إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محمد 
السن:  
23
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر المحروسة 
عنوان المشكلة: رهاب الساحة أم وسواس قهري؟ 
تصنيف المشكلة: نفسي عصابي رهاب ساحة Agoraphobia 
تاريخ النشر: 14/12/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
استشارة

السلام عليكم

أحييكم على هذا
الموقع المفيد، وأبث إليكم شكواي التي طالت وحيرتني ودمرتني، ولم يعد أمامي غير طرق باب الطب النفسي، فلعل عندكم حلا لها

وأظنها كما فهمت مما قرأته على موقعكم هذا أظنها حالة وسواس قهري شديد، فهل هو وسواس التبول؟
 وسوف أضع تخيلي لتطور الأمر معي في نقاط قد أكون مصيبا في استنتاجها وقد لا أكون لكنني أعتقد أن الترتيب يسهل الأمر بالنسبة لكم.

البداية:-
(1) كانت البداية 1 رمضان من ثلاث أعوام في حصة درس خصوصي قبل نهايته بنصف ساعة كاملة، شعرت برغبة في التبول فجأة ولكنني تجاهلت هذا الشعور كالعادة: وحاولت الانتباه في الدرس: لم ينفع ذلك ....ارتبكت ...أحسست أني محاصر ولا يمكنني الإفلات والألم يتزايد... ضربات قلبي تتسارع .. أشعر أن زمام الأمور سينفلت مني هكذا علي الملأ وأمام الزملاء، صفير في أذنيَّ

أخذت أفكر في حلول سريعة كالاستئذان بأي حجة أو التظاهر بالرد علي تليفون مهم (موبايل لكنني لم أستطع تنفيذ أي منها خجلا)، ومرت النصف ساعة بطيئة وخاصة مع شعوري بغصة في حلقي مع ترددي في القيام والاستئذان أو ترك الأمر كيفما يكون، وحينما انتهت الدقائق شعرت بالراحة وقمت بالخروج واستوقفني أحد الزملاء لقضاء أمر كنا قد اتفقنا عليه قبل سابق وبالفعل أخذنا نسير ما يقرب من ساعة أو أكثر والألم موجود ولكنه محتمل حتى ذهبت إلي المنزل !!!؟

(2)
عند أحد الأصدقاء.
شعرت بنفس الرغبة فجأة واستحيت أن أطلب منه الذهاب للحمام فلم أكن ممن اعتادو دخول أي حمام غريب ولكن شخصا ثالثا طلب هذا الطلب قبلي فشجعني علي ذلك وذهبت بعد منه.

(3)
في سيارة ميكروباص.
ذاهبا للقاهرة جالسا في كابينة الميكروباص بين السائق وراكب آخر .... شعرت بالألم والرغبة في التبول ... حاولت التجاهل .... تذكرت أن المسافة لا تزال طويلة وربما لا أستطيع الاحتمال..... ترددت كثيرا قبل أن أطلب من السائق التوقف علي جانب الطريق.

(4) يوما ما صباحا كنت ذاهبا لدرس ارتديت ملابسي وهممت بالخروج لكن انتابني القلق فجأة من أن أحتاج للذهاب إلي الحمام أثناء الدرس ولا أستطيع كما حدث سابقا وظللت في هذا التردد حتى أخذت قراري بعدم الذهاب اليوم.

(5) يوم جمعة.
أذن الأذان وتوضأت وهممت بالخروج فحدث مثل ما حدث في السابق ولم أنزل للصلاة.

(6) أدركت أن شيئا ما ليس علي ما يرام.

(7) عائدا لبلدي في آخر الأسبوع وقد دخلت الحمام قبل النزول مرارا وعندما أفتح الباب للخروج أشعر أنني أريد الذهاب مرة أخري. وفي الموقف (المحطة) ذهبت للحمام أيضا وركبت السيارة وحاولت النوم كي لا أشعر بالمسافة

بدأت أفكر في كل مرة أن أقسم المسافة في السفر وألا أسافر إلي بلدي مباشرة
في البلدة طلبت العلاج من والدي– الصيدلي- وكان كالعادة .. علاج الأملاح والالتهابات .. لكنني لم أعد كما كنت.
طلبت العلاج من عمي –طبيب وجراح– وكان نفس العلاج ولكن مع تغيير بسيط
امتنعت تماما عن الذهاب للدرس أو حضور محاضرات
صار خروجي مع أصدقائي بحساب ولظروف خاصة
طلبت العلاج من 3 أطباء جراحين منهم 2 بالقاهرة وقمت بعمل أشعة بالصبغة IVP مرتين، وسونار وتحليل بول مرات ومرات وتحليل السكر مرات، ومرات بناء على نصائح الأطباء دوما دون وجود أي شيء غير طبيعي، ولم يتكلم معي أحد منهم ولا أجاب على سؤال ما هو سبب ما أعانيه، وعندما كنت أصر كان يقال لي "أنت قلقٌ أكثر من اللازم"، رغم أنهم لم يسمعوا مني أكثر من زيادة الرغبة في التبول.
لم أتمكن من حضور محاضرات آخر العام المهمة والمراجعة وحتى (السكاشن) الدروس العملية في كليتي .. لذلك كانت الفضائح في اختبار الشفوي
قبل ذهابي للمقاهي لمشاهدة المباريات أو للمطاعم لتناول الطعام وصرت لا أحرج إلا قليلا
في الامتحان التحريري:-
أتعجل الخروج من اللجنة وأقوم كثيرا بحجة غسل وجهي

السنة الدراسية النهائية في الكلية: -
حاولت تجاهل الخوف .... لكنه كان قد فرض سيطرته علي وإن كنت قد وجدت طرقا للتكيف مثل
1 - ارتداء ثياب قاتمة
2- تقليل السوائل
3 - السفر ليلا.
4 - سيارة مخصوص، أو مع أحد الزملاء
سرت في تلك السنة كسابقتها دون محاضرات أو دروس عملية حتى الامتحانات بصعوبة

علاقاتي الاجتماعية – تدنو من الصفر.

في المناسبات الدينية وعندما أذهب إلي المسجد كنت أذهب قبل انتهاء الصلاة بفترة قصيرة ومع ذلك كنت لا أستطيع التركيز في الصلاة وانتظر نهايتها رغم أنني أظل بعد ذلك مدة طويلة

قبل الامتحان الأول في الباطنة الورقة الأولي والتوتر كان شديد لم أشعر بأي ألم أو رغبة في التبول وأنا أذاكر ولكن قبل اللجنة وأثناء الامتحان كنت أشعر بها

في سفري من بلدي للقاهرة كنت أقطعها في أكثر من خمس مراحل يتوسطها المساجد ودورات
- مرة أثناء قدومي للزقازيق كان التوتر بالغا فلم استطع الصمود فهبطت من الميكروباص ومشيت حوالي 6 كيلو، لأن كل السيارات بعد ذلك كانت كاملة العدد، ولم يقف لي أحد!
- لم يكن موقف نزولي من الميكروباصات يتكرر كثيرا، لكن موقف تأجيل السفر أو إلغاءه كان هو الذي يتكرر
- حين أكون في موقف السيارات في بلدتي لا أستطيع انتظار السيارة حتى تمتلئ بالركاب فأتحمل نفقاتها كثيرا وحدي
- أصبت بالإسهال ذات مرة وصار ذلك الأمر أيضا يمثل بعدا جديدا في تنقلاتي لتقليل الطعام أو لمنع الطعام نهائيا قبل السفر
- أكاد أصاب أحيانا بالهبوط من قلة الطعام والشراب أثناء سفري
- عندما أنزل للشارع تكون هذه الأفكار هي رقم 1 في رأسي وتشغل حيزا كبيرا وأظل مهموما بها غير قادر علي التأقلم مع الموجودات حتى أعود وأشعر بالاطمئنان
- صار وضعي سخيفا وأحيانا كنت لا أستطيع الرد علي التليفون أو النزول سريعا لقضاء أو لشراء شيء بسرعة دون الذهاب إلي الحمام
- أحيانا تشكل الظاهرة عرضا محسوسا كالتقلصات في القولون والمثانة.

حاليا وقبل فترة قصيرة متوقف عن معظم أو جميع الأنشطة إلا للضرورة وبالاحتياطات الكافية.

أتمنى أن أكونَ قد وفقت في عرض الحالة وأنا في انتظار تحليلكم، ونصائحكم، جزاكم الله خيرا.

14/11/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين ونشكرك على ثقتك وعلى حسن عرضك لأعراض اضطرابك النفسي، صدقت حين قلت أن ترتيب تطور الأمر معك يسهل الأمر علينا، وإن كانت حالتك تعتبر نموذجا واضحا لما نسميه في الطب النفسي رهاب الخلاء أو رهاب الساحة؟

فبعد خبرةٍ سيئة مع رغبة مفاجئة في التبول داهمتك وأنت في مكان لا تستطيع التصرف فيه، ولا تستطيع تلبية تلك الرغبة بشكل لائق، بعد هذه المرة الأولى تشكلت في ذاكرتك دائرة كبيرة من القلق حول الشعور بالرغبة في التبول،
ثم بعدها تكررَ الموقف مرة عند صديقك ومرةً وأنت على سفر، وبالتدريج بدأت خيوط المشكلة تنسجُ نفسها، حتى أصبحت منشغلا -أكثر من المعقول ومن المحتمل-بخوفك من أن يحصرك البول وأنت بعيد عن المنزل.

وهكذا أصبحت مضطرا للإسراف في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الشعور برغبة التبول، وكلما مر بك الوقت كلما زادت الأمور تعقيدًا وكلما اتسعت دائرة التعميم Generalization واتسعت كذلك دائرة التجنب Avoidance حتى أصبحت (حاليا وقبل فترة قصيرة متوقف عن معظم أو جميع الأنشطة إلا للضرورة وبالاحتياطات الكافية)، من وجهة نظرك طبعا.

أطمئنك بداية إلى أن حالتك حالةٌ معروفة وإن لم يكن معدل انتشارها أو حدوثها في مجتمعاتنا معروفا لأن من الممكن أن يكونَ كثيرون مثلك من المرضى تائهون، والأطباءُ من التخصصات الأخرى تائهون أيضًا
أو محرجون من فشلهم في العلاج أو من اقتراح عرضهم على طبيب المجانين،

وبالتالي فإن من تتمحور أعراض اضطراب رهاب الساحة لديه حول الرغبة في التبول يتوه بين أطباء المسالك أو جراحي المسالك البولية
ومن تتمحور أعراضه حول الخوف من القيء يتوه بين أطباء الجهاز الهضمي وأطباء الأمراض الباطنية بشكل عام
ومن تتمحور أعراضه حول القلب أو التنفس يتوه كذلك بين أطباء القلب والصدر كما ذكرنا من قبل في إجابة:
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة

والحقيقة أن الشكل الأخير من أشكال رهاب الساحة قد يكون الأكثر شيوعا، لكنني لا أستطيع أن أجزم في غياب القدرة على إجراء الدراسة العلمية! في مجتمعاتنا لأن المرضى كما ترى تائهون بين التخصصات المختلفة ولا ندري كم نسبة الذين يهديهم الله أخيرا إلى الطبيب النفسي المتخصص.

وأما ما هو واضح جدا في إفادتك فهو الشبه الكبير بين أعراض معاناتك وبين أعراض اضطراب الوسواس القهري، فهناك الفكرة التسلطية المتعلقة بأنك ستجد نفسك محصورا بالبول وغير قادر على التصرف بشكل لائق، وتجد نفسك صريعا لأفعال الاحتياط والاحتراز والتجنب وكلها أفعال قهرية، لاحظ أن المنطق غائب في حالة الفكرة والفعل، فقط قد تكونُ مقتنعا بعض الشيء بالفكرة لأنك لا تعرف ما يكفي عن فسيولوجية التبول
وأظنك ستغير رأيك تماما بعد بعض جلسات العلاج المعرفي، وطبعا لم يتعب أحدٌ ممن زرتهم من الأطباء نفسه ليشرح لك لا ما هو الطبيعي ولا ما هو اضطرابك، وكما ترى إذن كان لعدم معرفة الأطباء شيئا عن حالتك دورٌ كبير في إطالة معاناتك، وفي زيادة الأمر تعقيدا، وعلى أي حال فإن العلاج سيبدأ إن شاء الله عندما تعرض نفسك على أقرب طبيب نفسي متخصص، ولكنك يجبُ أن تخبره برغبتك لا فقط في أخذ عقار يقلل معاناتك وإنما في إجراء العلاج المعرفي السلوكي أيضًا، فأما العلاج العقاري فأحد عقاقير 
الماس أو الماسا

وأما العلاج المعرفي السلوكي، فسأعطيك عنه هنا فكرة عامة ومختصرة.
1- يجبُ أولا أن تعرف معلومات كافية عن عملية إفراز البول من الكلى، وعلاقة القلق بذلك.
2- يجب أن تفهم معنى التعميم ومعنى الاستجابة التجنبية Avoidance Response، ودورهما في الإمراضية النفسية لحالتك.
3- بعد ذلك يجبُ أن تعرف أساس ومفاهيم العلاج السلوكي منطلقا من قول الإمام علي رضي الله عنه:
إذا هبت أمرًا فقع فيه !، ثم يشرح لك معنى التعرض التدريجي مع منع الهرب.
4- يطلب منك بعد ذلك إعداد قائمة بالمواقف التي تضطر إلى تجنبها أو إلى اتخاذ الاحتياطات لمواجهتها إن لم تستطع أن تتجنبها.
5- ثم تقوم أنت وطبيبك المعالج بعد ذلك بترتيب المواقف تصاعديا من الأقل عبئًا عليك إلى الأكثر، ثم تتعلم كيف تسترخي ثم تواجه وهكذا بالتدريج بشرط ألا تهرب كما تعودت.
6- يفيدك العقار من مجموعة الماس أو الماسا بإذن الله في التقليل من حدة وشدة إلحاح فكرة أنك ستجدُ نفسك محصورا وغير قادر على التصرف، كما سيفيد تقليل مستوى القلق لديك في تقليل كمية البول المفرزة أصلا، وبالتالي فإنك إذا تعاونت مع المعالج السلوكي وكنت مصرا ومثابرا على أداء ما يطلبه منك فإن الشفاء الكامل بإذن الله هو القاعدة.

أتمنى أن ينعم الله عليك بالشفاء، فقط عليك أن تكون مستعدا لتحمل بعض المعاناة أثناء قيامك بواجبات العلاج السلوكي، وأهلا وسهلا بك دائما على
مجانين فتابعنا بالتطورات.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي