إغلاق
 

Bookmark and Share

العقل والروح ::

الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/06/2004

 

هناك رسول بين القلوب العربية وبعضها ولكن أي قلوب يا ترى؟!!

أنا أراها قلوب الأدباء والشهداء فما رأيكم؟

فجرح بغداد ينزف في القاهرة، ويا لها من أنات يتهامس بها الجريحان الفرات والنيل ويتساءلان هل مازال حلم الاحتلال من النيل للفرات؟!!

وشهيد بغداد يعانق شهيد فلسطين فيتصدع النيل من حرارة اللقاء، وآه ثم آه أرواح الشهداء تتآلف وتتعانق حقا إنه الوفاء، وفاء الشهيد حيا أو ميتا إنها الوحدة الضائعة فأرواح الشهداء تتعانق وتصرخ ساخطة، الوحدة يا عرب ولكن الصوت خافت يائس لا يرى سوى الفراق بين الدول العربية؟!!! ارحمونا يا قادة لماذا قمة تونس مرة أخرى، أنا أرى أنه عندما ألغيت القمة في المرة الأولى كان أشرف لها من أن تعقد ثم تفشل وتجوب الفضيحة العالم كله ليشمت الغرب الملعون فينا!!

ولكن في أي جسد يسمع الجرح العراقي الفلسطيني؟!!! أيكون التسميع في جسد المستهترين أم الحكام اللذين يعيشون حياة فاخرة وبالتأكيد داخل القمة تطفو المصلحة الشخصية على السطح كالعادة فيضيع الأخضر واليابس، فقط القادرون على العطاء والإبداع والفداء هم الذين يئنون ألما من نزيف جرح بغداد وآلام الشهداء في فلسطين أيضا؟!!

يا عرب قبة الصخرة تناديكم وتصرخ ألما وتقول من هولها( أنا معجزة الرحمن وقبلة الإسراء، ماذا فعل من أجلي الملوك والرؤساء فإذا عقدوا قمة فالقمة داء وليس دواء )، فعلا القمة شجب واستنكار!!!

ثم اعتراض على نوعية الاستنكار وليس على عدم شرعيته؟!! أو منطقيته وكأننا خلقنا لنكون عاجزين مستسلمين ملقنين تلقين الساعة عليه مفطومين نشجب ونستنكر ولا نقاطع. وهمنا غذاؤنا المستورد من الغرب!!!

لا أدري ماذا أقول؟!!

أأقول شكرا على مواقعكم سواء كان القصد إسلام أون لاين أو مجانين  فالعالم كله يقولها من وحي الشعور بالإبداع والفن ولكن الآن بالعقل لا مجال لمسح الجوخ كما يقولون. فجودة الكلمات تعلن عن نفسها مباهية العالم بالعقل المصري المتدبر الثاقب فلا مجال للمدح لأن المجهود والهدف من وراء هذه الكلمات أكبر من أن يمدح أو يخلد ولذلك اسمحوا لي أن أبعث إليكم بآرائي المتواضعة، فلقد قرأت رد الدكتور أحمد عبد الله على مشاركتين بخصوص القضية الفلسطينية. دعم الصمود "الفلسطيني": معركة الإنسانية
على صفحة مشاكل وحلول للشباب بموقع إسلام أون لاين . وقرأت له االجهاد في متناول الجميع على موقع  مجانين

أولا: قل لي بالله عليك يا دكتور أحمد أنا أعرف جيدا إحساس الكاتب عندما يكتب شيئا يحسه وهو صادق في التعبير عنه لقد جربتها كثيرا وفي كل مرة أحاول كتابة شيء في موضوع فلسطين بالذات بيني وبين نفسي أشعر بإحساس غريب ممتع ومؤلم في نفس الوقت وبين المتعة والألم كانت تولد كلماتي بفضل الله.

يا إلهي... يالها من أحاسيس صادقة لقد شعرت أثناء قراءتي لرد سيادتك أنك إنسان قادم بثورة داخله، غليان مماثل للعظماء الذين قد سبق الحديث عنهم في رد سيادتك على المشاركات والمشكلة الأصلية ولذلك دفعني فضولي وإحساسي العميق بالكلمات لأتساءل وأقول لنفسي ربما هو الحس القومي في كلماتك!!!

الذي افتقدناه منذ عهد العظماء والمناضلين القدماء كما قلت سيادتك وأسعدني جدا ذكرك لرموز الأمة من المناضلين لكي يكونوا حافزا ودرسا يحتذى به ولذلك أستحلفك بالله مرة أخرى أن ترد على سؤالي وهو:

كيف كان شعورك كإنسان وأنت تغزل هذه الكلمات وتعزف على الوتر الحساس لحن الوفاء؟! وما هي حالتك النفسية أثناء الكتابة صفه لي من فضلك بتركيز واسترجاع؟

وما هو هذا الإحساس الذي يولد كل هذا الإبداع ؟!!! ترى أهي المعاناة من وجهة نظر سيادتك بسبب ما تمر به الأمة أم أنها شحنة ثائرة ضد الطغيان ومستترة في نفس الوقت!!! فالرد يحمل معاني كثيرة ولا أحد يقدر على التحديد إلا أنت؟!

والكلمات لمناضل وطني وليست لطبيب نفسي وحسب، فهنيئا للطب بالأدب والنضال وهنيئا للأمة بالإبداع.

أنا مشوشة الذهن الآن وتتزاحم أفكاري وهذا ليس لسبب معين ولكني لا أستطيع تجميع أفكاري من هول المعاناة العربية وفي نفس الوقت الانبهار بهذا المستوى  الذي يخرج من كاميرا قلمك الثاقبة إلى قلوبنا مباشرة ولقد قصدت تقديم الكاميرا على القلم، لأنها تصف ذاك الشيء نفسه الرابض في قلوبنا ولم يجد شعاعا من نور وتسلط أنت الضوء عليه.

أعرف أن أسلوبي غير منظم ولكنني في حالة قلق ما بين القمة العربية الحية الميتة غير الكائنة ولا مجدية بالمرة وبين أصفار المتوالية الهندسية العربية؟!!

الآن فقط قد عرفت أن العرب هم أول من اكتشفوا ( الصفر فعلا لقرارات قمم العالم كله) وقممهم الفاخرة بصفة خاصة برغم أن قلبي ينزف دما وتتقطع شراييني مع صرخة كل شهيد إلا أنني أحلم نفس حلمك بأن تنضم فلسطين إلى الاتحاد الأوربي ولماذا لا؟‍!!
ونحن أيضا!!!
ولكن هل يقبل الاتحاد؟!
يخيل لي أنه لا ولن يكون بالتأكيد!!

وأخيرا:

أرجو الاعتذار للكاتب والأديب الكبير نجيب محفوظ مؤلف رواية( بين القصرين )لأن العرب لديهم اتزان في الوزن والقافية أثناء سيرهم بين الصفرين وليس بين القصرين فلقد التزم العرب بالوزن والقافية ولكن المعنى يختلف أمام إنجاز العرب الرائع وإصرارهم على أنهم أول من اكتشفوا الصفر وأبوا إلا( أن يكون على اليسار )وهذا يكمن في قيمة القمة الحقيقية وهنا أهدي إلى عالمي العربي عله يفيق بهذا الرثاء الحر: لشاعر عظيم هو الشاعر أحمد مطر

بعد ألفي سنة
تنهض فوق الكتب نبذة

عن وطن مغترب تاه في أرض الحضارات
من المشرق حتى المغرب

باحثا عن دوحة الصدق ولكن
عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب

جثمان النبي مات مشنوقا عليها بحبال الكذب
!!
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب

لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب
"عاش حزب ال... يسقط الخا... عائدو... والموت للمغتصب "!

وعلى الهامش سطر
: أثر ليس له اسم

إنما كان اسمه يوما بلاد العرب
!!!

أرجو تقبل الأسف على الإطالة ولكنني لم أتروَ وتسرعت في كتابة مشاركتي وخاصة بعد أن قرأت مقال فلسطين..... الجهاد في متناول الجميع، للدكتور  أحمد عبد الله ، ووجدته بنفس الروح و المعنى والوفاء، وأنا على يقين أن كلماتك كانت تستحق مستوى أرفع من الكتابة وأعلى من التعبير والمشاركة بالإحساس ولا أدري لماذا تسرعت ربما هي وحدة الألم الذي يجمع الكثير من العرب المتوحدين من حيث الألم جعلتني أتسرع في المشاركة وأكتبها هكذا فبالتأكيد الخيرة فيما اختاره الله

وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


اقرأ أيضا
الحلم تحت القصف
/آه لقلبي والقمر إذا دنا وقت السهر/همسات العين...وقلب الحجر/الكرسي والسجادة الحمراء



الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/06/2004