إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   عمر 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: الفهم الشائع للرجولة: الشذوذ المؤلم مشاركة مستشار 
تصنيف المشكلة: نفسجنسي: قلق مثلي Homosexual Anxiety 
تاريخ النشر: 10/01/2005 
 
تفاصيل المشكلة


 هذه مشاركة من الدكتور محمد المهدي في الرد على مشكلة
قالوها فصدقها: بؤس الفهم الشائع للرجولة، وكان صاحب المشكلة قد أرسلها مرتين مرة بتاريخ 27/11/2004 ومرة بتاريخ 6/12/2004 ، فأرسلت مرة للدكتور أحمد عبد الله ومرة إلى الدكتور محمد المهدي ،
 
 ولما كان رد الدكتور أحمد قد وصلنا أولا فقد نشرناه وننشر الآن رد الدكتور محمد المهدي كمشاركة مستشار، ونرجو من أصدقائنا التحلي بالصبر بعد إرسال مشكلاتهم من خلال بوابة استشارات مجانين  في مواعيد تلقي المشكلات. 
  
 الانحراف والاستقامة والله والحل:
 
 بسم الله الرحمن الرحيم:
 
 (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي)، قررت أخيرا أن أخرج عن صمتي الطويل نعم يا أحبائي كي أكون أخذت بأقصى الأسباب وأمام الله لم أترك طريقا إلا طرقته أملا بالشفاء والعافية.
 
 إخوتي وضعت نفسي مرارا مكان المشرفين على
الموقع  وشعرت كم يتحملون ونحن نسرد قصص آلامنا وكم هي متشابهة لكن النفس البشرية تحيا بالأمل ولذا لكم أيها الأعزاء كل التقدير والاحترام.
 
 ولدت منذ 20 عاما في الرياض الابن الأول في العائلة بعد انتظار دام سنتين دون أولاد، عائلتي صغيرة فنحن أربع أفراد أنا وأمي والدي وأختي التي تصغرني بعامين، كنت مدللا في صغري والدي في العمل وأنا مع أمي خالتي وجدتي وأختي هؤلاء هم الأشخاص الذين وعيت على وجودهم
 
 كل وسائل الترفيه لصبي العائلة الصغير كانت عندي وفي الحقيقة حينما أذكر طفولتي لا أذكر إلا النساء ومتاعهن وما يخصهن، ودون قصد من أحد
نشأت ربما كفتاة وخصوصا أنني أبيض البشرة لدرجة كبيرة وناعم جدا كما يصفني كل من يراني حتى الآن
 

 وأنا أبلغ 20 سنة من العمر حياتي الدراسية بدأت ناجحة واستمرت كذلك حتى الآن والحمد للهدرس حاليا هندسة الكومبيوتر) ولكن المشكلة تتابعت في مسيرتي الدراسية، فغالب وقتي في المدرسة أمضيته وحيدا لا لعب لا تسلية دراسة وبس مع عناية فائقة بالمظهر والهندام جعلت من المدرسين في صفي يجلسونني في أماكن البنات ومعهن خوفا علي من الأذى لضعف جسدي الشديد ونحولي،
 
 ومن هناكلابتدائية) وحتى البكالوريا وأنا أتعرض لشتم واستهزاء الشبان بي لأنني وكما يصفني البعض كالنساء في كل شيء وفي الواقع حتى صوتي بقي ناعما كمظهري، فأنا لا أعرف على الهاتف أني شاب بل الغالبية العظمى من الناس يحدثونني كفتاة دون قصد منهم حتى أبادر كعادتي وفورا بالتعريف عن نفسي أني شاب وتنهال علي إرشاداتهم (عيب كيف صوتك هيك أنت السبب) وأنا لم أفعل شيئا لأكون بهذه الصفات.......
 
 كل هذا كان يضيف إلى نفسيتي العقد كما سماها علم النفس ولكن بالرغم من ذلك لم أنطوي على نفسي وقررت المواجهة حتى النهاية أي أن سخرية الشبان في الصف الدراسي لم تمنعني من الكلام حتى كنت أتقصد القراءة بصوت عالي في اللغة الإنكليزية تعبيرا مني عن شخصيتي،
 
  ولكن في داخلي كنت محطما فأنا صورة لمقاوم محطم الأحشاء نعم الجميع كانوا قساة ولم يساعدني أحد حتى والدي الذي كنت سخرية له في بعض المواقف حينما أكون وحسب وصفه الدائم البنت الثانية في المنزل أنا سليم جسد يا فلحيتي تنموا باستمرار كما شاربي وأعضائي سليمة فلا أشكو من عيب في الذكورة ولكن الصدمة الكبرى أتتني حينما عرفت أنني مشوه نفسيا لحد الشذوذ الجنسي.
 
 نعم هذا أنا في نهاية المطاف وعند وصولي سن البلوغ وجدت نفسي أرغب بالشبان ولا تستهويني الفتيات ولا واحد بالمائة وبدأت مواجهة الشذوذ منذ خمس سنوات كألد أعدائي الذي لن أرضخ له ولو صرخ العالم بعدم وجود العلاج فلن أقبل أنا بذلك ....
 
 والسبب الرئيسي هو الله نعم أنا منذ صغري أصلي وحتى الآن وأصوم وأحفظ من القرآن الكريم وأقرأه باستمرار كما أنني محبٌّ للقراءة والموسيقى فقد درست بمعهد متخصص العزف على الأورج والبيانو إضافة لبراعتي في الرسم وأريد أن أوضح أمرا أنني لم أتعرض في حياتي لتحرش أو للمس من أي شخص ولا حتى في أيام الدراسة فأنا لم أضرب أحدا في حياتي حتى الآن لا مزحا ولا بجد
 
 و لم أتشاجر إلا مع والدي الذي تعرضت منه لعدة صفعات تأديبا كما يقول في صغري..ولم أتعرض لمشاهدة أي صور غير أخلاقية حتى بلوغي ....حتى الآن لا أحد من أصدقائي القلة وهم ثلاثة ألتقي بهم بفترات محددة يعلمون بما أعانيه من أمراض نفسية ولم أبح بشيء لأحد من الناس لا قريب ولا بعيد لأنني لم أجد ذلك الواعي الراشد الذي سيكون موضع ثقتي.
 
 منذ خمس سنوات أبحث عن حل لما أنا فيه، درست الماكروبيوتيك أملا في حل، بحثت الساعات الطوال على الانترنت وفي الكتب في كل ما طالته يداي من وسائل في الدين في كل ما وصلت له إضافة للجوء الدائم لله الشافي ولكن ونعم أقولها بحرقة بالغة دونما جدوى......
 
 صمت كثيرا علي أجد الصبر إضافة لكبت غرائزي حتى وصلت لمرحلة من الضعف هددت صحتي فبعدة شهور تناقص وزني من 75كيلو إلى 62 كيلو أنا الآن في حيرة بالغة وضياع لن أتخلى عن ديني أو مبادئي في رفض الشذوذ كخطأ وانحراف وأريد الحل فلا مشكلة إلا والحل موجود علمه من علمه وجهله من جهله أريد حلا لصوتي الناعم لدرجة كبيرة ولنفسيتي أريد أن أكون رجلا سويا كما يرضي الله أنا مستعد لفعل أي شيء يساعدني على التخلص من هذه الكوابيس لا أريد أن أكون امرأة في جسد رجل أريد لعب دوري الحقيقي باستقامة!
 
 لكم حبي وكل احترامي وتقديري أرجو أن تفيدوا أخاكم وابنكم الضائع بما فتحه الله عليكم من علم ومعرفة شاكرا وبخجل تجاوبكم والله خير الجازين بالخير والحسنى، عافانا الله نصرنا الله وأهم شيء وعلى الله فليتوكل المؤمنون والحمد لله رب العالمين، ولا أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وأنا أعترف بخطئي إن كنت مخطئ
 6/12/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  


 أخي العزيز .......عمر
 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 أنت من الناحية البيولوجية ( التركيب الجسماني والوظائف الفسيولوجية ) رجل –كما ذكرت– ولكننا أمام مشكلات ثلاث : المظهر الخارجي والميل الجنسي والدور الاجتماعي . فعلى الرغم من تكوينك الذكرى إلا أن نعومة البشرة ورقة الأعضاء ونعومة الصوت يجعلك تبدو كأنثى وهذا يسبب لك حرجا من ناحية ويلقى بك من ناحية أخرى إلى الجانب الأنثوي كتفضيل نفسي وكدور اجتماعي .
 
  ولقد ساعد كثيرا على هذا نشأتك الأولى في مجتمع نسوى يتكون من والدتك وأختك وخالتك وجدتك وهذا جعلك تتعين بهم (تتقمصهم) وتتصرف مثلهن في كل شيء, ويبدو أن الوالد كان بعيدا عنك فعليا أو نفسيا لأنه كان من المفترض أن تتعين به (تتقمص صفاته الذكرية) في سن الخامسة تقريبا,
 
  وغيابه الفعلي أو النفسي منع حدوث هذه الخطوة في النمو النفسي فأكملت حياتك حتى الآن متقمصا الدور الأنثوي الذي كان متاحا لك طوال هذه السنين.
 
 وربما كانت هناك أسباب أخرى دعمت هذا الدور الأنثوي لديك فبعض الأمهات يعززن هذا التوجه دون وعى منهن أحيانا خاصة إذا كانت تحب إنجاب بنت من البداية أو أن الصفات الأنثوية لديك كانت تشكل نوعا من الرقة والنعومة والأدب يجعل تربيتك بالنسبة للأم شيئا ميسورا على عكس الصفات الذكورية التي تتصف بالخشونة والتمرد والعناد وهذا يشكل عبئا تربويا على الأم خاصة إذا كان الوالد سلبيا أو منسحبا أو مشغولا.
 
 وأيا كانت الأسباب فالنتيجة أنك تورطت في مظهر أنثوي ناعم وتورطت في مشاعر أنثوية وتورطت في دور اجتماعي أنثوي يفرضه عليك الناس بسبب مظهرك وتفرضه عليك أيضا أحاسيسك الأنثوية. ووقف أمام كل هذا إحساسك الديني وميزانك القيمي, فأنت لا تريد أن تعيش حياة شاذة أو أن ترتكب محرما,
 
 وربما هذا هو السبب الذي جعلك لا تتورط حتى الآن –حسب ما فهمت من كلامك– في علاقات جنسية مثلية على الرغم من مشاعرك القوية نحو الذكور وغياب مشاعرك تماما نحو الإناث. يضاف إلى ذلك قرارك الواضح بأنك لن تتصرف كأنثى ولن تمارس الشذوذ حتى ولو قال العالم كله أن حالتك ليس لها علاج.
 
 وهذا الموقف منك يجعل العلاج ممكنا ولكنه يحتاج لوقت وصبر ومثابرة ويحتاج لأن تحذف من قاموسك كلمة " لا أستطيع " إذ أن الطريق فيه بعض الخطوات الصعبة التي تحتاج لعزيمة قوية وإصرار لا يلين وربما يكون هذا هو ابتلاؤك الذي لو صبرت عليه يكون جزاءك عند الله الجنة خاصة وأنك تفعل هذا خوفا من عقابه وابتغاء جنته.
 
 أولا: أرجو منك قراءة "
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي"في باب مقالات متنوعة على موقع مجانين وأن تعيد قراءته عدة مرات حتى تستوعبه, فهو برنامج للعلاج الذاتي خاصة إذا لم تكن لديك فرصة للذهاب إلى معالج نفسي متخصص.
 
 ثانيا : سنبدأ بإجراء بعض التعديلات الممكنة في شكلك وصوتك وهذا من خلال ممارسة التدريبات الرياضية العنيفة تبدؤها في البيت ثم تكملها في ناد ولا تهتم بنظرة الناس إليك أو حتى تعليقاتهم فأنت تعرف هدفك وتريد الوصول إليه,
 
  وفى حالة أداؤك المنتظم لهذه التدريبات العنيفة سوف يتشكل جهازك العضلي ويأخذ النمط الذكرى فتبدو للناس ولنفسك رجلا حقيقيا, وهذا سيؤثر على استقبالك لنفسك وعلى استقبال الناس لك وبالتالي يؤثر في مشاعرك النفسية وفى دورك الاجتماعي.
 
 يضاف إلى ذلك صوتك الناعم وهذا يمكن تغييره بممارسة بعض التدريبات الصوتية كأن تجلس في مكان خال وتتحدث بصوت مرتفع جدا متعمدا الخشونة, ومع تكرار هذا التدريب يكتسب صوتك خشونة من خلال التغيرات التي ستحدث في الأحبال الصوتية نتيجة استخدام طبقات أعلى من الصوت بشكل متكرر، ويمكنك عمل هذه التدريبات أيضا في غرفة مغلقة ومعزولة بعض الشيء.
 
 نأتي بعد ذلك للنقطة الأصعب وهى مشاعرك العاطفية والجنسية المتجهة نحو الذكور والمنعدمة تماما –كما قلت نحو الإناث– وهذه المشكلة ستجد لها حلا تدريجيا في البرنامج المشار إليه آنفا والموجود على هذا
الموقع.
 
 ولكنني أشير باختصار شديد إلى معالم هذا البرنامج كالتالي:
 
 بما أنك تكره ما أنت فيه وتريد التغير إذن فالعلاج ممكن وواجب, وما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله, ومن حسن الحظ أنك لم تمارس سلوكا شاذا على الرغم من وجود الرغبة بدا خلك لأن هذا لو كان قد حدث كان من شأنه أن يعزز ويقوى الميول الشاذة لديك ويصبح الأمر أكثر صعوبة،
 
  وبما أنك أغلقت باب الإشباع الشاذ وفى نفس الوقت بداخلك مخزون من الرغبة الفطرية فإن الخطوة التالية أن تبدأ بالتدريج في تسهيل توجه هذه الرغبة في الاتجاه الطبيعي نحو الجنس الآخر ويمكنك أن تبدأ ذلك في خيالك ثم تتبع ذلك باستخدام بعض الصور ثم تنتقل بعد ذلك إلى الاهتمام بهن في الحقيقة ولا تستبعد نمو المشاعر الطبيعية ولكنها ستأخذ بعض الوقت.
 
 ثالثا: حاول أن تقلل من أوقات تواجدك مع الإناث المحارم وخاصة والدتك وأختك وخالتك لأن وجودهن المكثف في وعيك يجعلك تستبعد أي مشاعر عاطفية أو جنسية نحو الجنس الآخر حيث تحدث عملية تعميم بأن كل الإناث في مقام محارمي فلا يصح أن أفكر فيهن إلا كمحارم، وعلى العكس كثف من تواجدك مع والدك وأصدقاءك وأقاربك من الذكور لكي تكتسب النموذج الذكرى في التعامل والأحاسيس.
 
 رابعا: إذا كانت لديك فرصة لزيارة معالج متمرس في مثل هذه الحالات فلا مانع من طلب مساعدته فهناك بعض البرامج للمهارات الاجتماعية واكتساب الأدوار المختلفة يمكنك الاستفادة منها, كما أن وجود المعالج بجانبك سوف يدعم فيك الجانب الذكرى من خلال ا لتعين به كرجل تحترمه وتقدره.
 
 وأخيرا أسأل الله لك التوفيق والصبر والمثابرة 

 
   
المستشار: د.محمد المهدي