إغلاق
 

Bookmark and Share

يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري[1] ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/03/2006


اعترافاتي الشخصية
[1]يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري

منذ أيام وأنا أفكر في أني أجرجر قلقي. أخلق الفكرة التي سأقلق بشأنها ثم أعيش معها وأنا آكل وأشرب وأعمل وأربي ابنتي.

 اليوم
سأعود من جديد كمذيعة راديو. في الماضي نجحت..نعم، ولكن ما الذي يضمن تكرار التجربة؟ لا شيء...

لقد كان الجميع يشيد بصوتي ولكن بالتأكيد صوتي تغير. علي مدى ثماني سنوات أعيش في قاهرة التلوث والإجهاد .

للهروب من أفكاري السوداء، طلبت نفسي من تليفوني المحمول على تليفوني الأرضي بالمنزل وانطلقت في الكلام علي جهاز الرد الآلي. "ألو، بثينة؟ أنا بثينة!" ورويت بصوت عال ما كنت أعيشه.

كان يجب أن أُفرغ انفعالي. ربما ما ينشط الكلام عند غالبية المجاوبين على جهاز الرد الآلي، أن الوقت المتاح للكلام دقيقتان فقط. إذن يجب التغلب على الصمت، والانطلاق، ووضع كلمات فوق القلق، وعرض المشكلة. وربما لو عدت إلى منزلي على الفور، مع عدم الكلام عما يضايقني، وعدم بذل أي مجهود لدراسة ما حدث، كنت سأستمر لعدة ساعات في تحمل حواري الداخلي.

عندئذ، في الخارج، ابتعدت عن المارة، وحاولت إطلاق الأشياء بالكلام بصوت عال. وعندما عدت للمنزل، قمت بالاستماع إلي رسائلي على جهاز الرد الآلي وقد خفف ذلك عني..فعلاً.

كنت قد كشفت عن كل أخطائي في طريقة تفكيري. وعند سماع صوتي، وجدت فيه حيوية وأن لدي أحيانا روح الفكاهة.

وأعتقد أني لمعالجة مواقف أخرى سألجأ من جديد لرسائلي التي أفرغ فيها قلقي.مع عدم التخلي عن الكتابة، التي توصف بالذات في حالات الأرق،فهي تتيح إخراج الكلمات "التي تدور كالنحلة داخل الدماغ فتمنع النوم."

إنها تقوم بوظيفة المجاري أي بالتصريف. لكن الأمر كله يقوم على عدم التحفظ، وعدم اختيار المفردات، وعدم الاهتمام بالأسلوب.

"إن الهدف هو المفعول المطهر. اترك الانفعال يخرج." لاحظ كيف تهدأ كتابتك كلما خرجت الكلمات، بعد أن كانت غير متناسقة ومهتزة. وهكذا يمكنك أن تمسك بالجريدة التي ستملأها عند مغادرتك الفراش أو قبل أن تنام، حتى تزيل تلوث ذهنك.

إنه واجب يحررك. اكتب مع بدء جملك بالتتابع بـ "لو كنت أعرف..."، "أحرص على أن أقول لك...عندما رحلت..."، "هل تذكر..."، "كان يجب علي...
".

اختر
واحدة أو أكثر من تلك الواجبات واكتب حتى تستنفد إلهامك فهذا سيساعدك على أن تحفر بعمق في مطالبك، وندمك، وكذلك خجلك... أما كلمة "يا حبيبي فستتيح لك تصعيد الذكريات الإيجابية مستهلكا طاقة الحب عندك وإبداعك.

للتواصل:  
maganin@maganin.com  

اقرأ أيضاً:

 

إعترافاتي الشخصية مخلصشي..لسه  / اعترافاتي:بابا وماما فين يا محمد؟اعترافاتي الشخصية: خارج التصنيف / اعترافاتي الشخصية:سيوة التي لا نعرفها / اعترافاتي الشخصية عار علينا يامصريين... اعترافاتي:فعلا السودانيون أشقاء لنافي القهر / إعترافاتي الشخصية: نحن جمهور واعٍ / اعترافاتي الشخصية:مادلين القبطية / اعترافاتي الشخصية: صديقاتي الوحيدات / الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب / اعترافاتي الشخصية رب ضارة نافعة /  اعترافاتي مرثية على أبواب اللجان الانتخابية / اعترافاتي الشخصية:الشفافية هي مطلبي / إعترافاتي: خلاص..يعني..خلاص / اعترافاتي:عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(2) / اعترافاتي الشخصية:أفكارنا السلبية ضرورية؟ / اعترافاتي: جراح الحب لا يمكن تجنبها / كله يشبهللو...وأنا تبع نجيب محفوظ / اعترافاتي اللي يفوت ما بيموت / اعترافاتي الشخصية يا سابل الستر .



 



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/03/2006