إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سيف العمر 
السن:  
**
الجنس:   ??? 
الديانة: ** 
البلد:   ** 
عنوان المشكلة: أنفه قصيرٌ وأنوفنا طويلة: وهام الخيانة الزوجية 
تصنيف المشكلة: الفصام والوهام Schizophrenias & delusions 
تاريخ النشر: 02/10/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


عزيزي الدكتور الفاضل أنها مأساة ولا أدري كيف أبدأ؟؟؟
تزوجت قبل أربع سنوات وعشنا أنا وزوجتي حياة رائعة بما تعنيه هذه الكلمة وبعد 6 أشهر حملت زوجتي وأنجبت طفلا لم أرَ أجمل من..... وبعد الفترة الأولى حملت بعد الأربعين مباشرة وأنجبت الطفل الثاني وبدأت المأساة:

كل واحد منهم شكله يختلف تماما عن الآخر فهذا وسيم جدا والآخر ليس فيه من الوسامة شيء وأنفه قصير جدا مع أنني وأمه أنوفنا طويلة, وبدأ الشك يقتلني فسألتها وحلفت لي بالله أنه لم يمسسها بشر غيري، وأنا أكاد أجن أحيانا أصدقها، وأحيانا أكاد أقتلها وأقتل نفسي من الهم والحزن والغم ما الحل؟؟؟

هي تقول أنني مريض وأنا لا أصدق وأجزم أنني لست مريض....فكيف الحل أرجو منك المساعدة فوالله الموضوع خطير جدا يا دكتووووووور أسألك بالله أن تجيبني وتريحني.
وشكرا

11/9/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ العزيز أهلا بك على
مجانين، وشكرا على ثقتك، الحقيقة أن ما وصفته لنا يا أخي يعبر عن حالة نسميها في الطب النفسي وهام الخيانة الزوجية: (وسواس أو وهام الغيرة)!، كما شرحنا من قبل في مشكلة وردت إلى صفحتنا استشارات مجانين، وتبدو فكرة الشك في سلوك الزوجة في حالتك أقرب إلى الفكرة الوهامية منها إلى الفكرة التسلطية كما سيبين لك الشكل التوضيحي التالي:



 


إلا أن التذبذب بين الشك الوسواسي غير المصحوب بالقناعة التامة وبين الشك الوهامي المصحوب بالقناعة التامة ممكنٌ أيضًا في حالتك، باختصار يا أخي فإنك كما قالت لك زوجتك بالفعل مريض، ولكن هناك -بفضل الله- علاجا لمثل حالتك، ولا يحول بين أصحاب مثل هذا الاضطراب وبين العلاج، إلا نكرانهم التام لصفة أفكارهم المرضية، ببساطة لأنهم يرونها معبرةً عن الحقيقة التي لا تقبل النقاش، ولأن تلك الأفكار دائما ما تكونُ مصحوبةً بشحنات انفعالية وعاطفية عالية أشبه ما تكونُ بتلك الشحنة العاطفية التي تصاحب الأفكار الدينية لدى كل شخص فيما يتعلق بدينه وإيمانه، وأما إن كنت على استعداد لعقد تحالف علاجي مع طبيب نفسي متخصص، فإن ذلك يكونُ مؤشرا جيدا على مآل جيد لحالتك، وعلى شفاء قريب بإذن الله.

وأما وجه الشبه بين فكرة أن زوجتك -حفظها الله- خانتك، وبين الأفكار العقدية، فإنما يجيء من عدم اشتراط منطقية القياس، لأن إيمانا كليا قد سبق، فأما كيف ينطبق ذلك في حالتك؟، فسأقول لك كيف لا تفكر أنت بالمنطق:

يقول الله تعالى في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم (الحجرات:13)، فمن هذين الذكر والأنثى جاء الأبيض والأسود والأصفر من خلق الله، إذن ليس أبدا معنى أن يكون أحد أبنائك أبيض والآخر أسود أن زوجتك خانتك لا قدر الله، فالمنطق هو أن التنوع هو سنة الله في الأرض وأصل هذا التنوع زوج واحد هو آدم عليه السلام وحواء.

ويفيدك أن تقرأ ما تقودك إليه الروابط التالية من على موقعنا مجانين لتفهم أكثر عن الاضطراب الوهامي Delusional Disorder:
أنا وأخي ويمين المصحف! الفكرة الوهامية
وسواس أن المقصود أنا: وهام أم فكرةٌ مبالغٌ فيها؟
الفصام الزوراني: وهام اللوطية

وعادة ما يبدأ علاج مثل هذه الحالة بأحد مضادات الذهان Antipsychotic، وربما أضيف إليه أحد عقاقير الماسا، حسب الصورة المرضية كما يراها طبيبك المعالج، وبعد ذلك يبدأ برنامج العلاج النفسي المعرفي السلوكي على شكل جلسات حوار مع المعالج، وربما واجب منزلي بين الجلسات، وأما عدد تلك الجلسات فيعتمد أيضًا على ملابسات الحالة وعلى مدى جديتك ونشاطك واتباعك للنصائح التي يقدمها لك الطبيب، إذن عليك بمراجعة أقرب طبيب نفسي متخصص يستطيع تقديم العلاج لك، وتابعنا بأخبارك.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي