إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ح 
السن:  
19
الجنس:   C?E? 
الديانة:  
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: هل البنت تحب مثل الولد؟ 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مراهقة Adolescence 
تاريخ النشر: 08/05/2006 
 
تفاصيل المشكلة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا أدري بالواقع ما هي مشكلتي ولكني أظن أنها متفرعة لعدة مشاكل.. المهم.. مشكلتي الآن أني عندما أرى في صفحتكم البنات اللواتي يحببن الشباب ويولعن بهم.. أو اللاتي تهب نفسها للشاب.. وعندما أرى رفاقي يتحدثون مع الفتيات وبينهم حب أو حتى صداقة.. أتساءل لماذا أنا ليس عندي هؤلاء أو هذه البنت؟ مع أني أجمل منهم.. وأين هؤلاء البنات اللواتي يحببني أو يعجبن بي؟ وهل البنت تحب أم لا؟ إلى أن مررت بتجارب عديدة ولكنها أيضا تفشل ويتزايد السؤال عندي لماذا أنا هكذا..

سوف أحكي لكم قصتي من البداية.. أول مرة أحببت فيها بصدق ولم يكن أي من هذه التساؤلات ببالي عندما أحببت ابنة عمي والتي لم أصارحها بأي شيء ولم تكن أصلا فكرة المصارحة ببالي لأني لم أكن تعلمت فنون الحب أو الصداقة ولكني صدمت بعد أن سألت عنها وقالوا لي أنها لا تحبني ولا أعني لها شيئا وأهلها رفضوني لأنها صغيرة وأنا صغير بنظرهم وهذا الكلام استمر من 3 سنوات..

وبعد سنتين أي عندما عرفت أنها لا تحبني كان العام الماضي التقيت صدفة بفتاة بإحدى المحلات.. وكنت وقتها أريد أن أعرف هل البنت تحب أم لا.. ووجدت هناك شعورا غريبا بيننا وكأنها تحبني..فنويت أن تكون تجربة لجعلها تحبني ولكن مع مرور الأيام أصبحت أحبها وهي تعرفت على شخص آخر كان يعدها بالزواج فأصبحت ترفض الكلام معي وأصبحت شرسة.. وبالآخر لم تتزوج ولم تبقَ صديقة لي لأننا غير متفقين على الزواج..

وبعد هذه القصة استنتجت أن البنت من الممكن أن تحب ولكنها لم تستمر معي..وكنت متعلقا بها جدا..وأتساءل لماذا أنا أفكر بها وهي لا تفكر بي.. فتوصلت إلى الطريقة التي أنساها بها وهي أن أتعرف على بنت أخرى.. فدخلت عالم الشات وتعرفت على بنت أخرى ولكنها ليس عندها موبيل أي أنها لا تكلمني على التلفون ولكن بعد الإلحاح اتصلت بي من بيتها.. وكان أول مرة وآخر مرة نتكلم فيها لا أدري لماذا مع أننا كنا متفاهمين ولما أرسلت لها صورتي الجميلة لم تصدقني أني أنا وزاد الطين بلة.. فزاد السؤال عندي.. لماذا لا تستمر العلاقة ولماذا لا أكون أنا من يطرد البنت؟ولماذا أبقى أفكر بها وهي لا تفكر بي..

وتعرفت على أخرى وتحدثنا على الهاتف وأخيرا وبدون مشاكل.. ولم يمض يومان وإذا بها لا تريد التحدث معي مع أن كنا سمنة وعسل.. والسبب كما تقول أنها أكبر مني.. ولكني تعلقت بها مرة أخرى وأود الحديث معها ولكن بلا فائدة.. وانتهت مرة أخرى.. وكل ما أبحث عن بنت أجدها تحب شخصا آخر.. فلماذا أنا لا أكون هذا الشخص.. وأين هي هذه البنت التي سوف تحبني؟؟وتشتاق بي وتتصل بي بدون طلب رسمي؟

وأخيرا تعرفت على بنت تحدثت معي وقالت بأنها تتحدث مع أشخاص غيري ولكن نفس الشيء إن تركتها تركتني وإن لم أتركها فهي معي.. فلماذا إن تركتها لا تتعلق بي؟ ولماذا كل البنات التي تحدثت معهم لم يرجوني كما أرجوهم؟؟ ولماذا لا تستمر العلاقة أكثر من مدة أقصر من أسبوع.. أو بضعة أشهر؟ وبدون سبب أحيانا ومع أننا نكون متفاهمين ومرتاحين لبعض ولكن يتولد إحساس غريب فتنقطع فجأة.. وعندما أرى الشباب يتحدثون وأسألهم من متى تتكلم معها.. يجاوبني من سنتين ولكن الشغلة وجع رأس.. فاسأله تحبك؟ يجاوب نعم.. فلماذا أنا ليس لي حبيبة تتعلق بي؟ أحيانا أقول لماذا البس و أضبط شعري وأعتني بمظهري؟ لمن؟ للشباب؟ ماذا سيأتيني منهم؟.. لماذا لا يكون هذا الجمال لحبيبة؟ أو حتى لصديقة..

أريد فقط أن أتحدث مع بنت لا أكثر ولكن أين هذه البنت.. ويتزايد سؤالي واستغرابي وفضولي ورغبتي عندما أجد المشاكل التي تصلكم و عندما أجد رفاقي.. والآن.. بالإضافة إلى هذه المشكلة كيف أتخلص من هذه الرغبة وهذه التساؤلات.. خاصة وان المولدات لها موجودة.. وللعلم فاني متدين وخلوق وأحفظ ثلثي القرآن والناس تعرفني أني إنسان خلوق ومتدين جدا.. وعندما رآني أحدهم أتحدث وشك أنها بنت استغرب جدا واستنكر.. أنا أعرف أن هذا الشيء غلط وخاصة مع شاب مثلي ولكن ما السبيل؟؟

ولا أريد أكثر من الكلام فقط مع البنت.. ولا أخفي عنكم أن هناك صديقا يعلمني كيف أتصيد البنات بالشات.. ولكن أيضا لا ينجح الأمر أحيانا.. وعندما أكلم البنت أحس بأني أصبحت رجلا وأتعامل مع الناس بطلاقة ولكن عندما أتركها أكون محبطا وكئيبا.. وجزاكم الله خيرا.
 
6/4/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

من المؤكد أن الكثير من مشاكلنا يمكن أن تختفي من حياتنا أو يقل تأثيرها السلبي علينا إذا تمكنا من حسن التبصر الداخلي، وإذا تمكنا من تحديد ما نريده بالضبط، ومدى موافقة ما نريده هذا لظروفنا وأوضاعنا الحالية، فتعال معي أخي الكريم نحاول أن نقوم بجولة في داخلك لنتعرف على ما تحتاجه وعن أي حب تتحدث؟ وقبل أن أتحدث معك عن أنواع الحب وعما تريده أنت من هذا الحب.

أقول لك أن من يقرأ رسالتك بدون أن يتعرف على سنك الحالي يتصور أنه أمام ابن السادسة عشرة الذي يخطو نحو عالم الرجولة ويريد أن يعيش لحظات الحب الجميلة التي يسمع عنها ويشاهدها في الأفلام، وهذه الرغبة نؤكد دوما على أنها رغبة وميل فطرى لا غبار عليه طالما لا تؤدى إلى الوقوع في المحرمات.

المهم أنك لست ابن السادسة عشرة ولكنك ما زلت تتمنى أن تجد من تحبك وتهيم بك وتحادثك تليفونيا وتتواعدا على اللقاء لتتبادلا كلمات الحب والغرام، وذلك رغم أنك تؤكد على أنك شاب خلوق ومتدين، وأنا أصدقك فيما تقول وفيما تصف به نفسك، فعن أي حب تبحث؟ وما الذي تريد من الحب أن يقدمه لك؟ نحن أحيانا نبحث عن الحب من أجل إشباع احتياجاتنا العاطفية ولذلك تجدنا نبحث عن الحب الرومانسي الذي نتبادل فيه كلمات الوجد والغرام، ونسهر الليالي نستمع لأحلى الأغاني العاطفية ونحن نحلم بطيف الحبيب ونسترجع كلماته وهمساته، ونشعر بدفء لمساته الحانية، وأحيانا أخرى تجدنا نبحث عن الحب الجسدي وإشباع شهوة الجسد المتقدة.

وفي معظم الأحوال تكون رغبتنا واحتياجنا للحب مزيجا من احتياجنا لكلا الأمرين: "الحب الرومانسي والحب الجسدي"، ولكن من الواضح أن الأمر معك مختلف، فأنت تريد أن تشعر أن هناك من تحبك، ومن تهيم وجدا بك، ومن تنبهر بجمال صورتك، تريد أن تشعر أنك مثل غيرك من الشباب وأنك مثار جاذبية الفتيات، فأنت حاليا لا تريد الحب للحب ولا تريد الحب حبا في فتاة بعينها ولا تريد الحب طلبا للمتعة الجسدية، ولكنك تريد الحب رغبة منك أن تثبت لنفسك أنك كغيرك من الشباب وان الفتيات يتهافتن على طلب ودك والوصل معك، فرغبتك هذه نابعة من حبك لنفسك ورغبتك في إرضائها، وهذا الأمر لا يعيبك ولا يشينك، فمن منا لا يحب نفسه ويريد لها أفضل حياة، ولكن المشكلة تكمن في شكل الحب الذي تريده، وما يترتب عليه من نتائج.

فمن الواضح من رسالتك أنك تريد نوعا من العلاقات يسمونه حبا وما هو بحب، تريد أن تنتقل بين الفتيات لتشعر مع كل علاقة جديدة أنك دونجوان زمانك وأن منتهى أمل كل فتاة أن تحصل منك على كلمة أو نظرة ثم تتركها لغيرها، فهل هذه هي الصورة المثلى للحب؟ وهل هذه الصورة للحب توافق قيمنا وتتفق مع تعاليم ديننا؟ ثم من يضمن لك وأنت الشاب الخلوق المتدين أن هذه العلاقات ستظل في إطار تبادل الكلمات والمكالمات؟!!! من يضمن لك أن هذه العلاقات لن تتطور تطورا غير محسوب نحو المزيد من الإشباع الجسدي لتجد نفسك متورطا في فعل الحرام الذي قد تتصاعد درجته وحدته حتى تصل إلى ارتكاب الفاحشة بدون أن تريد أو تسعى لذلك؟!!! أنت تريد الحب وتسعى إليه وتريد أن يكون لك علاقة خاصة مع إحدى الفتيات، ولكن هذه العلاقة لا يسمح بها في ديننا إلا في إطار وعد بالزواج وضمن بنود ميثاق غليظ ورباط كرمه الله، هذه هي المعادلة المقبولة في ديننا: إذا أردت أن تستمتع بالحب والإشباع الجسدي والشعور بأنك محبوب ومرغوب فيك فعليك أن تتحمل في مقابل هذا مسئولية تكوين أسرة، وكل ما هو خلاف ذلك من ممارسات تشيع في مجتمعاتنا لا يعبر إلا عن مدى تخلفنا وانحدارنا بعيدا عن القمة التي أراد لنا ديننا أن نعتليها دائما وهى قمة الفضيلة والعفاف.

أخي الكريم: خلاصة ما أردت أن أقوله لك هو أن تجتهد في تحصيل أسباب الزواج، وفي هذه الأثناء ابحث فيمن حولك عمن تجد أنها الأنسب لك، وتأكد أنها ستهيم بك وجدا وستبادلك حبا بحب في إطار وعد بالزواج وارتباط رسمي، واحمد الله الذي صرف عنك الفتيات لأنه سبحانه يحبك؛ وحبه لك وحرصه عليك هو الذي جعله يصعب عليك المعصية ولا ييسرها لك.

همسة أخيرة أود أن أهمس بها في أذنك؛ فمن الضروري أن تتعرف جيدا على نفسك وأن تتعرف على عيوبها، وتحاول أن تعالج هذه العيوب، ومن الضروري أيضا أن تبذل كل جهد لإنضاج شخصيتك وتكوينها من خلال القراءة والهوايات المختلفة والأنشطة الاجتماعية، فهذا الجهد يمدك بالكثير من الثقة بالنفس، وذلك بالإضافة لما يحققه لك من تقدم في العلاقات الاجتماعية والعملية، مع دعواتنا لك أن تقر عينيك في القريب العاجل بالزوجة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها وفي مالك وولدك.

ويضيف
د.عمرو أبو خليل:
أتدري ما هي مشكلتك الحقيقية.. هي أنك لا تعيش حياة طبيعية.. لقد اختزلت حياتك كلها في البحث عن علاقة مع بنت فأصبح تفكيرك لا يدور إلا حول هذا الأمر.. أين البنات لماذا لا يحبونني.. لماذا لا يستمرون معي.. هل البنات يحبون فعلا وتحولت حياتك الواقعية إلى حقل تجارب للإجابة عن هذه الأسئلة، وأصبحت حياتك.. حياة مفتعلة.. فكل بنت تقابلها تتعلق بها وتقول هذه تجربة لتحبني وهذه تجربة لأطردها وأصبح لا شيء حقيقيا في حياتك.. فلا حياتك الطبيعية لمن هم في مثل سنك تسير ولا تجاربك العاطفية اللاهثة وراء بنت تحدثها وتلبس لها وتضبط شعرك شفت نحليك وأوصلتك لما تحتاجه من إجابات..

الحل ببساطة أن تعود لحياتك العادية والتي تمثل الفتيات جزء منها تقابله في قاعة الدرس أو مكان العمل أو حتى في الشاعر.. وبصورة طبيعية ستتعامل معها دون أن تلبس لها أو تتزين ولكن تعامل يناسب الموقف فالزمالة الملتزمة كما أسميها القائمة على الاحترام المتبادل وعلى وضع الحدود في التعامل بدء من مواضيع الحديث وانتهاء بغض البصر هي البداية العادية التي تتعرف بها على عالم الفتيات والذي ستجده عالما عاديًا مثل عالمك لا يختلف كثيرًا عنه ولا يحتاج كل هذا العناء في اللهث وراءه.. لأن هناك صيغ كثيرة للتعامل بين الفتى والفتاة والرجل والمرأة غير صورة الحب أو الغواية.

فليس مطلوبا من كل بنت تقابلها أن تكون لك معها قصة حب ملتهبة سيأتي الحب في وقت المناسب في المكان المناسب للشخص المناسب ولن يكون حبا للحب ولكن حب من أجل الارتباط.. عندما تعطي الوقت حقه ستجد الفتاة التي تناسبك ليس من أجل أن تتزين لها أو تتحدث معها أو تجرب معها الحب.. ولكن من أجل أن ترتبط بها لتكون خطيبة اليوم وزوجة المستقبل وعندها تحدث معها كما تشاء وأحبب فيها كما تشاء وعندها ستحبك وسترتبط بك وستحزن على فراقك وستسعى لك إن بعدت عنها.. هذا هو الحب الحقيقي.. الحب من أجل الارتباط وعندها ستكون زينتك لها وجمالك لها.. وأنت مطالب حينئذ بذلك نحوها.. لا تتعجل فالحب قادم إليك قادم ولكن ليس حب الشوارع أو الشات أو العلاقات السطحية العابرة.. والآن تحدث إلى الفتيات كما تشاء ولكن كزميلات لك.. في حدود الشرع والعرف حتى يأتي الوقت المناسب..

وبالنسبة لإحساسك بالرجولة عندما تتحدث مع فتاة.. فيجب عن تعدل مفهومك عن الرجولة والذي تحدث عنه الكثير ولم يذكر أحدهم هذا المعنى الذي تشعر به.. فالرجولة موقف.. والرجولة خصال.. والرجولة نفس قوية طموحة تتطلع إلى معالي الأمور إذا فهمت الرجولة على حقيقتها فلن تكون بحاجة لفتاة حتى تشعر بها.. ستشعر بها وأنت تنجز في حياتك وتحقق آمالك.. ستشعر بها وأنت تتخذ المواقف المختلفة في حياتك والتي تحتاج إلى صفات الرجال أن الشجاعة والأقدام والمروءة والكرامة ستشعر بها وأنت راض عن نفسك وعن حياتك وإنجازاتك وعندها ستضحك كثيرًا وأنت تتذكر أنك كنت تتخيل الرجولة في محادثة فتاة. 

  
   
المستشار: د.سحر طلعت