إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   كريم 
السن:  
30-35
الجنس:   ??? 
الديانة: الإسلام 
البلد:   المغرب 
عنوان المشكلة: عاشق فتاة العاشرة .. انظر حولك 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice 
تاريخ النشر: 09/03/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
الزواج من بنت قاصر

السلام عليكم

أنا نويت الزواج من بنت لا يزيد عمرها عن عشر سنوات.

والمشكل هو أني أخاف عليها من أن تكون لا تحتمل الجماع.

هي تحبني ولا تمانع أن ألاعبها erotically. وأنا أحبها و... وأخشى على صحتها لهذا أسأل:

هل مهبل الفتاة له قابلية للتوسع والتمدد حيث يسمح باستيعاب الذكر كيفما كان حجمه?

وشكرا

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ الفاضل: ليس عيبا أن يحب الإنسان شخصا يريد الارتباط به بشكل شرعي مقبول، فهذا شيء محمود لك، وليست القضية موقفة في الحلال والحرام فحسب، فهناك أبعاد أخرى نسميها الجوانب الاجتماعية، ولكنها لا تنفصل عن الدين، إذ الدين منهج حياة، وليس بمعنى أن الدين يحصر الناس في تحركاتهم وتصرفاتهم، بقدر ما هو ضابط لهم ومرشد غير مانع أو مقيد، فمساحات حرية الإنسان في الإسلام واسعة جدا، ودعني أناقشك في مسألتك بشكل من التفصيل، وأرجو أن يتسع صدرك لي، فأنا لك ناصح أمين .

فالزواج يا سيدي ليس حبا وهوى، أو عشقا وجنونا، ولا هو مجرد عملية فسيولوجية يفضي فيها الرجل إلى أنثى، فالزواج أكبر من هذا، إنه تأسيس لمؤسسة اجتماعية، تسعى أن تكون نواة للمجتمع الفاضل، بشقه الفردي والجماعي، يعني تكوين حياة بين ذكر وأنثى يسعدان فيها، يجمع بينهما ربط الحب والتفاهم والود والرحمة، كما قال تعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وفيه أيضا إشباع للرغبة الجنسية بطريق حلال، وفيه ترتيب لبيت يجمع بين اثنين على الحب والرحمة، كما أنه بهذه الصورة يسهم في بناء المجتمع الفاضل المتماسك، الذي يؤدي كل إنسان فيه دوره، ونهج الإسلام دائما هو الجمع بين المصلحة الفردية والجماعية، وليس كما يزعم كثير من الغربيين الذين لم يحيطوا بالإسلام علما عن وعي وفهم أن الفرد يغيب في ظل المجتمع.

قد تسائلني ولك حق، أنا أسألك عن فتاة أريد أن أتزوجها، وعندي عشر سنوات، فهل يمكن لي هذا، وهل العضو التناسلي لفتاة صغيرة يقبل امتداد العضو الذكري
؟

وأقول لك: أنا لا أريد أن أجاريك في كلامك، فأنا مستشار مؤتمن، فالأمر أكبر من ذلك يا سيدي، الزواج ليس متعة جنسية فحسب، وكثير من الناس يخطئ حين يتزوج، فيضع في ذهنه هذا الجانب وحده، بل هذا موجود في كثير من الملتزمين، فهو يرى أن الزواج إحصان عن الحرام، ومعه كل الحق، ولكن الزواج ليس هذا وحده، فهو أكبر من ذلك، ماذا لو تزوجت هذه الفتاة، ولم تجد التوافق النفسي بينكما؟

أنت إنسان تزيد على الثلاثين، وهي مازالت في العاشرة من عمرها، هل ترى أنه يمكن لكما أن يكون بينكما توافق وتفاهم في الحياة الزوجية؟

إن قضية السن من الناحية الشرعية لا نجد من النصوص الشرعية ما يحرم هذا، وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة، وهي صغيرة السن، لكنه لم يدخل بها مباشرة، وفي المقابل نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يزوج ابنته فاطمة لأبي بكر، أو عمر، للفارق الزمني بينهما، ولهذا كانت عائشة –رضي الله عنها– تروي لنا المعاملة اللطيفة من الرسول صلى الله عليه وسلم لها، ثم تقول " فاقدورا للجارية حديثة السن قدرها"، يعني انتبهوا لما تحتاجه الفتاة الصغيرة من دلال وحنان وحب وعطف كبير، قد لا يجده الرجل الكبير.

وحين نقرأ في كتب الاجتماع والمختصين في موضوع الزواج نجدهم يقولون: إن الفارق بين سن الرجل والمرأة في الزواج يفضل أن يكبرها بمتوسط سبع سنوات، فالبيت يحتاج إلى نوع من النضوج العقلي للرجل أكثر من المرأة، لأنه هو المسئول عن البيت ومهامه، وهو مقام تكليف لا تشريف، و في ذات الوقت لا يكون الفارق السني بينهما كبير جدا.

وأنا أفكر معك، ما الذي جعلك تفكر في هذه الفتاة خاصة؟ إن الاختيار له أسباب، ربما لأنها جارتك أو قريبتك، أو بينكما احتكاك اجتماعي بشكل أو آخر، فقد تكون معجبا بجمالها، وأن تفكر في أن يكون زوجتك صغيرة السن جدا، لكلام سمعته من أحد أصدقائك أو معارفك، وإن سألتني عن رأيي، فأنا غير موافق لك من الزواج بهذه الفتاة صغيرة السن، فيمكن لك البحث عن فتاة في العشرينيات من عمرها، تكون أكثر نضجا في العقل، وعندها بعض من الحكمة في التصرف والسلوك، وفي ذات الوقت تكون بكرا، صغيرة السن، ترى من دلالها وجمالها ما يقر عينك، ويريح بالك، و يجلب لك السعادة.

واعلم أن الإعجاب وحده غير كاف في الاختيار، فمن الحكمة أن ننظر للموضوع من جوانب متعددة، سعيا للحصول على السعادة التي نرجوها في حياتنا الاجتماعية، وأقول لك: تمهل، وفكر جيدا في اختيار زوجتك، واجعل الدين أساسا للاختيار، وإن لم يكن هو كل شيء، يعني ليس كل إنسان صالح يصح أن يرتبط بفتاة صالحة، فالأمر أكبر من هذا، ولا يعني هذا دعوة للبحث عن الزوجة بعيدا عن الدين، ولكن كما أشار الحديث أن الدين هو الأساس، ومن وضع أساس بيته لا يمكن له أن يدعي أنه يملك بيتا يسكنه، ولكنه خطا أهم خطوة في الأمر، حيث وضع القواعد والأسس التي ينبني عليها بيته فيما بعد.

أرجو أن أكون قد وفقت لبيان شيء من أمرك، والقرار في المقام الأول والأخير لك، فأنت صاحب الاختيار، ولا تنس بعض الضوابط الاجتماعية والقانونية، فالفتاة في الدول العربية يجب أن تصل إلى سن البلوغ، وبعض الدول يشترط في العقد أن تصل البنت ستة عشر عاما، حتى يضمن أنها تكون قد بلغت بالفعل، بالإضافة إلى الضوابط الاجتماعية التي تختلف من مكان لآخر.

ففكر جيدا، واستعن بالله، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يسعدك بزوجة صالحة تعينك على أمر دينك ودنياك. 

 
   
المستشار: أ.مسعود صبري