بسم الله الرحمن الرحيم، بعد التحية،الاخوة الكرام سوف أطرح عليكم سوال يشغلني ألا وهو هل للحَبِّ الذي يظهر على الوجه أو على الجسم سبب نفسي أي مرده لحالة نفسية معينة كالزعل؟. ولكم جزيل الشكر.
الأخ الكريم: إن ظهور الحبوب الموجودة على الوجه والظهر يتزامن مع بلوغ المرء شابا كان أو فتاة مرحلة المراهقة، ومما لا شك فيه أن للتغيرات الهرمونية التي تصاحب هذه المرحلة دورا في حدوث هذه الحبوب وتتزايد هذه الحبوب مع الإكثار من تناول الدهنيات، وكذلك تتأثر تأثرا ملحوظا بالحالة النفسية للشخص المصاب بها، فالتغيرات والضغوط النفسية تزيد من شدة التغيرات والاضطرابات الهرمونية، وكذلك تؤثر على الجهاز المناعي للجسم مما يساعد على تكاثر ونمو البكتريا التي تسبب وتضاعف من آثار هذه الحبوب، وللإطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذه الحبوب وطرق الحد منها وعلاجها يمكنك مطالعة الاستشارات التالية: عمليات التجميل .. هل تزيل الندبات؟ أقنعة طبيعية لعلاج حب الشباب ودعواتنا لك أن يرزقك الله بالصحة والعافية. *ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الحقيقة يا أخي السائل أن العلاقة بين الجهاز العصبي النفسي والجلد علاقةٌ وثيقةٌ تبدأ منذ تشكل الجنين، فمن المعروف في علم الأجنة أن الأدمة البرانية Ectoderm وهي أحد الطبقات الثلاثة في الجرثومة الجنينية ( والتي تتكون من الأدمة الباطنة Endodermوالأدمة المتوسطة Mesoderm والأدمة البرانية) هذه الأدمة البرانية تعطي نوعين أساسيين من أنسجة الكائن البشري:* هما النسيج العصبي (المخ والأعصاب)،* ونسيج الجلد بملحقاته كالشعر والأسنان، معنى ذلك أن علاقة الجلد بالنسيج العصبي هي علاقة تبدأ بعد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، أي أن علاقة جهازك العصبي بجلدك أقدم من علاقتك أنت بجلدك بما يقارب فترة الحمل. ومن المعروف لنا جميعا كبشر أن الجلد هو أحد الطرق التي تعبر انفعالاتنا عن نفسها من خلالها، فهو الذي يحمرُّ ويعرق مثلا عندما ننفعل غضبًا أو خجلا أو غير ذلك، وهو الذي يقف الشعر فيه عندما نصاب الرعب أو الذعر، وأستطيع وتستطيع أنت أن نعطي أمثلةً لا حصر لها، وهكذا فإن التعبير عن الحالة النفسية الشعورية واللا شعورية من خلال الجلد هو الأمر الطبيعي والمتوقع، وكثيرٌ من الأمراض الجلدية ترجع أسبابها إلى الاضطرابات النفسية، حتى أن الطبيب الذي ينوي التخصص في الأمراض الجلدية لابد له من الحصول على قدرٍ من المعرفة بالأمراض النفسية لكي يتمكن من الحصول على درجة التخصص، وفقك اله وتابعنا بأخبارك.
