إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أروش صحفي في مصر 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: صحفي ويعشق الليل والشذوذ 
تصنيف المشكلة: ميول مثلية، شذوذ جنسي Homosexuality - Sodomy 
تاريخ النشر: 21/05/2006 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي باختصار هي أنني شاذ جنسياً وبدأت ممارسة الشذوذ منذ حوالي سبع سنوات.. وبدأت منذ حوالي أربع سنوات في التردد علي طبيب نفسي للعلاج وأعتقد أنني نجحت لدرجة كبيرة في التحكم في هذا الموضوع.. والحمد لله وفقني الله سبحانه وتعالى في حياتي العملية وأنا مقبل علي الزواج خلال شهور قليلة بعد اقتناع تام بالشفاء.. لكن هنا دعوني أتوقف وأحكي لكم موضوع خطير.. أنا أعشق الظلام بشكل كبير.. أخرج كل يوم من بيتي بعد صلاة العشاء وأتوجه إلى مكان يبعد حوالي نصف ساعة عن بيتنا وهو مكان زراعي لا يسكن فيه أحد ومجاور لكوبري المحور وهناك تنتشر الكلاب النابحة ومدمني البانجو والمتسولون والباحثين عن متعة جنسية سريعة.. هناك أجلس في ركن مهجور تماماً وأراقب كل شيء وكثيراً ما أقابل رجل يشرب بانجو أو حشيش..

وطبعاً لأنني شاب وسيم كما يقولون فدائماً ما أتعرض لمحاولات ممارسة الجنس معي كنت في البداية أقبل واستمتع بممارسة الجنس مع رجل قذر ربما يكون متسول أو زبال.. كان الشعور بالمغامرة يجعلني سعيداً.. وفي الفترة الأخيرة أصبحت اكتفي بالاختباء في ركني المهجور لأراقب كل من يقترب ليمارس الجنس مع فتاة أو رجل.. وكان هذا في حد ذاته يمتعني.. وذات مرة شاهدني شاب كان يحشش هناك وطلب مني أن يمارس الجنس معي فوافقت وبعد أن انتهى أخذ يضربني ضرباً مبرحاً.. والعجيب أنني كنت سعيد بضربه لي ولم أتوقف عن الحضور إلى هذا المكان..

أعشق الظلام بدرجة غريبة أعشق أيضا الرعب الذي يسببه لي هذا المكان.. أحياناً أشعر أنني تائه ودائماً صورة أحد أصدقائي في بالي لا تفارقني أبداُ "وسواس قهري" لكنني قررت الآن- لحظة كتابة هذه السطور- أن أتوقف عن كل شيء أريد أن أتوب... أن أعود مجدداً إلى الله.. فهل سأجد في موقعكم من يساعدني؟
أنتظر الرد ولكم جزيل الشكر...

13/01/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخ المبتلى:
تحية طيبة وأشكرك كثيرا لمراجعة نفسك ومحاولتك التخلص من سلوكك الغير سوى أو على الأقل المريض والذي يعتبر سلوكا مرفوضا بل محرما في مجتمعنا الإسلامي وعلى الرغم من كثرة الحديث في هذا الأمر، فقد ناقشت هذا الموضوع من قبل وأوضحت مدى مسئولية الفرد عن التعبير عن سلوكه الظاهر وعن عدم مسئوليته عن خبرته الداخلية إذا صبر عليها ولم يعبر عنها في صورة فعل ظاهر والتي قد يكون مرجعها تركيب جيني لا ذنب له فيه. وللتوضيح مرة أخرى فقد ذكر فرويد أن الفرد يمر بمرحلتين الأولى حب نفس الجنس والثانية حب الجنس الآخر أو المغاير.

كما أن هناك من يذكر بأن مكونات حب الجنس الآخر لدى المثلي تكون ضعيفة مقارنة بمكونات حب نفس الجنس القوية لديه مما يدفعه إلى الانسجام وممارسة الحب مع نفس الجنس. إن حدث الميل بين الرجال أطلق عليه باللواط وهو انحراف جنسي يحدث لديهم، وهناك أمثلة كثيرة افصح عنها التاريخ وقعت لمشاهير عبر التاريخ مثل هتلر وموسيليني وغيرهم.

ولما بدا هذا السلوك الشاذ لديك في سن مبكر، فإن الجنسية المثلية تشتد في سن المراهقة، حيث تتصف تلك المرحلة بطاقة جنسية عارمة، وهذه العلاقة ما هي إلا لتصريف لتلك الطاقة التي يعاني منها المراهق أو المراهقة، وتختلف النظرة لتلك الظاهرة باختلاف المجتمعات، هناك المجتمعات التي تعتبر تلك العلاقة جريمة يعاقب عليها القانون، كما هناك مجتمعات تبارك وتبيح ذلك النوع من العلاقة وتقيم الاحتفالات العلنية بتلك المناسبة، هناك مجتمعات سنت قانون الزواج بنفس الجنس من الرجال والنساء أيضا، نجد إن في تلك الظاهرة بأن حب الجنس المثلي يسيطر على حب الجنس الآخر، وذلك نتيجة للممارسات الجنسية المثلية المستمرة، والتي تؤدي إلى الشعور باللذة العارمة بحيث تصبح عادة متأصلة لدى الممارس.

تمارس الجنسية المثلية وذلك باتخاذ الفرد دور المسيطر في ممارسة تلك العلاقة مع المثيل الذي يسلك سلوك الضعيف المطيع طاعة عمياء لما يطلبه منه شريكه، كما هناك من يمثل الدورين في آن واحد مرة يمثل دور الضعيف وأخرى دور القوي وهكذا يتبادلا الأدوار بتكرار العملية الجنسية، تخف شدة تلك الحالات بعد فترة المراهقة أو قد تأتي فرصة الزواج الطبيعي، وقد تنتهي تلك المشكلة أو لا تنتهي حسب الوضع الجديد من الزواج.

وأما شكواك عن إحساسك باللذة بإهانتك والاعتداء عليك أثناء الممارسة، فمجال ممارسة الجنس المثلى بين الرجال يتراوح بين ممارسة العلاقة بدرجة حسية هادئة إلي درجة من العنف أو السادومازوكية، ولتعلم أن كلمة المازوكية مأخوذة من اسم روائي نمساوي عاش في القرن التاسع عشر ويدعى: لوبولد فون سآشر ماسوش وذلك أن أبطال رواياته كانوا يستمتعون بالألم الجسدي والإهانات والتعذيب، وهى تنطق ماسوشية أو ماز وكية أو مازوخية.

المازوكية الجنسية: وهى تعنى الشعور باللذة الجنسية فقط حين يكون الفعل الجنسي مصحوبا بالإهانة اللفظية والعنف الجسدي للشخص المازوكى، ويعتقد فرويد أن الشخص المازوكى لا يستطيع الشعور باللذة الجنسية في الأحوال العادية نظرا لشعوره بالقلق وإحساسه بالذنب لذلك فالإيذاء الجسدي أو المعنوي يخففان من هذه المشاعر ويسمحان بالشعور باللذة الجنسية وكأنهما غطاء لابد منه للوصول إلى هذا الشعور.

أما عن أسبابها فهي ليست معروفة بالتحديد، ولكن علماء النفس التحليليين يرون أن الشخص المازوكى يتقمص دور الأم الأنثوي بدلا من أبيه خاصة إذا كان الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره فهنا يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها، والمازوكي لديه شعور عميق بالذنب(ربما لوجود مشاعر عدوانية أو جنسية بداخله) لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوة، والمازوكي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب لذلك فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم.

إن وضع الذكر كمتلق للألم أثناء الجنس لا يبدو مستساغًا ولهذا السبب تصبح المازوخية كشكوى أكثر ظهورا في الرجال، بل إن ارتباط المازوخية بالسادية أوصل علم النفس المرضى إلى اعتبار الشخص السادي مازوخيا ينفي تهمة المازوخية عن نفسه (لا شعوريا) من خلال اتخاذ موقف السادي المتطرف في سياديته.

وأخيرا ممكن أن نسأل أنفسنا هل الشذوذ الجنسي قابل للعلاج؟ يعتقد فريق من العلماء في الغرب أن محاولة علاج الشاذ جنسيا بما أن الشذوذ الجنسي في اعتقادهم- ما هو إلا تنوّع طبيعي للممارسة الجنسية، وأن محاولة علاج الشذوذ الجنسي لن ينجم عنه إلا إصابة الشاذ بألم نفسي أكبر، والأصل عند هؤلاء هو إقناع الشاذ بأنه طبيعي، وجعل الشاذ يتصالح مع اتجاهاته الجنسية!، إلا أن هناك فريقا آخر يدافع عن حق الشاذ في العلاج من حالته تلك إذا رغب في ذلك.

يذكر أنه حتى الآن في مكان مثل الولايات المتحدة الأمريكية غير مسموح للطبيب النفسي محاولة علاج الشاذ جنسيا، بما أن الشذوذ الجنسي غير مدرج بكتيّب تشخيص وإحصاء الاضطرابات النفسية وفي بحث علمي أثار دهشة علماء النفس الغربيين، قام فريق من العلماء بدراسة مجموعة من الشواذ السابقين لمعرفة مدى تغيّر اتجاهاتهم الجنسية.. اكتشف البحث أن 67% من هؤلاء الشواذ السابقين قد أصبحوا طبيعيين تماما من حيث الممارسة الجنسية السوية والرغبة فيها، كما أن 75% من الرجال منهم و50% من النساء قد تزوجوا زيجات طبيعية، بالإضافة إلى أن كل هؤلاء قد اعترف بأنه يحس بأنه أكثر ذكورة (بالنسبة للرجال) أو أكثر أنوثة (بالنسبة للنساء) مما كانوا عليه قبل أن يغيروا اتجاهاتهم، وقد قالوا بأن عملية التحويل قد استغرقت في الغالب أكثر من عامين، وأنهم قد لجئوا إلى محاولة تغيير اتجاههم الجنسية بسبب أولوية اعتقاداتهم الدينية بالنسبة إليهم، بالإضافة إلى إحساسهم بعدم الاستقرار النفسي في تلك النوعية الشاذة من العلاقات.

وقد أخبر الشواذ السابقون فريق الأطباء بأن الطرق التي نجحت معهم لتحويل ميولهم الجنسية تركزت على تحليل مرحلة الطفولة وعلاقاتهم الأسرية، ومعرفة كيفية تأثير تلك المرحلة على إصابتهم بالشذوذ الجنسي أو بعدم الإحساس بالانتماء إلى جنسهم، ولعلى أؤكد أن من أسباب هذه الظاهرة هي قلة الوازع الديني والتثقيف الصحي الإسلامي لمثل هذه الممارسات قد يساعد بدرجة كبيرة في الحد من انتشار مثل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا.. وأخيرا أدعو لك الله بالتعافي مما أنت فيه هدانا الله وإياك وطمئننا عنك بصفة منتظمة... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
   
المستشار: د.السيد صالح