إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   hayat 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة سنية 
البلد:   sweden 
عنوان المشكلة: لأنني بنت: فقدت طعم الحياة 
تصنيف المشكلة: نفسعائلي تربوي: الانحياز للذكر Sex Discrimination 
تاريخ النشر: 24/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة


فقدت طعم الحياة من 7 شهور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ترتيبي بين الإخوان رقم 3 وأنا البنت الوحيدة، بدأت معاناتي مع ولادة أخي الصغير حيث تعبت أمي مباشرة بعدها وأجبرتني على ترك الدراسة لكي أخدمها هي وأخواني وأبي، وبعدها بعدة أشهر بدأت حرب الكويت وقصف عراق وهربنا إلى تركيا وبقينا هناك عدة أشهر مات خلالها أبي وكان عمري وقتها 14 سنة.

ثم أتينا إلى هذا البلد الغربي وبما أن الدراسة هنا إجباري حتى عمر 16 بدأت الدراسة مرة أخرى وبعد سنتين أجبرني أخي على ترك الدراسة وبعد سنة بدأت الدراسة مرة ثالثة وقبل 3 أسابيع تخرجت من الكلية ووجدت عمل ولكنه غير دائم، وعند تخرجي لم أر الفرحة في عين أمي ولكن رأيت شيئا آخر رأيت فيها حسرةً على أنني أخذت الشهادة الجامعية وليس أحدا من إخواني.

قبل 4 سنوات كنت أحترق شوقا إلى الوطن حيث أنني لم أزره منذ خروجي منه وبما أننا نعيش في بلد لا يوجد فيها شخص واحدٌ يتكلم لغتي، فإنني لكي أذهب عني وحشة الغربة بالتكلم معه، دخلت النت وبسبب جهلي فيه وقعت في شباكه وأحببت شخصا من بلدي ويتكلم لغتي تعارفنا منذ 4 سنوات في النت والتقينا على أرض الواقع مرة واحدة لمدة 6 ساعات وتحادثنا فيه فقط واتفقنا على الزواج، وتقدم إلى أهلي قبل 1,5 سنة ولكنهم رفضوه ورغم كل محاولاتي إلا أنني لم أنجح في إقناعهم لكي يقبلوه.
 
انفصلت عن حبيبي منذ 6 أشهر بسبب رفض أهلي له لأنه ليس على مذهبي، وليس ملتزما دينيا برغم وعده لي بأنه سوف يصلي دون انقطاع بعد الزواج، بعد انفصالنا أصيب حبيبي بالاكتئاب وقال لي بالحرف الواحد"لو كنت أعلم أين الموت لذهبت إليه"، والآن كلما نظرت إلى أمي أتذكر قولها لي ليتكِ تموتين ولا تجلبي لي العار هذا بسبب أنني طلبت منها أن توافق على زواجي بمن أحب. لا أكرهها ولا أحبها, أبرها فقط خوفا من الله.

أهم شيء عند أمي هو رضا إخواني أما أنا لا يهم لأنني بنت يجب عليَّ تحمل كل شيء، أصبحت أحس بالغربة في بيتي ولا أريد أن أرى شخصا ولا أحس بطعم الحياة، تخرجت من الكلية قبل أسابيع ولكنني لا أحس بالفرح ولا النجاح الذي حققته والكل يهنئني بشأنه، (أرجو أن تعذرني في لغتي) وأرجو إخفاء بياناتي الشخصية وما بين الأقواس.

25/06/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت العزيزة؛
أهلا وسهلا بك على
مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك بنا، نسأل الله أن يلهمنا الصواب لمساعدتك وإرشادك، وصلتنا مشكلتك هذه من طريقين أولاً عن طريق بريد المشاركات، وثانيا من خلال أيقونة أرسل مشكلتك أي من الطريق الصحيح، ولا نجد في الرد على إفادة واحدة مثلك غير الرد بأهلا بك من أي طريق، أقول ذلك لأنني أستطيع من خلال ما وصلني من سطورك الإليكترونية أن أستشعر كم أنت فتاةٌ قوية البناء، فتاة تستحقُّ أسرتها أن تفخر بها، ولكن مفاهيم تفضيل الذكر على الأنثى التي ابتليت بها ثقافتنا وإسلامنا منها بريء، هذه المفاهيم التي أصبحت رغم بطلانها حقائق عند كثيرين لا تقبل الجدل.

عانيت كثيرا يا صديقتي، مراتٍ لظروفٍ عائلية ومراتٍ لظروف سياسية ومرات ومرات ورغم كل ذلك أعانك الله فتجاوزت كل العقبات المتتالية في طريقك وتخرجت من الجامعة لتكوني أول من يحصل من أفراد الأسرة على الشهادة الجامعية.

وأحيلك عند هذه النقطة إلى عددٍ من المشكلات والروابط المعبرة عن معاناة الفتيات في بيوتنا من المحيط إلى الخليج لعل في همساتهن وأناتهن ما يسري عنك ويكمل الصورة، فقط انقري العناوين التالية:
نفسي في أم غيرها: أخي بكل احترام وأنا بالجزمة / الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة! مشاركة  / للصبر حدود: أفيقي يا أمنا العربية !  / من أم أسطورة إلى امرأة غريبة: الأم العربية / المحرومة: أمية أمتنا النفسية، مشاركةالمحرومة والأم البديلة: أمية أمتنا النفسية متابعة  / سيكولوجية الفتاه العربية  / أفش شعري! صامتة وراغبة في الصراخ!  / رهاب الرجال ـ أفش شعري: متابعة ثانية  / أفش شعري: ولنواصل الصراخ مشاركة  / دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم  / ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين  / السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب

إلا أن هناك فرقا لاحظته بين عنوان المشكلة التي وصلتنا من خلال بريد المشاركات وعنوان المشكلة الحالية وهو أنك زادت مدة المعاناة من ستة أشهر إلى سبعة، وأعتقد أن سبب ذلك هو ضمك لفترة تأجج الصراع مع الأهل فيما يتعلق بالموافقة على الخاطب الذي يرفضونه إلى الحد الذي بدأت فيه تفكرين في قرار الانفصال، وعلى أي حالٍ فإنَّك بفضل الله استطعت رغم الصراع العاطفي ورغم الأزمة والاكتئاب أن تجتازي امتحاناتك وتخرجت من الكلية، وهو ما يجعلنا نأخذ انطباعا عن سبب معاناتك الحالية رغم العنوان الذي اخترته لمشكلتك، بأنه اكتئابٌ خفيف الشدة Mild Depression، وأظن أن لانفصالك عن ذلك الحبيب دورا في ذلك أي أننا أيضًا قد نتحدثُ عن اضطراب تأقلم Adjustment Disorder برغم زيادة المدة الزمنية عن ستة أشهر حسب آخر إفادة منك، وهنا نحيلك إلى بعض الردود السابقة عن اضطراب التأقلم وعن الاكتئاب الخفيف وعن التعامل مع رفض الأهل وفقد الحبيب عافاك الله سبحانه وتعالى:
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب؟ / سنة أم شيعة هناك أسئلة أهم!  / سنة أم شيعة هناك أسئلة أهم! مشاركة / لماذا نفقد الأمل؟ / كيف أتعامل مع فقد الحبيب؟ / عسر المزاج، والاكتئابالاكتئاب الدائم أم عسر المزاج؟  /  أبي وأمي وخالي: هل ستضيع أمالي؟!!!  / حسابات الحب والزواج: أهم من الفقر والغني / الحب هو الأهم دائما يا عزيزي / "حبيبتي تزوجت ..دفن الحب الأول!" / "حبيبي متزوج...أريده بجواري"  / عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب. / عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب مشاركة مستشار / الحبُّ بين النت والقبيلة.  / وسواس الحب الإليكتروني: وقف الحال

ولكن هناك أسئلة مهمة فيما يتعلق بمعاناتك يا عزيزتي ومعاناة ذلك الحبيب، فإلى أي حد خرجت تلك المعاناة عن النطاق الطبيعي لمعاناة العشاق عند أخذ قرار الانفصال؟ إن العالم عند انفصال عاشقين بأكمله يصبحُ أسود ولا مكان لشيء فيه غير الحزن والأسى، ولكن هذا كله دائما ما يكونُ عابرًا، ومع التناسي ومحاولة الاندماج في الأنشطة الحياتية المختلفة والمثمرة يستطيع العاشق بالتدريج استعادة تكيفه مع الحياة والحب مرة أخرى، وأنا داخل هذا الإطار أرى معاناتك الحالية ولا أراها خارجة عن حدود التأقلم الطبيعي، أي أنني أراها إن شاء الله عابرة بل وتجربة مفيدة لك. لكنني في نفس الوقت أرى أنك إذا استمرَّ فقدانك لطعم الحياة والأنشطة التي تقومين بها، وإذا قلت شهيتك للطعام أو اضطراب نومك، وإذا بدأت لا قدر الله تشعرين ببرود علاقتك مع الله وفتور مشاعرك أثناء الصلاة فلا تترددي في إخبارنا بذلك، وأهلا بك دائما على
مجانين، فتابعينا بالتطورات.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي