامل مع أهالي المصابين... وما يهم في هذا الحديث هو عرض كيفية مساهمة المتخصصين بعلم النفس في مواجهة الكوارث.

الحقيقة أننا في العالم العربي لا نهتم اهتمامًا كبيراً بالوسائل المطلوبة لاحتواء آثار الكوارث!!... فالفكرة تكمن في الاستعداد للكوارث قبل حدوثها
!!

إن المشكلات النفسية
التي يمكن أن يصاب بها من تم إنقاذهم من الكوارث الطبيعية تعد أكثر انتشارا من الإصابات العضوية، فأثناء حدوث الكارثة يشعر المصابون بالقلق والإحباط في فرصهم الضعيفة في الإفلات من الموت... إضافة إلى أن بعض أقاربهم أو أصدقائهم يكونون قد قتلوا أو جرحوا أو فقدوا... حتى أعضاء الهيئة الطبية أنفسهم قد يصدموا من حجم الكارثة الإنسانية... أما أهالي المصابين وكذلك الإعلاميين فيجب تجميعهم في مكان وإعطائهم معلومات دقيقة وحقيقية كل ساعة.

هذه الكارثة يمكن أن تترك آثارًا نفسية طويلة المدى، فقد يعاني البعض كبارا كانوا أم صغار من "
اضطراب ما بعد الصدمة" وهو اضطراب نفسي يشمل تذكر صور الحدث وكوابيس ومشاعر قلق واكتئاب مع التأثير السلبي على الأداء في العمل، وقد تستمر هذه الأعراض عدة أعوام بعد الحدث، وكثيراً ما يحتاج الناس إلى مساعدة نفسية.

ولكن كيف يمكننا الآن تقديم المساعدات النفسية؟ ومن الذين يحتاجون إليها؟ الخدمات النفسية تقدم للناجين والمسعفين والمتخصصين، بعد يومين إلى عشرين يوم من حدوث الكارثة في مكان آمن وهادئ ومغلق، هذه الخدمات يقدمها الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين، وتكون إما على هيئة مقابلة شخصية تمكن المعالج من استخراج ما بداخل الشخص فيما يخص الصدمة وتعتبر فرصة لاستخراج الصدمات الدفينة والحزن المبكر. أو تتم مناقشة جماعية مع الذين واجهوا الكارثة ويحتاجون إلى التحدث عن تجاربهم، وتعتبر هذه المناقشة نوع من الترابط الاجتماعي حيث تعطى التفاعلات بين المشتركين بالمناقشة قوة غير متوقعة تيسر التعامل مع بقايا الألم، وبدون ذلك قد يصعب استئناف الحياة العادية.

وهناك طريقة ثالثة لتقديم الدعم عن طريق "التفريغ النفسي" ويجرى للمتخصصين الذين عملوا معًا في جو متشابه (كالمسعفين العائدين من الموقع)، وهى عملية تنفيس تبدأ بأن يعبر كل من أفراد المجموعة عن الأفكار التي خطرت بباله أثناء الحدث، ثم يذكر كل منهم الأعراض التي مازال يعانى منها: جسدية ونفسية، وكيف يتصور المستقبل وحجم التغير الذي طرأ في حياته...

أخيراً أقول أنه آن الأوان للاستفادة ممن تدربوا بالفعل على طب الكوارث وطب الطوارئ بمصر بما فيهم من أطباء وأخصائيين نفسيين.

*جريدة الدستور16/ 2/2006

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضا:
المساندة النفسية وضحايا العبارة  
إعترافاتي الشخصية مخلصشي..لسه  
رؤية نفسية لحادث العبارة  
اعترافاتي:بابا وماما فين يا محمد؟
 
صدمات الطفولة  
استمرار الإحساس بالفجيعة أو الخسارة  
اضطراب التأقلم  
الصحة النفسية في مواجهة الكوارث 


الكاتب: د.داليا مؤمن
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2006