إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   شخص 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: الاسلام 
البلد:   الاردن 
عنوان المشكلة: رهاب الجنس الآخر 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: خجل اجتماعي Social Shyness 
تاريخ النشر: 27/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

الخجل والشعور بعدم الثقة بالنفس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بصراحة لا أعرف من أين أبدأ لكن، دائماً أشعر بأني لا أثق في نفسي ولا أستطيع أن أعبر عن رأيي وشعوري في الحوارات مع الأشخاص وحتى لا أستطيع أن أدافع عن نفسي،

وأعتقد أن ذلك من وقت طويل رغم أني متفوق في دراستي والكل في العمل يشهد لي بقدرتي على إنجاز أعمالي بمهارة هذا شق، والشق الثاني أنى اشعر بالخجل خاصة من النساء ودائماً أقول لأصدقائي أني لا أجيد الكلام مع النساء والدخول بمواضيع كباقي الأشخاص( الرجال)، وأحياناً أخرى اشعر بأني أعبر عن رأي بقوة في مواضيع معينة أنا واثق فيها مثل الدين على سبيل المثال.

والمشكلة الأخرى أني احتاج لوقت كبير لأتأقلم مع أي وضع جديد سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية بشكل عام وأنا أبرر ذلك دائماً بأني أبقى صامتا لأعرف طبيعة من حولي لكي أعاملهم بالشكل المناسب. مع العلم بأن طبيعتي هيَ أنني هادئ وقليل الكلام.

على كل حال شكراً لهذا
الموقع رغم أني اشعر بالراحة قبل أن اسمع الإجابة وذلك لأني استطعت أن اعبر عما يجول في خاطري( تفريغ ما في خاطري) وشكراً جزيلاً لكم.

27/08/2003 
 
 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخ السائل العزيز:

أهلا وسهلا بك على
صفحتنا استشارات مجانين، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى إرشادك إلى الطريق السليم والأقصر للخلاص من قلقك الاجتماعي الزائد إن شاء الله.
لقد بدأت إفادتك بقولك(دائماً أشعر بأني لا أثق في نفسي ولا أستطيع أن أعبر عن رأيي وشعوري في الحوارات مع الأشخاص وحتى لا أستطيع أن أدافع عن نفسي)، والحقيقة أن هذه العبارة تعبر عن انخفاض معدل توكيد الذات لديك، وتوكيد الذات هو مفهوم نفسي كان في الماضي مقصورًا على قدرة الفرد على التعبير عن المعارضة بالغضب والاستياء والامتعاض تجاه شخصٍ آخر أو موقفٍ ما من مواقف العلاقات الاجتماعية، إلا أن هذا المفهوم قد اتسع فيما بعد ليشمل كل التعبيرات المقبولة اجتماعيا للإفصاح عن الحقوق والمشاعر الشخصية، ومن أمثلة ذلك:الرفض المؤدب لطلبٍ غير معقول، التعبير عن الضيق والسخط والاشمئزاز، التعبير الصادق عن الاستحسان أو الإعجاب أو التقدير أو الاحترام، وكذلك الصياح تعبيرًا عن البهجة والفرح، كل هذه تعتبرُ أمثلةً للسلوك التوكيدي، وبذلك أصبح معنى توكيد الذات هو "التعبير الملائم بأي انفعال ماعدا القلق تجاه شخص آخر

وأما ما يقابل ذلك النقص في السلوك التوكيدي في الطب النفسي فهو ما نسميه باضطراب الرهاب الاجتماعيSocial Phobia، وهو اضطرابٌ نفسي يصيب الرجال والنساء تقريبا بنسبٍ متساوية ويختلف في ذلك عن أنواع الرهابات الأخرى التي عادةً ما تكونُ أكثر في النساء- وتستطيع أن تعرف كثيرًا من المعلومات عنه إذا قرأت إجاباتنا السابقة على
صفحة استشارات مجانين بعنوان: مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات ، وأيضًا الحياء الشرعي والرهاب المرضي .

وليس معنى كلامنا هذا أنك بالتأكيد مصابٌ باضطراب الرهاب الاجتماعي، فقد يكونُ الأمر مجرد قلق اجتماعي عالٍ، لأن من أهم دعائم التشخيص لاضطراب الرهاب الاجتماعي أن يكونَ تجنبُ المواقف المثيرة للرهاب أو القلق الاجتماعي مهيمنًا على حياتك اليومية وأن يتسببَ لك في إعاقةٍ اجتماعية بشكلٍ أو بآخر، كأن ترفض الترقية مثلاً لأنك ستضطرُ إلى التعرض لمواقف اجتماعية أكثر وأشد وطأة عليك، وهذا ما لم يتضح من إفادتك.

ومن المفيد لك أن تعرفَ أيضًا أن علماء النفس والأطباء النفسيين في تعاملهم مع خاصية توكيد الذات في الأفراد قد تغيرت مفاهيمهم من اعتبار توكيد الذات سمةً شخصانية غير قابلة للتغيير مثل سمة الانطوائية أو الانبساطية إلى قدرة ومهارة يمكنُ اكتسابها في حالة عدم وجودها، ومعنى ذلك أن القول بأن هذه هيَ طبيعتك وأنك لن تتغير ليس قولاً سديدًا فهناك الكثير من الأمل، والأمل يتحقق بالعمل.

وأما قولك(وأعتقد أن ذلك من وقت طويل رغم أني متفوق في دراستي والكل في العمل يشهد لي بقدرتي على إنجاز أعمالي بمهارة) فإن الأغلب هو أن تبدأ أعراض زيادة القلق الاجتماعي وأعراض الرهاب الاجتماعي في فترة المراهقة، وأما كونك متفوقًا وماهرًا في إنجازاتك بشهادة الجميع فليس إلا معضدًا لتشخيص الرهاب لأن أساس التشخيص هو أن الظاهرة غير منطقية، فأنت تخجل مع أنه ليس هناك ما تخجل منه، وهذا رأيك ورأي الآخرين ممن يعرفونك، ولو كان هنالك ما يستدعي أو يبررُ القلق الشديد الذي تعانيه في المواقف الاجتماعية لكان الأمرُ طبيعيا ولا يعتبرُ مرضًا من الأساس.

وأما قولك(أشعر بالخجل خاصة من النساء ودائماً أقول لأصدقائي أني لا أجيد الكلام مع النساء والدخول بمواضيع كباقي الأشخاص( الرجال))،  فهذا أيضًا يشيرُ إلى ما يسمى برهاب الجنس الآخر أو ربما مجرد القلق الزائد في التعامل مع الجنس الآخر وهذا عرضٌ شائع عند كثيرين من مرضى القلق الاجتماعي، وفي مقابل ذلك نجدك تقول في إفادتك(وأحياناً أخرى اشعر بأني أعبر عن رأي بقوة في مواضيع معينة أنا واثق فيها مثل الدين على سبيل المثال)، فهذا يشير إلى أن حالتك أخفَّ وأقل تعممًا على كل مواقف حياتك الاجتماعية فأنت تذكرني بإمام شابٍ لأحد المساجد كان يعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد ولكنه كان يقول:الغريب والعجيب أنني عندما أعتلي المنبر لأخطب الجمعة أو عندما أقف إماما للمصلين تختفي أعراض القلق والتوتر تماما ، فهناك إذن حالات يكونُ فيها القلق الاجتماعي معمما على كافة المواقف الاجتماعية وهناك حالات يقتصر فيها على نوعية معينة من المواقف وكلما زاد عدد المواقف الاجتماعية التي تشعر فيها بقدرتك على التصرف بثقةٍ وتوكيدية عالية كلما كانت حالتك أيسر في العلاج.

وأما ما أشرت إليه بقولك(والمشكلة الأخرى أني احتاج لوقت كبير لأتأقلم مع أي وضع جديد سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية بشكل عام) فإنه في معظم الحالات لا يشكل مشكلةً أصلا، ولعل المشكلة تكونُ في شعورك بأنك مرغمٌ على ذلك، لكن الحقيقة أن من تكونُ طبيعته الهدوء وقلة الكلام لا يتوقع منه في موقف اجتماعي جديد عليه أن يكونَ ثرثارًا يطلق الكلمات بغير حساب، كما أنك يجبُ أن تفرق بين مجرد الحاجة لبعض الوقت لكي تستكشف الجو المحيط لكي تتأقلم وتنطلق، وبين أن تكونَ عاجزًا عن التأقلم.

وهناك برامج علاجية سلوكية معرفية متعددة للتدريب على توكيد الذات، واكتساب القدرة على التعبير عن المشاعر بحرية كاملة، حيث يقوم المعالج النفسي بالتعاون معك لوضع خطة علاجية تناسب حالتك، وإذا وفقكما الله وتابعت جلسات العلاج ونفذت ما يطلب منك وتلتزم به فإنك إن شاء الله يتكونُ أفضل وبسرعة، ونحن نشكر لك ثقتك في
موقعنا ونتمنى أن نسمع أخبارًا طيبةً عنك في القريب العاجل إن شاء الله.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي