إغلاق
 

Bookmark and Share

هكذا لبنان يمنحنا نصرًا ... لا نستحقُهُ! ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2006

 

ما تزال الأحداث تثبت أن ما قاله نصر الله، نصرهُ الله هو الذي بإذن الله يحدث، ما تزال إسرائيل تتراجع ولا تكاد تجد ما يسترُ عورتها لا هي ولا خلانها في الإدارة الأمريكية، كم يمتزج الألم بالزهو وبالفرحة كم يألمُ المنتصر وهو يجزُّ على الثبات والنضال وما هكذا ثقة إلا ثقة الواثق بنصر الله سبحانه وتعالى، نعم فالمقاومون في لبنان واثقون بنصر الله وهكذا الشارع اللبناني كما تبين لي بوضوح مدونات دفقات الأمل الساخنة من لبنان، هم رغم آلامهم وجروحهم النازفة من كل نوع هم صامدون مجتمعون على المقاومة إما مشاركة أو نصرا...... الله ما أجملك يا لبنان!

يوم الخميس الماضي وبينما نحن في اجتماع المستشارين في إسلام أون لاين أرسلت إلى الأستاذ فؤاد عيسى وهو أحد علامات تليفزيون المنار التي يعرفها من يظهرون على شاشتها- وهو الوحيد الذي وجدت رقمه عندي من كثيرين أعرفهم في لبنان، -ولا داعي لقص تفاصيل خيبة نقل الذاكرة الإليكترونية من محمول لمحمول، وربما أجد النسخ الورقية من تلك الأرقام يوما-....... المهم أنني أرسلت رسالة إس إم إس له أسأله عن حاله وحالة الناس وأدعو له بالنصر، بالمناسبة أنا لا أذكر كلمات رسالتي تحديدا لأنني لم تكن لدي ثقة بأنها ستصل خاصة وأن أحد المستشارين قال لي المحاميل لا تعمل في بيروت،............ ولكنها بفضل الله كانت تعمل، وإن هي إلا دقائق وجاءتني منه:

"شكرا لاتصالكم، وكما قال لي أكاديمي خليجي يكفيكم شرفا وعذرا أنكم صمدتم أكثر من ستة أيام، وها نحن في اليوم 23، شكرا لكم"......................... ثم أتبعها وبعدها بدقيقة جاءت منه رسالة إس إم إس أخرى ذكر فيها تليفونات القناة وبلغنا سلامه قائلا وسلامي لكم.

أصبحت أكثر جرأة على النفاذ بمكالمة إلى لبنان ولم أستطع منع نفسي من ترك الاجتماع لعدة دقائق وهاتفت فؤاد فيها من واحدة من شرفات إسلام أون لاين، وقلت له كيف حالك يا أستاذ فؤاد؟ وكيف حال الجميع عندكم حسن برجي -هو السائق الذي رافقني خلال رحلتي الثالثة للبنان حين سجلت حلقة من "نافذة على المجتمع"-وكيف حال الأستاذ توفيق سلوم -وهو من صاحبني في عشاء في واحدةٍٍ من أروع وأخصب ليالي بيروت الثقافية حدثني فيها عن وجهة نظره في موضوع حلقة البرنامج الذي يعده-، وطلبت منه تبليغ سلامي إلى الأستاذة سوزان مقدمة البرنامج، والأستاذ على زلزلي مدير إدارة البرامج الاجتماعية في ذلك الوقت، وقال لي أنه تركه للتو.... فحمدت الله ثم عاتبته قائلا: ما شككت يوما في قدرتكم على الصمود.....

أنا أعرف واستطعت أن أستشف خلال صحبتي لكل من رأيت في تليفزيون المنار أنكم ستصمدون حتى النصر وأنكم عن جدٍّ مختلفون ومتقدمون ببون شاسع عن غيركم من أمثالكم في الدول العربية الأخرى، يا أخ فؤاد لعل الأخ الخليجي لا يعرفكم ولا يعرف ما بلغه حزب الله على المستوى السياسي والثقافي والتقني، ولا يدرك ثقافة المقاومة التي بثها حزبكم في المجتمع اللبناني، لعله لم يركم، فضحكَ وقال أنا أحكي معك الآن وصوت القصف طائراتٍ وصواريخ فوق رؤوسنا ونحن صامدون........... وبمنتهى الصدق لا أذكر بقية المكالمة، ربما كنت أتسمع أصوات القصف.... وربما تصورت نفسي مكانه في بيتي أمسك زوجتي وأولادي بين يدي ولا أعرف هل أو متى سأقصف! لكنني دعوت له بالنصر هو وكل اللبنانيين، وأحسب أن الجميع مثلي يدعون.

واليوم صباحا كنت أكلم ابن عبد الله لأوصيه بأن يكتب لمجانين أو يرد على المستشيرين وهو قادم في القطار إلى الزقازيق، لكنه أبلغني بأنه بدأ إجازته الصيفية ولن يحضر كل هذا الأسبوع، شكرا يا ابن عبد الله هل عرفت بمذبحة القاع؟ وهل عرفت بأن التراجع بكل خزي أصبح حال أمريكا وإسرائيل وأن فشلهم ما يزال يدوي بينما يصدق نصر الله للمقاومين فاجأني أنه لم يسمع فقلت له ضربت إسرائيل مكانا لتحميل الخضر والفاكهة على حدود سوريا في لبنان في بلدة القاع وكانت الحصيلة 33 قتيلا وعددًا قليلا من الجرحى! وكلهم مدنيون عمال ومزارعون ونسوة وأطفال- أما حزب الله فأفشل عملية إنزال جنوبي صور وقتل وأصاب جنودا إسرائيليين..... الله أكبر...

كذلك اقتربت صواريخه من تل أبيب هم بوضوح منتصرون ويتقدمون بفضل الله في اتجاه نصر كبير آخر،......... فسألني أحمد هل سمعت كلام نصر الله عن الإعلام الشعبي؟ وهي الفكرة التي دعوت لها من على مجانين في مدونتي عن الإعلام الشعبي،...... قاطعته معاتبا: كيف ستغيب أسبوعا يا أحمد؟؟ وكيف لم تنبهني وأنا معك.... فقال لي أنا مشغول أنا أشعر أنني في حرب حقيقية قلت له وهكذا أنا... فقال لي ونصر الله لبنان يعطينا نصرا لا نستحقه قلت صدقت!، ولا أذكر إن كنت قلت له كيف أن فنزويلا تقطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب ضربها لبنان بينما حكامنا الخصيان لا يجرؤون على مثل تلك الخطوة!....... فعلا هو فعلا نصر تمنحنا إياه يا لبنان على أيدي مقاوميك وفعلا نحن فعلا لا نستحق أي نصر!......... والمجد للمقاومة والمقاومين.
السبت 5/8/2006

*للتواصل:
maganin@maganin.com

واقرأ أيضًا:
الاختيار دائما.......مدفوع الثمن / مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه /الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط / سامعين أفنان بتقول إيه !!!  / إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق / دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات
 / الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث / مؤتمر قومي لطب الكوارث!  / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد/ تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله/ اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / قانا...مذبحة إسرائيلية جديدة / الإعلام الشعبي 30/7/2006 / سبقنا شعبولا، ولكن سوف نبدأ / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / قانا وما بعدها بيروت يصل ويسلم 



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2006