إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية:أيام بيروت السينمائية ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/09/2006


المشهد الأول: ليل خارج النافذة... تخبط عجلات الطائرة أرض مطار بيروت فتضطرب مشاعري ولا أفهم لما هذا التأثر.. ثم نقف للهبوط من الطائرة فأرى فتاة مهووشة الشعر على موضة المراهقات في الرابعة من عمرها وهي تهتف لبنان يا ماما لبنان فأود تقبيلها لكني أحجم وندخل المطار فأجد سجائري بالسوق الحرة في أحدث إصداراتها وأحدث صديقي القنصل المصري الذي كان بانتظاري عن الورود التي يستقبل بها الأهل ذويهم العائدين فيبتسم كأصحاب الخبرة الطويلة التي أصبحت رؤيتهم أكثر عقلانية "شفنا تقبيل الأسفلت والرخام ومن ده كتير" وأركب السيارة فأجد إعلانا تجاريا يقول "واحد لكل واحد والبلد للكل.. البلد لكل البلد" وآخر لمنتج آخر اسمه الشمس ربما كان جريدة "الشمس.. صوت المجتمع المدني.. صوت المواطن في وطن لا في طائفة"...

وهكذا في كل مكان بما يوحي بالخوف من الفرقة أو الانفجار وهو أمر وارد رغم مهرجان الانتصار.... وأجلس مع الأصدقاء بمقهى جديد اسمه تاء مربوطة "ة" وهو مكان كان يستخدم وقت الحرب لتجميع مواد الإغاثة وقرر الشباب تحويله إلى مقهى ويوم الافتتاح عزمونا على المشاريب شرط أن نحضر معنا كتابا أو أكثر كهدية للمكان.. "تلك لبنان التي تعلمني العمل على القادم لا البكاء على الأطلال" وأتقابل على الترويقة أي وجبة الإفطار مع صديقين شيوعيين يناصران المقاومة وحزب الله ويشهدان لنصر الله بكل خير ويعترفان أن ذلك لن يمنعهم من أن يكونوا أول المناهضين لحزب الله وأن أولى معاركهم بعد الاستقرار هي مناهضة الطائفية والدولة الدينية وفي ذات الوقت يتهمان جماعة أربعتاشر آذار بالخيانة والعمالة للصهاينة والأمريكان.

وهو اتهام ظالم من وجهة نظري، ولا يمكن أن يستمر منطق تخوين كل من نختلف معه، وقوى 14 آذار صاحبة الأغلبية البرلمانية والتي حققت نصرها السياسي في الانتخابات الأخيرة انطلاقا من موقف معارضة الوجود السوري في لبنان تبني موقفها المعارض لعملية حزب الله التي قادت إلى الحرب الأخيرة من منطلق حسابات سياسية داخلية ورؤية وطنية يمكن الاتفاق والاختلاف معها دون تخوين، كما أتقابل مع القائمين علي أيام بيروت السينمائية وكلهم شباب كان له دور فعال بكل الأشكال أثناء الحرب عدا حمل السلاح... شباب أدى دوره ولا يزال رغم رفضه للحرب...

وأنزل على الضاحية الجنوبية والمربع الأمني حيث مقار حزب الله فأرى الخراب والدمار وأرى التصويب الدقيق على الكباري والبنايات فهم أي الاسرائليين يقصفون مثلا الكوبري من الوسط ويتركون المطلع والمنزل بلا فائدة... تدمير دقيق التصويب بما يؤكد أن ضرب ملاجيء الأطفال كان بالضرورة مقصودا.... ويلفت نظري عم أحمد سائق التاكسي إلى أن قاعة الاحتفالات الرئيسية قد استهدفت ثلاث أو أو أربع مرات؟؟!!

وينصحني صديقي الماروني بعدم الانغماس في السياسة والالتفات إلى العمل الخيري لأن الكل يظلم ولا حل برفع الظلم إلا بالعمل الخيري.. وأفشل في تدبير زيارة إلى الجنوب فتبتسم "هانيا مروة":"لا تقلقي أمام إعادة إعمار الجنوب وقت طويل وسيظل الكثير الذي يمكن أن تريه في زيارتك القادمة".

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية:هل للمريض العقلي...؟ / اعترافاتي الشخصية: حرية الإعلام / اعترافاتي الشخصية(لا للفساد..لا للتعصب) / اعترافاتي الشخصية:"الوعود التي لا تتحقق" / اعترافاتي الشخصية:ميونخ / إعترافاتي الشخصية:تحيا الثرثرة / الهروب من الصراع / اعترافاتي الشخصية بثينة تتألم / ماذا لو صدَّق مبارك أنه رئيس منتخب؟ / يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري[1] / إعترافاتي الشخصية مخلصشي..لسه / اعترافاتي:بابا وماما فين يا محمد؟ / اعترافاتي الشخصية: خارج التصنيف / اعترافاتي الشخصية:سيوة التي لا نعرفها / اعترافاتي الشخصية عار علينا يامصريين... / اعترافاتي:فعلا السودانيون أشقاء لنافي القهر / إعترافاتي الشخصية: نحن جمهور واعٍ / اعترافاتي الشخصية:مادلين القبطية / اعترافاتي الشخصية: صديقاتي الوحيدات / الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب / اعترافاتي الشخصية رب ضارة نافعة / اعترافاتي مرثية على أبواب اللجان الانتخابية / اعترافاتي الشخصية:الشفافية هي مطلبي / إعترافاتي: خلاص..يعني..خلاص / اعترافاتي:عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(2) / اعترافاتي الشخصية:أفكارنا السلبية ضرورية؟ / اعترافاتي: جراح الحب لا يمكن تجنبها / كله يشبهللو...وأنا تبع نجيب محفوظ / اعترافاتي اللي يفوت ما بيموت / اعترافاتي الشخصية يا سابل الستر / اعترافاتي الشخصية: إلى هشام ....  / اعترافاتي الشخصية: يحيا البشر  / اعترافاتي الشخصية: مين إللي بيدفع التمن؟  / اعترافاتي الشخصية: فاطمة من دحروج  / اعترافاتي الشخصية: وادي الكباش / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار  / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / اعترافاتي الشخصية: لحظة لإعادة النظر  / جولة في شرايين القاهرة  / أجمل معزوفة ضد الفساد / الضحك قال ياسم ع التكشير



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/09/2006