إغلاق
 

Bookmark and Share

اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب ::

الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/07/2006

 

بالأمس الأول فلسطين واليوم لبنان وغدا...

أطالع اليوم الجريدة، وابل من الأخبار يشيب له شعر الوليد أعاد إلي الأذهان عهد الاستيلاء على فلسطين وكأن التاريخ يعيد نفسه فبالأمس الأول فلسطين وكانت بمثابة أولى الطعنات النافذة إلي قلب الأمة الإسلامية وكشمير والشيشان جرحاً ثانٍ وأفغانستان جرحاً ثالث والعراق بترا من جسد الأمة، مسلسل لا ينتهي من الآلام والجراح وبدون هدنة الضحايا والشهداء ألاف مؤلفة، وأضيف إلي المسلسل حلقة أخري وليست أخيرة.

إسرائيل تشن هجوماً شرساً علي لبنان عروس العرب وفي طريقها إلى سوريا، تزعم أنها تقاتل حزب الله رغم أنها حقيقةً وبكل وضوح تقتل اللبنانيين مدنيين وعسكريين من كل أطياف النسيج اللباني ولا تفرق بين مسيحي ماروني، مسلم سني أو شيعي، درذي... الخ وها هو رجل الأمة الإسلامية والعربية ووسام شرفها "نصر الله" تتصدر كلماته ومواقفه جرائد اليوم وكل يوم منذ بدء الهجوم علي لبنان والذي كان الشرارة التي أشعلت الفتيل والتي نأمل أن تضع نهايةً لهذه الحرب المفتوحة بانتصار له ولحزبه كما عهدنا.

اليوم الخميس 19 يوليو في المانشت الرئيسي لجريدة الدستور:"نصر الله.... الفرق بين زعيم يقدم ابنه شهيداً والزعيم الذي يقدم ابنه وريثاً!!".
لا فض فوك سيدي، فهذا الكاريزما الرائع أوجز ما عجزت ألسنتنا عن النطق به، إنه على عكس جميع الزعماء العرب إذا قال صدق، قال: أنه سيطرد الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب اللبناني وصدق، قال أنه سيعيد الأسرى فأعادهم، وقد بلغ صدقه ذروته حين أعلن ضرب السفينة الحربية الإسرائيلية علي الهواء مباشرة، وليس هناك تدليل على صدق الرجل وولائه لدينه وأمته العربية خيراً من تقديم ابنه البكر "هادي نصر الله" عام 1997 شهيداً في إحدى عمليات المقاومة.

وفي الصفحة الأولي لجريدة الوفد:"أين سلاح العرب؟ الدم العربي مستباح، موسى: لست رئيس أركان الجيوش العربية، 55 شهيداً في لبنان و10 شهداء في غزة" .
وفي نفس الجريدة علي صفحتها الثالثة "مصر تطلب وقف النار في لبنان... وأمريكا تماطل".
 
أخيراً تمطع الصمت العربي في مرقده وطالبنا بوقف إطلاق النار وذلك أقصى ما لدينا فلا نملك سوى الطلب والشجب والاستنكار نموت كل يوم مئات المرات ونفقد كل يوم كرامتنا ومازالت مصر تطلب وأمريكا تماطل ماذا فعلتم لغسل العار يا عرب؟؟!!!!!
ويحضرني قول طاووس في عار العرب:
يا شهرَ زادْ
يا شهرزادَ سمِعتُ في "لندنْ" : بأنَّ الديكَ ماتْ !
بالطائراتْ
و بأن طائرةً تدُكُّ بكلِّ ليْلهْ
"مِلْيونَ " ليلهْ !
و بأنَّ مسْئولاً رقيعًا !!! في وزارةِ حربِ أمريكا يقولْ :
[ الطائراتُ تدمِّرُ الليلاتِ لكنْ شهرزادُ تعود تحكي كل ليلهْ
بِحَمِيَّةٍ عربيةٍ "مليونَ " ليلهْ !
و بذاكَ تصبحُ شهرزادُ بشحمِها و بلحمِها هدفًا مباحًا عسكريًّا

وأما الصفحة الأولي لجريدة الغد فتتصدرها:"حسن نصر الله... رجل في زمن الأنوثة، الشارع يرشح جاك شيراك أمينا عاماً لجامعة الدول العربية، الحكام العرب ماتوا وعلى السرادق كتبوا لا عزاء للعرب".

كتب الدكتور أيمن نور يقول:"رجل في زمن مغرق بالأنوثة، وضع الجميع في مأزق لأنه الوحيد الذي أجاب على السؤال، اللغز الذي كاد أن يطبق على أنفاسنا ونحن نشاهد كل يوم ما يحدث لإخواننا في فلسطين.... ماذا نفعل؟؟

حسن نصر الله أجاب على السؤال بالفعل!! أكد لنا أن الدم الساخن مازال يجري في بعض العروق العربية كما جرى على الأراضي الفلسطينية ".

هذا بعض ما عرضته صحف المعارضة اليوم _ والله أعلم بالنوايا_ وماذا أقول!! نحن لا نستوعب الدرس جيداً ورسبنا في الامتحان عدة مرات لقد اتخذت إسرائيل من العملية التي نفذها حزب الله ضد موقع إسرائيلي واختطاف الجنديين الإسرائيليين ذريعة لإشعال الحرب في المنطقة تماماً كما فعلت والدتها "ماما أمريكا" لضرب العراق وحذفها من المنطقة العربية لتقديمها هدية لابنتها المدللة "إسرائيل".

وعلى الفور بدأ الضرب في جسد الأمة من أعلى ومن أسفل فهنا لبنان وهنالك غزة والضفة الغربية وتعد العدة للزج بسوريا في خضم هذه الحرب ومن بعدها إيران...... وترى من التالي؟!!

إنها كأس يتجرعها جميع العرب الواحد تلو الآخر وتقدمها لنا إسرائيل وليس لنا الحق في الاختيار، إنها تسعى لتنفيذ خريطة إسرائيل الكبرى وحلمها الأوحد "من الفرات إلي النيل موطنكم يا بني إسرائيل".

فهل لنا من يقظة؟؟ هل نستطيع أن ننهض من كبوتنا التي استمرت الكثير والكثير؟؟!!
يوم الأحد القادم ستحتفل مصر بعيد ثورة يوليو فهل نأمل بثورة تحررنا من هذا الاحتلال الغاشم؟!!

ليس الاحتلال دخول الجيوش ولكن الاحتلال هو الهيمنة الفكرية والاقتصادية والسياسية كما قال شاعرنا الشهيد:
قالوا الجـلاء فقلت حلم خيــالـي  ****  لا تأملوا في نيل الاستقلال
ليس الجلاء رحيل جيش غاصب 
****  إن الجــلاء تحطــم الأغـــلال

ها هي يد إسرائيل الغاشمة تمتد لتغتال حرية بل حياة الشعب اللبناني لتفرض عليه شريعة القرصان وترفض حزب الله الذي يشكل جزء من الحكومة اللبنانية التي تخدم جميع طوائف الشعب وفي فلسطين ترفض أيضا الحكومة التي جاءت بها الانتخابات _ التي شهد العالم لها بالنزاهة_ من قبل الشعب الفلسطيني.

ويستمر مسلسل الاغتيالات ولا نمل ولا نتحرك قيد أنملة فهل سوف نجد صوتاً آخر بيننا غير صوت حسن نصر الله _أدامه الله لنا وثبت أقدامه ونصره علي القوم الكافرين_؟؟!!
وهل سوف يكون لنا فعل آخر غير الرفض والشجب والاستنكار؟!!
هل سنظل في جمود وبلا حراك إلى أن تنقض إسرائيل على جميع الدول العربية الواحدة بعد الأخرى؟؟!!
وما دورنا كأفراد لتفعيل أدوار الحكومات وكيف نستطيع أن نوقظ حكامنا من ثباتهم العميق؟؟
وفي الختام أقول قولي هذا وأجري علي الله.

للتواصل: maganin@maganin.com

اقرأ أيضا:
اغتيال الحرية  
اغتيال الحرية (2) 



الكاتب: أ. نانسي نبيل
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/07/2006