إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فتاة 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: التزنيق الجنسي في المواصلات: هل هو ظاهرة؟ 
تصنيف المشكلة: اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder 
تاريخ النشر: 02/05/2005 
 
تفاصيل المشكلة


لا أجد عنوانا مناسبا

السلام عليكم ورحمة الله..

لا يكفي أن أشكركم مرارا ومرارا على
عملكم الرائع....ولا تكفي كلمة شكر في كل سطر أكتبه لإظهار امتناني لكم...

هذه المرة لا أدري أيضا كيف أبدأ...ولكن لا أدري إن كانت هذه مشكلة أم طلب استشارة في كيفية التعامل مع ظاهرة؟؟!!!!

لقد أرقني هذا الموضوع كثيرا....تعبت منه كثيرا...كما تعبت منه غيري...

لقد تعرضت للمضايقات منذ كنت بالصف الثانوي أو قبل ذلك ولم أكن أستطيع حينها التصدي لتلك الأشياء لصغر سني وأنني كنت أعتقد أنني السبب وساءت حالتي النفسية وكنت أريد ترك الدراسة...لم تكن تلك المضايقات بتلك البشاعة ولكنها كانت كافية لاعتبار جميع الرجال حيوانات--أعتذر على الوصف--واعتبار نفسي مذنبة...وكرهت نفسي والرجال كثيرا وكانت تسيطر علي فكرة عدم الزواج الخوف من الرجال....وكانت أختي تتعرض لتلك الأشياء أيضا وحالتها النفسية ساءت لإحساسها بالعجز وعدم استطاعة التصرف أمام تلك الأمور..ولكنها لم تكره نفسها مثلي...ومؤخرا(أي منذ بضعة أشهر) مع التزامي بالحجاب الملتزم نوعا...قلت كثيرا وقمت أيضا بالتصدي ولأول مرة قمت بالصراخ في وجه رجل حقير تعرض لي بيده.. وحينها وثقت بنفسي كثيرا وتعاهدت مع نفسي ألا أترك أحد دون عقاب بعد ذلك...

ومع قلة حدوث تلك الأشياء
إلا أنها مستمرة الحدوث ويتفنن الحمقى في الطرق التي تجعلني لا أستطيع حينها الإمساك بهم وفرارهم سريعا...ولكن حالتي النفسية بدأت تسوء من جديد...وعندما يتعرض إلي أحد أصاب بالغضب الهائل والرجفة الشديدة وأشعر أنني أريد تحطيم أي شيء أمامي وإن كنت ذاهبة إلى الجامعة أو أي شيء يحتاج إلى تركيز لا أستطيع وأظل غاضبة ومكتئبة جدا...وأشعر أنني أريد الانتقام....ولا أستطيع التخلص من ذلك الشعور في كل مرة حتى سيطر علي في معظم الأوقات...ولا أدري ماذا أفعل حيال ذلك...

وما أريد معرفته أيضا أن هناك الكثير من الفتيات يتعرضن لتلك الأشياء ولا يستطيعون التصدي لها...ماذا يفعلون للتصدي لها ولتجنب النتائج والآثار النفسية لتلك التحرشات حتى وإن كانت بسيطة؟؟؟

قولوا لي ماذا أفعل ....

وما هو الحل الأمثل للتصدي لأنني أعتبر أن هذه الأشياء ظاهره..دائمة..وليست شيئا مؤقتا...سينتهي عما قريب...ولكن الكثيرون يتأذون منه...

دلوني...ما هو الحل الأنسب...

للأسف أطلت...ولكن أردت أن أشرح ما حدث بالضبط

ولكم مني جزيل الشكر ومن الله جزيل الثواب...

السلام عليكم ورحمة الله

08/04/2005 

 

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على
مجانين وألف شكر على ثقتك، أبكتني إفادتك هذه وأشعرتني لا بحال بناتنا فقط وإنما بحالة أمتنا كلها شبابا وشيوخا، ما أصدق وأبشع ما تصفين يا ابنتي ماذا أقول لك لقد ناقشنا من قبل على مجانين عدة مشكلات ومشاركات تتعلق بالتزنيق أو التحرش بالإناث في المواصلات العامة وناقشنا كثيرا من المفاهيم، ولكن رسالتك أشعلت في الذهن بعدا آخر للمأساة التي نحن فيها ومقبلون مع الأسف على ما هو أشد وأعتى منها .. والله يحفظ أمتنا آمين يا رب!

اقرئي أولا ما ظهر على ا
ستشارات مجانين في الموضوع :
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة ومشكلة
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ مشاركات
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق: مشاركات2
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة

وإذا كنا فيما مضى ركزنا على البنت المتحرش بها باعتبارها ضحية بريئة أو ربما أحيانا مسئولة عن جزء منه إلا أننا اليوم أصبحنا نفكر بشكل آخر، فنفكر بشكل أثر الحرمان الجنسي، والانفلات الجنسي الواقعي الذي يعيشه كثيرون من أمتنا، هل تحسبين الغزو الثقافي الجنسي الذي تتعرض له أمتنا من المحيط إلى الخليج من خلال قنوات البث الفضائي والإنترنت ونوادي الفيديو هل تحسبينه يا ابنتي هين الأثر؟؟؟ لا إله إلا الله ... لا يحتاج الرجل أو الشاب في أمتنا إلى أن يكون مريضا باضطراب التزنيق Frotteurism وهو أحد اضطرابات التفضيل الجنسي، والذي يعاني صاحبه من رغبة عاتية في الالتصاق بأنثى في مكان كالمواصلات العامة أو غير ذلك بحيث يكونُ المثير الأساسي له هو أنها غير متوقعة أصلا لممارسة الجنس أو أن ذلك يصدمها، لا يحتاج إلى ذلك الرجل أو الشاب عندنا فلديه ما يكفيه مما يصطلي به من حرمان جنسي إما لأنه أعزب أو متزوج بأنثى تربت على احتقار الجنس أو العجز عن التعبير عن استمتاعها بالجنس مع زوجها الحلال، والعجز عن فعل ما تحب مع زوجها، وعندهم أيضًا ما يكفيهم من انفلات جنسي متعلم من الأفلام الجنسية وهي بضاعة رائجة في الفضائيات وفي الإنترنت وأفدح في نوادي الفيديو، عندنا رجال محرومون وبنات مظلومات وعندنا جو عام يلفه الفساد والسيولة والانفلات ماذا نفعل يا ابنتي؟

أنت تقلبين الصورة التقليدية للضرار الجنسي أو التحرش الجنسي بالإناث التي يبحثها أخي
أحمد عبد الله  في رسالته للدكتوراه، فما تتعرضين له كما ذكرت في إفادتك التي حجبناها بناء على طلبك (مع نضوج جسدي كفتاة...لعلكم تعلمون ما أرمي إليه...إنها التحرشات...لا من أقارب ولا من معارف...وإنما الرجال...في الشارع في وسائل المواصلات....) لقد تعمم الرجل لك ولم تعمميه أنت بصورة مرضية كما نخاف على المتعرضات للضرار الجنسي، فعادة ما يكفي بعض البنات موقف أو موقفين من رجل أو أكثر من أقاربها أو جيرانها لتأخذ نفس موقفك، ولكنك أنت تصفين لنا ما تتعرضين له من ضرار جنسي في المواصلات العامة التي تضطر إليها شريحة عريضة من بنات مجتمعنا، بشكل يسدُّ الأبواب على محاولات علاجية عديدة تقوم على حصر الجاني أو بالأحرى انحصاره على رجل أو رجلين، أو حتى على مجموعة متتالية من المتحرشين تقع الضحية في علاقة إنسانية معهم بشكل أو بآخر، فمن الأخ أو ابن الجيران أو كليهما إلى البائع في المتجر المقابل إلى المدرس الخصوصي إلى الطبيب النفسي أو الشيخ أو القس حدثتنا بناتنا ولا حرج، لكن لاحظي أننا في كل مرة ضرار يصدر من هؤلاء نجد ما نستبعد به آخرين مثله ونجد أيضًا ما نحمله للفتاة من وضع نفسها في موضع المعرضة للتحرش، لكننا في حالتك مضطرون مثلك إلى اعتبار كل رجل زبونا محتملا للتحرش الدنيء بأنثى في المواصلات العامة.

كانت سكرتيرتي في المركز النفسي الذي أملكه وأعمل فيه تقول لي منذ يومين: أنها لاحظت أن الذين يسيئون القول فيعطون تلميحات جنسية لم يعودوا مقتصرين كما كانوا في الماضي على الشباب المحرومين وإنما لاحظت أن الكهول أي الرجال فوق الأربعين وبعضهم من أصحاب اللحى أصبحوا يسيئون القول وبعضهم يتحرش بالإناث في وسائل المواصلات العامة! ما الذي حدث؟ هل هو انفلاتٌ جنسي عام أصاب الذكور (والإناث بحد أقل حتى الآن)؟

إن من الصعب أن نفهم ذلك إلا في إطار ما يحدث منذ سنوات -ويبدو أننا نتناسى حدوثه واستمراره- في البيوت والمقاهي، حتى من قبل الإنترنت، ذلك أن المواد الجنسية التي تبث على بعض القنوات الفضائية منذ حوالي العقد من الزمان ومثلت بالنسبة لكثيرين من الراشدين والمراهقين على حد سواء منفذا على عالم تكتنفه الإثارة لأنه مجهول بالنسبة لهم، وأحسب أن أفلام الفيديو والتي كانت البداية لم تكن قادرة على الانتشار لقاعدة عريضة من الناس، فلم يكن امتلاك جهاز الفيديو سهلا لكل الناس وكان حمل الشريط نفسه يمثل مشكلة، ولكن عندما فتح الفضاء وأصبح طبق التقاط البث –الدش- معروضا وبأسعار آخذة في الهبوط، دخلت الفضائيات بيوتنا، وإذا اعتبرنا أن الكبار قاموا بتشفيرها حماية لأولادهم فهل هم أنفسهم لم يقعوا في الفخ؟

ياه كم سمعت من مرضاي ومريضاتي من الشباب تعبيرا مثل "بابا يأخذ التليفزيون في غرفته ويغلق الباب على نفسه ويسهر طوال الليل" ومنهم من كان متأكدا أن بابا يشاهد قنوات جنسية، نفس الكلام وأمرَّ منه بالطبع سمعناه من الزوجات وهن يشتكين من خلل أصاب العلاقة الجسدية بينها وبين زوجها من بعد ما أدخل الدش إلى المنزل، بعض مرضاي أيضًا من المدن والمراكز والقرى والله ومن النجوع في بلادنا المحروسة أخبروني وكأنهم يحكون عن سلوك طبيعي متوقع، ويبدو أنني كنت غبيا فعلا عندما لم أتوقع ذلك، أتدرون من قبل مرحلة الدش ما الذي كان يجري، وما زال يجري في كثير من مقاهينا؟ إنهم بعد الواحدة صباحا شتاء والثانية صباحا في الصيف؟ يتم تشغيل الأفلام الجنسية إما فيديو فقط قديما أو فيديو ودش حديثا، ويزيد الطين بلة اليوم أن المسألة لم تعد مصيبة تقع على رأس نسائنا لأن رجالهم تفرجوا على ما لا تصح الفرجة عليه، لقد تفرجت النساء أيضًا بفضل الدش في البيوت شكرا إذن.

السؤال هو هل كنا -جيل الكبار- معدين أصلا للتعامل مع مثل هذا الوضع؟ أقول لكم أن أصحاب الدرجات والمناصب والثقافة الرفيعة في المجتمع لم يكونوا معدين لشيء من ذلك فما بالكم بعامة الناس؟ لا شيء يحفظ الإنسان في زماننا هذا إلا الوازع الديني إن كان والحمد لله أن الوازع الديني يربى داخل الإنسان بعيدا عن الحكومات والمؤسسات التابعة لها، والحمد لله أيضًا أنه لا يفرق بين مثقف وغير مثقف ولا بين صاحب درجة أو منصب وإنسان على باب الله.

ومن خلال الاستفتاء الأسبوعي على
مجانين، قررنا أن نجري استطلاعا مبدئيا لظاهرة التعرض للمواقع الجنسية، فردا على سؤال: هل تدخل إلى المواقع الجنسية شارك 2214 منهم 18% فقط نفوا دخولهم تلك المواقع وأربعة بالمائة أقروا بأنهم دائمو الدخول، وأتبعنا ذلك باستفتاء عن كيف تعرفت على المواقع الجنسية؟ شارك فيه 3145 ويمكنك أن تعرفي النتائج من خلال الضغط على أيقونة إظهار النتائج ثم الاستفتاءات السابقة، وتابعي معنا.

أختتم هذا القدر من التحليل لما طرأ على مجتمعنا لأقول لك أن الحماية الوحيدة الباقية هي التدين الصحيح الذي يجعل الإنسان مستشعرا وجود الله عز وجل وموقنا بأنه مراقب، ولا أحسب شيئا آخر يمكن أن يعصم ذكرا من التحرش بأنثى في الطريق إذا توفر الانفلات والرغبة من جانبه والإغراء أو الاستسلام خجلا أو دهشة وارتباكا أو حتى رغبة من جانبها، ومن المهم أن يتعلم الجميع في مجتمعاتنا ما يلزم من الثقافة الجنسية وكذلك أن يناقش أمر المواد الفيلمية الإباحية التي هي في متناول الجميع وكيف أنه -بغض النظر عن حرمته- له أضراره النفسية المعرفية التي تفوق حدود تصوراتنا مع الأسف كما بينا من قبل في مقال
: في الجنس وغيره أخطر مما يسمى غزوا، وهذه مهمة تحتاج تضافر جهود هيئات كثيرة، وأول المطلوب هو أن نعرف حجم الظواهر التي ما زلنا ننكرها مثل التعرض للأفلام والصور الجنسية ولعلنا بدأنا ذلك على مجانين، ونعدك بأن نناقش ظاهرة التحرش بالنساء في المواصلات العامة قريبا.

أعود لك لأقول أن ردَّ فعلك المبدئي على ما يحدث حيث كرهت نفسك وأنوثتك والرجال، هو أحد ردود الأفعال المعروفة في من تتعرض للضرار الجنسي، وأحسب أنك بفضل الله تعديت تلك المرحلة، كذلك فإن ارتداءك الحجاب بلا شك هو أحد أهم خطوط الدفاع في بيئة ومجتمع كالذي نعيش فيه وإن ظهر الآن بيننا من لا يتورع حتى عن التحرش بمحجبة، وأكملي في ذلك بعضا من الأفكار الواردة في مقالنا
مقالنا حجاب المسلمة، وجهةُ نظرٍ طبنفسية  على مجانين.

تصرفك الأخير صحيح فلابد أن تعرفي كيف تحمين نفسك في شارع سالت فيه كل القيم كالذي نعيش فيه، وما بقي الوازع الديني ضعيفا والناس كلٌّ في حاله أو "هو ماله" فلابد يا ابنتي أن تكوني قادرة على حماية نفسك حتى ولو كنت وحيدة في الشارع أنت وذلك المجرم.

وأما الخطوات التي يجب اتخاذها من جانب من تود حماية جسدها من تطاول أيدي العابثين في شوارعنا ووسائل مواصلاتنا فهي كالتالي:
(1) اختيار الملبس المحتشم المتناسب مع الجسد بحيث لا يكونُ كاشفا ولا واصفا لما تحته، فأما المسلمة فإن ارتداء حجاب مناسب هو خير ما تفعل، وأما غير المسلمة فإن في احتشامها زينة وإرضاءً لربها.
(2) تفضل صحبة البنت لأخت أو صديقة ما كان ذلك ممكنا
(3) الحرص في اختيار المكان الذي تجلسين فيه أو تقفين بحيث لا يكونُ منزويا أو مبتعدا عن الأعين قدر الإمكان، واختيار الأماكن المخصصة للسيدات كلما كان ذلك متاحا.
(4) صلابة رد الفعل وليكن بالنهر الصارم المهدد أولا فإن لم ينفع ذلك فإن طلب النجدة بصوت عال مطلوب.

تبقى لنا بعد ذلك رغبتك في الانتقام ممن يفعلها ويهرب والحقيقة أنني أشير هنا إلى نقطتين في منتهى الأهمية هما :
-أن المجرم أو المتحرش ليس هو الآخر غير ضحية لأنه غالبا مختلف عن المريض باضطراب تفضيل التزنيق النفس جنسي، فهو إما مطحون بحرمانه الجنسي أو بعدم قدرته على إقامة علاقة طبيعية مع أنثى أو هو مشوه الوعي والفهم ومتعرض لسيل من الصور والمواقف الجنسية الفيلمية التي تصيبه بالسعار، لا أنفي أنا هنا المسئولية عن مجرم وإنما أود فقط أن أبين أنه إفراز مجتمع هجمت عليه التكنولوجيا المنفلتة ولم يكن ما كان لديه ليحميه في يديه، وبالتالي فإن سقوط كثيرين أمر وارد.

- أن تضخم الرغبة في الثأر أو الانتقام داخلك إلى هذا الحد الذي يحرمك فرصة التركيز ويؤدي إلى رد فعل الخوف الجسدي الذي تصفين بحيث تصبحين عاجزة لفترة طويلة عن الاسترخاء والتركيز، هذا بشكل عام رد فعل مبالغ فيه ويستدعي أن تطلبي المساعدة المتخصصة، فإن لم تتمكني من خلال ردي هذا والإحالات التي أحلتك إليها أن تتغيري معرفيا وشعوريا وسلوكيا بالتالي، فإن عليك أن تعرضي الموضوع برمته على أقرب طبيب نفسي وتابعينا هنا في  مجانين  بالتطورات.

 
   
المستشار: د.وائل أبوهندي