إغلاق
 

Bookmark and Share

زنا المحارم في ساقية الصاوي ::

الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/06/2006


في ساقية الصاوي ذلك الصرح الثقافي وملتقي الأدباء والمفكرين وبالتعاون مع مؤسسة إسلام أون لاين أقيمت ندوة عن قضية من أهم القضايا التي طفت على السطح في المجتماعات العربية بصفة عامة في الآونة الأخيرة، فضلا عن كونها مشكلة عالمية، وهي قد لا تكون ظاهرة بمعناها المعروف ولكن كان الهدف من هذه الندوة هو التوعية وإبراز أهمية القضية حتى لا تصل إلي حد الظاهرة.

موضوع الندوة هو قضية "زنا المحارم" وهو موضوع شائك وأثار الكثير من الجدل حوله في الآونة الأخيرة وكان ضيف الندوة الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة الزقازيق ومستشار إسلام أون لاين ومؤسس موقع مجانين والأستاذة عزة سليمان مدير مركز قضايا المرأة والأستاذ مسعود صبري مستشار القسم الشرعي بإسلام أون لاين ومستشار موقع مجانين وأدار الندوة الدكتور أحمد عبد الله مستشار إسلام اون لاين ومستشار موقع مجانين ومؤسس موقع askdrahmed.com.

وقد افتتح الحوار الدكتور أحمد عبد الله بمقدمة عن أهمية القضية في حياتنا ثم تناول الدكتور وائل الشرح حيث بدأ بعنوان مثير جدا وهو"ماما.. أنا حامل من بابا" حيث أوضح أن جريمة "زنا المحارم Incest " من أخطر ما نقابل من الجرائم الجنسية في مجتمعاتنا وذلك من خلال ما يقابله الأطباء النفسيين في العيادات وأيضا من خلال الاستشارات النفسية من خلال الانترنت. وأوضح أنه من المؤسف أن مجرد الحديث عن هذه الجريمة الكارثية يقابل بالهجوم الشرس من قبل بعض من اعتادوا سياسة دفن الرؤوس في الرمال.

وركز الدكتور وائل علي أهمية تحديد المفاهيم ومدى الخطأ الفادح الذي نقع فيه من جراء الخلط بين المفاهيم حيث أن هناك خلطا شائعا في المفاهيم فيما يتعلق بهذه الجريمة، بين مفهوم زنا المحارم، ومفهوم التحرش الجنسي بالبالغين أو بالأطفال من ذوي المحارم وأيضًا مفهوم اللعب الجنسي في الطفولة، فالتحرش الجنسي بالبالغين أو الأطفال هو:"كل فعل فيه مساس بجسد المجني عليه ـ سواء كان ذكرا أو أنثى ـ أو بمخيلته الجنسية كتعريضه للصور أو المناظر الجنسية الفاضحة، أو التلصص عليه، أو إجباره على التلفظ بألفاظ خارجة. ويدخل قانونيا وفقهيا تحت مسمى هتك العرض".

وأما اللعب الجنسي بين الأطفال فيعني ما يحدث بين طفلين دون سن البلوغ من مداعبات جنسية عروسة وعريس أو لعبة الدكتور أو لعبة الأسرة، وقد ذكر التعريف الصحيح لزنا المحارم وهو "علاقة جنسية كاملة بين بالغين مكلفين من المحارم سواء كانت العلاقة سرا بين اثنين في الأسرة، أو كان معروفا لطرف ثالث فيها"؛ ويبنى هذا التعريف على خلفية التعريف الفقهي للزنا، وهو: "تغييب البالغ العاقل حشفة ذكره في فرج امرأة ـ ليست من حلاله ـ عمدا بلا شبهة، سـواء أنزل أو لم ينزل".

ومن المؤسف أننا لا نمتلك من الدراسات العلمية الموضوعية ما يمكننا من الوصول لأرقام أو نسب أكيدة حول قضية زنا المحارم، وأشهر المتاح هو دراسة منشورة لأحمـد المجدوب والتي أوضحت ارتفاع نسبة الجناة على الضحايا في فئة من لم يسبق لهم الزواج وفئة المتزوجين، بينما تزيد نسبة الضحايا على الجناة في فئة المطلقين أو الأرامل ويتضح ارتفاع نسبة عدم الزواج في كل من الجناة والضحايا. وقد أثار دهشتي ما عرضة الدكتور وائل من ارتفاع نسبة زنا المحارم بين الأخ وأخته والتي تعتبر الأعلى علي الإطلاق كما أوضحت دراسة المجدوب.

وفي ختام حديثة كان السؤال ما أثر كل هذه المعطيات على مخيّلتنا الجنسية؟ لا أحد يستطيع الإجابة بشكل علمي علي هذا السؤال، لعدم تعرض الدراسات العلمية في بلادنا لتأثير تكنولوجيا الاتصال التي اخترقت بيوتنا على سلوكنا الجنسـي. وقد ذكر أيضاً مجموعة من المقترحات للوقاية وأيضا العلاج، كان هذا عرض سريع لما ذكره الدكتور وائل في هذه الندوة.

وقد تفضلت الأستاذة عزة سليمان بذكر تجربتها في منطقة بلاق الدكرور حيث تمارس نشاطاتها الاجتماعية من خلال مركز قضايا المرأة وعن وضع النساء اللائي ليس لهن مأوى وكيف لا يتمتعن بأي خصوصية وذكرت أيضا ما شاهدته من خلال مشاهداتها الميدانية لأحوال الأسر وكيف ينام جميع أفراد الأسرة في مكان واحد مما يجعلها بيئة خصبة لزنا المحارم.

ودار كثير من الجدل حول ما لمسته بنفسها من تقصير حقيقي من جانب المجلس القومي للمرأة حيث يهتم ذلك المجلس بأمور ابعد كثيرا من الاحتياجات الأساسية لقطاع عريض من النساء في مجتمعنا.

أما عن الأستاذ مسعود صبري فقد تحدث عن الجانب الشرعي في قضية زنا المحارم وحكمة الخالق في تحريم زواج المحارم حتى لا تختلط الأنساب وقد أضفى في حواره نوعا من خفة الظل المعهودة مما أثار شوق وترحيب الحاضرين وقد تفضل مشكورا بالإجابة علي الأسئلة الموجهة إليه.

وبعد هذه المساحة -ليست بالقصيرة- من الوقت التي تم خلالها التفاعل مع الحاضرين والتي تحدث خلالها عدد من رجال الصحافة وغيرهم من المهتمين بالموضوع، في الختام علق الدكتور أحمد عبد الله علي ما سبق ملخصاً له حيث ذكر أن المشكلة تتجسد في أزمة المكان وأيضا عدم توافر فرص عمل للشباب وارتفاع تكاليف الزواج مما يجعل الشباب في مأزق كبير وأيضا ليس لديهم ما يشغل أوقاتهم مما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في الزنا سواء كان بين المحارم أو غيرة.

وفي جواً من الفكاهة معلقا علي هذه الأوضاع اقترح تأسيس حركة "مفيش" حيث مفيش سكن مفيش زواج مفيش عمل مفيش.....، وأصدقكم القول لقد كان اقتراح صائب وأنا معك يا دكتور أحمد من أول المشتركين في حركة مفيش :) من ساقية الصاوي أحييكم.



الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/06/2006