في البداية يا كوكي يجب أن تعلمي أن لا أحد يحبنا في العالم ويحنو علينا ويستحيل أن يظلمنا على أي وجه سوى الله سبحانه وتعالى.. لذلك يجب أن تساعدي نفسك وتكوني فتاة مسلمة قوية و"من كان مع الله كان الله معه". ربما ينظر لكِ أهلك أنك مازلتِ صغيرة ولا تحسنين التصرف.. وأنت تثبتين لهم هذه النظرة كلما احتد النزاع بينكم فيتجاهلونك أو لا يستمعون لرأيك.. هم مخطئون بهذا التصرف حقًا ولكن يجب عليكِ أنتِ يا عزيزتي أن ترشديهم إلى طريقة التعامل معكِ حتى ينتبهوا لما يؤلمك حقًا ولا يظنوا أن كل ما تظهرينه من إمارات الضيق هو نتيجة "للدلع" فقط.. ابدئي بعلاقتك مع أهلك.. لتكن طلباتك منطقية في البداية وعند اعتراضهم ناقشيهم بهدوء.. فإن رأيتِ أنهم لم يستجيبوا للنقاش لا تيأسي.. عودي بعد فترة لمحاولة عرض الفكرة مرة أخرى.. لابد أنهم سيفكرون في القضية.. وإن لم يقتنعوا بهذه الفكرة على التحديد.. فسوف تصلهم رسالة منكِ أن أسلوب التعامل معكِ هو المنطق والحوار الهادف بعيدًا عن التجاهل أو فرض الرأي بالقوة. لا تفقدي الثقة بنفسك ولا تظني أنها ستعوض عندما ترتبطين بشخص فأنتِ بذلك ستصعدين المشاكل بينك وبين أسرتك وسيأخذون عنكِ فكرة أكبر بأنكِ غير مسئولة عن تصرفاتك وبالتالي ستزيد المعاملة سوءًا.. ثم من قال لكِ أن علاقة من وراء أهلك ستعطيك الحنان والاهتمام؟؟ إنها ستزيد عليكِ شعورًا بالخوف والقلق والتوجس لأنها في الظل ما تزال.. والأفضل لكِ أن ترجئي هذه المرحلة حتى تكونين في ظروف يسمح والداكِ فيها بقبول خطبتك أو زواجك مثلاً.. هذا كي تحافظي على نفسيتك.. لا تدعي الشعور بالحزن والاكتئاب يجرك إلى مالا يحمد عقباه.. نحن عرفنا المشكلة الآن فلنبدأ بالحل سيرًا على الطريق المستقيم بدون أية تعرجات أو مخارج للهروب من الواقع.. فالهروب يعطل الحل.. وأنتِ تريدين الحل.. والبداية من عند أهلك.. ولا تتوقعي أنهم سيتغيرون في يوم واحد وإنما عليكِ بالصبر والمجاهدة وأنتِ تسيرين وفق خطة مدروسة لتغيير معاملتهم لكِ.. ولا تفكري في الموت حتى تنتقمي منهم فسيبكون عليكِ أيامًا ثم ينسون.. ولكن تكونين أنتِ التي قد خسرتِ الدنيا والآخرة باعتراضك على قدر الله والتخلص من حياتك.. اجلسي مع نفسك بهدوء واكتبي كل الصفات السيئة التي ترينها في معاملة أهلك لكِ والطرق المتبعة لحلها من توضيح ونقاش وإظهار مواقف جيدة منك تعزز ثقتهم بتصرفاتك.. وابدئي فورًا بالتنفيذ دون استسلام لليأس علاقتك بأصدقائك قد تكون مملة جدًا إذا لم يكن فيها ما يفيد أو يثري.. تذكري أن لاختيار الأصدقاء شروطًا عدة وليس كل زميلة تصلح للصداقة فيجب أن تتحري الدقة في اختيارك للأصدقاء وقديمًا قيل "صديقك من صَدَقَكَ لا من صدَّقَكَ" بمعنى أن الصديق الحق هو الذي يكون صادقًا مع صديقه ينبهه إذا أخطأ ويذكره إذا غفل.. وليس الصديق من لا هم له إلا الموافقة على آراءك مهما كانت بدون نصح وإنما لمجرد قضاء وقت بلا هدف.. حياتنا يا عزيزتي إن لم نملأها بشيء عظيم.. -إيمان في قلوبنا وعمل للنجاح في تصرفاتنا- إن لم نملأها نحن بالمعالي ستغرقنا هي في الحزن.. وتذكري أن الله عز وجل هو سندك.. فاركني إليه وخذي منه القوة والإرادة وستنجحين بإذن الله.