إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فيفي 
السن:  
22
الجنس:   C?E? 
الديانة:  
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله 
تصنيف المشكلة: بدانة: عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction 
تاريخ النشر: 15/01/2007 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أنا فتاه في الـ22 من عمري، تخرجت والحمد لله في كليتي هذا العام، وأنا أعاني من سمنة مفرطة؛ حيث إن وزني هو 125كجم وطولي 169 سم، ولتكونوا على علم بحالتي بالضبط فأنا منذ صغري وأنا أعاني من تلك السمنة المفرطة التي حرمتني -وإن حاولت المكابرة- من أن أعيش طفولتي أو حتى كمن هم في مثل سني، وكأني أعاقب نفسي على ذنب لا أعرف كيف ومتى اقترفته؛ فلا أترك لنفسي الفرصة لأحلم أو أتمنى ما تتمناه من هي في مثل سني.

أتذكر أنه وأنا في الصف الأول الإعدادي كنت أزن 105كجم؛ فقررت أن أقوم بعمل حمية غذائية تساعدني على تخفيف الوزن، وبدأت بالفعل بنظام غدائي ومجهود بدني، وكنت أتابعه مع أستاذ جامعي متخصص، ولكني لم أستشعر صدق إحساسه بمعاناتي، كانت كل فكرته عني أنني حالة من الحالات التي تتابع عنده، ولم يعطني الفرصة وأنا الطفلة الصغيرة لأبوح بمخاوفي، وأنني تؤلمني نظرات من حولي أو تلك الكلمات البشعة التي أسمعها في الشارع وفي المدرسة وفي أي مكان ممن يعرفني أو لا يعرفني، أو عندما أتشاجر مع أحد إخوتي فينعتني بصفة لا أعلم كيف وصل بي الحال إليها.

المهم فشلت تلك التجربة نتيجة تكاسلي عن الاستمرار في الذهاب إلى الدكتور في الأوقات المحددة، وبدأت تجربة أخرى بعد أقل من شهر مع الإبر الصينية، فلم أجد لها أي تأثير مقنع؛ فأنا فعلا لا أشعر بفرق بعد وضعها أو قبله وإن كان ما يجدي هو تلك الطبيبة لاذعة اللسان التي تزنني كل أسبوع، وأنا لا أحب أن تسمعني من كلامها ما يضايقني؛ فكنت أتبع النظام الغذائي مع مشي 4 ساعات يوميا: 2 في الصباح و2 مساء، ولكني لم أصمد طويلا.

ولا أعرف ما الذي حدث بعدها، ولا أذكر إلا وأنا في الصف الثالث الإعدادي وكنت أزن 137 كجم؛ فقد تزايد قلق والدتي ووالدي، وبدآ يزوران عيادات الأطباء من ورائي؛ لأني كنت أرفض الذهاب معهم لخجلي الشديد ويأسي من المحاولات المتتابعة التي ظللت أتابعها كل تلك السنين (أعشاب، ساونا.... إلخ). المهم عملت عدة فحوص وأشعات على الغدد وغيرها من الفحوص التي لم أكن أعلمها بحكم سني، وجاءت كلها إيجابية بأنني لا أعاني مرضا أو خللا أدى إلى تلك السمنة المفرطة.

ثم وصل بي المطاف إلى الوصول إلى طبيب مشهور لإجراء جراحة مساعدة (تدبيس المعدة)، وكنت أبلغ الـ 14 من عمري، وكنت في غاية الفزع ولكي أكون صريحة لم أكن أعلم أي شعور تجاه تلك الجراحة.. هل ستؤدي إلى نتيجة أم لا؟ كل ما جعلني أقبل القيام بها هو إرضاء أبي وأمي؛ لأني كنت أشفق عليهما من قلقهما وخوفهما علي، وقبل إجراء الجراحة طلب الدكتور الانفراد بي، وحدثني بطريقة لم أحدث بها من قبل.. سألني: لماذا تريدين أن تقللي من وزنك؟ فأجبت لأن شكلي "وحش"، فرد علي بحزم: إنه ليس سببا كافيا لأخاطر وأجري جراحة، وقال: إن الشكل نسبي، وإنه مهما كنت جميلة فقد أشعر أنني لست كذلك إلا إذا امتلكت ثقة في نفسي، وإن السبب الذي يستوجب تفكيري في إجراء الجراحة هو الخطر على صحتي، وقال لي: إن قلبي مسئول عن جسمين بدلا من جسم واحد، وظهري يتحمل وزن إنسانين بدل واحد، وكانت أول مرة أتناول فيها الناحية الصحية، المهم لم أشعر حينها بمعنى أو أهمية الكلام وأبديت اقتناعي؛ لأني كنت قد اتخذت القرار مسبقا.

وأجريت الجراحة وكم كانت مؤلمة تلك اللحظات بل السنة التي تليها، وكانت صحتي سيئة؛ لأني قمت بعمل عملية أخرى معها وهي عملية "الفتق السري"، وقمت بتركيب شبكة، وكان الجرح مع دوران بطني من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال؛ فكنت أولا لا أقوى على نصب ظهري إلى أن ساعدني الدكتور على ذلك وأُصبت ببرد وكم كانت الكحة تؤلمني، وفوق كل هدا الفزع الذي أصابني؛ فأنا أخاف أن ألمس بطني، حتى أنني إلى الآن (اعذرني في القول) لا أقوم عند الاستحمام إلا بغسلها بالماء ولا أجرؤ على لمسها بيدي.

الجانب المشرق هو أن العملية جاءت بنتائج عمري ما حلمت بها؛ لأول مرة أرى نفسي بملابس جاهزة، كانت حينها أجمل ملابس في نظري، وكنت ولأول مرة أرتدي ملابس جاهزة، ووصلت خلال سنة إلى 96كجم دون أي مجهود يذكر مني.

وتغيرت حينها وكنت في الصف الأول الثانوي؛ فبدأت أفكر كفتاة أصبحت أكثر حيوية، وأصبحت لي اهتمامات أخرى غير مذاكرتي فأصبحت أخرج مع صديقاتي وأذهب لزيارة أهلي و... مع مرور الوقت ثبت وزني على هذا الحد، وكانت الفكرة أنني كلما أكلت زيادة عن قدر معين أبدأ بتقيؤ ما بعده.

والآن وبعد فترة 8 سنوات لم أشعر خلالها يوما أني حرمت من الأكل حتى الحلويات، بدأ وزني في الزيادة مرة ثانية وذلك بعد فترة نفسية سيئة نتيجة وفاة خالتي العزيزة علي ميتة قاسية، وسفر أختي الوحيدة الأصغر مني للعمل وهي التي كانت صديقتي الوحيدة، فأصبت باكتئاب إن صح القول، فكنت آكل بشراهة غريبة؛ لدرجة أني كنت آكل إلى أن أتعب من الأكل، وبعد انتهاء الإجازة وجدتني ازددت 10 كجم في أقل من شهرين.

الآن أنا أحاول إنقاص وزني بشتى الطرق لكني لا أملك القوة على المواصلة، إن استمررت يومين أرجع أسوأ لمدة أسبوعين، وبدلا من أن ينقص وزني أجده يزداد بطريقة سريعة، وأجد أن مشكلتي ليست الجوع، وإنما التفكير في الأكل، وأنا لا أعلم كيف أكف عن التفكير فيه؛ فأنا مهما كنت مشغولة أجد نفسي أفكر فيه! ودوما أفكر ما الذي سآكله اللحظة القادمة؛ لدرجة أنني أحيانا أجد طعاما لا أشتهيه فأجد أنني أجبر نفسي على أكله.

إن منظوري اليوم للرجيم منظور جديد قد يكون أكثر وعيا وألما من السابق؛ فإن ظهري يؤلمني، وأنوي دوما أن أصلي كذا وكذا فلا أقوى، وإن قرأت القرآن فإني لا أقوى على التنفس بعد بضع آيات، ومع كل هذا ولأكون صادقة فإنني تعلقت تعلقا شديدا واسمح لي أن أقول إني أحببت إنسانا، ووالله ليس حبا مراهقا وإنما توسمت فيه أخلاقا رائعة وتدينا...

وللأسف هو يراني إنسانة ذات خلق متدين وطيبة وشخصية عقلانية وناجحة، ولكن لا يمكن أن يتخيلني كزوجة وأنا أعذره؛ فكيف لي أن أعف شابا في مثل سنه، وأنا التي لا أظهر أصلا كأنثى؟! وطبعا فإن المشكلة هي معه أو مع غيره، وأنا الآن في حالة سيئة يائسة، ولا أجد عزيمة لعمل أي شيء.
آسفة للتطويل، وأرجو المساعدة.

1/1/2007

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة
، أهلا وسهلا بك وشكرا.. أولا على ثقتك فينا..
وثانيا على إفادتك التي تلقي وحدها (دون أدنى تعليق) بالضوء على مناطق محورية من حياة أفراد وأسر في مجتمعاتنا يتعرضون فيها لمن يلعب بعقولهم، تارة بالعلم الحديث (وأقصد علم التجارة لا علم الطب)، وتارة بالمحاولات الطبية غير المبرهنة بما فيه الكفاية، وتارة بمحاولات الطب البديل، وهم وسط هذا وذاك محاصرون بنظرة اجتماعية متحاملة وظالمة، وآلة إعلامية ضخمة قامت وما تزال تقوم في ظل ثقافة الصورة على تحويل البدانة من
رمز للجمال إلى رمز للقبح، ومن رمز للصحة إلى رمز للضعف والوهن والقابلية للأمراض، وذلك بالرغم من أنه لم يثبت بالدليل العلمي المكتمل الشروط حتى اليوم أن البدانة ترمز دائما إلى القبح، ولا أنها تؤثر بالقطع سلبا على الصحة.

بالرغم من كل ذلك؛ فإن حالة السرعة التي تسير بها حياة المجتمعات في الغرب، وحالة الهزيمة والهرولة النفسية وفقدان الهوية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية الإسلامية.. هاتان الحالتان منعتا كثيرين من أصحاب العقول في كل العالم تقريبا من مراجعة المفاهيم والتدقيق فيها؛ فلم يقف أحد ليراجع لا في الغرب ولا في الشرق (اللهم إلا قريبا جدا) أو لينظر أو ليقارن أو يتحقق من صدق المقولات، أو ليقنن ما يحمي الناس منها، وهكذا مضى موكب تجارة عصرية جديدة اسمها
صناعة التنحيف Dieting Industry، تقوم على فكرة سأعرضها باختصار شديد؛ هي: "أن أجسادنا -التي كانت لها صور مفروضة علينا- يمكن أن تكون بفضل العلم لها صور كتلك الأجساد التي في الصورة، وأن كل المطلوب منا هو قوة الإرادة وبعض التريض"، إلا أن أجسادنا ما تزال تثبت العكس، بما يشير إلى وجود ما يسمى بالنقطة المحددة Set Point بيولوجيا لكل جسد، عندها تعمل أجهزته الحيوية في أفضل صورها، وأن ابتعاده عن تلك النقطة يعني أن الجسم سيظل في حالة عدم اتزان دائمة واقتتال مستمر للعودة إليها، أما كيف يكون ذلك؟ فلا أحد يدري.

يبدو أن العلم الحديث ادعى لنفسه ما لم يقدر عليه بعد؛ فرغم أن آليات التحكم في الجوع والشهية وأسباب البدانة وتأرجح الوزن، وأسباب فشل كل أنواع الحميات ولو بعد حين.. رغم أن أسباب كل هذا -أي أسباب عدم قدرتنا على تطويع أجسادنا لإرادتنا- غير معروفة بشكل علمي كامل أو أكيد؛ فليس أكثر من نظريات تجري التجارب لإثباتها ما تزال، ورغم تزايد حالات
اضطرابات الأكل النفسية Eating Disorders أو اضطرابات الحمية Dieting Disorders -كما أصبح كثيرون يطلقون عليها- فهي أعداد في تزايد مرعب في الغرب وفي الشرق (وما زال الإسلام يحمي كثيرين منا لكنها موجودة عندنا وتزداد كلما قلت السن، ولو بصور غير مكتملة تماما)، ورغم أن مثل هذه الادعاءات، وإن كانت من منظور العلم والتجربة المتحررة من الضوابط الأخلاقية مقبولة على أساس العلم للعلم، إلا أنها لا يمكن أن تكون مقبولة من منظور أن العلم إنما يكون لخدمة الإنسان، لا لاتخاذه فأر تجارب كبيرا من أجل العلم.

رغم ورغم... ورغم.. فإن ما حدث لأعداد هائلة من البشر على مستوى العالم هو على ما تلقين عليه الضوء أنت من خلال إفادتك تلك، ولذلك أشكرك على هذه الإفادة التي تضطرني لكي لا أثقل على صفحتنا
استشارات مجانين، في نفس الوقت الذي لا أستطيع فيه أن أغفل الإشارة إلى كل موجة من أمواج الخضم الهائل الذي تستدعيه إفادتك في ذهني، تضطرني إفادتك في هذه الملابسات إلى أن أجيب عليك في نقاط مختصرة، موضحا ما تثيره وتفجره إفادتك لأول مرة على الصفحة، مع إحالتك إلى مشكلات سابقة ناقشنا فيها ما فجره آخرون من قبل.

النقطة الأولى:
إذا حسبنا منسب كتلة جسدك بتطبيق معادلة:
منسب كتلة الجسد = الوزن بالكيلوجرام ÷ الطول بالمتر المربع..
فإننا سنجد منسب كتلة جسدك = 125÷ 2.856 = 43.76 كجم/ متر مربع.

إذن فهي بدانة مفرطة؛ لأن منسب كتلة الجسد إذا زاد عن 30 تعد البدانة مفرطة، والبدانة المفرطة من الممكن فعلا أن تشكل خطرا على الصحة الجسدية لصاحبها، لكنها لن تكون وحدها هي السبب؛ فلا بد من تضافر عدة عوامل منها الوراثي ومنها الجسدي ومنها الاجتماعي ومنها النمط حياتي وغيرها، لكي يمرض القلب أو يرتفع الضغط، أو يصاب الإنسان بالسكري أو بأي من الأمراض المرتبطة طبيا بالبدانة.

وهنا أشير إلى أن الجراح الذي أجرى لك جراحة تصغير المعدة إنما كان يبرر لنفسه ما سيفعل، ويهمس في أذنك بأنه يجب عدم الربط بين عدم الرضا عن جسدك وصورة ذلك الجسد، وأن حكاية أن قلبك يعمل أكثر من طاقته لم تكن أكثر من عامل خطورة قد يصدق وقد لا يصدق، لكن تنبيهه لك بخطورة الأمر على صحتك وأن هذا هو الهدف الأصح لأن يفعل معك ما تقول له معلوماته الطبية وقتها إنه هو الحل الأمثل بعد فشل الحميات المتكرر، خاصة أن منسب كتلة جسدك وقتها كان مرعبا؛ فهو على الأقل (47.97 كجم/ مترا مربعا) إن كان طولك وقتها هو نفس الطول الحالي، أو فقد كان المنسب أكبر، أقصد أن الجراحة كانت مبررة حسب المعطيات العلمية المقدمة للجراح لتبرير إجراء جراحة تدبيس المعدة، واقرئي ثلاث مقالات في موضوع جراحات التنحيف آخرها :
جراحات التنحيف فقه المشهد 

وأما النقطة الثانية :
فإن معاناتك كطفلة وهي ثمن للبدانة منذ الصغر يدفعه كثيرون على مستوى العالم، ولعل ذكرياتك لما حدث فيه هي من أهم مسببات عدم رضاك عن نفسك على المستوى المعرفي وعلى المستوى النفسي الواعي واللاواعي، وهكذا كانت نظرات الناس وتعليقاتهم جلادك الذي لا يرحم طوال سنوات الطفولة والمراهقة، لكنك لم تكوني مستسلمة، وكنت تعيشين في حمية منحفة دائمة، وستجدين كثيرا من الكلام حول هذه النقطة في مقالَيْ:
البدانة في الأطفال والمراهقين
الحمية المنحفة في الأطفال والمراهقين

ولعل الأمر ازداد عند اقتراب المراهقة؛ نظرا لما تمثله من فترة كرب نفسي يتمحور جزء كبير منه حول الاهتمام بـ"كيف يبدو الجسد؟"، وكنت قد بدأت الحميات عندما كان منسب كتلة جسدك 36.7 كجم/متر مربع، لكن -كما سيتضح- أصبحنا بعد الحميات المتكررة، وربما رغم استمرارها وصلت إلى منسب كتلة جسد مرعب = فهو على الأقل (47.97 كجم/ متر مربع) إن كان طولك وقتها هو نفس الطول الحالي، أو فقد كان المنسب أكبر! رغم ذلك فلم تكوني أنت الفاشلة، وإنما الفاشل كان مبدأ الحمية المنحفة أصلا كما يمكنك أن تعرفي من قراءة ردود سابقة لنا تحت العناوين التالية:
د.وائل: الرجيم فاشل ومفيش فايدة هتتخنوا
البدانة ليست ذنبا
البدانة ليست ذنبا لكن الرجيم ذنب مشاركة 
الرجيم أكذوبة والتثبيت أسطورة!
أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا
كذبٌ واكتئابٌ داخلي: في عبادة الصورة

النقطة الثالثة:
بدأ اهتمام أهلك بمحاولة مواجهة المشكلة عندما أصبحت في الصف الثالث الإعدادي وتزنين 137 كجم، وكنت أنت قد يئست من تأرجح الوزن مع الحمية الدائمة من حمية منحفة إلى حمية منحفة بشرطة!

وبدأت الفحوص ولم يوجد سبب طبي لحالة البدانة التي تعيشينها، أجريت لك الجراحة وكنت ممن عانوا كثيرا، وشوهوا أجسادهم؛ لأنها لا تسمع الكلام، إلى أن صدقت معك مقولة:
إن الرجيم المتكرر هو أقصر الطرق للبدانة المفرطة، حتى إن أثر الحميات المتكررة ونوبات الدقر التي كانت تصيبك أثناء الحمية -وإن لم توضحي حدوثها في ذلك الوقت في إفادتك- كانت سببا في إضعاف جدار البطن لديك وإصابتك بالفتق السري، لكنك في نفس الوقت أصبحت بعد تدبيس المعدة واحدة ممن فرحوا بأجسادهم بعد إجبارها على الالتزام نسبيا بالمعايير، وأصبح منسب كتلة جسدك = 33.7 كجم/ متر مربع، وكدت أن تطيري من الفرحة رغم علامة الجراحة والشبكة المزروعة في بطنك لتدعيم جدار البطن، وارتديت الملابس الجاهزة لأول مرة في حياتك، وانطلقت في الحياة بشكل يناسب من هي في مثل عمرك.

إلا أن عبارة تصفين فيها طريقة أكلك بعد الجراحة تقولين فيها:
"ومع مرور الوقت ثبت وزني على هذا الحد، وكانت الفكرة أنني كلما أكلت زيادة عن قدر معين أبدأ بتقيؤ ما بعده"، ماذا تقصدين بقولك كانت الفكرة أنني كلما أكلت زيادة عن قدر معين أبدأ بتقيؤ ما بعده؟ هل كنت تتعمدين التقيؤ أم كان يحدث رغما عنك؛ لأن حجم معدتك أصغر من أن يستوعب ما أكلت؟ أي لأن المعدة كانت ما تزال تعاني من آثار التدبيس! وتحاول استعادة توازنها!

وأما النقطة الرابعة:
فهي أنك بعد 8 سنوات بدأ جسدك ينفض غبار الهزيمة عن نفسه، واتسعت المعدة مرة أخرى، وتربطين أنت ربطا يعكس الرابطة الحقيقية بين الاكتئاب والشهية للطعام حين تقولين في إفادتك: "والآن وبعد فترة 8 سنوات لم أشعر خلالها يوما أني حرمت من الأكل حتى الحلويات، بدأ وزني في الزيادة مرة ثانية، وذلك بعد فترة نفسية سيئة نتيجة وفاة خالتي العزيزة عليَّ ميتة قاسية وسفر أختي الوحيدة الأصغر مني للعمل وهي التي كانت صديقتي الوحيدة؛ فأصبت باكتئاب إن صح القول، فكنت آكل بشراهة غريبة لدرجة أني كنت آكل إلى أن أتعب من الأكل"، وهذا ما ستجدين شرحا تفصيليا له مع شرح لنوبات الدقر (الأكل الشره) في الروابط التالية:
اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)
اضطراب نوبات الدقر مشاركة
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)

تقولين بعد ذلك:
"الآن أنا أحاول إنقاص وزني بشتى الطرق، لكني لا أملك القوة على المواصلة، إن استمررت يومين أرجع أسوأ لمدة أسبوعين، وبدلا من أن ينقص وزني أجده يزداد وبطريقة سريعة"، وستجدين ردًّا مفصلا لتفسير ذلك في الردود التالية على صفحة استشارات مجانين:
"الإنجاز يعين على الإنجاز" متابعة تأرجح الوزن
وأيضا فتح حوار نفسي مع ذات السؤالين، والتي بينا فيها كيف أن الفشل لا علاقة له بإرادتك بقدر ما هو متعلق بفشل الأساليب المتبعة في صناعة التنحيف، أيا كانت في فهمها لحقيقة الجسد وكيف يجب التعامل معه.

ثم تقولين بعد ذلك:
"وأجد أن مشكلتي ليست الجوع وإنما التفكير في الأكل، وأنا لا أعلم كيف أكف عن التفكير فيه؛ فأنا مهما كنت مشغولة أجد نفسي أفكر فيه! ودوما أفكر ما الذي سآكله اللحظة القادمة؛ لدرجة أنني أحيانا أجد طعاما لا أشتهيه فأجد أنني أجبر نفسي على أكله"، وهو ما يشير إلى أن انشغالك الدائم بالأكل والاندفاع تجاهه والشعور بعدم القدرة على التحكم في الشهية أو في سلوك الأكل بصفة عامة يجعلنا نراك وكأنك تتكلمين عن الأكل؛ باعتباره فعلا قهريا تجدين نفسك مجبرة عليه؛ أي أنك تتحدثين عما يشبه
اضطراب القشم القهري Compulsive Overeating، وإن كان هذا التشخيص لا يمكن أن ينطبق عليك وأنت ما زلت تحاولين إنقاص وزنك، ولكنك في نفس الوقت لم تذكري لنا السلوكيات المعدلة التي تمارسينها لمنع وزنك من الزيادة؛ فقد يكون تشخيص حالتك غير ذلك، والفصل في أمر التشخيص لا يجوز إلا لطبيب نفسي يراك ويسمعك ويتفاعل معك، وهذا غير ممكن من خلال الإنترنت.

وأما قولك:
"إن منظوري اليوم للرجيم منظور جديد قد يكون أكثر وعيا وألما من السابق فإن ظهري يؤلمني، وأنوي دوما أن أصلي كذا وكذا فلا أقوى، وإن قرأت القرآن فإني لا أقوى على التنفس بعد بضع آيات"، فإن هذا القول كاد أن يعطينا الأمل في أن اتباعك لبرنامجنا المقترح
جدد علاقتك بأكلك وجسدك بجزئيه سيمثل الجزء الأكبر من حل المشكلة إن شاء الله، وكنا سندعوك للبدء به حالا لولا أن سطورك التالية بينت أولا وجود كرب حياتي Life Stressor تمرين به إضافة إلى اكتئاب جسيم Major Depression أيضا وهو ما يظهر من قولك:

"ومع كل هذا ولأكون صادقة فإنني تعلقت تعلقا شديدا، واسمح لي أن أقول إني أحببت إنسانا ووالله ليس حبا مراهقا وإنما توسمت فيه أخلاقا رائعة وتدينا... وللأسف هو يراني إنسانة ذات خلق ومتدينة وطيبة وشخصية عقلانية وناجحة، ولكن لا يمكن أن يتخيلني كزوجة وأنا أعذره.. فكيف لي أن أعف شابا في مثل سنه وأنا التي لا أظهر أصلا كأنثى، وطبعا فإن المشكلة هي معه أو مع غيره وأنا الآن في حالة سيئة يائسة"، وهذا ما يجعلنا مضطرين إلى توجيهك أولا لعلاج الاكتئاب لدى طبيب نفسي متخصص، وثانيا
لبدء البرنامج المقترح، وأما فيما يتعلق بفقدانك الأمل في أن تكوني زوجة صالحة؛ فهذا جزء من الاكتئاب، ولعل قراءة "السيلوليت (تغمز الجلد): عبادة الصورة؟" تفيدك في هذا المضمار، ونحن على أي حال في انتظار موافاتنا بما وفقك الله إليه، فتابعينا بأخبارك 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي