إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   التائهة 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: على شفا الخيانة: قلبها مهلهل وزوجها بعيد 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: بوادر خيانة زوجية Marital Infidelity 
تاريخ النشر: 21/06/2007 
 
تفاصيل المشكلة


أرجو أن يسع صدركم الرحب لمشكلتي وأن تسرعوا بالرد علي فأنا بحاجة شديدة لمساعدتكم وأود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع وأدعو لكم أن تستمروا في نجاحكم هذا، فأنا امرأة من العمر 23 سنة نشأت في أسرة ميسورة الحال تتكون من أب عصبي المزاج وأم عندية وأخ يصغرني بعشرة سنوات كأن أبي مشغول في أعماله والأم منهمكة في الأعمال المنزلية وخلافتها مع أبي الدائمة التي كنت أشاهدها من خلف باب حجرتي الصغيرة وكانت تتفاقم خلافتهما إلى أن تنتهي بضرب وصراخ وتأخذني أمي أنا وأخي ونذهب إلى بيت الجدة، حتى يتفاوض خالي مع أبي حتى يأتي ليصالح أمي ويأخذها للمنزل, فلم أجد الحب في هذه الأسرة لا أحد يهتم لأمري وكأن أبي دائما يقسو علي ودائما كنت أخاف منه كثيرا, وكنت دائما أتكشف علاقته السرية مع النساء الأخريات وأبكي في ركن حجرتي وأدعو الله أن يتركهن ويرجع لأمي ويحبها وتتحسن بينهما العلاقة.

ومرت السنين على هذا الحال في هذا المنزل, ودائما في حجرتي كنت أحلم بفارس أحلامي الذي يأخذني على حصأنه الأبيض وينقذني من هذا البيت ويحبني ويعوضني عن كل معأناتي ويكون لي الحبيب والصديق الحنون والأب الذي أفتقده يسمع إلي ويضمني لصدره ويمسح دموعي ومرت الأعوام وظل الحلم يكبر معي إلى أن بلغت عامي الأول في الجامعة وإذا أبي يأتي إلي ليخبرني أني كبرت وأصبحت عروس ولابد أن يفرح بي وأنه وجد لي عريس "لقطة" احمر وجهي خجلا وسألته من يكون يا ترى قال لي أنه ابن عمتك هو الذي سأطمئن عليلي معه وسوف أتكفل أنا بكل مصاريف الزواج ولا تقلقي يا ابنتي, لم أفكر في الموضوع بل وافقت سريعا وأنه سيأخذني خارج هذا المنزل ولأني أيضا كنت صغيرة في العمر وقليلة الخبرة ولم أجد من ينصحني ويرشدني للتفكير الصحيح في قرار الزواج.

وتمت حفلة الخطوبة في نطاق عائلي ثم تم كتب الكتاب بعد الخطبة بشهر وسوف ينتظرني بعد تخرجي لكي يتم الزواج, كنت سعيدة في بادئ الأمر وكنت شديدة الرومانسية وهو كأن هادئ بطبعه يلزم الصمت في معظم المواقف وبدأت أتكتشف فيه بعض العيوب وإذا بي أفاجئ أنه غير مطابق تماما لفارس أحلامي بل لا يوجد وجه شبه من قريب ولا من بعيد وخفت من أن تتكرر مأساة أبي مع أمي،

ولكن يا سيدي لقد كتب الكتاب ولا يوجد في يدي شيء فقررت أن أرضى بقدري وأحاول أن أغير من طباعه بالحب والحنان ولكن يوما بعد يوما تزداد سلبيته وضعفه فلم أجد فيه الرجولة التي تبحث عنها الزوجة في شريك حياتها الذي يتحمل مسؤولية زوجته وتترك حمولها على كتفه, لم أجد فيه الحبيب المحب لحبيبته الذي يقول لها الكلام المعسول وتجمعهما المشاعر الدافئة, لم أجد فيه الصديق الودود الذي يستمع لك عندما تضيق بك الدنيا وتشكو له ويخفف عنك, لم أجد فيه عوض الأيام, لم أجد فيه غير أنه طيب..........................

ومرت الأيام والشهور وأحاول تغييره بكل الطرق الممكنة التي تتخيلها والتي لم تتخيلها ولكن دون جدوى الصمت الدائم "والطنااااااااش" لا يهتم لكلامي معه ولا يهتم لصراخي ودموعي ورجائي له لأن يتغير ويحبني ويعوضني واستهزائه بمشاعري إلى أن وصلت أني في مرة تكلمت معه وقلت له أترضى أن أجد في غيرك كل الذي أتمناه وأحبه؟ ولم أجد إجابة إلا بالصمت ظللت أبكي وحدي في نفس الغرفة وأنا أدعو الله أن يخفف عني وأن يهديه ويصلح ما بيننا, وظللت على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات دون أي تقدم.

ثم ذهب في مأمورية عمل للسفر خارج مصر في إحدى البلاد الأجنبية وكاد الاتصال بيننا ينقطع وكنت أبكي وحدي في غضون الليل أنتظره وأنتظر منه مكالمة هاتفية أو أي شيء يدل على أنه يتذكرني فكأنت تمر أسابيع دون أن يعرف عني شيء مع أنه من الممكن سهولة الاتصال بي جدا عن طريق الهاتف أو الانترنت ولكن لا أجد منه غير الإهمال والاستهزاء بمشاعري وفكرت جديا في الانفصال عنه ولكني لا أجرؤ أن أفاتح أبي في هذا الموضوع وخفت أن أمضي بهذا الحال الباقي من العمر وأفكر وأفكر كيف أتخلص من هذا الزواج.

وفي هذه الفترة تعرفت على شاب اعتبرته كصديق قصصت عليه حكايتي وطلبت منه أن يرشدني ماذا أفعل لكي أخلص من هذه الأغلال التي تقيدني, في بادئ الأمر نصحني بأن أستمر معه ومحاولة تغييره وحاولت سماع كلامه ولكن دون جدوى, وبدأت أشعر بإحساس لأول مرة يطرق باب قلبي من ناحية هذا الشاب وإعجابي به وبشهادة كل من حوله بحسن أخلاقه وخفة ظله وإذا بي أجد فيه كل مواصفات فارسي الذي كنت أبحث عنه وأكثر بكثير مما كنت أحلم به وتحركت بداخلي كل المشاعر القديمة والأحلام وطار قلبي بجناحيه وذهب إليه ثم لاحظت اهتمامه بي وخوفه الشديد علي وبعض الغيرة علي وأحسست أنه يبادلني بنفس الإحساس.

ولكن كل منا يحاول يداري حبه عن الآخر وذلك لارتباطي المقيد, وتشجعت وكلمت خطيبي أو زوجي بحكم كتب الكتاب بعد مشاجرات عنيفة وأخبرته أنه يظلمني معه ولابد أن ننفصل وأني لا أطيق أن أعيش معه وأن كل المحاولات معه فشلت وطبعا مثل كل مرة قابل كلامي بالصمت التام, وظللت أنتظر رده على طلبي دون أن يعرف أحد ولكن يا سيدي أحلف لك أن الشخص الآخر ليس له طرف من بعيد أو من قريب في اتخاذي هذا القرار.

ومرت الأيام ولم أجد أي رد ثم اتصل بي الشخص الذي أحبه واعترف لي بحبه وأسرعت وجاوبته بأني أبادله نفس الشعور, وأخذنا الحب ورفرف قلبي في السماء ولأول مرة في حياتي أعرف ما هي السعادة وكأنت تدمع عيني من السعادة وأخشى أن تذهب بعيدا عني أحببته لدرجة الجنون وهو أيضا أحبني جدا, كل يوم يزيد ارتباطنا ولكن كأن أملي هذا مبني على الرد الذي سيأتي من خطيبي.

وكنت أعتقد أنه سيوافق على طلبي بسهولة وأني أعطيته هذه الفرصة, وكثير من الأيام كأن يكلمني حبيبي ويطلب مني قطع العلاقة التي بيننا إلى أن أستقر على حال لأن ضميره يعذبه ولكني كنت أصرخ أطالبه بعدم البعد عني لأني سأضيع من بعده فهو النور الذي جاء لي في وسط الظلام الذي كنت أعيش فيه وهو الأمل لي في هذه الحياة ومرت الأيام وظللنا نبني معا أحلامنا بعد الزواج وكيف ستسير حياتنا وكيف نفرش منزلنا وكيف وكيف.......... وعشت شهرا معه في الأحلام وقلبي يرفرف من السعادة وأحببت كل شيء في الحياة وأرى كل شيء جميل ورائع وزاد قربي من الله وظللت أدعي وأصلي كثيرا لأن يجمع الله بيننا, وبعد ذلك وصلني الرد...............؟ وهو قدوم خطيبي من مأمورية عمله واتفق مع أبي على موعد زواجنا وإذا أجد هرم الأحلام ينهار على راسي وظللت أصرخ وأبكي لأبي وأطلب منه عدم الزواج لا أحبه لا أستطيع العيش معه ستفشل حياتنا بعد الزواج.. لا يفهمني.. لا أفهمه.. طباعنا متناقضة.. وقابلني بالرفض والضرب والصراخ والحبس في غرفتي أصرخ في الليل الدامس وأنظر إلى السماء وأطلب من الله مساعدتي.

وذهبت إلى كل من أحسست يوما أنه كأن يكن لي حبا وأطلب منهم مساعدتي بأن يقنعوا أبي وأن يتراجع عن قراره ودموعي منهالة على وجهي أتمنى أن يساعدني أحد, ولم أجد غير إهانة من أقرب الناس لي وأني فتاة متمردة وطائشة وليس لي حق فيما أطلبه وأني هايفة لأني أبرر لهم الموضوع على أنه لا يوجد طباع مشتركة بيننا وهو لا يقدر مشاعري وأنه سلبي وضعيف ولا أحبه....... ومن وجهة نظرهم لا تنفصل المرأة عن زوجها إلا في حالات معينة مثل أنه يشرب الخمر ويعرف نساء أخريات أو بخيل ويضربني ضرب مبرحا ويهينني إهانة كبيرة وهكذا...

ولكن أيضا لو هذه الأشياء موجودة لم يجدوا الطلاق حلا وسيهينونني أيضا. ولم أقدر أن أبوح لأحد بالشخص الآخر الذي يوجد في حياتي وجدت هجوما شديدا يا سيدي لا أقدر أن أوصف كم الشتائم والإهانات والذل الذي تعرضت له, وتكلمت مع خطيبي وكأن أخر حل أمامي وأخبرته أن لا أحبه وأني أتمنى له حياة سعيدة مع فتاة أخرى... رفض وقال لي أنه يحبني ولا يقدر على الاستغناء عني لم أصدق أذني من هذا الذي يتكلم هل هو هذا الشخص المخطوبة له ولكن ماذا يفيد ذلك لقد فات وقته منذ زمن أخبرته أني لا أحبه وستتحول حياتنا بعد الزواج إلى جحيم.

ولكنه أخبرني أنه يقبل ذلك وحاولت أن أقنعه ولكن دون جدوى, دب اليأس في قلبي واستسلمت للعاصفة بعد إغلاق كل الأبواب في وجهي, وبدل أن أنفصل عن خطيبي انفصلت عن حبيبي وتم الزواج وكنت أشعر أنه يوجد بداخلي قطعة مهلهلة مذبوحة متفرقة تسمى قلب, جرحت قلبي وقلب حبيبي الذي أشفقت عليه جدا يوم زواجي وعلمت بعد ذلك بتدهور الحالة الصحية له وكنت أفكر كثيرا بالاطمئنان عليه ولكن كنت أتراجع في قراري عندما أتذكر أني متزوجة وكنت أحاول أن أراعي الله في كل تصرفاتي مع زوجي والرضا بالأمر الواقع ونسيان الحب الآخر بأي طريقة.

ومرت الأيام وأيضا لن يتغير زوجي ظل مهمل لي ولمشاعري والاستهزاء بها أحاول أن أحاوره في المشاكل الخاصة بي ولكن دون جدوى الصمت يا سيدي هو الذي كنت أجده فيه... وإحساس الوحدة كأن يزيد بداخلي أكثر يوم بعد يوم ولكني لن أستطيع أن أحبه ولا أستطيع أن أتخلى عن حبي لحبيبي ولكني احتفظت به بداخلي, وبدأت أشعر أن العمر سيجري من بين يدي وذات مرة اتصلت بحبيبي السابق للاطمئنان عليه فوجئت أنه في إحدى المستشفيات لإجراء عملية ووجدت كل ذرة في جسمي ترتجف ودموعي منهارة على وجهي وأجري كالمجنونة وذهبت مسرعة لأراه في المستشفى وإذا بي أنظر إلى وجهه البرئ وأمسكت بيده وبكيت كثيرا وإذا بعينيه تفتحت ونظر إلي مع ابتسامة صغيرة وقال لي وحشتني لا أقدر أن أوصف لك شعوري ظللت أبكي وأضحك في نفس الوقت وأحسست أن الشهور الطويلة التي فرقت بيننا ليس لها وجود وأني تركته البارحة ودقات قلبي تزداد ووجدت حرارة الحب تشتعل مرة أخرى, وظللت أتردد عليه في المستشفى حتى تم الشفاء وذلك من وراء زوجي.

ولأول مرة منذ شهور طويلة تطرق السعادة باب قلبي وإذا بهذا القلب المهلهل يتحول إلى زهرة جميلة تحب كل شيء في الحياة وظللنا على اتصال وكل منا قلبه متعلق بالآخر، ولكن وقفت مع نفسي وقفة وهي التي دفعتني بالكتابة إليكم أن ضميري يعذبني من ناحية زوجي لا أريد أن أكون تلك الزوجة الخائنة ولكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أمنع قلبي من الحب وأحلف لك يا سيدي أني حاولت مرارا وتكرارا ولكن لا أقدر أن أنساه وهو كذلك والآن لا أعرف ماذا أفعل.

فكرت أن أعترف لزوجي بالحقيقة كاملة ولكني أعطف عليه وأخاف أن أجرح شعوره وأخاف أنني بهذا أكون ظالمة وأخاف من عقاب الله وظللت فترة على هذا الحال تارة أكلم حبيبي ولكن في الهاتف فقط وتارة أخرى يعذبني ضميري وأبعد عنه ولكني أحسست بإحساس الخيانة المرير حتى أخبرت زوجي عما بداخلي من أحاسيس تجاه الشخص الآخر وأخبرته بأنني لا أريد خيانته أو ظلمه حتى ولو بمجرد التفكير في آخر و وإذا به تفاجأ ولكن رد فعله أنه سيفعل كل الذي يريحني وسيطلقني فرحت في بادئ الأمر وتقربت أكثر إلى الله وعزمت على صلاة الاستخارة يوميا لكي يعمل الله الخير لي وأني لا أدرك أين الخير والله علام الغيوب.

ومر أسبوع وأنا وزوجي شبه منفصلين يقيم كلا منا في حجرة منفصلة والكلام بيننا قليل وذلك كأن حسب اتفاقنا بأننا سنصلي صلاة استخارة لمدة أسبوعين ثم نقرر, ولكن بعد نهاية الأسبوعين اكتشفت أشياء لم أعرفها من قبل اكتشفت أن أم زوجي(عمتي) تعمل لي أعمال سحر وشعوذة وأنه عندما أردت أن أترك زوجي في المرة الأولى قبل الزواج في فترة كتب الكتاب بأنها عملت لي عملا ولذلك استسلمت في نهاية الأمر ورجعت له حيث اندهش الجميع بعد إصراري الطويل باستسلامي المميت؛

وأنها زوجتني لابنها طمعا في أملاك أبي وأن خير أبي ليس من الممكن أن يخرج خارج العائلة وأنها كانت قادمة لي في زيارة بعد أسبوعين المهلة وعلمت أنها تريد أن تعمل لي عملا حتى أحمل من زوجي وأنهم يعالجون معظم أمورهم بالسحر والشعوذة.. هداهم الله, خفت في بادئ الأمر وكرهت هذه العائلة وتمنيت الطلاق والفرار بدرجة أكبر, ولكني أؤمن بالله ودعوته أن يبعد عني كل أذى ودعوت الله أيضا أن يميل قلبي ناحية الخير فإن كان الخير لي البقاء مع زوجي أن يلين الله قلبي وسأرضى بالخير ولكن إذا كان الأمر في انفصالي عنه أن ييسر لي أموري فهو القادر على كل شيء.

وفي هذه الأيام بدأت تتغير معاملة زوجي لي وطلب مني أن نمهل نفسنا فرصة أخرى ووافقته حتى يرتاح ضميري ولكن والله لم أستطع لم أعد أحمل نوعا واحد من الإحساس بداخلي له, 4 سنوات كافية لأن تمحي أي مشاعر بداخلي له, ولكني أعرف أنه مختلف عن أمه وهو طيب القلب. وبدأت أنفر منه ولا أطيق منه أي تقرب من أي نوع, ولكني كنت أشفق عليه وطلبت منه ألا يكرهني ويسامحني وأن الله سيكرمه بواحدة أحسن مني, ولكن المشكلة الآن أنه طلب مني أن أخترع سبب الطلاق للأهل ويقتنعون به حتى لا يعرفوا السبب الأساسي وأنهم لن يقتنعوا بأسبابي, زوجي ضعيف ولا يعرف أن يأخذ قرار كهذا وأخاف أن يتركني هكذا وأنا متأكدة أني لا أستطيع حبه مرة أخرى وأيضا قلبي متعلق بجنون بالشخص الآخر فكرت كثيرا أن أترك حبيبي وأن أرضى وأستمر مع زوجي أحسست أنه مستحيل وخفت أن أكرر مأساة أبي وأمي مرة أخرى وأننا شخصان مختلفان للغاية لا يجمع بيننا أي صفة وأننا كشريطي القطار لا نتقابل بل نتوازى............. أتمني أن تساعدوني وتتفهموا معاناتي وأن تتقبلوا مشكلتي بصدركم الرحب, وأعتذر عن الإطالة.............

25/05/2007

 
 
التعليق على المشكلة  

السلام عليكم ورحمة الله؛
وإن أطلت فما عذابنا بشيء مقابل ما ستجرينه على نفسك من عذاب. ممزقة أنت بين زوج عادي طيب -في زمن الطيبة فيه بتتعيب!!!- وخيال حلم جذاب، ضريبة تدفعينها نتيجة عدم نضجك الكافي ولست وحدك الملامة عليه بل يشاركك فيها والداك والمجتمع وزوجك ولا تنسي مسئوليتك المباشرة عن نفسك.

يظن البعض نتيجة ضعف نضجهم انهم يستطيعون ويحق لهم الحصول على كل رغباتهم دون تبعات، ويبحثون عن مبررات لضعفهم دون رؤية دورهم في حياتهم ومسئوليتهم عما يجري فيها. تظنين أن عمتك تتحمل بما قد تكون تمارسه من سحر وشعوذة نتيجة رضوخك وضعفك وتعبك وعدم تعودك تحمل مسئولية تبعات أي قرار. السحر والشعوذة وإن كنت لا أرفضها لكني أنكر المبالغة في تأثيرها على حياتنا، وحين ذكرها رب العالمين ذكرها بأنها تفرق بين المرء وزوجه فتأثيرها إن وجد سلبي وأكد في باقي الآية بمد من ست حركات لكلمة ضارين "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" فليسحر المسحرون ما شاءوا ففعلهم لن يخرج عن نطاق مشيئة الله فقد يمنعوا ولكنهم لن يفعلوا أمر غير مقدر، فزواجك أمر قدره عليك ولك رب العالمين حتى وإن لم تتعب عمتك نفسها فيه.

هل فكرت مرة في التعاطف مع زوجك والنظر للأمر من زاويته؟؟ لم تجدي فيه ما تريدين وهو كذلك لم يجد فيك ما يريد وما تغني الرجل أموال الدنيا عن شعوره بأنه مهم ومميز ومحبوب ولو من زوجته. هل فكرت فيما لو كان هو أيضا مرغم على هذا الزواج من والدك أو من والدته؟؟ هل فكرت فيما جناه من امتيازات من زواجه منك لم تكن لتتوفر عند زواجه من غيرك؟ أظنه على الأغلب يخفي لك حبا صامتا كعادة الرجال المقهورين والمحبطين.

ارحمي نفسك وراعي تقواك التي تعكسها كلماتك واقطعي كل صلة بينك وبين من تعتقدين أنك تحبينه فالحقيقة أنك تحبين فيه تمردك على واقعك أكثر من أي شيء آخر. التفتي إلى زوجك وانظري إلى مزاياه وما طيبته بالشيء القليل فهو لم يغصبك بل تمسك بك بعدما وافقت. سأقول لك أنك لم تذكري بالفعل في زوجك عيوبا حقيقية، أو جوانب قد لا تتغير مع الزمن والعشرة غير مخالفته لأحلامك وهو ليس بذنب يعاقب عليه.

كما أن تقييم شخصية زوجك أمر انقضى وقته فالوضع الماثل لدينا الآن يجعل أفضل خياراتك البقاء مع زوجك فما الطلاق دون سبب بالأمر الهين على الله بل تهتز له السماوات. كيف تعرفين أن من تحبين أكثر قدرة على تحمل مسئولياتك؟ هل لأنه يسمع شكواك أكثر من زوجك وأهلك؟ هذا الاستماع هو الطعم الذي يصطاد به اهتمامك وتعلقك به ولا شيء يضمن استمراره.

ليس زوجك مقصرا في تلبية رغباتك فهذه الرغبات ليست واضحة لديك فتارة أنت تريدين من يتحمل مسئوليتك لمعرفتك بمقدار ضعفك وتارة تريدين زوجا رقيقا ينشغل بالحديث عن العمل. من وجهة نظري المحايدة أرى في سمات زوجك ما تحتاجينه من رقة ولطف وطيبة بعدما عانيت ووالدتك من مزاج والدك الصعب وعدوانه سنوات طوال فهو الظل الذي قد ترتاحين فيه لتستطيعي أن تعيشي حياتك وتحققي أحلامك.

العاقل لا يبني حياته على الأوهام والظنون بل يحفر في الأرض عميقا ليغرس أساسا قوية تضمن له سلامة البناء يا هندسة استخدمي عقلك لتعرفي أن الحياة بناء لا أهواء. لا تفكري في أسباب اختياره أو والدته لك لأن الطمع في مال المرأة ليس بالأمر المنكر لا عرفا ولا شرعا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.

ركزي على بناء الحياة معه، وعلى ما يجمعكما لا ما يفرقكما وابدئي بصفحة جديدة فما أظنك قد رأيت زوجك على حقيقته بعد فقد أعطيته صورة ترفضين التزحزح عنها. اسمحي لبيتك وزوجك ونفسك بفرصة حقيقية بعد إبعاد الخيار الثاني من أمامك فقولي هل سأرغب بالانفصال عن زوجي حتى مع عدم الزواج ممن أحب؟؟ من قال بأن والدك سيرضى بالآخر إن وافق على طلاقك؟؟ من قال بأن حبيبك سيرغب بك بعد طلاقك وهو الذي حاول التملص منك أكثر من مرة وكنت من تصرين عليه؟ من قال بأن حبيبك ليس طامعا قد يكون أكثر شراسة من زوجك
؟

قارني بين حياتك في بيت أبيك إن عدت مطلقة وحياتك مع زوجك على ما هي عليه حيث أنت محبوبة ومسموعة حتى عندما تسيئين وتجرحين كرامته يتمسك بك، أصلحي ما بينك وزوجك ودعي عنك أوهام الحب فالحب الحقيقي بين يديك مع إنسان تحمل أهانتك أكثر من مرة لا لضعف فيه بل لمشاعر لم تعطه فرصة ليعيشها معك حتى وإن اختلفت طريقته في التعبير عنها وإن اختلف مفهومه عن الرومانسية عما تظنين أنه ممكن في الحياة وهو ليس كذلك. 
 
   
المستشار: د.حنان طقش