إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   شيلان 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الامارات 
عنوان المشكلة: فراغ أم اكتئاب 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية 
تاريخ النشر: 30/05/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما سألت نفسي سؤالا لمَ أنا مختلفة عن الآخرين؟ مثلا هنا في المنتدى الفتيات صاحبات رسالة و كل واحدة هنا تعمل بكل همة ونشاط وقضيتها هي الإسلام، لم أقرأ يوما عن فتاة مشكلتها الرئيسية مع أهلها وعدم الوفاق بينها وبينهم وإنما مشكلتها الرئيسية هي عمل شيء للإسلام، لم أقرأ يوما عن فتاة كتبت لنا هنا عن أن لديها فراغا عاطفيا لا تعرف كيف تملؤه؟؟ لم أقرأ هنا يوما عن فتاة مشكلتها كيف تتعامل مع الآخرين؟؟ لا أدري لمَ أنا بهذه البلاهة وهذا الغباء والعجز والكسل؟ لمَ الإحباط يملؤني؟ لمَ إيماني واستقامتي بين مد وجزر؟؟ لمَ علاقتي بالآخرين يوما حلوة عشرة مرة؟ لمَ يحيط بي الفراغ من كل جانب ولا أستطيع أن أفر منه؟؟

حتى الأصدقاء يوما أبتعد عنهم وأنفر منهم ومن تصرفاتهم ويوما يجتاحني الألم من وحدتي وأحاول أن أعود إليهم ولكن بعد أن أحدثت شرخا وقضيت على علاقتي بهم. أهلي لا يتعبون من كثرة أن يعيبوا علي ويستهزئوا بي ويصغروا من شأني دائما وأبدا ودائما أنا تلك الغبية عديمة العقل كثيرة الأخطاء والمشاكل وأنني أنا تلك المصلحة الاجتماعية التي نسيت أن تصلح نفسها واهتمت بالآخرين، وإن تكلمت مع أحد هذا يعني أنني خسرته ولا أدري لمَ أصبح هم الناس الدنيا من مالها ومتعها ونسوا آخرتهم؟

أما بالعمل لا أجد أحدا أحكي له، الكل يحسدونك ويتمنون زوال نعمتك وينتظرونك أن تخطيء حتى يقولون "عمى" أي أنك أبله وها نحن كشفنا مدى غبائك إن نسيت مشاكلك التي من حولك ستجد مشاكل بلدك التي لا تستطيع أن تبلع أي مسكن حتى تنساها وإن نسيت مشاكل بلدك لن تستطيع أن تنسى مشاكل أمة حبينا محمد صلوات الله عليه وما نجد به الناس من حولنا من أفعالهم المشينة ولبسهم المنفر وحالهم المبكي من الفسق والفساد ولا أدري متى سنظل نراقب هؤلاء من بعد ونذرف الدمع عليهم وينزف قلبنا ألماً أن هؤلاء الضائعون من أمة حبيبنا محمد وكيف سيقابلونه ونحن ماذا سنعلل سكوتنا عن حالهم؟

وَمن ثم تجد نفسك مكبلا من كل ناحية تشتعل غضبا من الأحداث السياسية التي تحدث لأمة الإسلام ولا يتحرك أحد من الذين من المفروض أن يتحركوا لإصلاح الوضع الراهن ولكن دون فائدة. وفي خضم كل تلك الإحباطات تجد من يشدك ويأخذك أخذاً لكي تنحرف عن المسار وتصبح عاصيا فاسقا حتى يفرح بك الشيطان. في الحقيقة بالأمس أخذت وقفة مع نفسي أسال نفسي التي طالما أوهمتها أنها صالحة ومستقيمة وأن لي الجنة لأطمئنها ولكن في حقيقة الأمر الجنة ليست لأمثالي، ماذا فعلت لكي أحصل على الجنة؟ ها أنا أضع المكياج ولو خفيفا جدا لكنني لم أستطع أن أؤدب نفسي وأضع العطور المختلفة وأبرر لنفسي أنها من سبيل النظافة والمنظر الحسن وغيرها.

ثانيا أخرج كثيرا لأهرب من مشاكلي وألهو وأمرح وأنا المفروض ألا أخرج حتى لا أتعرض للفتن والمعاكسات أو أثير الفتن بل علي أن أذكر الله كثيرا وأبتعد عن الخروج والتسكع بالأسواق بحجج الكآبة وغيرها. ولكن كيف لي أن أجلس في المنزل وأحتك بعائلتي؟ إنني إن جلست معهم على الفور يشب حريقا في البيت من مشاكلنا معا فأقرر الخروج بعدها أو أعزل نفسي في غرفتي وإن فعلت هذا تقوم القيامة لمَ هي تبتعد عنا أين بر الوالدين أهكذا علمكِ عمرو خالد ولمَ أنت أصلا تسمعينه إن كنتِ لا تطبقين؟ فعلا أنا الآن لا أطبق لأنني سئمت من تعليقاتهم واستهزائهم وكأنني بهذا البعد أقول لهم وأعاتبهم أرأيتم ما فعلتم بابنتكم المسكينة التي تفطر قلبها من الأحزان والحيرة وكيف لي أن أخرج من كل هذا الجحيم؟

أرتمي بين يدي الله وألح عليه أن يُغير لي الحال وأن أُرزق بابن الحلال الذي يُغدقني ويُغرقني بحبه وحنانه اللذين لم أعرفهما يوما في حياتي البائسة والمظلمة. فعلا أنا أتضرع إلى الله وأبكي كل يوم بالليل وأنا أحاول أن أشغل تفكيري وأبعد عنه أن يكرر التفكير بنفس المشكلة التي تؤلمني، والله إنها تؤلمني ولم أعد أحس بالفرحة والبهجة وكأن كل شيء فقد طعمه لدي.

برأيك من لي سوى الله من يملك القدرة غيره أليس هو عليم بحال عبدته الفقيرة؟؟؟؟؟هل علي أن أبقى أعاني طوال العمر؟؟؟؟؟ ولكنني راضية بما هو من عند الله وأعوذ بالله أن أكون من غير الراضين فأنا أحسن حالاً من كثيرين مشردين أو مهتوكين أو عليلين، أنا دائما أُذَكر هذه النفس الجاحدة التي بداخلي أن عليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله.

ولكنها تؤلمني بشكواها وتذمرها وسقوطها في بحر الحزن المظلم ولعلي أجد يوما مرادي قبل وفاتي، ولعل ربي يرحمني ويعيدني إلى رحابه، كم هو مخيف حالي يوما مؤمنة ملتزمة متدينة يملؤها حب الله والشوق للجنة، ويوما غير مبالية بكل هذا بعيدة عن حب الله منشغلة بسخافات الدنيا غير قادرة على أداء ولو أقل العبادات. صدقوني لم أعد أستطيع أن أحب العبادات التي أنا كنت أقيمها، بعضها تركتها ولم أعد أبالي بها وبعضها أفعلها وأنا لست غير شاعرة بشيء.

وعندما أُحاسب نفسي أوبخها وأندم على هذا الشيء الذي أوصلت نفسي إليه، وعندما أقف مع نفسي أسألها ماذا تريدين؟؟؟؟ وما أِنت لاهثة وراءه. ولو تدرون ما هي آخر مصيبة ألحقت نفس بها لاحتقرتموني كثيرا على هذه الفعلة السيئة ولكنني الآن ضعيفة مشوشة كارهة لكل شيء حتى الناس لا أستطيع أن أحبهم مجددا بعد الصدمات التي أنا أصاب بها منهم، وكلما أقدمت على مشروع ديني وجدت الإحباطات والانتهاكات التي قللت من عزيمتي ومحبتي لهذا العمل. لا تصدقون ما حدث مع زملائي في العمل من مشادات بسبب ملصق منع التدخين، وما حدث لي من الجامع من الأمن بسبب توزيع شرائط عمرو خالد وماذا بعد سيحدث لا أدري؟؟

لقد سئمت من كل شيء ولعلي لم ولن أجد جوابا للسؤال بعد لمَ أصبحنا بهذه القسوة وتملكنا الشيطان وغلب على أمرنا وأين ذهبت عزيمتنا وتقوانا؟ حتى عندما تعلقت بببصيص أمل بسيط أعتقد أنه قادر على أن يعيد إلي نفسي وأن أحقق بعض الأهداف التي حلمت بها قوبلت بالازدراء والرفض وعدم الاحترام من قبله أتيته لاهثة باكية وكلي أمل أن يكون ما بداخلة نفس ما بداخلي وأن أضع يدي مع يده ونبني حلما إسلاميا ونحقق رضا الله وإذ به يبعدني عنه ويزيلني من طريقه، أنا السبب تصرفت بحسن نية ونسيت أن الشرقي هو الشرقي وأن آمالي وأحلامي ملكي أنا فقط ونسج خيالي فقط ويبدوا أن الشمعة ستظل مطفئة ولن تشتعل مجددا أبداً لأن هذا الشاب كسرني، لقد كنت آمل أن يكون ما بداخلي نفس الذي به وأن نتكاتف أنا وهو يد بيد، هل أنا مخطئة لقد كانت نيتي أن أحقق حلمي وأن أبني ما كسره أهلي.

لا أدري لقد سئم الفؤاد وأصبح عليلا، هل لي أن أتوسل إليكم بدعوة من قلب مخلص لأختكم السقيمة. ادعو لي والله إنني ومع حالي هذا لم أنسكم لم أنس أن أتصدق لإخواننا الطلبة، لم أنس عند قيام الليل أن أدعو لكم وعند صلاة الفجر أن أدعو لكم وأن أذكركم، لا تبخلوا علي وأنا بهذا الحال السييء. لقد تعبت كثيرا ولعل الموت يأتي يوما ويريحني فإن الدنيا ليست لي بل التراب هو مكاني........ لعله يستطيع أن يملأ تلك النفس التي سئمتُ في ترويضها فهي كالحصان الهائج لا تمل ولا تسأم. أستغفرك يا ربِ وأتوب إليك
14/05/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
على صفحة استشارات مجانين، قرأت رسالتك عدة مرات وأحب أن أرد على كل شكوى ذكرتها في رسالتك على حدة وفي نقاط محدة:

أولاً: "لمَ أنا مختلفة عن الآخرين؟" وهذا أول تساؤل لك، كل إنسان على هذه الأرض مختلف عن الآخرين وهذا من قدرات الله عز وجل ونعمه علينا فلكل منا بصمة إصبع مختلفة عن الآخرين بل وبصمة صوت مختلفة أيضاً، وحتى التوائم المتماثلة بينها اختلافات أيضاً، وفي نفس الوقت يوجد من يشبهك! فمن قال أنه لا يوجد من يعاني من مشكلات؟ هناك كثير ممن لديهن مشكلات مشابهة لكِ فهناك من تشكو من صعوبة التعامل مع الآخرين صعوبة التعامل مع الآخرين: النموذج والعلاج، وهناك من يسأل كيف أكسب الأصدقاء؟ وأعتقد أن ردي عليه سوف يساعدك في تحسين علاقتك بزملائك في العمل، وهناك من تشكو من حزن بلا مبرر ومشكلتها على الرابط التالي: حزن وكسل الحل: ض ح ن فلستِ وحدك من تعاني على الإطلاق!!

ثانياً: بخصوص رؤيتك لذاتك:- أو صورتك عن نفسك والتي تصفينها "بالبلاهة والغباء والعجز والكسل وأيضاً الإحباط وعدم الاستقرار الايماني"، يبدو أن هذه الصورة جزء من نظرتك التشاؤمية للحياة وإلى تلك النظارة السوداء التى تلبسينها!! ولكن أليس هناك جوانب إيجابية في شخصيتك؟ أرى أن الإجابة من خلال رسالتك- أن بك جوانب جميلة منها: البصيرة بمشكلتك وهذا أساس حل أي مشكلة وهو إدراك وجود مشكلة أصلاً، والرغبة فى التغيير وهذا جانب إيجابي لا نجده عند كثير من الناس، وأيضاً القرب من الله والتضرع بين يديه وقيام اليل وصلاة الفجر أدام الله عليك تلك النعم، والاستماع ومحاولة تطبيق بعض ما تسمعينه في بعض الدروس الدينية، الإيجابية ولاحظتها عندما حاولتِ نشر ملصقات ضد التدخين وتوزيع شرائط عمرو خالد، وأخيراً أن تحبين إخوانك في الله وتدعين لهم (أقصد العاملين على صفحتنا) فجزاك الله خير الجزاء حتى كأنني أسمع ملكاً كلما دعوتِ لنا يقول "ولك مثله". ولكن كي تتغير هذه الصورة إلى الأفضل سيتطلب الأمر بذل بعض الجهد لتغيير تلك الصورة "الأبيض والأسود" إلى صورة ملونة أكثر إشراقاً.

ثالثاً: رؤية الأهل لك:- حيث يضبطونك متلبسة بعمل الأخطاء والمشاكل ويعلقون على ذلك تعليقات تؤذي مشاعرك دون أن يعرفوا أن هذه الطريقة في المعاملة لا تساعدك الابن/الابنة على التغيير، وهم ينسون تماماً أن يضبطوكِ متلبسة بحسن التصرف والرد الذى أتصور أنه موجود أيضاً فى علاقتك بهم! أحب أن تصلي إلى الاستنتاج الأخير وتنميه باستمرار لذا عليك واجب وهو أن تضبطي نفسك وأنت تحسنين التصرف والرد عليهم وتكتبين ذلك في مذكرة يومية بمجرد حدوثه، فمثلا إذا أعطتك أمكِ شيئا وقلتِ لها "شكرا" سجلي هذا، وإذا ناداكِ والدكِ للرد على الهاتف وقلت "حاضر" سجلي هذا أيضاَ واقرأي في نهاية اليوم تلك الملاحظات التي سجلتها لتكتشفي أن هناك جوانب إيجابية في تعاملك مع أهلك. ثم زودي تلك الجوانب الايجابية بموقف أو اثنين يومياً وكافئي نفسك على تلك المواقف فأنت تفعلين ذلك لنفسك وليس من أجلهم، ولا تؤنبي نفسك حين يتضايقون منك بل قولي لنفسك لا مشكلة المهم أنني بدأت في العمل على التخلص من هذه المشكلة وبدأت في التحسن.

رابعاً: لديك أعراض اكتئابية:- منها الحزن، والتفكير في الموت، والتشاؤم، وسرعة الغضب، والإحساس بالذنب، وانخفاض الروح المعنوية، وتدني تقدير الذات، والعزلة، وعمق المشاعر. وهذه الأعراض هي وراء كل ما تشتكين منه ولكي تخرجي من هذه الدائرة المفرغة ستحتاجين إلى السير على بعض النصائح الموجودة فى ردي على مشكلة: حزن وكسل الحل: ض ح ن، وأيضاً زيارة طبيب نفسي يكتب لك دواءً مناسبا يساعدكِ على الخروج من هذه الأعراض ومن ثَم تصبح الخطوات التى كتبتها لكِ أيسر في التنفيذ، ويصبح ما أنت فيه مجرد فترة ستنتهي قريباً بإذن الله. أخيراً اقرأي ما كتب في الروابط التالية:
فن العلاقات : وعي غائب ، وفريضة ضائعة
البحث عن الحب والصداقة

كما أحب أن تقرئي رد الدكتور أحمد عبد الله، على مشكلة مشكلات داعية لله !!! والتى أفرد جزءاً كبيراً من رده على السائلة عن كيف يمكن أن تكون الدعوة ميسرة وسهلة وجزءً طبيعيا من حياتنا اليومية من خلال النية الخالصة لله تعالى من الذي من المفروض أن يتحرك في رأيك؟ كلنا يجب أن نتحرك وليس القادة أو الساسة فقط، وهذا التحرك بدأ بالفعل ونراه في الشباب من حونا وفي بعض برامجنا الإعلامية ومواقع الإنترنت، وسيأتي الوقت الذي نجد الحركة أكثر انتشاراً من السكون بإذن الله ما دمنا نتوكل على الله وندعوه ونأخذ بالأسباب كلٌ على حسب قدراته، ومادمنا متفائلين- فأن تشعل شمعةً خيراً من أن تلعن الظلام كما يقول المثل، وتابعينا بأخبار.

 
   
المستشار: د.داليا مؤمن