إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   إنسان 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: الإسلام 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: السن المناسبة للزواج 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: إرشادي تعليمي 
تاريخ النشر: 30/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

السلام عليكم،
 
 الدكاترة المحترمين بعد التحية؛
 
 ما هو السن الأنسب للزواج بالنسبة للذكر, وبالنسبة للأنثى؟
 أنا شاب مقبل على الزواج أريد معرفة السن الأنسب وأيضا كم لازم أن يكون، الفرق في العمر بين الزوجين وهل لذلك أثر على نجاح الزواج, أم هو موضوع شكلي ،
 ولكم الشكر. 
 

 
 
التعليق على المشكلة  


 السائل العزيز أهلا وسهلا بك على
صفحتنا والحقيقة أن الظواهر الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة لا يمكن أن يتم فيها السؤال بطريقة ما هي السن المناسبة وما هو الفارق المتصور ... لأننا نتعامل مع البشر باختلاف أطيافهم وطباعهم وقدراتهم وأفكارهم واتجاهاتهم والزواج نموذج واضح لهذا الأمر ... بل يكاد يكون حالة خاصة كذلك وقد فطن العلماء والفقهاء لهذه الخصوصية فعندما جاءوا ليتحدثوا عن حكم الزواج ... أجروا عليه كل الأحكام، أي أنه تجري في حقه كل أحكام الشرع بدءا من الفرض والواجب ومرورا بالمندوب ثم المباح ووصولا للمكروه ثم الحرام وقالوا أن ظروف الناس وقدراتهم على التحمل تختلف وبالتالي تختلف أحكامهم مع الزواج فهناك من لا يصبر على شهوته ولا يستطيع لها دفعا ولو ترك لشأنه لوقع في الزنا فقالوا هذا الزواج في حقه واجب وفرض يقدم على كل الأمور في حياته، ...
 
 وقالوا أن هناك من يستطيع الصبر وإن تزوج تعطلت مصلحة هامة كان يقوم بها بفرض كفاية للامه كطلب العلم مثلا ... ولو تزوج لتعطل طلبه للعلم فهذا الزواج في حقه مكروه حتى تتغير ظروفه و لا يصبح الزواج معطلا له، ... وهكذا ساروا مع الظروف والمتغيرات والقدرات البشرية ليصلوا إلى أنه من علم في نفسه عجز عن القيام بواجباته الزوجية والجنسية فالزواج في حقه حرام ...
 
 ولذا فإننا عندما نُسأل ما هو السن المناسب للزواج فإن الإجابة تكون هي السن المناسبة لأحوالك ... هو السن الذي يكون الزواج فيه إضافة لحياتك وخطوة طبيعية تنتقل إليها عندما تكون مؤهلا من الناحية النفسية والجنسية والاجتماعية والاقتصادية للقيام بأعباء الزواج ومسئولياته ولذا فان الحديث النبوي الذي يدعو الشباب فيه للزواج ربطه بالاستطاعة وجعل هذه الاستطاعة مفتوحة لكل أنواعها وصورها التي تختلف من وقت إلى وقت ومن مكان إلى مكان ومن واقع إلى واقع ...
 
 فوفقا لطاقتك النفسية والجنسية ووفقا لاستطاعتك الاجتماعية والاقتصادية يتحدد سن زواجك، فالسن الذي تكون فيه مؤهلا لكل ذلك قادرا على تحمل مسؤولية الزواج مدركا لطبيعة الزواج ومعناه مستوعبا أهدافه وأنه مثلما يحمل من السعادة والمتعة يحمل من المسؤولية ...عندها يكون سنك مناسبا للزواج ... فقد يصل شاب لهذه القدرة في سن العشرين وقد لا يدركها آخر إلا في سن الأربعين ولو اقبل على الزواج قبلها لظلم نفسه وظلم من يرتبط بها
 
 أما بالنسبة لفارق السن مع الزوجة سنجد أن الأفضل أن يكون هذا الفارق لصالح الزوج بحيث يكون أحد عناصر القوامة والتي نعني بها الاحتواء والقيادة الحكيمة الواعية المسؤولة وليست قوامة السيطرة والجبروت ... بحيث يكون فارق السن لصالح فارق الخبرة والذي يجعل المرأة تشعر بأن زوجها يستطيع إدارة الأمور بصورة تشعرها بالأمان والاطمئنان والثقة فتكون النتيجة الطبيعية هي أن تسلم قيادها لهذا الزوج عن رضا وقناعة وحب واحتياج وليس كأمر واقع لابد أن نرضخ له ...
 
 و هكذا يكون لطبيعة شخصية الزوج والزوجة أثر أو دور كبير في تحديد هذا الفارق، ففي حين تكفي سنة واحدة لرجل ذو شخصية قوية أخاذة أو كما يطلقون عليها كاريزمية... قد يحتاج رجل آخر لسنوات فرق عديدة حتى يستطيع أن يحقق معادلة القوامة بالنسبة لزوجته .... كما قد تحتاج زوجة لرجل ذي شخصية قوية نافذة ربما يماثلها في السن لا تجدها في شخص يكبرها بعشر سنوات ...
 
 عموما، من استقراء الواقع قد يكون الفارق ما بين ثلاث سنوات وسبع سنوات فارقا مناسبا في المتوسط وليس كقاعدة لا يمكن الخروج عنها لأنه كما قدمنا أن الاختلافات الشخصية والتي تخص الزوج والزوجة هي في الحقيقة القاعدة ....
 
 وبالتالي فإنه من المؤكد أن الفارق الذي يؤدي إلى توازن العلاقة بين الزوجين وأداء كل منهما لدوره المطلوب منه يصبح أحد عوامل النجاح العديدة للزواج .... يوضع في موضعه دون إفراط أو تفريط .... دون تقليل من شأنه أو تكبير لوضعه، وفي النهاية نرجو لك التوفيق والسداد
  

 
   
المستشار: د.عمرو أبو خليل