إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   توتا 
السن:  
35 - 45
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: أسطورة الذئب والحملان!! رواية جديدة!! 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواجي Marital problems 
تاريخ النشر: 25/10/2006 
 
تفاصيل المشكلة


حينما يلبس الوغد ثوب الفضيلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
دكتور وائل تحية طيبه مباركه وكل عام وأنت بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.. أرسلت رسالتي هذه لموقع مشهور منذ مدة وانتظرت الإجابة لكن دون جدوى ولثقتي الشديدة في شخصك الكريم وإيماني برغبتك الصادقة في مساعدة أصحاب المشاكل رأيت أن أعيد إرسالها لموقعك "مجانين" متمنية من الله أن تساعدني بالمشورة الصائبة من خلالك.

أعاني من مشكلة أرقت حياتي فلم يعد ليلي ليل ولا نهاري نهار واجمة لا أعرف ماذا أصنع سامحوني إذا أطلت ولكني أتمنى أن أوصل لكم الصورة كاملة، تزوجت مما يقرب الخمسة عشر عاما ولي أربع أبناء أحاول جاهدة تربيتهم وتنشئتهم بما يرضى الله أعمل في عدة أماكن لأوفر المادة التي أصبحت سبيلنا للحياة الكريمة وزوجي أيضا يعمل في عدة أعمال ويجاهد كي نحقق أحلامنا.

أصبحت حياتنا كدائرة لا تتوقف من العمل وأصبت بالإجهاد نتيجة الدوران في ساقيه لا تتوقف بين مطالب البيت وتربية الأبناء وحياتي العملية التي أصر أن يكون لي دور في المجتمع فيها وجاهدت كي يكون لي اسمي وأيضا ساعدت زوجي كي لا يشعر بتفوقي عليه وأصبحنا نعمل في بعض الأعمال المشتركة وكل شيء يسير بفضل الله كما يجب إلا أنني بدأت ألاحظ تغيب زوجي الدائم بحجة العمل حيث أننا أصبحنا نتقابل لمدة ساعة يوميا في أحسن الأحوال.

ربما يخطر ببالكم أن تقولوا لي خففي من عملك فأجيب زوجي بخيل جدا وينفق علينا بتقتير شديد (والآن فهمت لماذا هو بخيل وأين يذهب بنقوده ولماذا يصر على أن يخفى عني مكاسبه المادية) وهو ما يضطرني للإصرار على العمل، وأيضا مكالماته الطويلة على الموبايل وإصراره الغريب على نشر رقم موبايله في أي مناسبة ولأي شخص وبطريقة مزرية تشعرني بالإحراج الشديد خاصة حينما نكون في ملتقى أدبي أو ندوة اجتماعية حيث يصر على تبادل بياناته وأخذ بيانات الحاضرين وأرقام تلفوناتهم خاصة لو كن سيدات أو شابات بحجة العمل وهذا التصرف أبعد ما يكون عن العمل.

أعود لأصل المشكلة وصلني أن زوجي يقيم علاقات مع سيدات في أعمار مختلفة ومن بيئات مختلفة ومتباينة ووصلني من خلال عملي وهي جهة قويه وحساسة بمعلومات أكيدة أنه يحرص على رضا الله فيتزوج زواج شرعي من وجهة نظره خاصة بعد الفتوى الصادرة من مجمع الفقه بمكة المكرمة والذي يبيح زواج المسيار وفكرته تتلخص في أنه يمكن للرجل أن يتزوج زواج غير تقليدي وذلك بتوفر شاهدين والارتباط بسيدة ثيب لا تحتاج لموافقة ولي أمر ومهر وتمتلك بيتها الخاص حتى لا يتحمل أعباء الارتباط بزواج ثاني، ولا يتوانى عن الزواج مرة واثنتان وثلاثة وأربعة بل ربما تعجبه إحداهن فيقوم بتطليق إحدى السيدات المرتبط بهن بما يدعيه زواج ليرتبط بالجديدة بل لا يتوانى عن إقامة علاقة عاطفية مع سيدة متزوجة إلى أن يقنعها بالانفصال عن زوجها ثم يتركها بعد أن تكون خسرت زوجها وبيتها ثم يقوم بالتهرب منها هذا الحديث أصابني بصدمة.

هل يعقل أن يفعل زوجي ذلك وهو المشهود له بالعقل والحكمة ومخافة الله بل إنه يقوم بدور المصلح في العائلة حيث يقوم بإصلاح ذات البين في عائلتينا وينصح من يفكر بالإقدام على الزواج مرة ثانية بأضرار مثل هذا التفكير على ترابط الأسرة ومصلحة الأولاد وشعور الزوجة الأولى التي كافحت منذ بداية الحياة الزوجية وشاركت زوجها البناء لبنة لبنة، وضرورة مكافئتها على صبرها وتحملها بالوفاء والتقدير.

تمر بي جميع الأحاديث التي دارت بيننا وفي المجالس ولا أكاد أصدق أن يحدث هذا من زوجي الذي أثق به ثقة عمياء، وأحببت أن أتأكد حتى لا أتسرع بظلمه، وحقيقة جلست مع عدة سيدات من عدة جنسيات من المغتربات وأثبتوا لي صحة ما بلغني عن زوجي بارتباطه بهن بزواج لا يحمل من صفة الزواج إلا اسمه حيث يصر على عدم تسجيل الزواج مدنيا أو حتى بورقة عرفية خوفا من افتضاح أمره مع اشتراط عدم المطالبة بأي حقوق مثل المبيت أو الإشهار أو حتى المسؤولية المادية أو الإنفاق وذلك بعد أن يقوم بدور المحب العاشق ويصطاد فريسته التي غالبا تكون مطلقة وتعاني من مشاكل مع طليقها على حضانة الأولاد وتفكر في الزواج بأسلوب لا يضرها أو يحرمها من أبنائها في حالة زواجها لتجد أنها وقعت ضحية فلا تستطيع المطالبة بحقوق خوفا من افتضاح أمرها.

أو الزواج من أرمله تعاني من مشكلة الوحدة والفراغ العاطفي لتجد لها ونيسا لا يكلفها غير زيارة كل عدة أشهر بعد أن يقنعها بانشغاله وأسفاره الكثيرة، وحساسية موقعه الأدبي والاجتماعي، أعاني من حالة خرس لا أرغب في الكلام أو العتاب أو اللوم أو الشكوى أو الرضا أو الرفض كل ما أقوم به هو تذكر الماضي بكل تفاصيله وإعادة سيناريوهات حياتي والمواقف التي مررنا بها، قلبي يرفض التصديق وعقلي يكاد ينفجر من كثرة التفكير.. ماذا أفعل؟ كيف أواجه هذا الزوج الذي كنت أحمل له الاحترام لأفكاره النبيلة في خدمة المجتمع وقيمه التي يعتز بها.

قبل أن أعرف أن كل هذا نفاق ليصل لأهدافه وليعلو مكانه في المجتمع، أسأل نفسي ماذا حدث هل هي أزمة منتصف العمر تعصف به لكن ما علمت به أن سلوكه هذا ليس وليد هذه الفترة هو يمارس هذا السلوك منذ فترة شبابه وبما لا يقل عن عشرة أعوام ماضية وأنا غارقة في توفير احتياجاتنا واحتياجات أبنائنا، هل فقدت حبه ونحن اللذين تزوجنا بعد قصة حب عاصفة ليبحث عن العاطفة مع غيري لكنه متعدد الزواج فليست زوجة واحدة تقنعه، ولا امرأة واحدة تكفيه.

أحاول أن أفهم لماذا يتصرف هكذا لربما التمست له عذرا، خاصة أنني جميلة ومن أسرة عريقة تعلو أسرته مكانة وثراء ومثقفة وتعليمي عالي ولا ينقصني شيء ليبحث عنه عند غيري من السيدات، صحيح أنه يتهمني بالغرور إلا أن نجاحي يشعرني بالبهجة لا أجد تبريرا لتصرفه غير أنه يقتلني، كيف هنت عليه وكيف هان عليه أن يحطم بيتنا وترابطنا وأبناءنا الذين نحبهم أكثر من أي شيء في هذه الحياة، بالله عليكم ماذا أصنع كيف أكمل حياتي مع إنسان لا يتقي الله.

حتى لو رضيت بمبدأ زواجه المتعدد في الإسلام كيف أرضى أن يستغل زوجي موقعه ومكانته في النفوس لينتقي ضحاياه، كيف أعلم أبنائي احترام رجل يتهاوى أمام ناظري بأفعاله المشينة، التي تؤلمني لماذا يتصرف زوجي هكذا بعد العشرة والجهاد والحب والمراعاة وكل ما بذلته لإنجاح حياتنا، صحيح أننا كنا نمر بفترات فتور عاطفي وحتى أنا كنت أمر بضغوط نفسية وكانت تسعدني كلمات الإعجاب ممن حولي لكنني لم أخنه رغم أنني تعرضت لعدة أزمات عاطفية كان وقتها مشغولا عني وكنت أعاني فيها من الوحدة وأجد ما أحتاجه لدى زميل أو صديق يحاول أن يشبعني عاطفيا بكلمات الحب ورغم ذلك لم أفكر بالانفصال عنه لمصلحة أبنائنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة أتذكر ويمر بي شريط الذكريات وأنا أرى نجاحنا يتهاوى وزواجنا يتحطم بسبب رغبته في المتعة والاستمتاع بزواج لا أعلم ماذا أسميه هل هو حلال أم دعارة مغلفة باسم الدين..

وما يزيد في ألمي وأجدني أرغب في هد المعبد على رأسه أحيانا حينما أراه يكتب مقالا عن الأسوياء من الناس وأجده ينتقد من يلبسون المسوخ ويدعون الفروسية أو الذين يقومون بدور الوعاظ والأتقياء وهم الحقيقة شياطين، كيف يستطيع أن يقوم بهذا الدور دون خوف من الله، إحداهن أبلغتني أنها قامت بتصويره وهو معها دون أن يفطن حيث كانت تضع كاميرا صغيره فوق دولاب الملابس، وأيضا سمعت له عدة مكالمات مسجلة على جهاز الموبايل إضافة إلى رسائله لها، طلبت منها أن تريني هذا الفيلم الذي تتحدث عنه وفعلا رأيته بأم عيني وانهرت وأنا أرى زوجي مع أخرى وسمعت منه ألفاظا لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن زوجي المحترم يمكن أن يتلفظ بها ألفاظ تدل على شخصية مريضة محتقرة لذاتها

مصيبتي كبيرة اكتشفت أنني أعيش مع رجل مخادع معادي للمجتمع شخصية دونجوانية نرجسية تعيش لمتعتها فقط وأمام الناس يتكلم بأرقى الألفاظ وينادي بأفضل المبادئ وداخله عفونة، لم أكن أتصور يوما ما أنني أستطيع أن أرى داخل إنسان بهذه البشاعة وبهذا التناقض أعلم أنني أطلت لكن ما في جوفي أكثر وكلها تساؤلات حقيقة رغم هول ما رأيت إلا أنني خائفة من تهديدها بأنها تنوي القيام بفضحه على جميع المستويات بعد أن تقوم باستبدال مكانها بصورة أخرى حتى لا تنفضح من خلال أحد برامج الكمبيوتر لأنه يستفزها، رجوتها أن هذا الأمر يمكن أن يدمر أبنائي رغم أني في داخلي أتمنى أن أمزقه بيدي.

أرجوك يا دكتور وائل اجبني على تساؤلاتي وساعدني على إيجاد حل لهذه المصيبة التي صحوت عليها وساعدني لأنهض من جديد وآخذ قراري بعقلانية شديدة فأنا ما عدت أومن بالحب أو الإخلاص أو الوفاء ما عاد يعنيني سوى أبنائي ونجاحي في عملي الذي سيتأثر بانفصالي عن هذا الوغد المسمى زوجي ودمتم سالمين.

4/10/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

السيدة توتا حفظك الله!‏
لو سمّيتِ نفسكِ وردة لكان أفضل بكثير، ولربما كنتُ سميتكِ "صبراً"، قرأت قصتك الطويلة بإمعان، بالرغم من أن ما لم تكتبيه هو أكثر بكثير مما كتبته، لست أعرف من أين أبدأ بالحديث معكِ، فلأبدأ بكِ أولاً:‏

ما وصفته عن جهادكِ العلمي، وعملك الدائب، ورعايتك للأطفال، وعفّتكِ عن خيانة ‏الزوج، تجعلني أحترم فيكِ المرأة المسلمة المجاهدة، والأم الحنون التي تهتمّ كثيراً بمصلحة ‏العائلة.‏ أتظنين أننا نستطيع الولوج إلى رحاب الجنة بدون هذه المواصفات؟! ‏

أما الحياة؛ فهي لعبٌ ولهوٌ وتفاخرٌ، وهنيئاً لمَن ثقلت موازينه بأعمال الخير، وخفّت ‏موازينه بأعمال الشر، وأيضاً بالمقتنيات المادية من هذه الحياة!
أستطيع أن أهنئك بأنك فزتِ عندي بانطباع أنك إحدى نساء الجنة مع وقف التنفيذ!

أما بالنسبة له: إنه رجلٌ ذكي، متعلّم، يعرف الكثير من الدين، ويمارس عملاً اجتماعياً ‏كما وصفته. لا يجب أن ننسى بأنه إنسان، وبموقعه هذا قد يتعرّض أكثر من أيّ شخصٍ آخر ‏لمغريات الحياة.‏ أعتقد أني لو سألتك إذا كان يشرب الخمر لأجبت بالنفي، وكذلك لو سألتك عن كونه يلعب ‏القمار أو يأكل حقوق الناس أو يعتدي على الآخرين، لكان النفي جواباً دائماً.‏

سيدتي الكريمة؛ أنا أحترم زوجكِ لأني أجد أنه استخلص من ملذّات هذه الحياة كلها باب ‏النساء! فأخذ يتزوج على سنّة الله ورسوله، وقد يكون يعتقد كما هو شائع عند الكثيرين، بأنه قد ‏يكسب الأجر أمام الله إذا ما قدّم شيئاً من الحبور الجسدي لامرأة محرومة، مطلقة كانت أم أرملة، ‏وأظن أنه له ذلك!

بالطبع قد يخطئ الإنسان، وكلنا خطّاؤون فنعود ونستغفر...‏ أعرف أن الأمر ليس سيّاناً بالنسبة لكِ، فهو زوجك أنتِ ولا تستطيع المرأة أن تتقبّل أن ‏تشاركها إحداهنّ زوجها حتى ولو كانت مسلمة! بالرغم من أن الإسلام قد أباح ذلك. ويقول الله ‏سبحانه وتعالى: "......أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة: من الآية ‏‏85).‏

كما وينهانا الله سبحانه عن اغتياب الآخرين خاصة إذا كانوا أزواجنا، فقد دخلتِ في ما ‏هو أصعب من الزنى، الغيبة! أي أكل لحم الميت، "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" ‏بالطبع غيبته لا أعني فيها رسالتك إلينا! ولكن حديثك مع الأخرى التي خانته خانت زوجها-‏بتصويره! وهو يريد كسب رضى الله بإدخاله السرور إلى قلبها، سامحها الله!

أختي العزيزة! لا بد من أن يمر الزوج في "عمر الأربعين"، وليس زوجك فقط، بمرحلة ‏من الفراغ العاطفي، فيبحث عن شبابه المفقود وشمسه الآخذة بالأفول ليقوّي ثقته بنفسه، حيث أن ‏الرجل عادة ما يعاني في هذه المرحلة من غياب الزوجة الحبيبة والصديقة التي صارت أماً، ‏وصار عندها علاقات في المجتمع، ولم يعد عندها الوقت الكافي لتقديم كل هذه المعنويات للرجل ‏الذي يكون في هذه المرحلة بأمس الحاجة إليها.‏

أختي العزيزة! صدقي أن زوجكِ يحبك ويحب أولاده وعائلته، وهو لا يكذب في ذلك، ‏وأرجو أن تعودي لرؤيته الطَوْد الشامخ، والعقل المفكر، والقلب الكبير، فعندها ستحبينه من جديد، ‏وتملئين قلبك وبيتك سعادة ومسرة.‏ أود أن أحيي شموخك، وأتمنى من الله أن يوفقك لأن تتعالي على الكبرياء الشخصي، وأن ‏تكسبي الأجر بأن تكوني موافقة على سنّة الله ورسوله دون إشهارك بهذه الموافقة!‏

أتمنى من الله أن يسدد إيمانك، وأبوح لكِ بأني لم أرَ في شخصيتك شخصية "آسية ابنة مزاحم" ‏عليها السلام، كما ولم أرَ في شخصية زوجك شخصية "فرعون".‏
وراء كل رجل عظيم امرأة: اعرفي كيف تحافظين على هذا الرجل العظيم.‏ لكِ مني ألف تحية وسلام ودعاء بالتوفيق. 
 
   
المستشار: د. قاسم كسروان‏