إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   منى أحمد 
السن:  
24
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   المملكة العربية السعودية 
عنوان المشكلة: الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان 
تصنيف المشكلة: علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT 
تاريخ النشر: 02/02/2005 
 
تفاصيل المشكلة
   

الوسواس القهري هل أنا أعاني منه؟

منذ فترة كانت تراودني أفكار مخيفة أحس أن أحدا ما بداخلي يتعدى بألفاظ بذيئة على الله، أحس بأني أتعارك مع نفسي
فكأن لي نفسين إحداهما مؤمنة والآخرة فاجرة وأي فاجرة!

ثم اختفت هذه الأعراض
وعادت إلى من جديد
واختفت وعادت

وأنا الآن قلقة هل هذا هو الوسواس القهري
أم أني أصبحت ملحدة

أحس بأن ربي لن يغفر لي أبدا
أحاول أن لا يكف لساني عن ذكر الله

فكل ما تراودني فكرة تغزو عقلي أذكر الله كثيراً فأحياناً أنتصر عليها وأحيانا تنتصر علي

مع العلم أن أول مرة راودتني هذه الأفكار بعد وفاة أخي تقريباً ب 6 أشهر، وكذالك أنا أصبت بعد وفاة أخي بحالة نفسية، فقد كنت أخاف من الموت وأحس أني سأموت في أي لحظة لكن هذا الشعور تلاشى مع الأيام وأحيانا أحس بالخوف ولكنه يتلاشى بعد فترة قصيرة لا تتجاوز ال3 أيام.

أرجوك أيها الطبيب لا تهمل رسالتي ورد علي لأني قلقة جداً

17/1/2005
 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وأشكرك على ثقتك، بالفعل ما تصفينه هو الوسواس القهرى، حيث تتوارد على خاطر الإنسان المؤمن أفكار فيها سب أو تطاول على الذات الإلهية، وهذا أحد أشهر أشكال الأفكار التسلطية، وأما اختفاء الأعراض ثم عودتها فهذا هو المسار الطبيعي لأعراض اضطراب الوسواس القهري.

كان الله في عونك فمعاناتك هي واحدة من أشد أشكال المعاناة التي يقابلها الطبيب النفسي في مرضى الوسواس القهري، وما تشتكين لنا منه هو أحد أشكال الأفكار الاقتحامية: وهذا شكل من أشكال الأفكار التسلطية المتعلقة بالدين تقتحم الفكرة فيه وعي الشخص المؤمن رغمًا عنه عندما ينوي الوضوء أو الصلاة مثلاً، أو عندما يمسك كتاب الله عز وجل أو عندما يتلو لفظًا معينًا من ألفاظ القرآن الكريم، وأحيانا تقتحم الفكرة وعي المريض بلا مقدمات أو سبب واضح، وأحيانًا تتحول إلى أفكار اجترارية عندما تبدأ الأفكار التشكيكية أو التجديفية (أو الكفرية كما تسمينها).

وقد يأخذ هذا النوع من الأفكار أي شكل من الأشكال بحيث يكون المحتوى منفرًا ومزعجًا ومتنافيا تمامًا مع طبيعة ذلك الشخص وأشهرها (من ناحية معرفتنا به)، بينما هو من أقل ما يشتكي الناس منه في مجتمعاتنا، ليس لأنه غير موجود، ولكن لأن الناس لا يستطيعون تجاهه إلا الصمت، وذلك هو الشكل الذي يشكل محتواه تجرؤًا على الذات الإلهية Blasphemous Thoughts.

ومثل هذه الأفكار بالطبع ترعب الإنسان المؤمن، وقد تبين أنها في أغلبها تتبع اضطراب الوسواس القهري، وليس كيد الوسواس الخناس (الشيطان)، فلم تكن الاستعاذة اللفظية بالله كافية أو مفيدة وحدها كعلاج للحالة المرضية في أكثر من 85% من الحالات في دراسة قمنا بها لتقييم فاعلية الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كعلاج وحيد أم بالإضافة إلى تناول أحد عقاقير الماسا، والتي تعالج مثل هذه الأفكار بنجاح كبير بفضل الله.

ونعود بعد ذلك إلى شعورك بأنك مسئولة عن هذه الأفكار لنؤكد لك أنك واهمة؛ لأن مثل هذه الأفكار أولاً ليست إرادية ولا حتى الخلاص منها إراديا، وكما ذكرنا في أكثر من رد لنا من قبل فإن أحكام الشرع الإسلامي تتعلق بأفعال المكلفين الإرادية، وليست الأفكار التسلطية سواء كانت اقتحامية أو اجترارية بأفكار إرادية أبدًا، فضلا عن أن تكون أفعالا.

وثانيا
أن مثل هذه الأفكار كما هو راسخ في خبرة كل طبيب نفسي يهتم بفهم مرضاه فهما تامًا، مثل هذه الأفكار التي تحمل تجرؤًا على الذات الإلهية لا تصيب إلا الأشخاص المتدينين أو الذين يكون التدين عالي القيمة داخل نفوسهم، ولعل في الحديث الشريف التالي ما يفيدك في الفهم:

فقد روي أن أحد الصحابة قال للرسول صلى الله عليه وسلم: "إني لأجد في صدري ما تكاد أن تنشق له الأرض، وتخر له الجبال هدًّا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجدتموه في قلوبكم.. ذلك صريح الإيمان"، ثم قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، رواه مسلم وأبو داود وأحمد عن أَبي هريرة رضي الله عنه.

ومن الأشياء التي يهم في رأيي أن تعرفيها أن أفكار السب أو التطاول التسلطية التي تشكل إحدى دعائم اضطراب الوسواس القهري قد تحدث لكل بني آدم على اختلاف دياناتهم، وهذا ما يبين لنا أنها ليست من فعل الشيطان الرجيم في غير حالات المرض بالوسواس القهري.

فليس معنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام نسب بعض هذه الأفكار إلى فعل الشيطان الرجيم هو أنها كلها من فعله، فقد يكون في بعض الحالات دور للشيطان في بداية الفكرة الاقتحامية أو الأفكار الاجترارية، لكن هذا الدور ينتهي بمجرد الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأن الشيطان بنص القرآن الكريم هو الوسواس الخناس، ولم يوصف بالوسواس فقط في نص القرآن أبدًا؛ لأنه إن لم يخنس (أي يختفي ولو لفترة) عند ذكر الله والاستعاذة به سبحانه، فإنه لا يكون الشيطان، وبالتالي فإن هذه الأفكار متسلطة على تفكير الإنسان رغم الاستعاذة تعني أنه مصاب بالمرض ويحتاج إلى علاج بالعقاقير، إضافة إلى علاجات نفسية أخرى كما شرحنا سابقا.

وسؤال آخر أهمس به في أذنك هو ما رأيك في مريض بوذي الديانة تأتيه أفكار اقتحامية واجترارية تسب بوذا فهل الشيطان هو المسئول عن ذلك؟ منطقيا لا بد أن تكون الإجابة لا، بل إنني قابلت من المرضى من تأخذ أفكار السب عندهم شكلاً آخر وهو سب شخص يحترمه المريض كالأب أو العم مثلاً (طبعًا سب داخل رأس المريض، ولا يخرج من فمه أبدًا)، كما صادفت من كان فكرته التسلطية تتمثل في سبه لزوجته التي يحبها ويحترمها، وهكذا فإن الأمر ليس مقتصرًا فقط على الأمور الدينية.

إذن فليس في معاناتك ما يحاسبك الله عليه لأن الإنسان محاسب على ما يأتيه مختارًا وهذا غير متحقق في حالتك، بل أحسبك تؤجرين على منا تلاقين من ألم وعذاب وأنصحك بقراءة الردود السابقة على
استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الوسواس القهري : أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي متابعة
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي !
مسلم يعاني من الوسواس : ماذا عن العلاج متابعة
وساوس دينية شديدة جدا

من المهم إذن بعد أن تعرفي ما يلزمك عن المرض من خلال الإحالات السابقة أن تطلبي العلاج من أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك، لأنك ككل مسلمة مأمورة بذلك، ولأن العلاج ممكن إن شاء الله، ونحن في مجانين في انتظار متابعتك، ولكن من خلال بوابة استشارات مجانين في مواعيد تلقي المشكلات.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي