إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   HM 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني متابعة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: أيزو الجسد 
تاريخ النشر: 05/01/2005 
 
تفاصيل المشكلة


 
هاجس البدانة والزواج...هل تساعدونني؟   متابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبى الحبيب وطبيبي الفاضل
دكتور وائل أبو هندي

لا أعرف كيف أشكرك على اهتمامك برسالتي، وعلى ردك الشافي المستفيض عليها: 
هاجس البدانة والزواج...هل تساعدونني؟ 

سأقول لك فقط جزاك الله خيرا وتقبل الله منك عملك وجعله ثقلا في ميزان حسناتك إن شاء الله

الحقيقة أن ردك على رسالتي وقراءتي لبعض الروابط التي أحلتني إليها والتي كنت قد قرأت معظمها ولكن لم أقرأ بعضها
أفادني كثيرا وهدأ من روعي، وتلك العبارات من ردك على والتي سأذكرها لك كانت ترن في أذنيَّ باستمرار

(فهل جسدك يا ابنتي طبيعي أم لا ؟ يتمتع باللياقة أم لا؟ وهل تودين نحته
؟)

(وهنا أسألك أن تنظري للمرآة في لحظات شعورك بالرضا عن نفسك وتأكدي بنفسك كيف تبدين أجمل، فليس هناك ما يضفي جمالا على حضور الكائن البشري أعمق وأشمل من شعوره بالرضا عن نفسه
)

(حيث نناقش مفهوم توكيد الذات الذي تحتاجين إليه أيضًا في تعاملك مع جسدك ومع الآخرين)

ثم العبارة الأهم والأخطر والأكثر تأثيرا: (فإن عند المتدينين الذين يؤدون الصلاة حق أدائها ما يرفع من مستويات السيروتونين الدماغية، ومستويات أو وظائف مادة البيتا إندورفين ?-Endorphin، وهذه نتائج دراسات علمية على التغيرات الدماغية التي تصاحب الخشوع في التعبد، فهل يكونُ ذلك مدخلا مناسبا للعلاج ؟)

نعم يا سيدي لقد أثرت تلك العبارات على كثيرا وربما أكثر على مقاومتي الداخلية وعقلي الباطن، فأنا لا أكذب عليك مازالت تهاجمني نوبات حزن واكتئاب عاصفة بسبب هذا الأمر وخصوصا بعد تأجل مشروع الخطبة الذي كنت قد حدثتك عنه في بداية رسالتي السابقة (الحمد لله قدر الله وما شاء فعل).

ويبدو يا سيدي أن حزني على هذا الموضوع وبعض الاضطرابات الأسرية بسببه، وقلة خروجي من المنزل لارتباطي بالجلوس مع جدتي الكبيرة في السن وبعض المتاعب الصحية التي واجهتني واضطرتني للمكوث في المنزل قد جعلني أستدعي أسباب ضيقي الأخرى وأستسلم لها.

ويجعلني المكوث في المنزل أيضا أستسلم للأكل محاولةً تناسي ما أنا فيه، فتصيبني بعدها عاصفة من الضيق وتأنيب الضمير والنظر في المرآة ثم أترك نفسي للبكاء ساعات طويلة، وهكذا لا أجد الرغبة في فعل أي شيء ولا لمجرد ارتداء ملابسي للاستعداد للخروج بل وأتهرب من الخروج أو رؤية الناس أو حتى رؤية وجهي في المرآة لأنه قد أصابه الذبول والإرهاق من كثرة السهر والبكاء ..

فأصبحت أبتسم قليلا وأشعر أن حزني أصبح عبئا كبيرا على والدتي وأنني في دوامة من الهم لا أستطيع الخروج منها، فهل هناك ما تنصحني به للخروج من دائرة الاكتئاب تلك، وهل الأمر يستدعى العلاج مثلا لتحسين حالتي المزاجية ونظرتي للأمور أم الأمر بيدي وحدي وبقدرتي على إدارة حياتي وتغيير طريقتي في التفكير وفي المعيشة؟

ولكن أتعرف بمجرد عودتي إلى قراءة ردك على رسالتي أتحسن كثيرا وكأنها نوع من أنواع المسكنات، وأنا أحاول أن أجعلها علاجا وليس مسكنا وقتيا فحسب،

وأجعل من عباراتك شفاءً لي حتى وإن لم يكن سريع المفعول

سأحاول يا سيدي مرات كثيرة وسأحاول أكثر ألا أستسلم لنفسي أو لشيطان مرآتي، فأنا
يا دكتور كما سألتني الحمد لله أتمتع بنسبة كبيرة من اللياقة وأستطيع التحرك وممارسة جميع الأنشطة بشكل طبيعي ودون إرهاق سوى الإرهاق النفسي
كما أنني من هواة المشي وأفضل أن أقضى جميع مشاويري سيرا على الأقدام

ولكن المشكلة فقط تكمن في أني أحيانا لا أفضل أن أمشي وحيده وأنا لا أجد صحبة مناسبة أو أحد يشجعني، لكنني لم أتوقف عن المشي أبدا إلا في الفترة الأخيرة التي اضطررت فيها للجلوس مع جدتي أوقاتا طويلة، وأيضا مع بداية انتظامي في الدراسات العليا التي التحقت بها وعملي الذي سأتسلمه في نفس الوقت.

ولقد تعرفت على بعض التمارين الرياضية المفيدة لإنزال منطقة البطن من
باب استشارات صحية في موقع إسلام أون لاين ومن بعض الكتب وأنتوى القيام بها إن شاء الله

وأرجو أن أوفق في هذا برغبتي ودعائكم ونصائحكم الغالية

بقى لى سؤال: هل لمادة الكافيين التي توجد في المنبهات ومنها مثلا مشروب النسكافيه الذي أتناوله بكثرة علاقة باختزان الدهون في منطقة البطن بالفعل..؟؟

 لقد سمعت ذلك في برنامج تليفزيوني وأود التأكد من صحته منكم،

وأنا أيضا أعانى من رعشة دائمة في يدي ولكنها لا تؤثر على كفاءة الكتابة لكنها تؤثر بشدة في تحكمى في تناول الأشياء والإمساك والتحكم بها، وسمعت أيضا أن مادة الكافيين تزيد من تلك الرعشة فعذرا هل تفيدني في هذا الأمر وخصوصا أن أحد الأطباء أخبرني بأن هذه الرعشة ليس لها علاج مفيد سوى تناول الخمور، وهذا حل مستحيل ولكنه أخبرني أنها ليست خطرة طالما أنها لا تعوق الكتابة ولكنها تسبب لى مشاكل كثيرة خصوصا في مجال دراستي العملية وعملي في المعامل والكيماويات ؟؟
وآسفة إن كنت أطلت وخرجت عن الموضوع لكني أتعشم في سعة صدرك ورفقك يا
أستاذي

وأخيرا، فإن ثقافة الصورة وأيضا ثقافة التعامل مع الآخر التي تحاولون تصححيها بمجهودكم الكبير هنا وفي صفحة حلول ومشاكل الشباب....أعتقد أن العامل الأكبر لإنجاح تلك المساعي هو انتشار الحب والمودة بين أفراد المجتمع والأسرة والأزواج وأيضا الفهم الصحيح المتعمق لحقائق الحياة ولديننا الحنيف ولجوهر العلاقة بين الأفراد وجوهر العلاقة الزوجية بين الزوجين خصيصا

وشكرا لكم ودمتم لنا سالمين إن شاء الله

17/12/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة العزيزة: -
أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك ومتابعتك، وعلى إطرائك الطيب الذي أسأل الله أن يعينني لأكونَ على قدره ما استطعت، أول ما تسألين عنه هو الاكتئاب، وتتساءلين هل أحتاج علاجا؟ (وهل الأمر يستدعى العلاج مثلا لتحسين حالتي المزاجية ونظرتي للأمور أم الأمر بيدي وحدي وبقدرتي على إدارة حياتي وتغيير طريقتي في التفكير وفي المعيشة؟)

الأمور كلها بيد الله يا ابنتي، وأما ما نستشعرُ أنه بأيدينا -والحقُّ أنه بعقولنا- فهو كيف ننظرُ لتلك الأمور؟ كيف نفهمها ونراها ونقيمها سلبية أو إيجابية؟

ربما يبدو بعض كلامي التالي غير متوقع في الرد على مثل كلماتك، لكنني لا أخفيك أن إطراءك لكلماتي جعلني أخاف من الله –وأعلم أني مفرط الصوفية في ذلك-،

فكرري المفاهيم التي تصلك من الكلام في ذهنك وأضيفي لها، واعلمي أن ما يصلك من أثر عبر كلامي إنما هو ما يشاء الله له أن يصل إليك، وهو الذي ينزله على معاناتك منزل المسكن الوقتي أو البلسم الشافي، فاسأليه سبحانه شفاءه الذي لا يغادر سقما.

قد يكونُ العلاج المقصود في سؤالك هو العلاج المعرفي الذي نحسب أننا سنرص ما ينعم الله علينا به من لبناته على
مجانين تباعا إن شاء الله، فهل هذا ما تسألين عنه؟ إذن تابعي مجانين، وفكري معنا وشاركينا، وتذكري وأنت تقرئين كتاب الله وتتدبرين آياته أن بناءنا المعرفي الذي نحاول من خلاله إنتاج وعي مغاير لثقافة الصورة الغربيةِ الروحِ، هذا البناء المعرفي يحتاج إلى ما يدعمه من آيات الله فهل تساهمين معنا بتوجيهنا إلى آيات معينة أو إشارات معرفية تفيدنا جميعا كمسلمين؟

إذن اقرئي القرآن متدبرة ودللي على المفاهيم من القرآن الحكيم ثم رددي كلمات الله فهي خير الكلمات.

تقولين في متابعتك (ويبدو يا سيدي أن حزني على هذا الموضوع وبعض الاضطرابات الأسرية بسببه، وقلة خروجي من المنزل لارتباطي بالجلوس مع جدتي الكبيرة في السن وبعض المتاعب الصحية التي واجهتني واضطرتني للمكوث في المنزل قد جعلني أستدعي أسباب ضيقي الأخرى وأستسلم لها، ويجعلني المكوث في المنزل أيضا أستسلم للأكل محاولةً تناسي ما أنا فيه، فتصيبني بعدها عاصفة من الضيق وتأنيب الضمير والنظر في المرآة ثم أترك نفسي للبكاء ساعات طويلة، وهكذا لا أجد الرغبة في فعل أي شيء ولا لمجرد ارتداء ملابسي للاستعداد للخروج بل وأتهرب من الخروج أو رؤية الناس أو حتى رؤية وجهي في المرآة لأنه قد أصابه الذبول والإرهاق من كثرة السهر والبكاء..)،

وأنا من هنا أرى أنك تفرطين في الاستسلام يا ابنتي فلا تستسلمي واجعلي لنفسك في المنزل ما يشغلها إذا أنت اضطررت للبقاء في المنزل، لكنك يجب أن تكوني جاهزةً نفسيا وماديا للخروج كلما سمحت لك الفرصة، وهذا يستلزم منك عدم الاستسلام لكثير من البكاء أو حتى الانشغال أرقا بـ"كيف أبدو شكلا"، أو بتفحص الصورة في المرآة، وذكري نفسك بأن الأهم هو كيف أبدو جوهرا لأن الله ينظرُ إلى جواهرنا، ودليلي حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام "إن الله لا ينظرُ إلى صوركم"، وراجعي الحديث كاملا واحفظيه من ردي الأول عليك.

لا يخرج من ذمتي يا بنيتي رغم كل ما تقدم أن أقول باحتياجك لعلاج عقَّاريٍّ للاكتئاب

لأنني لا أراك مكتئبة، وإنما يعتادك الحزن كما يعتاد كل بني آدم، فهل تستطيعين استثمار ذلك الحزن في تجارة رابحة؟ أتدرين كيف؟ بأن تجعلي ما يدفعك الحزن إلى فعله هو أطيب ما تستطيعين فعله، قدر استطاعتك، فقط اجعلي هذه الرغبة ردا منك على الشعور بالحزن، أترى تستطيعين؟ فإن وجدت ذلك صعبا عليك بمفردك فإن بإمكانك السعي في تعلم بعض أساليب مقاومة الاكتئاب، ولا أجد مفتاحا لذلك أفضل مما ذكرته
الدكتورة داليا مؤمن في ردها على صاحبة مشكلة: حزن وكسل الحل: ض ح ن، وتابعي من خلال ذلك الرد معرفة المعلومات عن الاكتئاب –عافاك الله- عبر ما تجدين داخله من روابط.

بقي عندنا سؤالك عن مادة الكافيين، ولا أفتيك في مسألة أثره على توزع الدهون في الجسد لأني لا أمتلك معلومة بهذا الشأن، لكنني أعرف أن الكافين هو أحد عقاقير تثبيط الشهية أي أن له أثرا في تقليل الرغبة في الأكل،

لكنَّ الإكثار من تناوله يزيد فعلا من الرعشة الناتجة عن التوتر، ولا يضمن استمرار أثره التثبيطي على الشهية، فهلا اعتدلت في كل شيء يا ابنتي متمثلة للمتفق عليه من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو: "إن لجسدك عليك حقاً"، ثم دربت النفس على الرضا؟ وعلى أي حال فإن الفصل في حاجتك بوجه عامٍ لعلاج عقاري غير ممكن من خلال الإنترنت.

وأما الرعشة فأنا لا أستطيع الحكم عليها دون رؤيتها، لكنني أرفض جملة ما قاله ذلك الطبيب الذي يقصر علاج الرعشة على الخمر، فهذا كلام يخالف العلم والدين، وما عرفت رعشة يقتصر علاجها على الخمر قطّْ ! بما في ذلك الرعشة التي نراها في مدمني الكحول أثناء علاجهم كأحد أعراض انسحاب الكحول من الدم، فنحن نعالجها باستخدام أحد عقاقير مثبطات البيتا، فقوله إذن مردود كلية، وأحسب أن فيما بدأت به ردي عليك من أهمية تغير ما بيدنا وهو نظرتنا نحن للأمور وموقفنا منها وتقييمنا لها، لو أنك استطعت الوصول إلى هدوء النفس وطمأنينتها فإنك ستجدين الرعشة أقل حدوثا، في المواقف التي تحدثُ فيها، وأنا لا أستطيع القطع طبعا بأنها ناتجة عن التوتر لكنني لا أمتلك من المعلومات ما يكفي، وليس لدي حتى تاريخٌ مرضي واضح في إفادتك.

وأما مسألة ثقافة الصورة التي نعيشها،
فإنني أحسب أن كثيرا من العمل ما نزال نحتاج إليه، وكانت 
مشاركة الأخ تامر في مشكلتك قد أعطتني بعض مؤشرات على وجود من يفكرون حقا بطريقة مختلفة، ومن أهم الأفكار التي تشغلني أنا وأخي الدكتور أحمد عبد الله في هذا الصدد، أهمية إنتاج الصورة المضادة للصورة النموذج الغربية أي في حالتك أهمية إنتاج الصور المتنوعة للمرأة الجميلة، وربطها بمفاهيم وجدانية جميلة كالوفاء والإخلاص بدلا من التنافس والانتهاز على سبيل المثال

فهكذا يمكننا أن نواجه هجمة الصورة الشرسة، في نفس الوقت الذي نسمح فيه بقبول التنوع كما علمنا ديننا، وهذه مجرد أفكار أتعشم أن تكونَ بداياتٍ لمشاركات أصدقائنا في
مجانين، سعدت بك وأنتظر متابعتك.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي