إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   عبد الرحمن مروان 
السن:  
21
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   الإمارات العربية المتحدة 
عنوان المشكلة: عن البرمجة اللغوية العصبية 
تصنيف المشكلة: أخرى : نفسي تثقيفي Educational 
تاريخ النشر: 03/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


توضيح وتصحيح المفاهيم حول علم الـNLP

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد اكتشفت موقعكم من يومين تقريبا... وبصراحة لا أجيد فن الثناء لأثني على القائمين على هذا الموقع.. وذلك لأنني من القليل جدا أن أقرأ ما قرأت في اليومين السابقين من سهولة في الطرح. وفن في الردود وحل المشاكل.

التوازن الجميل بين المفاهيم... والأهم التوجه الإسلامي الواضح في الفكرة العامة، فأدعو لكم بالتوفيق والسداد، (هذه كلمات كان لابد منها ولو لم تقرأ):

في الحقيقة سعدت جدا بأحد توجهات موقعكم الذي يقوم على استخراج ما في ديننا من أمور تغنينا عن كثير مما كتب المفكرون الغرب في علم النفس وأعماق النفس البشرية، وما فيها من مشاعر وأحاسيس واضطرابات وغيره .. فهذا توجه نادر ويفتقر إلى الكثير من الخدمة والاهتمام لدى المثقفين وعلماء النفس وبالأخص المسلمون والعرب.. وبما أنكم تبنيتم هذا الاتجاه -جزاكم الله كل الخير- أحببت بأن أنبهكم إلى أمر قد كثر الكلام فيه وانتشر بين مختلف الطبقات اليوم وخاصة الشباب وهو ما يسمى بعلم البرمجة العصبية (NLP)..

فقط أرجو منكم إضافة بند من بنودكم يعني بهذا العلم الذي احتار به كثير من الشباب، وأنا بصراحة لم أقتنع به كثيرا لشعوري بأنه علم نتج من قوم لم يقوّموا الدين مرجعا لهم واعتمدوا الذات والعقل والنفس والجوارح كمرجع أساسي فيه (علما بأن بعض أساتذتهم جعل الإنسان هو الإله وهو المشرع وهو كل شيء).. فكان علما فيه من الخير ما ظهر، ومن غير ذلك ما لم تعرف عواقبه إلى الآن..

لقد حضرت عددا من المحاضرات لأناس اختصوا بهذا العلم، من ضمنهم الفقي، الرافعي وغيره ممن كان فيهم أناس (ملتزمون)، ووجدت فيه ما أعجبني.. ولكن وجدت فيه أيضا ما أظنه لا يصلح لنا كأمة إسلامية.. وشعرت بأنه علم فيه الكثير من التحايل والخداع والتهريج باسم اكتساب الأصدقاء والتغلب على العادات والخرافات المتكرسة في العقل، وهذا فعلا ما حصل حين استُخدم هذا العلم في مخططات الحكومة الأمريكية ومراكز القوة لجذب عقول الشعب الأمريكي وخداعهم وتوجيه عقولهم بما أرادت هي أن تتوجهها.. وبعد ذلك بدأت تستخدمه في شراء عقولنا والتحكم بها وتوجيهها بما يناسب مصالحها!!

أكتب هذا لأنني أختلف مع الكثيرين ممن اعتقدوا بأن هذا العلم هو طريق السعادة.. وزاد من حزني هجرهم لكتاب الله واللحاق بكتب أعدائنا لنستقي منها طرق السعادة، وانبهروا بهذا العلم حق الانبهار.. ومنهم من يطالب بأن يعتمد في المدارس وأن يعلم في المساجد، ومنهم من جعله نصرا من الله؟!!

فأرجو منكم إخوتي توضيح هذا الأمر للناس، وكيفية انتقاء ما صلح منه إن كان هناك ما هو صالح، خاصة أنه علم جديد ولم يستفحل بعد.. وهذا هو عنوان رسالتي لكم.. وأشد من أزركم إلى تنظيم واستخراج الكنوز التي نملكها في ديننا وما كتب عن النفس وأحوالها في مكتبتنا الإسلامية، لأن تلك الكنوز قد طمرها الزمن، ولم تجد من يبحث عنها ويستخرج ما في بطونها، إنها كتب قيمة تراكمت في مكتبتنا الإسلامية.. وللأسف أنها لم تخدم كما خدمت كتب الغرب بعد ترجمتها وطباعتها بأجمل طباعة وجعلها في متناول الجميع.. مثل بعض الكتب:
قوة عقلك الباطن.. العادات السبع للقادة.. سلسلة لا تهتم بصغائر الأمور.. وغيرها مما تعلمون..

وأعتقد أن من أكثر ما يجذب القارئ لقراءة هذه الكتب هو أسلوبها الذي يعتمد على سرد الكثير من التجارب الواقعية ووضع بعض الحلول العملية لتلك المشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية.. فنحن نريد أن نبرز ما عندنا من حلول.. ونعطي الناس حلولا تناسب عقائدهم.. وأن يجدوا فيها ما يريح نفوسهم ويذهب عنهم همومهم وكروبهم بطريقة عملية وعلمية كما فعل الكتاب الغربي..

أرجو أن أكون قد وفقت في توصيل ما أصبو إليه.. وآسف جدا على الإطالة، وأرجو منكم الرد وأخذ الموضوع بعين الجدية.. آملا بأن يوفقنا الله وإياكم في تبليغ رسالتنا.
أشكركم جمعيا.. وأخص بالشكر الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي .. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

9/6/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


صديقي؛
أتفق معك في أننا مقصرون وأشاطرك حزنك على الأمة الإسلامية وتخاذلها في البحث والتفكير واستنباط أساليب النجاح والسعادة من تاريخنا وتراثنا وديننا وعرضها عرضا جيدا ومشوقا كما فعل الغرب.

أما عن البرمجة اللغوية العصبية (ال NLP) تحديدا فهو علم يصف كيف تتم عمليات التفكير وتغيير التفكير وخلق جو من الإيجابية والألفة سريعا بينك وبين نفسك وبينك وبين الآخرين... ولكنني لا أؤمن بأن هذا العلم في حد ذاته سيء أو فيه شر وإنما هو كأي علم أو أي أداة يمكن استخدامه في الخير أو في الشر... فيمكن استخدامه لتكوين علاقات وصداقات وأعمال صحيحة وصحية وشريفة، ويمكن أيضا استخدامه في استغلال الآخرين... كل حسبما يمليه عليه ضميره.

ليس هناك تحايل أو خداع في العلم وإنما في وسيلة استخدام العلم والأغراض المرجوة من استخدامه التي قد يتطرق إليها الخداع والتحايل.. وهناك من يستخدمون الدين بنفس الطريقة لهدمه وتشويه صورته في النهاية
..

أما المرح أو ما أسميته أنت بالتهريج فهو أداة جيدة في توصيل المعلومات إلى الغير وإرساء المفاهيم فيهم في وقت قصير... ليس في هذا ضير في حد ذاته... إنما الخطر الحقيقي يكمن في انبهارنا بالجديد واعتقادنا بأن الجديد عموما أحسن من القديم وأن آخر الأمور أفضلها..

هذا إلى جانب عدم مقدرتنا أو عدم تمرسنا في استخدام عقلية نقدية إيجابية في التفكير وتحليل ما نجد حولنا من معلومات وما يأتي لنا من الداخل والخارج على حد سواء... كذلك القصص.. كل الأديان والفلسفات تحتوى قصصا لنقل المعنى من جيل لآخر.. وأحسن القصص وأقربها للتصديق والمنطق والعقل هي القصص الحقيقية الواقعية والتي هي أبطالها أناس عاديون وليسوا أنبياء أو رسل...

لو فهم وآمن الناس بأن الأنبياء والرسل هم بشر مثلهم اختصهم الله بأمانة تبليغ الرسالات السماوية وأنهم يجب أن ينظر الناس إليهم على أنهم قدوة تحتذى لما احتاجوا إلى قصص أناس عاديين لكي يقتنعوا بالنجاح والسعادة.. ما يحدث بحسن نية هو تعظيم الأنبياء إلى درجة أعلى بكثير من البشر مع أن النص الديني يخالف ذلك... بالتالي فمثلا عندما نطلب من الناس أن يتأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من الدارج أن يفكر المرء في أن هذا صعب المنال.. يقول لنفسه: "هؤلاء أنبياء ورسل.. أين نحن البشر من هؤلاء وصحابتهم؟"..

كيف يبدأ أن يحاول المرء في مهمة هو يعتقدها مستحيلة أو في معركة هو مؤمن بأنه خاسرها لا محالة. نعدك بإذن الله بأننا سوف نعرض على
موقعنا هذا عدة مقالات للإيضاح والترشيد والتعريف بهذا العلم.

وفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصواب

 
   
المستشار: أ. علاء مرسي