إغلاق
 

Bookmark and Share

آه لقلبي والقمر إذا دنا وقت السهر ::

الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/05/2004

 


آه لقلبي من قلبي ففي كل مساء يجيء يسألني قلبي، هاهو القمر قد اقترب ظهوره وأحتاجه ليؤانسني وأشكو له تارة وتارة أخرى أرجوه أن يواسيني، ترى هل قلبي أو قلوبكم ترى القمر الآن؟!

وما هو قمركم؟ هل هو قمر العشاق أم قمر الليل؟! ويا ترى لو رأينا القمر الذي أقصده فما هو المطلوب منه؟!!

في اعتقادي أنه قمر لم ولن نراه، قمر يذكرنا بعام" 67" ومن قبلها حرب"48" إنه قمر يختلف عن قمر ليلة الرابع عشر من الشهر العربي، نعم إنه قمر الحرية أعرفتم كم هو صعب؟

وصعوبته ليست لشيء سوى لأنه فقط بعيد المنال محجوب عن الرؤى، أسير مقيد محاصر ولم يجد من يفك أسره حتى الآن، يئن ويتعذب وتعدوه سحب الدخان يحاول أن يذيبها وينفذ ولو بشعاع من نور للأمة العربية ولكنه يتألم ونتألم وتتألم قلوبنا معه فنحن نراه وكأنه في حالة كسوف وهو يرانا من وراء ستار ويقاوم سحب الدخان التي تشبه هضاب الثلوج.

إنه فعلا قمر المستحيل!!!

فكل إنسان في بلادنا العربية ينتظر القمر بشكل مختلف، ففي بغداد لا ُيرى القمر أصلا وليست بها سهر فليس هناك سوى العربدة العمياء ومزيد من البلاء والطغيان فأين هي حقوق الإنسان؟!! وها هو قلبي في بغداد يقول يا قمر آتني بأسلحة الدمار لكي يعود الحوار ويعود لبغداد العمار، ويحدث نفسه ثانية أهناك أصلا أسلحة دمار؟!!

آه ثم آه يا بغداد على مجدك الضائع بمهارة الصانع الذي يحارب السراب بإصرار تحت شعار أسلحة الدمار!!!

فما هي حيلتي يا حبة القلب وما وجدها الحكام؟ بعد غياب قمرك أو على الأحرى محاصرته فكم من شباب واعد أتى إلى ترابك الغالي ليقاوم العدوان من دول عربية أخرى ولكننا أمام الاحتلال سواء في أوطاننا نحن الغرباء وأود أن أشتكي بقلبي للقمر الغائب ما حدث للشاب الأردني العربي الشجاع (شبيب) أو الشبيب الذي تحمل قسوة الاحتلال في بغداد، فلقد استشهد الشبيب نفسيا وأنتم تتحدثون عن كرب ما بعد الصدمة لمن استشهد له أخ أو أب أو ابن فماذا عن من استشهد ومازال على قيد الحياة كيف تعالجون هذا بالطبع هناك مليون شبيب وشبيب وهذا هو اسمه، فكيف نكون قادرين على مجرد إعادة ثقته في الحياة، نعم هذا هو الشبيب الأردني العربي الأصل يتوسل إلى الله؟

ويستغيث من يعيد لي كرامتي وأنا زهرة شباب العرب ويئن بحرقة ومرارة وينزف دما من كرامته على عروبته فما فعله به المحتلون لا يصدقه عقل لقد ُوضع الشبيب العربي في أبشع أنواع التعذيب ومواقفه فقد عذبه الاحتلال جنسيا وهو أردني الأصل وليس عراقيا ولكن ذنبه الوحيد أنه عربي فما عاد أبدا هناك فرق بين العراقي والسوري أو المصري أو السعودي فكلنا سواء أمام الاحتلال فكم تلذذوا بعمليات التعذيب الجنسي والنفسي له ويبكي الشبيب عروبته،،،

فيقول لقد قُيدت عاريا لساعات طويلة عقب التحقيق معي!!!!

ووضعت أمام المكيف لساعات طويلة ثم سكبوا الماء المثلج علي لمدة أطول!!!! ثم وضعوني في زنزانةٍ مظلمة كأنها القبر بلا تهوية وليس بها سوى الظلام فلماذا نحن نطالب بحقوق الإنسان وهناك من يفعل هذا وأكثر بالشبيب والعرب؟!!!

فمن استشهد يعالج أهله علاج ما بعد الصدمة بفقده ولكن كيف يعالج من هم في حالة الشبيب؟!!

فهو الشهيد الميت الحي في الدنيا ولم يفارقها بعد فمن يعيد إليه عروبته الجريحة؟!!!

فهو مازال يبحث عن القمر ولكن شتان بين بحثنا وبحثه فهو يبحث عن قمر ذاته وكيانه؟!

ولكننا نبحث عن قمر الأمة.

والقمر الفلسطيني أيضا بعيد عن الواقع تماما، ولكن تراه فقط أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للتراب العربي

آه لقلبي والقمر وهما يتهامسان كخليلين وينزف كل منهما دما ليروي به التراب العربي الفلسطيني عله بعد استشهاد القلوب يولد قمر المستحيل!! وتبتسم قبة الصخرة بعد أن سألت كثيرا القلوب وجميع الأقمار وقالت أنا معجزة الرحمن وخليلي الإسراء ماذا فعل من أجلي الملوك والرؤساء؟!!

فلعل قلبي يجد حديثا يوما مع القمر عن معجزةٍ وسط تعانق بين أرواح شهداء الأقصى مع شهداء بغداد، نعم فأرواح الشهداء متوحدة لكن العرب في فرقة دائمة ينتظرون القمر المستحيل.

اقرأ أيضا
الحلم تحت القصف



الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/05/2004