إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية(لا للفساد..لا للتعصب) ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/04/2006



أسرّت إلي إحدى زميلاتي المحترمات وهن قليلات والحق يقال بأنها قد اختنقت من العمل في التلفزيون المصري وعندما تقابلنا فضفضت أكثر بمواقف تتعرض لها بشكل يومي وتضعها في ضغط نفسي مثل التعليمات بتجاهل ذكر المصري المخطوف في العراق في النشرة الإخبارية التي تحررها رغم الاهتمام بذكر الجنسيات الأخرى التي جرى خطفها وتضيف صديقتي:

هل نحن مكترسون بجنسيات العالم والمصري وحده بلا ثمن... كنت أتمنى أن أذكر اسم صديقتي فخرا فما زال لها عقل واع وضمير يفكر أما الغالبية في مبنى الإذاعة والتلفزيون فهم موظفون ينفذون ولا يفكرون أو منظرون للإعلام المتخلف أو منتفعون جاؤا من الخارج لينهبوا البقية الباقية.... لذا على كل محرر شريف ومذيع أمين أن يتصدى للفساد المهني والأخلاقي وإذا أخافوك وقالوا لك إنك تضحي بمهنتك فرد عليهم:بل أنتصر لها وإذا أشاروا عليك باتباع المواكب حفاظاً على مستقبلك فقل لهم: وهل هذا المستقبل يساوي أن أسكت وأتظاهر بأن هذا ليس شيئاً؟ أنا لست كذلك... في حياتي اليومية أتساءل دائماً: "ما الذي يستحق من أجله أن أغمض عيني عن الظلم والكذب والعنف؟" ثم أستمر في الإجابة: "لا شيء".

وأتذكر أخريات مثلي في كل مكان من العالم، فقد قرأت عن لطيفة بن منصور الكاتبة المهددة بالقتل على أيدي المتطرفين الإسلاميين الجزائريين: "في عام 64 كان عمري 15 سنة، رأيت في شوارع تلمسان في الجزائر، زوجا يقتل زوجته_مدعيا أنها خائنة_ برجمها بالأحجار، كان المارة ينظرون ولم يتدخل أحد، هذا الحادث وجه حياتي: كنت كلما تناسيت ورغبت في إسقاط الموضوع تعود هذه المرأة لتتسلط علي، منذ هذا اليوم، كل يوم كان المشهد يتكرر ألف مرة ولم أكن أستطيع السكوت، كان واجبي أن أعترض، وقد دفعت الثمن، مهددة بالموت، مهانة، تعرضت للسب والمنع والتشهير، ولكن في بعض الأحيان تضعنا الحياة أمام خيارات قاطعة.

بالتأكيد عندما يقوم المتعصبون بالإشارة إلى قطع رقبتي في مؤخرة القاعات التي ألقي فيها المحاضرات، أشعر بالاضطراب، ولكن الاستسلام سيعني أن أتنكر لنفسي ولكل ما تعلمته من أساتذتي وأجدادي، لقد علموني أنه علي مدار حياتنا علي الأرض يجب أن نخفف على قدر إمكاننا من البؤس الإنساني". ولطيفة بصفتها كاتبة فقد استخدمت سلاحها الخاص:الكلمات.

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية:"الوعود التي لا تتحقق" / اعترافاتي الشخصية:ميونخ / إعترافاتي الشخصية:تحيا الثرثرة / الهروب من الصراع / اعترافاتي الشخصية بثينة تتألم/  ماذا لو صدَّق مبارك أنه رئيس منتخب؟ / يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري[1] / إعترافاتي الشخصية مخلصشي..لسه  / اعترافاتي:بابا وماما فين يا محمد؟ اعترافاتي الشخصية: خارج التصنيف / اعترافاتي الشخصية:سيوة التي لا نعرفها / اعترافاتي الشخصية عار علينا يامصريين... اعترافاتي:فعلا السودانيون أشقاء لنافي القهر / إعترافاتي الشخصية: نحن جمهور واعٍ / اعترافاتي الشخصية:مادلين القبطية / اعترافاتي الشخصية: صديقاتي الوحيدات / الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب / اعترافاتي الشخصية رب ضارة نافعة اعترافاتي مرثية على أبواب اللجان الانتخابية / اعترافاتي الشخصية:الشفافية هي مطلبي / إعترافاتي: خلاص..يعني..خلاص / اعترافاتي:عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(2) / اعترافاتي الشخصية:أفكارنا السلبية ضرورية؟ / اعترافاتي: جراح الحب لا يمكن تجنبها / كله يشبهللو...وأنا تبع نجيب محفوظ / اعترافاتي اللي يفوت ما بيموت / اعترافاتي الشخصية يا سابل الستر .
 


 



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/04/2006