أرى شيطان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أولا : أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الذي يسمح للشباب بالإفصاح عما يجول في داخلهم من المشاكل
ثانيا : أنا آسفة لأني أكتب موضوعي عن طريق إيميل الموقع وذلك لأنه كل يوم جمعة أدخل لأرسل مشكلتي أجد أنكم قد اكتفيتم فأنا أتمنى جدا أن تعرضوا مشكلتي وتأخذوها بعين الاعتبار
أكتب لكم مشكلتي وأنا في قمة اليأس, مشكلة تدمرني من الداخل ولكن أتمنى أن لا تعتبروها مشكلة تافهة نابعة من فتاة لم تنضج بعد،
مشكلتي باختصار: "جميلة ولكن عندما أنظر إلى المرآة أرى شيطان" أنا جميلة بشهادة الناس, والله عز وجل وهبني جاذبية أي شخص يلتقي معي لأول مرة يلاحظها ودائما أسمع عبارات المديح والثناء على جمالي فكانت ثقتي بنفسي كبيرة.
ومع أنني جميلة فقد نشأت في ظروف كانت تنقص القليل من ثقتي، ولكني كنت أحاول أن أبتعدَ عنها ولا أفكر فيها، إلى أن حدث معي حدثٌ دمر هذه الثقة, في لحظة واحدة انقلب كل شيء, كانت هذه اللحظة نقطة تحول في حياتي بعد أن كنت هانئة راضية واثقة أصبحت فتاة مهزوزة كئيبة عديمة الثقة.
(أتمنى أن أحدثكم عن هذه الظروف وهذا الحدث الذي دمرني, ولكن أخاف أن تعرضوها وأنا لا أريد أن يراها الجميع)
بسبب ذلك انعزلت عن الناس وانغلقت على نفسي لكي لا يروا قبحي الذي أراه في المرآة, لا أحب أن أخرج من المنزل ولا أن أستقبل الناس وأتحجج لأهلي كي لا أذهب إلى الجامعة، وإذا حدث وخرجت يجب أن أتحضر لنوبة البكاء والكآبة.
حالتي من سيء إلى أسوأ لدرجة أنني لم أعد أستطيع أن أشاهد التلفاز ((تخيلوا)) لا أستطيع أن أرى المذيعات أو المغنيات أو...... في البداية كنت أرى أن جميع الفتيات جميلات حتى القبيحات أراهن جميلات إلا أنا وحدي قبيحة، ومن ثم أصبحت أرى جمييييييييع نساء العالم قبيحات, لم تعد عيناي تميز بين الجميل والقبيح
تخيلوا حتى عندما أرى ظللي أراه بشعا أرى شيطان. بعد أن كانت المرآة هي رفيقتي التي لا تفارقني أبدا أصبحت عدوتي ودائما أحاول الهرب منها.
كل هذه المدة وأنا أعاني نفسيا لدرجة أنني أصبحت نحيلة جدا وهزيلة والشحوب ملأ وجهي (يعني عن جد صرت بشعة) حتى أن والدتي تقول أنني تغيرت إلى الأبشع وأن جاذبيتي قد انطفأت، وعبارات المديح التي كنت أسمعها من الناس لم أعد أسمعها وإن حدث وسمعتها أظن أنهم يجاملونني
ونتيجة لذلك ظهرت عندي عقدة أخرى, هي أنني أخاف جدا على بشرتي ورشاقتي لدرجة الوسواس, مع أنني جدا نحيفة إلا أنني أرى نفسي بدينة أحيانا, وكلما أرى عجوزا أتخيل نفسي كيف سيكون شكلي عندما أكبر, تلك التجاعيد التي لم تكن تهمني يوما أصبحت هي الشيء الذي يؤرقني, ودائما أتخيل جسمي بعد الولادة كيف سيتغير، أقلق كثيرا لدرجة أنني في قرارة نفسي أقول يا رب أكون عقيم, لو رأيت أي خط في جسدي أصبح مجنونة وأقول أنني سوف أكبر بسرعة . هذا الهم هو شغلي الشاغل وهمي الأكبر.
لجأت إلى الله, أصبحت أدعوه بأن يجعلني جميلة ولكن شيئا في داخلي يخبرني أن هذا الدعاء لا يجوز لأنه اعتراض على خلقة الخالق، أقسم بالله أنني أتعذب من الداخل أتعذب وأنا صامتة لا أستطيع أن أخبر أحدا بمشكلتي حتى أهلي لأنني لا أحب أن يعرفوا نقطة ضعفي، حتى أنني لا أريد الزواج لأني أحس بأنني لا أستحق الزواج, لا أستطيع أن أسعده بقبحي الذي أراه وكلما فتحت أمي معي موضوع الزواج تأتيني النوبة المشئومة
لا تقولوا لي أن الجمال هو جمال الروح وكم من الجميلات انتهت حياتهن بالانتحار كل هذه العبارات لن تفيد، هل العلاج النفسي سوف يفيدني ويعيد لي ثقتي بنفسي, هل تنصحونني أن أتعالج نفسيا, هل صادفتم فتاة مثل حالتي, هل استطاعت الشفاء, لا أريد أن أكون صوفيا لورين أو مارلين مونرو, أريد أن أعيش سعيدة
الرجاء عدم عرض بياناتي الشخصية
15/3/2005 |