إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   - - - - - 
السن:  
18
الجنس:   C?E? 
الديانة: moslim 
البلد:   Egypt 
عنوان المشكلة: أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة 2 
تصنيف المشكلة: أعراض نفسية Psychiatric Symptoms 
تاريخ النشر: 04/08/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


أبكى وأمي وأبى لا يبالون

ألا تريدين أن تضحك عينيكي ...؟!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, جزاكم الله كل الخير على المجهودات التي تبذلونها لمساعدتنا.

بداية أود أن أنبهكم أن أسلوبي سيء للغاية وأعتذر عن ذلك، أما عن مشاركتي هذه فعندما قرأت رسالة شيماء تذكرت نفسي والحالة التي مررت بها ولكنني الآن أحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، إنني أحمده وأشكره على خروجي من هذا المأزق النفسي، فأنا أعتبر نفسي والحمد لله من أسرة سعيدة بفضل أبي الذي يعني بالنسبة لي الأب والأخ والصديق وفي بعض الأحيان أشعر أنه حبيبي حيث إنني أظل وقتا كبيرا أفكر فيه وأتغزل في صفاته بارك الله لي فيه وفي أمي أيضا وإخوتي الذين أحبهم كثيرا.

أما عن أمي فهي طيبة ولكنها لا تعرف كيف تتعامل معنا خاصة حينما كبرنا، فعندما كنا أطفالا قبل دخول المدرسة كانت أما مثالية تهتم بنا وبغذائنا وتعليمنا حيث إنني وإخوتي حينما التحقنا بالمدرسة كنا نعرف كيف نقرأ ونكتب الكثير من الكلمات وكانت تحنو علينا، أما حينما أصبحت لدينا احتياجات نفسية ومعنوية لم نجدها فأمي لم تكن تتحدث معنا مثل أبي ولا كانت تهتم أن تعرف ماذا حدث في المدرسة أو خارج المنزل، وظل الصمت بيننا حتى وصلت إلى 18 سنة وكان ذلك بسبب طبيعة شخصيتها، ولا أنكر أنني في ذلك الوقت لم أكن أحب أمي أو بمعنى أصح لم أكن أشعر بحبي لها لكنني كنت أحبها طبعا وأشعر بالحزن إذا أصابها مكروه.

وحتى ذلك الوقت لم تكن لدي مشكلة سوى الصمت بيننا وبين أمي ولكن منذ حوالي تسعة أشهر مررت بظروف نفسية سيئة.. بسبب شاب كنت أحبه ولكن على ما أعتقد أنه كان حبا من طرف واحد ولكن الحمد لله لم يعرف هو أنني أحبه لحرصي الشديد على الحفاظ على حدود تعاملاتي مع الجنس الآخر كي لا أغضب الله. ولكن هذا الموضوع كان كثيرا ما يؤلمني وأصبحت منطوية على نفسي إلى حد كبير حتى أختي التي أعتبرها توأمتي تأثرت علاقتي بها لأنني كنت كثيرا ما أفكر في هذا الأمر لأنني أحببت هذا الشاب لثلاث سنوات كاملة وفي هذه الفترة كنت قد قررت أن أنزع هذه الفكرة من داخلي كي أستطيع أن أحيا حياة طبيعية،


والأمر الذي سبب لي الألم هو أنني تعلقت بإنسان وقررت أن أفارقه وهو لم يعرف أصلا ولا يشعر بأي شيء ويحيا حياته طبيعيا جدا، فكانت هذه الفكرة تشعرني بالمهانة الشديدة ولكنني مع الوقت حاولت إقناع نفسي بعدم التفكير في هذا الأمر أبدا وكانت هذه الفترة حوالي أربعة أشهر من أصعب فترات حياتي وهي (الأربعة أشهر) التي تتشابه مع قصة شيماء مع فارق أنني والحمد لله تغلبت على مشكلتي.

في هذه الفترة لم أكن أتحدث مع أبي وإن حدث ذلك أشعر أنه غريب عني ذلك ليس لعيب منه ولكن المشكلة كانت فيّ أنا ولكنني كنت أشعر بالضيق منه لأنه لا يبالي بي كما كنت أعتقد خطأ، أما عن أمي فتضخم إحساسي بعدم اهتمامها بنا وكنت أقول أنها أنانية لا تبالي بي وأنا حزينة و.. و..

وشعرت بنفس شعورك يا شيماء أنني أحتاج لشخص يحبني ويهتم بي وكان يزيد عنك أنني كنت أحب شخصا وهو لا يبالي بي أيضا، وفي يوم شعرت أنني يجب أن أفيق من هذه الحالة التي حولتني إلى إنسانة أخرى وغيرت علاقتي بأبي الذي كان يعني لي كل شيء في هذه الحياة وكان هذا أكثر ما يؤلمني. وفكرت أيضا في علاقتي بأمي (وهذا الجانب هو الذي أود أن أوضحه لشيماء)، فقلت لنفسي لماذا أعتبر أن الخطأ منها هي فأنا أيضا لم أفكر يوما ما في أن أتحدث إليها أو أروي لها أي مشكلة تواجهني وسألت نفسي هل لو فعلت ستتخلى عني؟ بالطبع لا، وتذكرت أنني في يوما ما كنت أتحدث معها فبعد أن انتهيت وجدتها لم تكن تعيرني أي اهتمام وقلت لنفسي أيضا إنها هي التي يجب عليها أن تبدأ لأنها هي الكبيرة، فنظرت إلى نفسي فلم أجد نفسي صغيرة للأسف وتذكرت مرة أخرى حينما كنت أتحدث مع أمي أنا وأختي وكيف كانت سعادتها بهذا الحديث وقالت لنا: (أنا الآن أشعر أنني أم تحدث بناتها الكبار).

فبدأت أتأرجح بين رغبتي في الخلاص مما أنا فيه وبين شعوري بأنني أنا الطرف المظلوم من الجميع.... وهذا الشعور كان بالطبع غير صحيح لأنني وجدت نفسي مشتركة مع أمي في هذا الصمت بيننا وأنا السبب في هذا الخلل بيني وبين أبي, وسألت نفسي هل لو سألني أبي صراحة عما يضايقني بماذا سأجيب؟

لا أعرف بالرغم من أنه كانت لدي الرغبة كي أحكي لأبي عما بداخلي ولكنني كنت أخجل دائما.. وما عرفته أن أبي كان دائما يسأل أختي عني ويسألها لمَ هذا التغير؟.. وأيضا حينما تدهورت حالتي الصحية بسبب حالتي النفسية أصرّ أبي أن يصطحبني للطبيب. وكان يسألني في بعض الأحيان مباشرة وأنا التي كنت أقول له ليس هناك شيء.

وبعد ذلك وجدت أن أحدا لم يقصر في حقي، وقلت لنفسي أيضا حتى لو أنا مظلومة بالفعل من أبي ومن أمي ألا يستحقان هما مجهودا مني كي أبدأ علاقة سوية بيننا؟ وسألت نفسي من لي في هذه الدنيا غيرهم هم وإخوتي يخاف عليّ وعلى مصالحي ويحبني؟

بصراحة... لم أجد أحدا غيرهم ووجدت نفسي بعد هذا الجدل بيني وبين نفسي مستعدة كي أبذل كل ما في وسعي كي أستعيد إحساسي بأبي وأقيم علاقة طبيعية مع أمي وأن أشعر بحب إخوتي وبالتدريج بدأت أتقرب إليهم جميعا ولكن في بداية الأمر كان ذلك صعبا بالنسبة لي وكنت أشعر أنني غريبة بالنسبة لهم وكان يصيبني اليأس في الكثير من الأحيان ولكنني سرعان ما أرجع وأسأل نفسي ألا يستحقان أبي وأمي؟

ألا يستحقون إخوتي؟ فتتلخص الإجابة في طاقة كبيرة كي أستمر على ما نويت عليه وأيضا لا أنسى فضل الله عليّ الذي استجاب دعائي، فكنت أدعوه أن ينزع حب ذلك الشاب من قلبي ويبدله بحب لله وحب أسرتي، وكنت أدعو أن يرزقني الله بالحب الحلال ولله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

قد عادت علاقتي بأبي وبدأ يختفي الصمت بيني وبين أمي، وبدأت أشعر بحب لأسرتي يفوق بكثير حبي لذلك الشاب ووالله أشعر وكأنني أتغزل فيهم جميعا وأنظر لهم بكل ود وأشعر بالدفء معهم وإن كان كلٌ منا منشغل باهتماماته ولم تزداد الأوقات التي نقضيها معا ولكن الذي تغير هو ما بداخلي، فبعد هذا التغير قالت لي أختي: (إنت شكلك اتغير وعنيكي بقت بتضحك) وأنتِ يا شيماء ألا تريدين أن تضحك عينيكي بدلا من هذا البكاء المستمر؟ بالتأكيد والدك و والدتك يحبونك كثيييييرا وأنت أيضا ولكنك تحتاجين أيضا أن يتغير ما بداخلك.. فإذا حدث ذلك سيكون سؤالك:
لماذا هذا الصمت بيني وبين أبي مع أنني أشعر بحبي له؟ بدلا من أنك تتساءلين لماذا تحبينه أصلا.

إن الأب والأم نعمة من الله سبحانه وتعالى فانعمي بها واشكري الله عليها، واستعيني بالله أولا وادعي الله أن يغير حالك فهو القريب مجيب الدعوات.
أدعو لك الله أن يحسن حالك وأعتذر مرة أخرى عن أي أخطاء في الكتابة وعلى أنني أثقلت عليكم برسالتي هذه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستودعكم الله. 

 
 
التعليق على المشكلة  


سعدت برسالتك سعادة بالغة فأحد طموحاتنا التي نأمل في الوصول إليها من خلال هذا
الموقع هو إيجاد نوع من التفاعل الفكري والوجداني بين متصفحي الموقع، وقد أسعدتني مشاركتك لأنك توضحين لصديقتنا ما يمكن أن تكون عليه علاقتها بوالديها في المستقبل القريب بإذن الله وأن الوصول إلى ذلك ممكن وليس مستحيلاً، كما شعرت وكأن رسالة شيماء تعكس ماضيكِ أنتِ!! وأنك وصلتِ إلى تحسين علاقتك بأهلك وإلى السعادة حين وقفت مع نفسك لتسألينها: ماذا أريد؟

ثم بدأتِ في التنفيذ، وفي معرفتك بأن الوصول إلى هدفك قد يواجه بعض المصاعب لكن باعتمادك على الله عز وجل ثم إصرارك على الوصول مع بذل الجهد حققتِ علاقة طيبة وأفضل مع والديك، فهنيئاً لك دعواتهم المستجابة بإذن الله... وأترك المشاركة إلى شيماء لتتأملها مرات ومرات.

 
   
المستشار: د.داليا مؤمن