إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أب حنون 
السن:  
30-35
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: نقص الانتباه المفرط الحركة ! 
تصنيف المشكلة: اضطرابات الأطفال النفسية Child Psychiatric Disorde 
تاريخ النشر: 16/10/2003 
 
تفاصيل المشكلة


ابني مزعج جدا

 
لا يسعني غير أن أدعو لكم بكل الخير والبركة وأن يجزيكم الله خير الجزاء عما تقدمونه من مساعدات من شأنها بث الروح الصافية في الأسر ومساعدة الكثيرين على العلاج النفسي ومساعدة زيهم على تخطي العديد من المراحل الصعبة التي تواجه الكثير من البشر. أدعو لكم الله عز وجل أن يبارك لكم ويزيد من أمثالكم.

أرجو النظر بعين الأب على هذا الموضوع الحيوي والهام بالنسبة لي والذي يؤرقني كثيرا كثيرا ويوصلني لمرحلة الشعور بالفشل،،، أنا ابلغ من العمر 35 عاما ومتزوج منذ سبعة أعوام تقريبا، لدي من البنين(اثنين) والحمد لله، أبذل كل ما في وسعي كي أأمن لهم حياة مستقرة هادئة وأحاول قدر الإمكان أن أربى أبنائي على الفضيلة والاحترام إلا إنني أعاني كثيرا جدا من تعاملات ابني الأكبر(عمره خمس سنوات ونصف) فهو طفل يسبق عمره بكل المقاييس احمد الله على ذلك ولكني أصبحت لا اعلم إذا كانت هذه نقمة أم نعمة أرجو الله أن يقدرني على التعامل معه بالشكل المطلوب.

ولد ابني الأول وهو في صحة جيدة والحمد لله،، يحمل معه طاقة غير عادية في الحركة والشقاوة دائم التحرك ولا يمكنه الجلوس لفترة صامت أبدا،،، بدأ التسنين في عمر الستة اشهر تقريبا وبدأ المشي في الشهر العاشر تقريبا وبدأ الكلام أيضا مبكراً مقياسا بباقي أطفال سنه من حولنا.. قبل أن يتجاوز عمره العام ونصف. حدث الحمل لوالدته في الطفل الثاني وكان عمر الأول حوالي (16) شهر وعندما أنجبت زوجتي كان عمر ابني الأول (25) شهر.

تعمدت بعد ذلك أن أوليه اهتمام ورعاية ولا اهتم بأخيه أمامه أبدا حتى لا يشعر بالغيرة منه. هو يتمتع بذكاء كبير ولكن هذا الذكاء مصاحبه الإزعاج والشقاوة وكثرة الحركة أي أنني افقد السيطرة عليه وعندما اشعر بتضرر الناس من كثرة أسئلته ابني أو كثرة حركته ينعكس هذا على أدائي معه بشكل عصبي جدا فأضربه ضرباً لا يقوى على تحمله الكبير،،، كلما كرر تلك التصرفات أو الازعاجات كلما عصبني كلما فقدت أعصابي وضربته إلى أن كرهت نفسي وأشفقت على ابني من كثر ما اضربه واشعر بأن ابني لا يحبني بل انه غير متخيل أني احبه، هو يظهر أمامي بمظهر المطيع حالياً وبدأ يقلل من شقاوته وإزعاجه إلا أنني أصبحت في أزمة نفسية وأشعر بأنني أثرت في شخصيته كثيراً بشكل سلبي وذلك بقيامي بضربه لأتفه الأسباب وعدم تحكمي في العصبية التي تنتابني من إزعاجه وخاصة في وجود الناس.

بدأ الدراسة العام الماضي في التمهيدي،، إلا أنه كانت تأتي عنه بعض الشكاوى مثل:
1- أنه غير مطيع لا يسمع الكلام وكثيرا ما يعاند ويصلب رأيه على أمر يكاد يكون فارغ وعندما ألومه أو أحاول التقرب منه وإفهامه بأنه لا داعي لهذه التصرفات يجيبني بأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى.
 
2- ذكي جدا ولماح ولكنه لا يركز في الدراسة عندما تقوم المدرسة أو والدته في البيت بمساعدته في الدراسة يقوم بعمل العديد من الحركات الاستفزازية كأن لا ينظر إلى الكلام المكتوب ويوجه نظره إلى القلم أو يقوم بحركات بأرجله أو أيديه كأنه يلعب.

3- يحب أخاه جدا جدا وهو يعتبر القدوة لأخيه الصغير (ثلاث سنوات) ولكن دائما ما أسمع أصواتهم أثناء اللعب في غرفتهم وتأتيني الشكاوي هذا فعل كدا وهذا فعل كدا.

4- لاحظت أحيانا كثيرة الكذب أو افتعال أي قصة قد تعفيه من العقاب أنه يختلق أي سبب لما يقوم به من أفعال لا أرى لها أي داعي.

5- عندما اسأله اغلب الأحيان لما تفعل ذلك يقول"مش عارف" وهذه في لحظات الصفاء... ويعقب على الكلام" أنا بألاقي نفسي عايز أعمل كدا وبأعمل كدا".

6- تتكرر أحيانا عملية التبول ليلاً لهم هم الاثنين.
 
7- أغلب الأحيان يستيقظون من نومهم ويأتي الواحد بعد الأخر لينام في غرفتي وبيني وبين والدته أو على كرسي مجاور أو على الأرض حتى.

8-كثيرا ما يقول أنا أحلم يا بابا بأشياء غريبة كأن أحدا مر بغرفته أو أن الشنطة تتحرك أو أن هناك شخص في دولاب الملابس وما إلى ذلك من الشكاوى.
 
9-عطوف جدا وحنون وكريم ولكني أحيانا ألاحظ عليه الأنانية فيما بينه وبين أخيه وكذلك الأمر على أخيه الأصغر إلا أن الأصغر غير تصلب الرأي مثل الكبير.

10- أوفر لهم متطلباتهم ولكن بشكل لا يساعد على تفاقم المشكلة أن ألبي طلب وأرفض بعض الطلبات ملاحظة أننا لا نختلف كثيرا أمام الأطفال أنا وزوجتي واتفقنا على أنه حتى لو هناك أي مشكلة لا قدر الله فيجب مناقشتها بعيدا عن الأطفال حتى لا يتأثرا بمشاهدة خلافات أسرية إن وجدت.

فاجأني أبني الصغير أمس عندما أتيت إلى المنزل وجدته يبكي ويريد النزول لشراء الحلوى من مجل بجوار المنزل لكن أمه رفضت فقلت له لا ما فيش نزول دلوقتي إحنا بقينا بالليل وما ينفعش،،، لم يكف عن البكاء،، شخطت فيه،، جري على غرفته وهو يقول"يا ربي اعمل إيه في ماما وبابا دول.. أنا عايز اشتري وهما بيقولوا لا... يا ربي أعمل إيه فيهم بس" قدر ما أضحكني من كلامه قدر ما أخافني من أن يكون ذلك مؤشرا إلى أي شيء غير عادي.


وأخيرا أطمئنك أيها الأب الحنون على أن نتائج العلاج في هذه الحالة جيدة خاصة إذا كان ذكاء الطفل متوسطا أو أكثر من المتوسط كما هو الحال في ولدك العزيز، وكل ما هو مطلوب هو ضبط درجة الانتباه وضبط النشاط الحركي الزائد بالوسائل العلاجية المختلفة، ونسأل الله له الشفاء والهداية ولكم التوفيق والسداد، وتابعنا بأخبارك.

 
 
التعليق على المشكلة  


عزيزي: الأب الحنون،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وأهلا وسهلا بك على
موقعنا وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، وأسأل الله أن يبارك لك في ولديك ويعينك على تربيتهما. وبخصوص الابن الأكبر فهو يعانى من حالة نسميها: ضعف الانتباه/ زيادة الحركة أو نقص الانتباه المفرط الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder، وليس معروفا سببها على وجه اليقين، ولكنها تكثر في الطفل الأول، وفي الذكور أكثر من الإناث.

ومن علاماتها:
0
عدم قدرة الطفل على التركيز في نشاط معين لفترة كافية، حيث يتشتت انتباهه فينظر يمينا أو يسارا وتشد انتباهه أية مؤثرات صوتية أو بصرية.
0 بالإضافة إلى كثرة حركاته فهو لا يهدأ أبدا وكأن هناك موتورا يحركه طول الوقت.
0 بالإضافة إلى اندفاعاته المتكررة والخطرة أحيانا، وهذه الأشياء تجعل هذا الطفل مزعجا وتثير مشاعر سلبية ضده حتى من أحب الناس إليه.
0 بالإضافة إلى ما تشكله حركاته واندفاعه من خطورة عليه، فهؤلاء الأطفال يكونون معرضين للإصابات المتكررة.

وقد بينت الكثير من الدراسات أن الطفل الأول يكون أكثر عرضة نتيجة لأنه يتعرض أثناء ولادته لضغط أكثر على رأسه بسبب ضيق الممر وهذا ربما يترك أثرا ما على خلايا المخ فيؤثر على درجة وسرعة استثارتها، إضافة إلى أن الطفل الأول يحظى باهتمام خاص وتستقبل كل أفعاله وحركاته- مهما كانت - بالفرحة والترحيب، وهذا لا يعني عدم حدوث الحالة في أطفال آخرين.

وهناك دراسات أخرى بينت وجود خلل تركيبي بسيط في بعض مناطق التحكم في الحركة في المخ، أو خلل في بعض الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين والجابا. وقد لوحظ أن تناول الطفل للمأكولات التي تحتوى على مواد حافظة أو مواد مكسبة للون أو الطعم أو أطعمة حريفة يزيد من شدة الحالة.
 

وهناك بعض العوامل النفسية والاجتماعية يمكن أن تزيد من الأعراض ومنها مثلا التدليل الزائد أو القسوة الزائدة، أو عدم وضوح مبدأ الثواب والعقاب، أو عدم وضوح وثبات معايير الخطأ والصواب، فمثلا في بعض الأوقات يفعل الطفل شيئا فنضحك من هذا الشيء خاصة إذا كنا في حالة مزاجية جيدة، فإذا فعل الطفل نفس الشيء في ظروف أخرى تسبب لنا حرجا(أمام الناس مثلا) فإننا نشعر بالضيق ونضربه، هنا يصاب الطفل بحيرة وارتباك.

ونلخص الأسباب بأنها أسباب عضوية عبارة عن خلل بسيط في تركيب أو نشاط المخ(يمكن أن يظهر أو لا يظهر في الفحوص بالأشعة أو الفحوص الكيميائية التقليدية)، وأسباب نفسية واجتماعية تتعلق بطريقة استجاباتنا لأفعال الطفل ودرجة الحزم وثباته في الأوقات المختلفة، وعدم وضوح وثبات مبدأ الثواب والعقاب داخل الأسرة. وهذه الحالة في درجاتها البسيطة يكفيها مجرد تعديل في طريقة تعامل الأبوين مع الطفل طبقا لما ذكرناه آنفا مع العطاء الطفل كوبا من النسكافيه أو القهوة صباحا وظهرا(فقد ثبت أن هذه المشروبات تحسن من درجة الانتباه وتقلل من الحركة على الرغم من أنها منبهات).
 
أما في الحالات التي أصبحت تشكل عبئا على أحد الوالدين أو كليهما(كما وصفت في رسالتك)، أو تشكل مشكلة دراسية أو تعوق الطفل عن التكيف الصحي مع بيئته فإنها تحتاج لعلاج طبي ونفسي يحدده الطبيب النفسي طبقا لظروف كل حالة، والعلاج بشكل عام يتلخص في التالي:

1 -  علاج دوائي: مثل المثيل فينيدات أو الإميبرامين أو البوسبيرون أو الريسبيريدون، وهي أسماءٌ علمية لا تجارية.

2 - علاج سلوكي: وذلك باستخدام مبدأ الثواب والعقاب مع الطفل بشكل ثابت ومنظم، واستخدام تدريبات التحكم في الذات، وتنمية ملاحظة الطفل لنفسه، وتوجيهها، والتدريب على الاسترخاء.

3 - علاج نفسي فردى تدعيمي: وذلك من خلال علاقة علاجية مع معالج متخصص يفهم مشكلات هذا الطفل وصعوباته، ويساعده على التكيف الصحي مع البيئة المحيطة، فهذا الطفل يعيش أزمة حقيقية، فقد وجد نفسه مدفوعا بطاقة زائدة لا يعرف سببها، وهذه الطاقة تجعله يتورط في أفعال يغضب منها الكبار ويعاقبونه عليها، وهو في نفس الوقت لا يستطيع التحكم فيها وبسبب ذلك يجد نفسه في صراع وفى علاقة مضطربة مع من حوله . ويزيد من صعوبة الأمر أن يذهب الطفل إلى المدرسة فيشعر بالرفض والنبذ والغضب من زملائه ومدرسيه فيترسب في ذهنه أنه سيئ وأنه منبوذ، وهذا يزيد من عدوانيته تجاه أخوته وتجاه زملائه.

4 - علاج أسري: فالأسرة كلها تعانى من هذا السلوك المزعج ولا تستطيع إيقافه أو احتماله لذلك يدخلون في صراع مع أنفسهم ومع الطفل  فإذا عاملوه بقسوة أحسوا بالذنب بعد ذلك، وإذا سكتوا عن أفعاله المزعجة وجدوه يتمادى، وهناك برامج تدريبية للوالدين وللمدرسين عن كيفية التعامل مع هذه الحالات بشكل صحي.

ومع استعمال الوسائل العلاجية المناسبة يبدأ الطفل في التحسن، وهنا يجب أن نشجع أ تغيير ولو بسيط في سلوك الطفل نحو الأفضل ونكافئه على ذلك معنويا وماديا حتى نعزز التغيير نحو الأفضل. ومع تقدم الطفل في السن واكتمال نضج الجهاز العصبي يزيد استقرار هذا الطفل وتحسنه.

وهذه الحالة لا تعني أن الطفل لديه مشكلة في الذكاء - فبعضهم يكون ذكاؤه أكثر من المتوسط - ولكن المشكلة هي في الاستفادة من هذا الذكاء، فالحركة الزائدة وتشتت الانتباه يمنعان هذه الاستفادة فنجد أن تحصيل الطفل الدراسي أقل مما هو متوقع منه.

 
   
المستشار: د.محمد المهدي