إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   رهام 
السن:  
21
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الإمارات العربية المتحدة 
عنوان المشكلة: المادة المسببة للوسواس القهري: وقفات متابعة 
تصنيف المشكلة: علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT 
تاريخ النشر: 29/03/2005 
 
تفاصيل المشكلة

   
المادة المسببة للوسواس القهري: وقفات

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :

دعني أولا أعلق على قولك:(رسالتك الرائعة هذي) والله أعلم بنيتك ولكنني سأفترض أنه إطراء يوجب الشكر... وشكرا مرة أخرى أنك نبهتني على شيء ما كنت أشعر به وهو أني أكثرت من قول "الله" في رسالتي وهذا شيء جيد! ولاحظت دائما علماء النفس يلاحظون أشياء لا يلاحظها نحن العامة وهذا واضح عندما نقرأ ردك على استشارات مجانين فدائما تقرأ ما بين السطور لا السطور فقط...

أما قصة "أنا بين إفراط وتفريط" وأني لم أتعب نفسي في توضيح بعض البيانات فتقبل أسفي أولا ولكن صدقني أتعبت نفسي بشيء آخر وضيعت سنتين من عمري في لا شيء وهو الوسواس والله المستعان!

وقفات:

وهناك أشياء أريدك أن تجيبني عليها إذا تكرمت واعلم أني ما أسألك عبثا أو تسلية أو فضولا ولكن هناك نقطة مهمة أريد أن أثيرها لاحقا على موقع مجانين لأنني قرأت بعض المقالات المفيدة!

وقبل هذا أحب أن أعلم أين أنا ومع من أتكلم أنا أعلم أن اسمك دكتور وائل ولكنني لا أعلم من دكتور وائل! فسمح لي...

1 -  أنت كمسلم تؤمن بالقرآن ولله الحمد فما رأيك هل العقل قبل النقل أم النقل قبل العقل بمعنى إذا تعارض الشرع (النقل وهو القرآن والسنة) مع شيء علمي أثبته العلم بالتجربة مثل أن أقول لك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل، فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا...) أخرجه البخاري, فالحديث هنا يخبرنا أن أبوال وهو مفرد( بول-مادة اليوريا-) الإبل فيه شفاء فمن تقدم؟ هل ستسلم أم أنك ستذهب تبحث عن بعض الأبحاث في مجال الطب فإذا ثبت سلمت وإن لا ستبدأ بتأويل الحديث ليناسب النظرة العلمية؟ ومن المعلوم طبعا أن مادة اليوريا مادة مضرة ناتجة عن أيض العمليات الحيوية ولا يصح الإنسان أن يشربها هل إذا قلت لك قال الله وقال الرسول يكفي أو أنه يجب علي أن أقول لك وقال العالم الفلاني وأثبت فلان الفلاني...؟ أنا أسألك كطبيب نفسي مسلم وهذا مثال وما أقصد الخوض في تفاصيله

2 - ما هو تعريفك للشرع وللعلم هل هما مصطلحان منفصلان في بعض الأحيان ومتصلان في أحيان أخرى أم الشرع هو العلم!

3 - أنا أعلم أنك تؤمن بالأمور الغيبة ولا أخفي أنك أسعدتني بأنك قلت :"فأحمد الله أن لدي خبرات مماثلة، وأشهد الله أنني في كثير من جلسات العلاج المعرفي مع موسوسين متدينين وذوي عقل راجح وثقافة واسعة، وصلني الإحساس بلماذا لا يكونُ الشيطان؟" ولكن أنت قلت لاحقا: لكن هذا كلام عن الغيب النفسي لبني آدم فهل نستطيع جعله علميا؟؟؟؟ سؤالي هل هذا سؤال يفيد النفي أم الاستفهام؟ لأني بصراحة أستطيع أن أثبته وعلميا أيضا!! أم أنك تنفي أننا نستطيع إثباته!!

أرجو أن تجيبني واعذرني إذا كنت سآخذ من وقتك الثمين

أما عن حالتي مع الوسواس القهري فهي بتحسن مستمر ولله الحمد وقلت بتحسن لأني ما زلت أحس بوجوده ولو كانت هذه المرات قليلة! ولكن تكون الاستجابة له معدومة وأنا أعلم أن هذا سيأخذ وقتا فأسأل الله الصبر فلقد تملكني سنتين!!

وجزاكم الله خيرا

10/3/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت العزيزة صاحبة مشكلة المادة المسببة للوسواس : سلامتك من الصدمة، أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك، عندما قلت ألله على إفادتك السابقة كنت صادقا فيما أقول، ولم أكن ساخرا، ولا كنت حتى انتبهت إلى ما تحسبين أني قصدت الإشارة إليه من أنك كررت قول "الله"، فأنا وإن بدا من كلامي نفاذ في بعض الأحيان إلى ما بين السطور، ففضل هو من الله لا أمتلك أو لا أعي أدواته أصلا، وإنما أحاول التفقه والتدبر لا أكثر.

لا تعرفينني وأنا أيضًا لا أعرفك إلا أختا "إليكترونية" في الله، راسلتنا على
مجانين، مسلمة تدرس في الجامعة وتعيش في دولة الإمارات العربية الشقيقة، ليس أكثر من ذلك، وأرجو أن نزيد معرفة بك وبمرجعياتك الفكرية في المرات القادمة.

تسألين: هل إذا قلت لك قال الله وقال الرسول يكفي أو أنه يجب علي أن أقول لك وقال العالم الفلاني وأثبت فلان الفلاني...؟،

والرد هو أننا نؤمن بما جاء في القرآن الكريم وبما صح عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وما رواه عن رب العزة في الحديث القدسي، ولا نحتاج لإثباتات العلماء، ولكن فرقا كبيرا يوجد بين أن أؤمن بأن بول الإبل كان صالحا لشفاء قومٍ مخصصين في زمن مخصص ولذا أمرهم به سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، أي حديث خاص لمناسبة خاصة، وأن أؤمن بصلاحية ذلك للتعميم على كل بني آدم إلا أن أبني ذلك التعميم على دراسة علمية موضوعية قدر إمكان الإنسان أن يكون موضوعيا لأنه في كل العلوم الإنسانية ليست هناك موضوعية مطلقة ولا حيادية مطلقة كما تدعي بعض الأصوات.

الأخت العزيزة مرةً أخرى أحييك على إفادتك التي تفتح أبوابا للتأمل وأكمل لك هنا بأن ما ميز فقهاءنا وعلماءنا الأوائل من قدرة على التفريق الجيد بين ما هو في استطاعة العقل البشري أن ينتجه أو أن يحيط به علما، وما هو غير ذلك، وكذلك أن تكنَ لديهم الشجاعة على الانطلاق من مرجعية النص الديني الصحيح (والخاص، لأن ما هو معمم بنصه لا خلاف عليه) وبناء علم دنيوي ينفع الناس عليه، أي منطلقين مثلا من حديث ماء المرأة بمعنى مني المرأة، ورافضين لإنكار أرسطو وجود مني للمرأة كما بينا في مقالنا:
ماء المرأة في الإرجاز : حقيقة أم مجاز ؟! هذه القدرة والشجاعة التي يفتقر إليها كثيرون من علمائنا اليوم هي ما أعنيه، واقرئي أيضًا : لعق الأصابع بعد الأكل/لعق الأعضاء مع الجنس

وأما سؤالك عن تعريفي للعلم وللشرع فلن أقول لك إلا أنه كالتعريف المعروف والشائع، وإن كان هناك اختلاف فتلمسيه في إجاباتي ومقالاتي على مجانين واقرئي منها : قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟، ولكن تنبهي إلى أن مجتمعاتنا الحالية ونخبنا الثقافية قد قلصت من دور الشرع في حياة الناس لحساب دور العلم وأن الفخ الذي وقع فيه أغلبنا هو التعامل مع النصوص العلمية بنفس طريقة التعامل مع النصوص الدينية، باختصار صدقوا جدا ما قد يكونُ غير صحيح، لجهل أو غفلة أو حتى تعمد الكذب لمصلحة دنيوية كما تجدين في مقال عن التدليس في الأبحاث العلمية المعاصرة.

أحسب أنني توهتك بما يكفي، ويبقى استفسارك عن سؤالي هل نستطيعه جعل الغيب النفسي علميا؟ فما قصدت إلا التمني أي أتمنى أن نستطيع إثباته، واسألي الله أن يستعملنا لخير دينه وخلقه، وأهلا وسهلا بك دائما على
مجانين.  

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي