إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مثلي من لبنان 
السن:  
25-30
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   لبنان 
عنوان المشكلة: الوجود واليوم الموعود 
تصنيف المشكلة: نطاق الوسواس OCDSD وسواس قهري؟ شذوذ؟ 
تاريخ النشر: 25/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

السلام عليكم يا دكتور،

أعرض عليك حالتي باختصار وبعبارات علمية حسب قراءاتي أنا شاب عمري 25 أعزب أعاني من ألHomosexuality , ولكن لم أمارسها بالرغم من وجود من يشاركني إلا إنني اشعر بحب فقط تجاه نفس الجنس ولم احب الجنس الآخر.

وذهبت إلى طبيب نفساني وقال إن حالتي هي فقدان للمثل الأعلى ولحب الأب ونصحني بتقوية علاقتي بأبي, أما المشكلة التي تؤرقني اكتر وهى اضطراب المزاج فأنا منذ المراهقة ومزاجي اكتئابي وكنت غير مستمتع بشيء ربما كنت أفكر في أحد يحبني..

والآن وقد وجدت فإنني اشعر بخوف حاولت التخيل اشعر بما يشبه الاكتئاب الشديد فأنا لا أتخيل موت والدي أو والدتي، وغير متقبل فكرة الموت أساسا كيف يصبح أبى وأمي ومن احب لا شئ بعد الحياة.

إلا أن حالتي لم تصل للمعدل المرضى الزائد فأنا اضحك وأعيش حياتي ولكن اعلم أن اليوم الموعود آت.

بالمناسبة كنت أعالج عام 1994 بأقراص تفرا نيل وستيلازين من حالة قلق وارق وبكاء ثم ذهبت لطبيب آخر بأعراض قلق أيضا واكتئاب نتيجة عدم وجود رجل يحبني فأعطاني أقراص انافرانيل وأخرى إلا أنني علمت أنها مهدئات وأنها ليست لمرض عقلي كالفصام استمريت عليها مدة ثم امتنعت وعلمت أن الطبيب هو طبيب أعصاب اكتر منة نفساني .

باختصار الآن لدى وساوس قهرية وخوف من الموت فهل الأمر سيتطور إلى مرض عقلي أم أن الحالة عصابية تحتاج لمضادات قلق واكتئاب؟

أرجوك أفدني وجزاك الله خيرا  

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخ السائل، أهلا بك على صفحتنا ونعدك بدوام التواصل معك، الحقيقة أن رسالتك تمثلُ تحديا حقيقيا لنا، أتدري لماذا؟ لأنها ترغمنا على التصريح بحقيقةٍ نعرفها ويعرفها كل من يكتب لنا إذا قرأ الإرشادات التي نطلب منه قراءتها قبل الكتابة لنا، وهيَ أن مهمتنا إرشادية بالأساس، ونحن قد نستطيع الإرشاد للطريق الصحيح، لكننا بالتأكيد لا نستطيع العلاج عبر الإنترنت،

السبب في ذلك ناهيك عن أهمية بل وضرورة اشتمال العملية العلاجية في الطب النفسي على التفاعل البشري المباشر بين البني آدميين(وأنا لا أدري مدى صحة هذا التعبير، فاغفروا لي إن كنت أخطأت)، السبب في ذلك هو أن تعاملنا مع النص المكتوب من المرسل إلينا كثيرًا ما يشعرنا بعجزنا عن التشخيص، وما سأفعله أن الآن هو أنني سأشرح النص الذي أرسلته لنا لأبين لك كم الحيرة التي وضعتنا فيها فجعلتنا عاجزين عن الرد القاطع عليك،

في الجزء الأول من إفادتك أنت دخلت بنا مباشرةً على واحدةٍ من أصعب القضايا علاجًا في الطب النفسي، وهيَ قضية الجنسية المثلية والتي تمثل أيضًا واحدةً من أقل القضايا وضوحًا في علم النفس وظلت كذلك طوال السنين حتى نهايات القرن العشرين،فسببت الصداع لا فقط لرجال الدين بل أيضًا للأطباء ورجال القضاء وشركات التأمين، حتى أن الأمريكان أراحوا أنفسهم من الصداع الذي يسببه اعتبارها مرضًا بأن قرروا فجأةً أنها ليست مرضًا وإنما انحراف طبيعي للتوجهات الجنسية البشرية، ولما كان المجتمع الأمريكي مجتمعًا علمانيا ولا قِـيَميًّـا في نفس الوقت، فنحن الأطباء النفسيون العرب لا نستطيع اتباعهم في ذلك الاعتبار فالجنسية المثلية في الطب النفسي الإسلامي مرض بالتأكيد،

ولكنك لا تعاني إلا من الميول الجنسية المثلية نحنُ نذكرُ كلماتك جيدًا، ونذكر أنك حسب إفادتك لم تقع في ممارسة جنسية صريحة، وأن الطبيبَ النفسي الذي زرته قديمًا قال لك أنك تفتقدُ المثل الأعلى وما إلى ذلك،
والميول الجنسية المثلية قد تكونُ أمرًا عابرًا (ربما في مرحلة المراهقة) وإن كنت أكبر سنا من ذلك حسب رؤيتنا للموقف، لكن تلك الميول دون جنس صريح تبقى أمرًا بسيطًا إلى أن يثبت العكس، بمعنى أنك إذا استطعت في عمرك الحالي أن تكونَ علاقةً عاطفيةً وجنسية ناجحةً مع أنثى فإن المشكلة تكونُ بإذن الله انتهت، وننصحك بأن تحاول لأن الميول الجنسية المثلية في مجتمعاتنا قد تكونُ ناتجةً فقط عن غياب الاحتكاك بالجنس الآخر أثناء سنوات الطفولة والمراهقة وربما الشباب وهو ما تمارسه بعض المجتمعات العربية باقتدار تحسد عليه، مقارنةً بعجزها عن ........ قل كما تشاء فأنت على صواب.

المهم أنك قفزت بنا فجأةً بعيدًا عن كل ذلك لتقول لنا(أما المشكلة التي تؤرقني اكتر وهى اضطراب المزاج فأنا منذ المراهقة ومزاجي اكتئابي وكنت غير مستمتع بشيء) لترمينا ما بينَ عسر المزاج أو الاكتئاب العصابي وبين الاكتئاب الجسيم المبكر البداية، ثم تتبع ذلك بقولك:(ربما كنت أفكر في أحد يحبني)وكأنك تقدم لنا سببَ اكتئابك وعجزك عن الاستمتاع بأزهى فترات الحياة !

بعد ذلك كتبت لنا عبارةً إن كانت كما فهمناها فإنما تشير إلى عمقٍ كبير في وعيك حين قلت:(والآن وقد وجدت فإنني اشعر بخوف) فهل تعني بكلامك هنا ذلك القلق الوجودي على فلسفة سارتر؟ ثم تدخل بنا من القلق(الخوف) إلى محاولة تخيل النهاية متمثلةً في الموت فتشعرُ بالاكتئاب الشديد، ثم تخرج خارج نفسك لتقول أنك والحال هذه:(لا أتخيل موت والدي أو والدتي، وغير متقبل فكرة الموت أساسا كيف يصبح أبى وأمي ومن احب لا شئ بعد الحياة)، صعبٌ طبعًا على الإنسان أن يتخيل ذلك، ولكن الإنسان المسلم يعرفُ أن أشياءً وأشياءً بعد الموت هيَ في الحساب النهائي أهم مما قبله، فهذه فلسفة المسلمين المستمدة من عقيدتهم.

ثم تؤكدُ لنا بعد ذلك أنك ما تزال متماسكًا وأنك تمارس حياتك حين تقول(إلا أن حالتي لم تصل للمعدل المرضى الزائد فأنا اضحك وأعيش حياتي ولكن اعلم أن اليوم الموعود آت)، ولا نملك إلا أن نسألك عن ما تقصد باليوم الموعود؟ هل هو اليوم الموعود لك وحدك أم للبشرية كلها؟ هل هو القلق الخاص بك والذي تخاف فيه من الموت بلا مبرر في الحقيقة أم هو القلق الوجودي العام الذي نخافُ فيه جميعًا كمسلمين من يوم القيامة؟ أنت لا توضح ونحن لا نستطيع التنجيم فأنت تارةً تتكلمُ عن الذات وتارةً تتكلم عن المجموع، حتى أنك أنسيتنا القنبلةَ التي فجرتها في الجزء الأول من إفادتك وهي الميول الجنسية المثلية إلى أن ذكرتنا بها دون قصد بعد ذلك عندما قلت لنا حكاية العقاقير والأطباء،

فأولاً قلت تفرانيل وهو أحد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، وستلازين(وقد أصبح اسمه الحديث بالمناسبة ستلاسيل)وهو أحد مضادات الذهان أو المطمئنات الكبرى القديمة وصاحبة الفضل على كثيرين من الأطباء والمرضى على حد سواء، لكنه مع الأسف في طريقه إلى الامتثال إلى الأمر الأمريكي بالانسحاب من الأسواق لأنه رخيص، والمشكلة أنك لم تحدد لنا جرعة الستيلازين فقد يكون في جرعته المضادة للذهان والتي لا تقل عن 15 مجم في اليوم أو تكونُ جرعة علاج القلق والتي تعادل ما بين ملجم واحد وثلاثة مليجرامات في اليوم، فكيف لنا أن نعرف؟خاصةً وأنك كنت تشتكي من حالة أرق وبكاء وهذا ما نستطيع من خلاله تشخيص شيء! فهو ما قد يحدث في كل الاضطرابات النفسية حتى الانبساط الهوسي! أحيانًا

المهم أنك ذكرتنا بالميول الجنسية المثلية مرةً أخرى حين قلت (ثم ذهبت لطبيب آخر بأعراض قلق أيضا واكتئاب نتيجة عدم وجود رجل يحبني)، فماذا تقصد برجل يحبني؟ مع أنك قلت في أول أجزاء إفادتك وأنت تنفي عن نفسك ممارسة الجنسية المثلية(أمارسها بالرغم من وجود من يشاركني) ففي أي شيء يشاركك؟

ثم ذكرت أن الطبيب الأخير وصف لك أنافرانيل وأحد المهدئات فأما الأنافرانيل فهو عقار الماس(مثبط استرجاع السيروتونين)من مجموعة مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة والوحيد الذي يعالج أعراض الوسواس القهري، وأما المهدئ فقد ذكرت أنك لم تستخدمه طويلاً لأنه ليس لعلاج مرض عقلي كالفصام؟ فمن أين جئت لنا بالفصام؟ هل ما تعاني منه هو الفصام أي هل قيل لك مرةً أنك تعاني من الفصام؟ نحن أيضًا لا نستطيع الحكم القاطع

وفي نهاية إفادتك فاجأتنا بأعراض الوسواس القهري، التي يبدو أنها ظهرت لطبيب الأعصاب الذي قلت لنا عنه حين قلت(باختصار الآن لدى وساوس قهرية وخوف من الموت فهل الأمر سيتطور إلى مرض عقلي أم أن الحالة عصابية تحتاج لمضادات قلق واكتئاب؟)، نحن أصلاً لا ندري إن كان الأمر بالفعل مرضًا عقليا بالمعنى الذي تقصده أنت أم لا؟ فكيف بربك نستطيع الإجابة!

*نعرف أننا قسونا عليك كثيرًا في إجابتنا هذه ولكننا في حقيقة الأمر إنما ندافع عن عجزنا عن الوصول إلى تشخيص حالتك من خلال الإنترنت، فأنت لم تكتب لنا ما يرشدنا إلى نفسك الحالية التي تعاني، لكي نستطيع أن نساعدك في الوصول إلى من يرشدك إلى نفسك المطمئنة التي تساعدك على الحياة بصورةٍ أزهى وأغنى ، ولكن لا عليك يا أخي، جرب مرةً أخرى ، فما نفعله معًا من خلال الإنترنت رغم قصوره عن تقديم كل ما تتمنى أو نتمنى إلا أنه جديدٌ ومغرٍ بالاستمرار، نحن في انتظار إفادة أطول وأعمق ولكن بتركيز من فضلك، ونأسف مرةً أخرى لتأخرنا عليك، وتابعنا بأخبارك

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي