إغلاق
 

Bookmark and Share

مدونات مجانين (5): إجابة السؤال! ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/06/2006

 

تأخرت كثيرا في إتمام مجموعة المدونات الأخيرة التي أحاول فيها الإجابة على سؤال منذ متى أصبحت إسلامي الهم؟؟ أو منذُ متى وأنا إسلاميُّ الهم؟ وكنت في آخر مدونة قد وعدت أن أجيب في المدونة القادمة، كنت في بداية عملي كنائب طب نفسي وكنت أيامها أحمل أفكارًا من الجماعة الأدبية وأفكارا متناقضة بشأن الدين الإسلامي ولي أصدقاء كثيرون يساريون وناصريون ولا منتمون، ولكن الأهم كان فكرتي عن ديني فرغم صلابة نفعتني بها دراستي مرحلة الدراسة المتوسطة وأغلب الثانوية العامة في السعودية على نظام الدراسة الدينية القديمة التي كانت جد قوية تصنع اللغة السليمة والثقافة الدينية القوية، إلا أن تلك الثقافة كان يشوبها شكل من أشكال القسوة وعدم مراعاة كثير مما يعاني منه الشباب، ببساطة لم يكن إسلاما يعلي من قيمة المغفرة بقدر ما يعلي من قيمة الذنوب، وكذلك كان والدي رحمة الله عليه، وبصراحة كان هذا هو التيار الغالب، عند أغلب الإخوان المسلمين في مصر.

في تلك الفترة من حياتي هزني بشدة كلام ابن عبد الله أو صديقي أحمد وقتها، وعرفت بحق معنى المغفرة في الإسلام وكيف أن هناك إسلاما غير متحجر، إسلاما يفتح ذراعيه للمنتمين إليه وغير المنتمين بغض النظر عن تاريخهم، إسلاما يقبل الفن ويعتبر حسنه حسن وقبيحه قبيح ويقبل الحب كشعور مستحب شريطة أن يضبط السلوك لا أن يفسده، وكثير غير ذلك مما جعلني مهيئا لنسيان ما كان مع الجماعة الأدبية.

من أيامها أصبحت أكثر قربا من الميل تجاه الإسلام، فإسلام كهذا الذي يحدثني عنه ابن عبد الله أحق وأولى بأن يتبع، وفي خضم الهجوم الأمريكي الأول على المنطقة ومواقف الحكام العرب من طيش صدام حسين، كان من المهم أن أحدد كثيرا من المفاهيم، في ذلك الوقت انقسمت كل البيوت تقريبا في عالمنا العربي، وكانت المرة الأولى التي تشغل قضية بال الأمة بأسرها ولم تكن الخلافات فيها بين دول مثلما هي حالة العرب وإنما كان الخلاف داخلا في كل بيت، ولا أريد الخوض في تفاصيل معروفة لمعظم القراء، ولكنني من يومها أصبحت إسلامي الهم لأنني اكتشفت نفسي لا أستطيع أن أكون غير ذلك.

برغم هذا لم يكن ذلك التغير في اللب مفعلا بالشكل الكافي ربما لانشغالي ببناء حياتي الخاصة والعامة كطبيب نفسي، لم يترك حلم جواز السفر الأزرق منذ بعيد، وظللت أتابع صحيفة الشعب التي كان يصدرها حزب العمل في مصر حتى توقفت الصحيفة لأنها لم تكن تراعي شعرة معاوية مع النظام المُحَكِّم في مصر، وكانت الوحيدة على مدى سنوات التي تحارب الفساد وتكشفه دون أن تكونَ هي نفسها حلقة من حلقات الفساد في مجتمع/حالة الشللية والانحياز لغير الحق، تلك الحالة التي حكمت واقعنا الثقافي وما تزال مع الأسف، كدت بالفعل أفقد الأمل في هذه الأمة حتى كانت قارعة الحادي عشر من سبتمبر ووقف بوش يقول بوضوح إما معنا أو علينا، وكان لزاما علي أن أختار وكان فكر المسيري عن التحيز في المفاهيم العلمية والفلسفية، وعن ضرورة أن نكون واعين ونحن ننقل مصطلحات الغرب، وكان ابن عبد الله معي ورضيت أن أشاركه العمل في مشاكل وحلول للشباب، وكان بعد ذلك ما كان واستمرت الهجمة الأمريكية واستمر همي هم مسلمٍ في عالم يرفع كله الراية البيضاء فلا تحميه.

لعلني بذلك أكونُ قد أجبت على السؤال، وأحسب بقية الإجابة منثورة هنا وهناك على مجانين وعلى مشاكل وحلول وعلى غيرها، وبصراحة أكثر أنا نسيت ما كنت أنوي بناءه على الإجابة، وربنا يهنئ بعقلي من أخذوه.

*للتواصل :
maganin@maganin.com

واقرأ أيضًا
مدونات مجانين(1): من فليكسْ إلى ميلِسْ ، مدونات مجانين: (2) جبهة الصمود والتصدي، مدونات مجانين:(3) عيد على من عائد يا عيد؟ ، مدونات مجانين:(4)رجس من عمل الشيطان 



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/06/2006