نسخة للطباعة لمقال من موقع مجانين.كوم

عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4


د. محمد شريف سالم

عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك3 

الخطوة الرابعة: Step (4) Reevaluate (أعِدِ التقييم):
إن هدف الخطوات الثلاث الأول هو أن تستخدم معلوماتك عن الوسواس كمشكلة طبية بسبب اضطراب في الكيمياء الحيوية في الدماغ لمساعدتك في إيضاح أن هذه المشاعر زائفة وأن ترفض أن تأخذ الوساوس والإلحاحات كأمر واقع لتتجنب القيام بالفعل القهري والطقوس وتعيد تركيز انتباهك على سلوك بناء، ويمكن أن تفكر في هذه الخطوات كفريق يعمل معا، وعندما تعمل معا هذه الخطوات الثلاث يكون أكبر منه وهم منفردين.

كنتيجة لهذا فإنك سوف تعيد تقييم هذه الأفكار والإلحاحات التي وقبل العلاج السلوكي سوف تجعلك تقوم بالسلوك القهري، بعد التمرين الكافي من خلال الخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا على أن تقلل من قيمة وأهمية الأفكار الوسواسية والإلحاحات القهرية.

لقد استخدمنا مفهوم فيلسوف القرن الثامن عشر آدام سميث للمشاهد المحايد لنساعدك في فهم وبوضوح ما تطمع إليه باستخدام الخطوات الأربع للعلاج المعرفي الحيوي السلوكي، لقد وضح للمشاهد المحايد كشخص بداخلنا، نحمله معنا في كل وقت، شخص واعي لمشاعرنا وحالتنا وظروفنا وأحوالنا.

عندما نبذل مجهودا لتقوية قدرة هذا المشاهد المحايد على رؤية الأشياء بطريقة صحيحة نستطيع أن نستدعيه في أي وقت، أي وبدقة أكثر نلاحظ أنفسنا ونحن نعمل أو نستطيع أن نشهد على أنفسنا وعملنا ومشاعرنا كما يفعل أي شخص آخر ليس له علاقة بالأمر، أو غير مهتم. قال سميث: نفترض أننا أنفسنا مشاهدين على سلوكياتنا.

إن الحفاظ على هذا المفهوم: مثل الوعي العميق، عمل صعب وشاق خصوصا تحت الأحوال المؤلمة ويحتاج أكثر المجهودات مشقة وتعبا، فهذا يماثل المجهود المبذول في الخطوات الأربع.
يجب على مرضى الوسواس القهري أن يعملوا بجدية للسيطرة على الإلحاحات القهرية ذات السبب الحيوي والتي تفرض نفسها على الإدراك والوعي، يجب أن تصارع للحفاظ على وعي المشاهد المحايد، قوة الملاحظة داخله التي تعطيك الاستطاعة على حد الإلحاحات المرضية حتى تبدأ في الضعف والاختفاء.

يجب على مرضى الوسواس القهري أن يعملوا بجدية للسيطرة على الإلحاحات القهرية ذات السبب الحيوي والتي تفرض نفسها على الإدراك والوعي، يجب أن تصارع للحفاظ على وعي المشاهد المحايد، قوة الملاحظة داخله التي تعطيك الاستطاعة على حد الإلحاحات المرضية حتى تبدأ في الضعف والاختفاء، يجب أن تستخدم معلوماتك أن أعراض الوسواس القهري ما هي إلا إشارات لا معنى لها ورسائل زائفة من الدماغ حتى تستطيع أن تعيد التركيز وتنقل الحركة، اجمع مصادرك العقلية التي تحتفظ بها دائما بعقلك "أنه ليس أنا بل مرض الوسواس القهري إنه ليس أنا ولكنه الدماغ"؛

وبرغم أنك وفي المدى القصير لن تستطيع تغيير مشاعرك، فإنك تستطيع تغيير تصرفاتك وبهذا ستجد أن مشاعرك تتغير أيضا بمرور الوقت، إن الصراع العنيف سوف ينتهي إلى، من المسئول هنا أنت أم المرض، حتى عندما يقهرك المرض وتستسلم وتقوم بالعمل القهري، يجب أن تدرك أنه ليس إلا المرض، وتأخذ على نفسك عهدا بأن تجاهد بصلابة أكثر المرة القادمة مع السلوك القهري، ببساطة أن ملاحظة قاعدة (15) دقيقة بثبات وبإعادة التركيز على سلوك آخر، دائما تسبب خطوة إعادة التقييم أن تسهم في العمل مما يعني أن تدرك أن الشعور لا يستحق الانتباه ولا يؤخذ كأمر واقع، متذكرا أنه المرض وأن سببه اضطراب طبي، النتيجة هو أنك تقلل من قيمة شعور الوسواس القهري.

بالنسبة للأفكار الوسواسية يجب عليك أن تعزز هذه الطريقة بإعادة التقييم بطريقة أكثر نشاطا: هناك خطوتان مرعيتان: توقع، وتقبل، وعندما تستخدمهما فإنك تعيد التقييم بنشاط.

التوقع
يعني أن تكون جاهزا ومستعدا: تعرف أن الشعور آت، استعد له لا تأخذك المفاجأة.

التقبل
تعني لا تبدد الطاقة بقهر نفسك لأنه لديك هذه الأحاسيس السيئة، أنت تعرف سببها ولهذا عليك الالتفاف حولها.
مهما كان محتوى وسواسك: عنف أو جنس أو أمور أخرى كثيرة، أنت تعرف أنها تحدث مئات المرات في اليوم، أنت تريد ألا تتعامل معها كل مرة كأنها مرة جديدة أو شيء غير متوقع، ارفض أن تصدم بها، ارفض أن تهزمك بتوقع أفكارك الوسواسية الخاطئة، ستتعرف عليها لحظة حدوثها وتعيد تسميتها في نفس اللحظة وأيضا ستعيد تقييمها في الوقت ذاته، عندما يحدث الوسواس ستكون مستعدا: ستعرف (إنها أفكارك الوسواسية الغبية) إنها بدون معنى، إنه فقط الدماغ: لست في حاجة لأن أعيرها انتباهي، تذكر أنك لا تستطيع أن تجعل الأفكار تختفي وأيضا لا تحتاج لأن تنتبه لها، تستطيع أن تتعلم أن تتقدم إلى سلوك آخر.. لا حاجة لأن تستغرق في الأفكار، تقدم للأمام، هنا تأتي القاعدة الفرعية الثانية: تقبل، أهملها، واستغرق في أشياء أخرى، لقد علمت من الخطوة الثانية أن هذه الوساوس المزعجة سببها مرض الوسواس القهري ولها علاقة باضطراب الكيمياء الحيوية بالدماغ.

في الخطوة الفرعية: التقبل: أنت تدرك هذه الحقيقة بعمق وربما بطريقة روحانية، لا تقهر نفسك، لا معنى لأن تنتقد نفسك وتنتقد دوافعك الداخلية لمجرد وجود اضطراب في الدماغ.
وبتقبل وجود الوسواس بالرغم عنك وليس بسببك: تستطيع أن تقلل هذا الضغط الرهيب الذي يسببه تكرار الوساوس.

إنما تذكر: أنه ليس أنا، إنها الوساوس، إنه ليس أنا ولكنه دماغي لا تشنق نفسك في محاولة لجعل هذه الوساوس تختفي لأنها وعلى المدى القصير لن تفعل المهم ألا تفكر بعمق أو تتأمل وكذلك لا تتخيل توابع هذه الأفكار المقلقة لا تعد أي اهتمام لهذه الأحكام السالبة والتي تحط من قدر هؤلاء الناس الذين لديهم مثل هذه الأفكار.

للوساوس: قاعدة (15) دقيقة يمكن أن تصبح أقصر إلى دقيقة واحدة أو حتى (15) ثانية ليس هناك حاجة لأن تستغرق في مثل هذه الأفكار حتى ولو كانت مازالت تتسكع داخل دماغك، مازلت تستطيع بل يجب أن تستمر وتتقدم إلى الفكرة التالية والسلوك التالي، بهذه الطريقة إعادة التركيز يكون بمثابة المهارة العسكرية.

إن الفكرة الوسواسية أو الإلحاح الفكري في غاية القوة وأيضا في منتهى الغباء إذا وقفت في مواجهتها وحاولت إخراجها من دماغك فستغلبك في كل مرة.
يجب عليك أن تتجنبها وتلتف حولها وتتقدم إلى سلوك آخر، إنك تتعلم أن تستخدم فطنتك وذكاءك في مواجهة هذه القوة.
الدرس هنا ليس مجرد التغلب على المرض بتحمل مسئولية عملك.
بل بتحمل مسئولية عقلك وحياتك.

الخلاصــة
نحن مرضى الوسواس يجب أن نتمرن على أن نأخذ هذه المشاعر كحقائق ثابتة، يجب أن نتعلم أن هذه المشاعر تضللنا بالتدريج ولكن بصلابة، سوف نغير من ردود أفعالنا لهذه المشاعر ومقاومتها، لدينا نظرة أخرى للحقيقة. بهذه الطريقة نحصل على بصيرة جديدة للحقيقة.

نحن نتعلم أنه حتى هذه المشاعر المتطفلة المقاومة والمستمرة سوف تتراجع لو نحن لم نهاجمها، وبالطبع تتذكر دائما أن هذه المشاعر سوف تشتد، وتهزمنا، عندما نستسلم لها.
"يجب أن نتعلم أن ندرك كنه الإلحاح القهري ونقاومه"

وخلال قيامنا بهذه الخطوات الأربع كطريقة للعلاج النفسي السلوكي، نحن نضع أساسا لبناء سيطرة النفس الحقيقية وفق السيطرة على النفس. من خلال المقاومة البناءة لمشاعر وإلحاحات المرض نحن نزيد من تقديرنا لأنفسنا وتجاربنا وإحساسنا بالحرية، وقدرتنا على القيام بخيارات واعية ومن أنفسنا سوف تزداد.

وبفهم هذه العملية التي من خلالها نقوي من أنفسنا لمقاومة المرض، وبتقدير السيطرة التي نحصل عليها من تدريب الدماغ للسيطرة على الوسواس والإلحاح القهري وردود الأفعال الأوتوماتيكية لهذه الأفكار والمشاعر حق التقدير نحصل على بصيرة عميقة لكيفية الرجوع لحياتنا الحقيقية، إن تغير كيميائية الدماغ هو بمثابة نتيجة سعيدة لهذه الأفعال المؤكدة.
إن الحرية الحقيقية تقبع على جانبي طريق الإدراك الواضح الجلي للاهتمام بالنفس الفطري.

ملخص سريع
الخطوة الأولى: إعادة التسمية Relable:
الأفكار الوسواسية والإلحاحات القهرية نتيجة لمرض الوسواس القهري.

الخطوة الثانية إعادة العزو Reattribute:
إن شدة الأفكار وتطفلها وكذلك الإلحاح القهري بسبب المرض غالبا لها علاقة باضطراب التوازن لكيمياء المخ الحيوية.

الخطوة الثالثة إعادة التركيز 
Refocus:
التف حول الوساوس بإعادة تركيز الانتباه على شيء آخر على الأقل لبضع دقائق، ثم بفعل شيء آخر.

الخطوة الرابعة إعادة التقييم Re-
evaluate:
لا تأخذ الوسواس القهري كقيمة وحقيقة ثابتة إنه ليس له قيمة في حد ذاته.

Jeffry Schwatz, Brain Lock.
Four steps

الخطوات الأربع لجيفري شوارتز

واقرأ أيضاً:
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا / علاج الأفكار الوسواسية / الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس القهري