إغلاق
 

Bookmark and Share

سبقنا شعبولا، ولكن سوف نبدأ ::

الكاتب: د.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/08/2006


كتب الدكتور وائل مشكوراً، عن دور بعض المستشارين في التفاعل مع الأزمة الحالية للعزيزة لبنان المنكوبة، وفيما يتعلق بما أفعله أنا من خلال الكتابة حول الأزمة في صورة مدونات أو حتى محاضرات تعليمية للمساندة النفسية لتفيد إخواننا الذين يحتاجون إلى تعلمها، للاستفادة منها هناك وسط أهلنا الذين يتعرضون كل دقيقة لأزمة أو كارثة نتيجة لما تمر به بلادهم من حروب..

كل هذا -ورغم كلماته المشجعة لي - لم يشعرني ولو للحظة بأنني أقوم بواجبي كما ينبغي، وهنا أقصد واجبي الذي تفرضه علي مهنتي كأخصائي نفسي، فكنت أعتقد أنه يمكن تكوين وفد منا لنكون هناك في دمشق معززين لإخواننا الذين يقدمون المساندة النفسية للبنانيين الناجين النازحين، كما فهمت من الأستاذة سماح، التي تعمل هناك في محاولة لتكوين فريق للمساندة النفسية، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة -رغم حداثة عمرها -إلى ثقل مهارات هذا الفريق، وقد شرفني الموقع بالتواصل معها لنقل خبراتي لها في هذا الصدد..

حيث أن المساندة النفسية هي جزء انشغل به على هامش رسالتي للدكتوراه في موضوع إدارة الأزمات.. وفي خلال مراجعتي لبدايات فكر المساندة النفسية لمتضرري الحروب والكوارث، ومن خلال قراءتي للتاريخ الإسلامي، يخيل لي أن بداية فكر المساندة إنما ترجع إلى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بالأحرى فإن ما درسته حول فكر المساندة النفسية، والدعم النفسي لا يختلف عن ذلك الذي قدمه أهل المدينة للمهاجرين لهم، راجعوا استقبالهم لهم، ودعمهم النفسي والمادي لهم ستجدون ما أقول..

أما في بلادنا وعلى المستوى العملي، فقد كانت فكرة المساندة النفسية دافعاً لمجموعة من الشباب لتكوين فريق منهم لتحقيقها على أرض الواقع، وكانت بدايتهم كما علمت من الدكتورة رحاب والأستاذ وليد مؤسسي الفريق، منذ عامين، حيث تدربوا على يد متخصصين، وكونوا أول مبادرة في هذا المجال، وللحقيقة لم يتركوا حدث من الأحداث الكارثية التي مرت بها بلادنا إلا وتفاعلوا معها، وكانوا هناك يؤدون دورهم دون انتظار طلب من أحد، فقد كانوا أول من توجه للناس في حادث العبارة الأليم، ثم مساندة البورصة، ثم......

وتجاوباً معهم، وتقديراً لجهود هؤلاء المتطوعين -ولأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً- فقد جاء أحد المتخصصين من فرنسا، وهو د/ لويس، لتدريب هؤلاء الشباب بمستشفى الدكتور سمير أبو المجد، وهذا الأخير قدم لهم من الدعم والمعاونة ما يشكرونه عليه في كل مناسبة أو تجمع، ومازال يتعاون معهم..، وقد شرفني الله بالتعاون معهم في مساندة متضرري البورصة لأرى عيوناً لا أنساها، عيوناً يملؤها الإيمان بضرورة دورهم وأهميته، عيون يملأها الأمل بأنهم موفقون بأمر الله، عيون يملأها التحدي لمن يحاول وقفهم أو تقليص دورهم...

وفقهم الله، وساعدهم على المضي قدماً نحو مزيد من أداء الواجب، ابتغاء مرضات الله..

ولا زلت أنا في انتظار تفعيل دوري أكثر من التوقف عند حد ما درسته ومارسته وأنقله لكم عبر مقالات أو مدونات، ولكنني أعدكم أمام الله وأعد نفسي أيضاً إنني لن أتوقف عند ذلك الحد، فسوف أنزل إلى كل مكان أنقل فيه تلك الخبرات من خلال ندوات ومحاضرات وورش عمل، لمن يرغب في التعلم ، وهذا في نظري أضعف الإيمان، وانتظر أن يتيح الله لي ما هو أكثر وأكثر.. حتى لا نحاسب.

وعلى الرغم من حزني الشديد حينما سبقني شعبولا (شعبان عبد الرحيم) حينما قام بدوره (كمغني!!) فوضع أغنية يرفض بها العدوان الصهيوني على لبنان، ويؤكد على أنه سبق وحذر من ذلك..

أقول على الرغم من حزني هذا وغيرتي على مهنتي التي لم تقم بدورها كما ينبغي حتى الآن، إلا أنني آمل في أن ذلك سوف يحدث قريباً إن شاء الله، حتى لو كان بعد شعبولا!!
دعواتكم لي ولأهل الاختصاص.

*للتواصل:
maganin@maganin.com

واقرأ أيضًا:
الاختيار دائما.......مدفوع الثمن / مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه /الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط  / سامعين أفنان بتقول إيه !!!  / إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم /وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق /
دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات / الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث  / مؤتمر قومي لطب الكوارث!  / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة /شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد /  تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله/ اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب /رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / قانا...مذبحة إسرائيلية جديدة  / ساخن من لبنان: دفقة أمل(1) / الإعلام الشعبي 30/7/2006  



الكاتب: د.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/08/2006