إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أسير اليأس 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:  
عنوان المشكلة: عرض الأزياء و القلب الحجري متابعة 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 24/10/2003 
 
تفاصيل المشكلة


أنا صاحب مشكلة"
عرض الأزياء و القلب الحجري"، أود أولا أن أشكركم على اهتمامكم بمشكلتي، وعلى ردكم الرائع الذي أسهم بشكل كبير في إعادة شئ من الثقة إلى نفسي، ولا أخفيكم مدى سروري وأنا أرى خبراء مثلكم في هذا المجال يعطونني حلولا رائعة لمشكلة ضاقت بي الدنيا وأنا أبحث عن حل لها، وجدت أني كنت فعلا قاسيا في حكمي على نفسي، وأحمل قناعات مغلوطة تقيدني وتثقل تفكيري وتكئبني، وتجعلني أعيش في سجن لا تتجاوز مساحته المتر المربع الواحد!
 
لقد ضحكت من قلبي وأنا أقرأ الرد، شعرت وكأنني كنت أقف أمام مسألة رياضية طويلة، لأجد أن حلها لا يتجاوز السطر الواحد، كم كان الحل بسيطا ومريحا، ولكني كنت في حالة لا تسمح لي بالتفكير في مثل هذه الأمور، أشكركم من أعماق قلبي..
 
كما أود أن أضيف بعض النقاط:
أولا: بشأن النصائح التي وردت في ردكم، فلقد بدأت فعلا بالجري تقريبا كل يوما، كما أن مجرد قراءة النصائح أراحني كثيرا، وأعدكم بأن أحاول تطبيقها ما أمكن.
 
ثانيا: هل من الضروري تناول أدوية نفسية؟ أم من الممكن أن تتحسن حالتي بشكل كامل من خلال تغيير قناعاتي وطريقة تفكيري؟ بعبارة أخرى، ما هو التأثير المتوقع من الأدوية النفسية على حالة مثل حالتي؟
 
ثالثا: لا يوجد لدي أي أعراض جسدية، فأنا بطبيعة الأمر نحيف، وأنام عادة من 6 إلى 8 ساعات يوميا، ولكن في بعض الأحيان تصل ساعات النوم إلى 12 ساعة كما ذكرت، وعلى العكس قد لا أنام أحيانا ليومين متواصلين، لا شئ غير هذا.
 
رابعا: استغربت من اختياركم لعنوان الموضوع "عرض الأزياء والقلب الحجري"، لا بأس، ولكن هذه النقطة تحديدا كنت أود أن تناقش بشكل أوسع، ما الذي يدفع الفتاة إلى هذا التصرف؟
هل هو دافع الأنوثة والتجمل؟ أما هو دافع الجنس والإغراء؟ والغريب أن أغلب الفتيات يعتبرن كلمة "مرحبا" أو "صباح الخير" من طرف الشاب "رخص" ، لم أستطع حتى الآن أن أجد نطاقا للعلاقة بين الشاب والفتاة في الجامعة، هل هي علاقة "زمالة" أم "جنس" أم "عاطفة"، أم أنها قد تأخذ جميع هذه الأشكال أو أغلبها، وهل من الممكن أن تصل لحد الزواج، وأن ينجح هذا الزواج؟ أم أن فارق السن القليل يفشل الفكرة؟ كما أن الفتاة قد لا تكتفي بالعلاقة مع شاب واحد، وفي المقابل قد لا يكتفي الشاب بالعلاقة مع فتاة واحدة، أسئلة وأمور كثيرة تقيدني.
 
عندما أرى فتاة تعجبني، أشعر بقلبي يميل إليها، أتمنى أن أحضنها، أقبلها، أتمنى أن أضع قلبي بين يديها، مع أني لا أفكر بالجنس كثيرا بقدر ما أفكر بالعاطفة ولكنني دائما أصطدم بالواقع "الحب يجب أن يصل إلى الزواج، لأن الحب علاقة مستمرة مدى الحياة، لا تستمر إلا بالزواج".

ماذا عن فرق السن؟ فتاة في التاسعة عشر قد تكون أما لثلاثة أطفال، أما شاب في التاسعة عشر فهو لا يزال في مرحلة بناء الذات، "هل ستقبل هي بهذه الفكرة أصلا؟"، "هل ستبادلني نفس المشاعر؟"، "ماذا عن الأعراف والتقاليد؟"، وأنا ولله الحمد على قدر من الجمال، وعاطفي، مع أني في الغالب لا أرجح عاطفتي على عقلي، ولكني أشعر وكأنه قد حكم علي بأن لا حب ولا زواج قبل أن تتخرج وتعمل وتبني نفسك، عندها ربما أكون قد فقدت كل عواطفي و مشاعري.

أحتاج للحب  تحديدا في هذه الفترة وأنا بعيد عن أهلي، أحتاج لتلك الفتاة التي تملأ علي حياتي، وتواسيني في غربتي، وتبادلني الحب والحنان، ولكن يبدو انه من المستحيل أن أجد حبا يخضع لتلك التساؤلات التي أفكر بها دائما.
 
أفشل كلما حاولت أن أبعد الفكرة عن رأسي، ولكني أشعر بضرورة إبعادها عن رأسي ما أمكن لأنها لن تزيدني إلا حسرة على عواطفي التي ستبرد شيئا فشيئا حتى أتخرج وأعمل لأبني نفسي، حتى وإن عرضت علي فتاة في يوم من الأيام فكرة الحب فسيظل جوابي معلقا بتلك التساؤلات، لا يحتمل عقلي فكرة أن أخدع إحداهن في يوم من الأيام، أو أن أجعلها تعيش على أمل تبدو نهايته ضبابية، ولست على استعداد لأن أعيش قصص حب فاشلة تترك جراحا أضيفها إلى مجلد جراحاتي.

لم أفاتح أهلي بالموضوع، فأنا اعرف الجواب مسبقا "تخرج، واشتغل، وسنبحث لك عن عروس تناسبك" تماما كما يحدث مع ملايين الشباب، أنا لا ألومهم في هذا، فهو الوضع الطبيعي، ولكن ما بوسعي إن افعل إن كنت احتاج للحب في هذه الفترة تحديدا، هذا ما لا أستطيع إيصاله لهم.
 
أرجو منكم المساعدة، و بالمناسبة، فقد أعجبتني أبيات شاعر البؤس عبد الرحمن الديب!
 
17/10/2003
 

 
 
التعليق على المشكلة  


أسعدتني رسالتك كثيرا والتمست فيها تحسنا ملحوظا فالفارق بينها وبين الرسالة السابقة واضحٌ تماما وملموس، ولقد استطعت أن تقف على حالتك وقوفا صحيحا، وأولى خطوات العلاج النفسي هي دراية المريض بأبعاد مشكلته وهذا هو ما حدث معك فأنت الآن على بداية الطريق وإن شاء الله تنهيه بنجاح.
 
بالنسبة لسؤالك عن هل من الضروري تناول أدوية وما هو التأثير المتوقع من تناول الأدوية النفسية؟
فإن هذا السؤال يكشف عما بصدرك ومثلك مثل كثير من الناس ممن يعتقدون أن تناول الأدوية النفسية يشبه تناول المخدر!، ولما يشيع بين الناس من أنها تسبب الإدمان وأنها تؤخذ كأحد أنواع المخدرات وأيضا لما هو شائع من أن المدمنين يتناولون الأدوية النفسية! بعض مما سبق صحيح، ولكن ليس فيما يتعلق بأدوية علاج الاكتئاب، ومعك حق في مخاوفك إن كانت لديك مخاوف، ولكن أحب أن أوضح لك نقطة هامة وهى أن تناول الأدوية النفسية مثلها مثل الأدوية الأخرى يجب أن يكونَ بحدود وبإشراف الطبيب وبجرعات محددة، وإن كنت تتوقع أن نصف لك عقارا فلا أعتقد ذلك، لأننا لا نستطيع وصف دواء من خلال الإنترنت، لتحضره أنت من الصيدلي مثلا ً!

إن الأمور لا تستقيم هكذا فعندما مثلا تصاب بمغص يصاحبه قيء وإسهال ربما تعتقد أنه بردٌ أو أنه تعب بسيط في المعدة وتأخذ دواءً يعالج الأعراض من الصيدلي فإن من الممكن جدا ألا يأتي بنتيجة ومن الممكن أن تكونَ العواقب سيئة، لكنك إذا ذهبت للطبيب فإنه قد يشخص سبب المغص على أنه التهاب في الزائدة وتجرى لك الجراحة اللازمة، أو يبدأ في إعطائك الدواء الصحيح للحالة إن كانت تحتاج علاجًا طبيا، فهو أي الطبيب أدرى بحالتك هذا مثال بسيط أردت أن أوضح لك منه أن وصف الأدوية يجب أن يتم تحت رعاية الطبيب المختص بعد أن يشخص حالتك من خلال الكشف الطبي المعتاد أي في تفاعل واقعي ووجها لوجه، وليس من خلال الإنترنت وإن كنت أعتقد أن حالتك سوف تتحسن بدون الأدوية إن شاء الله وسوف نجرب ونرى هل من تقدم أم لا فإن كانت الإجابة لا فاذهب لطبيب نفسي متخصص.
 
كما أنصحك بقراءة عدة مقالات على موقعنا مجانين ضمن باب
الطب النفسي شبهات وردود تحت العناوين التالية:
الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات / الأمراض النفسية لا شفاء منها  /  العلاج النفسي مجرد جلسات كلام
.
 
أما بالنسبة للكم الهائل من الأسئلة عن الفتيات فلا أدري لماذا يستهويك هذا العالم بهذا الشكل وتصب عليه كل اهتمامك هكذا كنت أتمنى لو كنت ذكرت لنا أين تعيش وأين جامعتك تلك، فذلك كان سيساعدنا كثيرا للإجابة على سؤالك عن مدى العلاقة بين الولد والفتاه فهذه العلاقة تأخذ أشكالا كثيرة ومتعددة منها على سيبل المثال: الزمالة، الجيرة، القرابة، التعارف، الحب، الزواج إلخ...

فكل المسميات السابقة لأنواع من العلاقات الاجتماعية يكون طرفاها رجل وامرأة أو ولد وبنت ولكنها تتحدد بالقانون الاجتماعي وما يفرضه علينا المجتمع وبالطبع فإن أشكال وأنواع مثل هذه العلاقات بين البنت والولد تختلف باختلاف المجتمعات وأنا لا اعلم حقيقةً ولا أستطيع أن أتصور من كلامك شكل الجامعة التي أنت بها!

فحسبما كنت في الجامعة فإن التفاعل بين الأولاد والبنات يكاد يكون تقريبا هو الصورة العامة والسائدة للجامعة فهذه مجموعة من الأولاد والبنات يتضاحكون، ويجلسون سويا في مدرج المحاضرات أو في حديقة الجامعة، وهذه مجموعةٌ أخرى تشترك في إعداد بحث علمي أو تجربة معملية ولا أعتقد أن هناك من دخل الجامعة ولم يتفاعل مع الجنس الآخر فهي مليئة بكل الأشكال والأنواع من البشر هناك الملتزم أو الملتزمة وهناك المنطوي أو المنطوية وبها المتبرجة والمحجبة............الخ
 
ولكن الواضح من كلامك هو أنك تنظر لفئة معينة من الفتيات اللاتي يتفنن في زينتهن وأنا أعرفُ جيدا هذه الفئة التي تنظر إليها وسوف أطلعك على بعض أسرار عالم النساء، فمثل هؤلاء الفتيات غالبا ما يستمتعن بعقول فارغة يملئنها بمساحيق التجميل والزينة المبالغ فيها، وكل همهن لفت الأنظار وجذب الانتباه وجذب أكبر عدد ممكن من الشباب حولهن، مثل هؤلاء الفتيات لا تنتظر منهن حبا أو إخلاصا، لأنهن لا يعبئن كثيرا بذلك بقدر ما يعبئن بملابسهن وبعدد الشباب المعجب، وأنت تقول أن أي كلمة من الشاب للفتاة هي بمثابة "رخص" فأنا حقيقة لم أستطع أن أتوصل لمقصدك هل تقصد أنها رخصة لبداية علاقة؟ أم تقصدُ أنها لا تعيرك انتباها لأنك رخصت نفسك؟؟ إن كان ذلك قصدك فهل تتوقع من فتاة لا تعرفك تقول لها كيف حالك أن ترد عليك؟

لا تتعب نفسك مع النساء وتجهد نفسك لمعرفة أسرار عالم النساء فلن تكتشفها أبدا وصدقني نحن لا نذهب للحب ولا نختاره بل هو الذي يختارنا ويأتي إلينا وربما يكون ينتظرك في مكان غريب وفي أوقات لا تخطر لك على بال! ولكنه سوف يأتي إليك، فلا تبحث عنه أنت ودعه يفاجئك فإذا بحثت عنه فإنه لا يسمى حبا بقدر ما يسمى احتياجا، وكنت أنت أبلغ من وصف حالة الاحتياج هذه عندما قلت أنك تريد من يسمعك ويحنو عليك حتى تتحسن حالتك والتي سرعان ما ستتحسن إن شاء الله، وستشعر بأنك أفضل وينتهي احتياجك، وينتهي حبك أو ما قد تسميه حبا ولكن هذا ليس هو الحب انتظر ولا تتعجل أمور الحب والزواج واترك الأمور تسير وحدها كما تريد هي لا كما تريد أنت.

وأقتبس هنا عبارةً من
الدكتور وائل أبو هندي فهو دائما ما يقول أن منطق الحب يختلف عن منطق الزواج نعم هو كذلك فالحب شئ والزواج شئ آخر فربما تحب ولكنك لا تستطيع أن تتزوج من تحب أو ربما تتزوجه فلا تستقيم بينكما الحياة وتفاجأ به شخصا آخر غير من أحببت وتبدأ خلافات ليس لها نهاية أو ربما تتزوج بدون حب وبعد ذلك يصبح شريك الحياة هو الحبيب والصديق لا شئ قبله ولا شئ بعده فالزواج يحكمه العقل والحكمة، أما الحب فغالبا ما يفتقر للحكمة فلا تشغل بالك واهتم بنفسك أولا، وأتمنى أن أكون قد وفقت إلى مساعدتك ولو بعض الشيء بإجابتي ولا تنسى أن تطلعنا على حالتك وأخبارك.
 
* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي: الأخ السائل العزيز أهلا بك وليست لدي إضافة سوى أن أعدك بمشاركة من أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله، في الجزئية الخاصة بعرض الأزياء، إلا أنني أحيلك إلى مقالٍ عن الحب منشورٍ على موقعنا تحت عنوان: الحب في الجامعة بينَ الحلم و الواقع وأهلا وسهلا بك فتابعنا بأخبارك، وشاركنا بآرائك.

 
   
المستشار: أ.إيناس مشعل