إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سماء 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام : 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 22/10/2003 
 
تفاصيل المشكلة


نوبات من الاكتئاب
 

أعاني من نوبات شديدة من الاكتئاب سببها الأساسي هو عدم الرضا عن نفسي وعدم ثقتي في قدراتي حيث أشعر أني ضعيفة نفسيا جدا جدا وأقل حدث بسيط يمكن أن يكسرني ويصيبني بنوبة حادة من الاكتئاب والبكاء الشديد والصراخ والتعب الجسدي الشديد.

لا يوجد عندي أي إرادة أو عزيمة لفعل أي شئ أو لتغير أي شئ في نفسي فأنا مليئة بالعيوب التي أحاول جاهدة بكل طاقتي التخلص منها ولكن بدون فائدة, دائما أفشل في النهاية وأعود من حيث بدأت بل كثيرا ما أعود إلى نقطه أسوأ بكثير من نقطه البداية فأصاب بإحباط شديد وأوجه اللوم الشديد لنفسي حتى أنهار وأظل أبكي حتى اتعب من البكاء واستسلم للنوم.

قد أكون بحاجة إلى الذهاب إلى طبيب نفسي ولكن هذا صعب جدا بل مستحيل لأن ظروفنا المادية لن تسمح بذلك ولن يوافق أهلي علي ذلك، عرفت من خلال قراءتي في بعض الكتب أن هناك فرع في العلاج النفس يسمي العلاج المعرفي وهو يهتم بكيفية مساعدة المريض النفسي في علاج نفسه عن طريق تقديم بعض النصائح التي تساعد علي كيفية استعادة ثقته بنفسه ورفع تقديره لذاته وكيفية زرع الثقة في قدراته وإمكانياته, أشعر أني بحاجة شديدة شديدة جدا لهذا العلاج.
 
فقد بحثت كثيرا عن كتب تتناول هذا الموضوع ولكني لم أجد وكذلك أيضا بحثت كثيرا علي الإنترنت ولكني لم أجد ما أريده, فأرجو من حضرتكم أن تساعدوني وتقدموا لي بعضا من هذا العلاج وأن ترشدوني إلى بعض المواقع علي الإنترنت التي تقدم هذا العلاج، وكذلك أيضا -
أعرف أني أثقلت عليكم بشده- أريد أن أعرف أسماء بعض الكتب النفسية التي تتناول هذا الموضوع.
 
وفي النهاية اطلب منكم بإلحاح أن تدعوا لي الله أن يساعدني علي الخروج مما أنا فيه وأن يهديني إلى ما فيه الخير والصواب. وإلي جميع من يقرأ مشكلتي هذه: أسألكم جميعا الدعاء أسألكم جميعا الدعاء

13/10/2003
 

 
 
التعليق على المشكلة  


عزيزتي السائلة، أولاً أشكرك على شجاعتك في عرض مشكلتك وفي طلب المساعدة وأرجو أن تجدي في السطور الآتية ما يساعدك على تحقيق ما تريدين وما تتمنين. للأسف رسالتك مليئة بمعان عامة جداً، وبالتالي لن أستطيع مساعدتك في أي شيء محدد ولكن:

بالنسبة لعدم الرضا عن نفسك، السؤال هنا هو: هل تريدين أن تكوني إنسانه كاملة وبلا أخطاء؟ في بعض الأحيان نخطئ بسبب حرصنا الشديد على الإتقان وعلى أن نفعل ما هو صحيح و"صح" على طول الخط، والمشكلة هنا تكمن في أنه من المستحيل أن نصيب الاختيار في كل شيء وفي كل وقت، وما يجعل المشكلة أكثر تعقيداً هو أن نعتمد على آراء الآخرين فقط في تقييمنا لذاتنا. من اللازم أن نكون مقاييسنا الشخصية في تقييمنا للأداء إلى جانب المقاييس المتعارف عليها من الالتزام بالشرف والأخلاق.

الاكتئاب له عدة أسباب، منها الغضب من النفس أو خذلان النفس. إلى جانب هذا تقولين "أشعر أني ضعيفة نفسيا جدا جدا وأقل حدث بسيط يمكن أن يكسرني ويصيبني بنوبة حادة من الاكتئاب والبكاء الشديد والصراخ والتعب الجسدي الشديد"، إذا كانت الأحداث البسيطة تكسرك وتحزنك فمما لا شك فيه أنك محبطة بشدة ولديك خيبة أمل كبيرة في الآخرين بسبب توقعاتك المبالغ فيها منهم فتوقعاتنا من الآخرين هي خطط محكمة للإحباط لأنه من المستحيل التحكم في آراء ومعتقدات وتركيبات وبالتالي أفعال الغير.

وبداية العلاج المعرفي هي أن نعرف كيف نفكر في الأشياء ونقيمها ثم نقارن طريقة تفكيرنا بما هو صحي ويساعدنا ويقوينا، بعد ذلك نتدرب على طريقة التفكير الجديدة إلى أن تصبح عادية وتلقائية.
 
وكبداية تقولين أنك مليئة بالعيوب وأن ليس لديك إرادة، هذا كلام هدام للنفس للغاية، كيف تودين الإحساس بالثقة، والاعتزاز بنفسك وبقدراتك، وأنت تبالغين هكذا في تحطيم نفسك، تحطمين نفسك بأن تصفيها بهذه الصفات القاسية الهدامة.

يجب أن تتخلى تماماً عن هذا الوهم بأنك ترضين ضميرك حين تقسين على نفسك وتلومينها، إذا لم تساعدني النفس اللوامة على تعديل سلوكي إلى طريق أفضل فما فائدتها؟؟ وكيف نرتقي ونتشجع على جهاد النفس ونحن نحطم الإرادة بحوار داخلي سلبي؟؟ إن الطريق الأمثل والأيسر لحب نفسك والثقة فيها هي أن تفعلي كل ما يجعلك تشعرين بأحاسيس جيدة عن نفسك.
 
إذا أردت التخلص من العيوب فمن اللازم أولا تحديد هذه العيوب وتحديد ما تريدين كبدائل للسلوك المرفوض، إن كل من السلوكيات المرفوضة لديك فيها غرض إيجابي، أرجو أن تسألي نفسك هذا السؤال عن كل سلوك لا ترضينه فيك، وعن كل نقطة ضعف على حدة: ما هو الغرض الإيجابي من وراء هذا؟ ما الذي أحاول تحقيقه من خلال هذا؟ ثم انتظري الإجابة من داخلك واكتبيها مهما كانت غير معقولة. بعد ذلك اسألي: كيف أريد أن أتصرف في موقف كذا؟ ما الذي أحتاجه لكي أتصرف بالطريقة الصحيحة في نظري؟ هل هناك من أعرفه أو من رأيته أو من قرأت عنه يفعل ما أتمنى فعله؟ كيف يفكر وبم يؤمن عن نفسه وعن العالم لكي يتصرف بهذا النجاح وهذه السهولة؟
 
سوف نسمى هذا الشخص"النموذج" تخيلي نفسك وأنت تفعلين ما يفعله النموذج(هذا يعنى تقمص شخصية النموذج) في الموقف الذي تختارينه، تخيلي الموقف بوضوح وبالتفصيل على قدر المستطاع. إذا وصلت للإحساس الذي تريدينه من نفسك وعن نفسك، فكرري هذا المشهد وما شابهه في ذهنك كثيراً وقولي لنفسك عدة جمل مشجعة وأنت تشاهدين هذا في خيالك مثل: أنا أقدر أن أفعل هذا. إن هذا سهل على. إنني أحس بإحساس جيد وأنا أفعل هذا. إن ضعف الإرادة ينتج عن معتقداتنا السلبية عن نفسنا وحوارنا الداخلي السلبي وتخيلنا (أو خوفنا من) الفشل (اللي يخاف من العفريت يطلع له).

إذا وضعنا الخيال والإرادة ضد بعضيهما البعض في معركة، فإن الخيال سوف ينتصر في كل مرة، على الأقل على المدى الطويل، السبب في أنك ترجعين إلى نقطة أقل من نقطة بداية محاولة التحسن في أي شيء هو أنك تركزين تفكيرك وخيالك على عيوبك وأخطائك وفشلك في الماضي.

هذا ما تملئين عقلك به ومِن ثَـمَّ لا تستطيعين فعل ما غيره، لذلك من المهم جداً أن تتخيلي نفسك وقد نجحت فيما أنت بصدده، أيمكن أن ينتصر المحارب أو الملاكم وهو يتخيل الفشل قبل المعركة أو المباراة؟؟ بالطبع لا، وإذا نجح وانتصر فسيكون هذا مضنيا وصعبا إلى أقصى الحدود، ولكنه إذا تخيل نفسه داخل حالة النجاح فسيكون المجهود اللازم أقل وأيسر، هذا لا يعنى بالطبع أن نعتمد على الخيال فقط، ولكن يجب تخيل النجاح ثم التجربة الفعلية في أرض الواقع ثم تعديل الأسلوب والتخيل مرة أخرى ثم التجربة مرة أخرى.. وهكذا إلى أن نصل لما نريد.

لاحظي أننا جميعاً نستخدم هذا الأسلوب في تعلم أي شيء جديد إلى أن نتمرس فيه، آن الأوان أن تفعلى شياً مختلفاً عن لوم النفس و البكاء... هذا لم ينفعك من قبل ولن ينفعك أو ينفع أحد وإنما من المؤكد أنه مضر كما هو واضح من خطابك، وإذا كنت تريدين مناقشة مشكلة محددة فأنا على استعداد لمساعدتك، وفقك الله وإيانا لما فيه الصلاح والصواب.
 
* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي، الأخت السائلة أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الاستاذ علاء مرسي، والتي استطاع من خلالها أن يلم جوانب الموضوع رغم عدم وضوح أو تركيز إفادتك، هو أن اللجوء لطلب العلاج النفسي سواءً من المختص بعلم النفس، وهو الأمثل في تطبيق العلاج المعرفي، أو المختص بالطب النفسي إذا استدعى الأمر وصف العقاقير الطبية، لا يجبُ أن يكونَ الأمر هنا اختياريا بالنسبة للأهل، ولا يجب أن نعتبر الظروف المادية مبررًا للإحجام عن طلب العلاج، فهناك مؤسسات جامعية وغير جامعية تقدم العلاج النفسي إما مجانا أو بأجرٍ رمزي، وذلك إذا اقتضت الضرورة بالطبع، وإذا لم تتمكني بمفردك من تطبيق الخطوات الرائعة التي أهداها لك الاستاذ علاء مرسي ما يعينك على تخطي أزمتك الحالية، كما أود إحالتك إلى ردود سابقة لمستشارينا في استشارات مجانين تناولوا فيها الاكتئاب من عدة وجوه وذلك تحت العناوين التالية:
اللا مبالاة هل هي اكتئاب ؟  /  عسر المزاج والاكتئاب  /  الشخصية النوابية (الفرح انقباضية)  /  التفكير النكدي /   الاكتئاب الجسيم وماذا بعد  /  الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج  /  الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟.

 
 وفي النهاية أكرر شكري لك على ثقتك كما أدعوك إلى متابعتنا بالتطورات، وإلى مشاركتنا في الردود المعروضة على الصفحة، ودمت سالمةً لنا.

 
   
المستشار: أ. علاء مرسي