إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   المضطرب 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الشخصية الهستنرجسية 
تصنيف المشكلة: اضطرابات الشخصية Personality Disorders 
تاريخ النشر: 03/11/2003 
 
تفاصيل المشكلة


أرجوك لا تقل أنني لا أحبها


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير.

مشكلتي بدأت من عام بالتمام والكمال ولكن دعنا نرجع للخلف قليلا.
أنا كما ذكرت شاب قاهري وكنت أحرص دائما على قضاء إجازتي نصف العام وآخر العام بالريف حيث أخوالي وخالاتي، كنت متميزا جدا عند جميعهم فانا بالنسبة لأولاد وبنات العائلة البطل المتحرر من كل وأي قيد ولكني كنت بالنسبة لها هي خاصة بمثابة الكائن الفضائي العجيب وذلك نظرا لانبهارها الدائم بي وهو ما لاحظه كل أفراد العائلة، فأنا صاحب الاهتمام الكبير من الجميع وخاصة منها هي، نه حب جلي واضح يلحظه حتى الجماد، ولكنني كنت أتجاهل هذا الحب وأصد كل من يحاول أن يلفت نظري إليه ولا أدري لماذا؟.

هل يا ترى لأنني كنت على علاقة بفتاة أخرى تحت مسمى الحب ولكنني لا أعتقد أنه كان حبا أم لاننى أستمتع كثيرا وأشعر بنشوى كاسحة حينما أحكي لها عن مغامراتي العاطفية التي لا تعد ولا تحصى؟؟؟، وأحكي لها أيضا عن إدماني للمخدرات وعن حياتي الضائعة التائهة بين البارات والراقصات والداعرات وكل أنواع الملذات والشهوات ويعلم الله أن كل هذا وأكثر كذب في كذب.

نسيت أن أخبرك شيئًا مهم عن نفسي وهو أنني كذاب إلى أبعد الحدود، لا أتورع أن أكذب على العالم بأكمله حتى أستحوذ على انتباه كل من فيه وأصبح أنا حديث الساعة وكل ساعة، إنها نشوتي الدائمة أن أكون أنا البطل وأنا الشاغل لدماغ من أعرفه ومن لا أعرفه حتى.

فأنا أحاول أن أجذب انتباه حتى الطفلة ذات ال5سنوات وهي تلعب مع أصحابها، ولكن حبيبتي هذه كانت تحظى بنصيب الأسد من أكاذيبي وخيالاتي بحكم أنني كنت أقابلها كثيرا في الجامعة وكل يوم كنت أحكي لها العشرات بل المئات من الحكايات والمواقف والغراميات والملذات التي عشتها في حياتي المزيفة.

أعلم أنه ضعف قوى في الشخصية أليس كذلك؟؟ المهم مرت الأيام ولم نعد نتقابل، وعلاقة الحب المزعومة مع فتاتي السابقة انتهت بيدي أنا ولا أدري لماذا؟؟، المهم كنت محتاجا للحب بعد فشل هذا الموضوع جدا، نعم فانا لا يمكنني العيش بدون حب إلى أن جاء ذلك اليوم اتصلت بي حبيبتي الحالية ولندعوها(م).

اتصلت بي ابنة خالتي وحبيبتي الآنسة(م) وأبلغتني بأنها ترغب في مقابلتي والتحدث معي، لماذا بعد كل هذا الانقطاع وقد كان وتقابلنا، وصارحتني في هذا اليوم بحبها البالغ من العمر 8 سنوات وأخبرتني بأنها لا تنتظر منى الرد وبأنها تبلغني فقط لمجرد العلم بالشيء وبأنها لا تنتظر منى أي شيء، ولكنني أبلغتها أيضا بأنني أحبها جدا وحبي هذا من فترة طويلة وبأنني لم أكن أرغب في مصارحتها بحبي هذا حتى أنهي دراستي الجامعية وحتى تستقر أمور معيشتي أيضا. هل أخبرتها بأنني أحبها لأنني أحبها فعلا أم لأنني خشيت أن أجرح مشاعرها أم لمجرد افتقادي للحب أم لماذا؟.

أقسم بالله أنني حتى الآن أشك في كل هؤلاء، حينما أخبرتها بحبي كنت سعيدا فعلا ولكن بمجرد مرور ذلك اليوم شعرت بالمسئولية وأعتقد أيضا بالتسرع، المهم عشنا أياما كثيرة مضطربة بعد ذلك اليوم كنت كل يوم معها بمائة حال وحينما أقول مائة فإنني لا أبالغ أبدا بقولي هذا بل يمكن القول ألف حال، فأنا حينما أكون معها أشعر بأنني أحبها أو بأنني لا أحبها وأنا بقولي لا أحبها لا أعني أنني اكرهها فانا لا ولم ولن اكرهها ما حييت الأدهى والأمر من ذلك حينما يجتمع هذان الشعوران معا فلك أن تتخيل بأنك تحب ولا تحب نفس الشخص في نفس اللحظة، شعور قاتل أليس كذلك؟؟.

كنت أحيانا أشتاق إلى مكالمة هاتفية منها وأحيانا أخرى أحدثها في الهاتف وأنا لا أرغب في ذلك ولكنني أفعل ذلك لمجرد أن ترضى وتسعد بهذه المكالمة البسيطة، فسعادتها هدف حياتي وأحلامها أوامر على عاتقي ورأسي من فوق.

أحيانا تقول لي احبك 100 مرة متتالية ولا أقولها لها ولو مرة واحدة، أحيانا أبكي وأنا معها من فرط حبي لها وأظل أبكي هكذا مدة طويلة إلى أن تقوم بتهدئتي، ولكن ما أعلمه جيدا بل ومتأكد منه جيدا أنني لن أتخاذل عن أن أفقد حياتي إذا كان موتى هذا سببا في سعادتها ولو للحظات قليلة، أو أن أطفأ نور عيني في تراب ما تحت قدميها على فكرة أنا الآن أبكي بشدة، أحيانا أنظم فيها أشعارا وكلاما رائعا وأنا بعيد عنها، وأخرى لا أستطيع أن أقول لها كلمة حلوة ولو حتى على سبيل المجاملة.

أعيش معها أياما مليئة بالجمال والحب وأخرى ميتة خالية من أي أحاسيس، لا أرغب في أن أمسك يديها ونحن نسير سويا أو أن أصرخ عاليا أحبك كما يفعل كل المحبون فأنا لست مثل أي من المحبين فأنا أحب بطريقتي التي لا أعلمها حتى الآن أنا الباحث دائما عن الغريب والمتميز فلابد وأن يكون حبي أيضا متميزا، وان كنت لا أجد صورة للتعبير عن هذا الحب الغير عادى سوى الصمت فانا حينما أحبها أكون محبا جدا ولكن محبا عاجزا عن التعبير عن هذا الحب الرهيب.

حبي لها يأتي على هيئة عاصفة فها أنا ذا أحبها بمنتهى القوة إنها قوة الإعصار ولكن ما يلبث الإعصار أن يهدأ وبسرعة عجيبة هل هو الإعصار الذي يسبق العاصفة يا ليته كذلك، أحيانا كثيرة جدا تكون في نظري جميلة الجميلات فلا أستطيع أن أرفع عيني عنها ولو للحظة واحدة وعلى الرغم من حملقتي الشديدة فيها وفي جمالها إلا أنني أيضا أكون عاجزا عن التعبير لها عن جمالها الفتان جدا، فالزم الصمت، وأحيانا أخرى أرى أن أي فتاة أخرى في العالم أي فتاة أجمل منها بآلاف المرات، ولكنني في كل الأحوال اشتهيها كزوجة من الناحية الجنسية.

أنا متأكد جدا بأن ما بيننا قويا جدا وبأننا مهما افترقنا أو اختلفنا فنحن لبعض وذلك لأن ما بيننا لم يأت بين أحد من البشر، بيننا رباط وثيق، هي أنا وأنا هي ولها وبها، أنا مقتنع مائة بالمائة بأنها نصيبي وخلاصي وراحتي وسعادتي وبأن كل ما نعيشه من اضطرابات وتناقضات ما هو إلا فترة سيئة وستعبر لا محالة، ولكن ما علينا إلا الصبر ولكن لماذا يتسلل الشك إلي في كثير من الأحيان مما ينغص على حياتي إلى أقصى درجة ويجعلني يائسا ومضطربا إلى ابعد الحدود، حينما أتقرب إلى الله أدعو لها بالخير قبل أن أدعو به لنفسي وأسأل الله دائما بأن يجمعنا معا كزوجين على طاعته لا على معصيته، وأستغفر لي ولها كثيرا.

إنني فعلا أفضلها على نفسي وأسعى دائما لسعادتها حتى وان كانت تتعارض مع سعادتي وهذا والحمد لله لم يحدث حتى الآن وبإذنه وحده لن يحدث وذلك لأن بيننا مساحات اتفاق كبيرة وكثيرة جدا نعم فمن الطبيعي أن يحرص الفرد على الاتفاق مع نفسه وهى نفسي وأنا نفسها، كل منا يسعى جاهدا لراحة وسعادة الآخر ناسيا أو متناسيا نفسه، إنها حقا انسانة رائعة.

ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه، إلى متى الاضطراب في علاقتنا هذه, هل أنا أحبها أم لا وإن كنت أحبها ما السبب في هذا الاضطراب الحادث بيننا، وما السبيل إلى التغلب عليه........

آسف إن كنت قد أطلت عليكم ولكن رجائي أن تساعدوني مثلما تعودت منكم دائما، جزاكم الله كل خير ودمتم عونا لكل محتاج، وكفاكم الله شر الهموم، وكل عام وأنتم بخير.

ملحوظة أخيرة: أرجوك لا تقل اننى لا أحبها شكرا.

 26/10/2003

 
 
التعليق على المشكلة  


عزيزي............
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وكل عام وأنتم بخير، وشكرًا على ثقتك بصفحتنا ا
ستشارات مجانين،

هناك خبرات إنسانية يكون شكلها رائعا وهى كما هي بحيرتها وغموضها وتقلباتها، لأنها تجعلنا نعيش عالما سحريا مثيرا ونتوقع احتمالات كثيرة لا نعلم عنها شيئا وهذا أيضا شيء مثير، وخبرتك- التي هي جزء من شخصيتك- تنتمي إلى هذا النوع الذي يتسم بالمواقف الدرامية الساخنة، والتقلبات العاصفة، والحيرة اللذيذة، والخبرات(وأيضا الشخصيات) من هذا النوع كان لها دور كبير في نشأة الأشعار والآداب والفنون، وهذا لا يعنى صحتها أو سلامتها من الناحية النفسية أو الاجتماعية، وإنما يعنى إبهارها وإثارتها وجدتها و..... و.......... و.......

أما إذا وضعنا هذه الخبرات(وهذه الشخصيات) تحت الفحص الدقيق، لنرى مدى مواءمتها للحياة الصحيحة ومدى اقترابها أو ابتعادها من الصحة النفسية أو الاجتماعية أو الروحية، فان النظرة حينئذ ستختلف، لذلك أعتذر إليك مقدما عن صراحتي العلمية وعزائي في ذلك أنك طلبت المشورة ممن يحكمون المنهج العلمي في نظرتهم للحياة وتعاملهم معها ظنا(أو اعتقادا) منهم أن ذلك أفضل لسلامة الإنسان وصحته(وكذلك للحياة).

أنت كما وصفت نفسك في البداية تحب أن تكون موضع اهتمام الآخرين وأن تبهرهم بمغامراتك(التي لم تحدث) وأن تظل في دائرة الاهتمام لكل من حولك(حتى ولو كانت طفلة عمرها 5 سنوات)، وقد اخترت زميلة لك في الجامعة لتستمع إليك وأنت تتحدث عن نفسك طول الوقت وعن بطولاتك(المصطنعة) وعن غرامياتك(المتخيلة) وعن جموحك(المتوهم).

ثم تركتك هذه الزميلة(الضحية)، أو تركتها(لا فرق) وكنت في حاجة إلى منبهرة أخرى تغزو وعيها بالحديث عن نفسك وتنتشي أمامها بنظرات إعجابها وانبهارها بك، فأنت شديد الحب لنفسك إلى درجة النرجسية، وهذا يجعلك غير قادر على حب الآخرين، وإذا حدث وأحببتهم فإنك في الغالب تحب حبهم لك أكثر مما تحبهم هم أنفسهم، وهذا ما ألمحه بوضوح في ثنايا رسالتك.

وهذه السمات النرجسية يصاحبها أيضا سمات هستيرية وهذه تتضح في ميلك للوصف الدرامي المبالغ فيه للأحداث والمواقف والمشاعر، واستخدامك لكلمات أدبية مسرحية ساخنة شاعر لديك دائما متقلبة وكثيرا ما تكون فاترة على الرغم من كونها أحيانا عاصفة وملتهبة، والشخصية الهستيرية تعد بالحب ولا تستطيع الوفاء به، وهى تكتفي بالإبهار بديلا عن الإشباع، فهي-كما يقولون - "تغوى ولا تشبع"، فالإبهار عند هذه الشخصية قيمة هامة حتى ولو كان بالكذب(كما ذكرت في رسالتك الصريحة ولهذا تتبع هذه الشخصية المنطق الخيالي الكاذب Pseudologia Phantastica للحصول على الإبهار الدائم والإثارة العالية، وذلك يأتي على حساب أشياء حقيقية أكثر أهمية مثل الحب "الحقيقي" والإنجاز "الحقيقي" والعلاقات الإنسانية العميقة.

وقد حدث بعد ذلك أن أعلنت عليك بنت خالتك الآنسة م حبا حقيقيا ووجدت نفسك أمام خبرة جديدة، وقد وضعك هذا في حيرة فأنت لا تستطيع أن تتعامل معها كما كنت تتعامل مع صديقتك السابقة (ربما لأنها ابنة خالتك وربما لأنها صادقة)، وبدأت تحدث بعض التغيرات في شخصيتك نحو ما هو حقيقي وأصيل وهذا شيء إيجابي، ولكن مازالت تعاودك من وقت لآخر سماتك النرجسية والهستيرية فتجعل مشاعرك متقلبة وأحيانا عاصفة وكثيرا فاترة، وتجعل تعبيراتك وعباراتك درامية أكثر من اللازم.

إنها فرصة للتغيير لا تضيعها، وابدأ من الآن في التفكير"الحقيقي" والإنجاز "الحقيقي"، وإذا ضبطت نفسك متلبسا بالأساليب القديمة في التفكير والتعامل مع الناس (وخاصة مع ابنة خالتك المحبة الصادقة) فتوقف عن ذلك مباشرة واستبدله بشيء حقيقي تصلح أنت به وتصلح به الحياة ويستمر.

وإذا كانت ابنة خالتك مناسبة لك كزوجة فلا تتردد في التخطيط "الحقيقي " لذلك لكي تتعلم من خلال علاقة مشروعة كيف تسعد حين ترعى من تحب وتكون مسئولا عنه، خاصة أن ابنة خالتك أعلنت في البداية حبا غير مشروط، وسوف تعانى لفترة ليست بالقصيرة من تقلباتك وتناقضاتك، ولكن وجود إنسانة محبة ومن خلال علاقة مشروعة يمكنك أن تتعود على تركيز مشاعرك على" آخر " تحبه بدلا من ذلك النمط من الحب النرجسي الذي عشت عليه في السنوات السابقة حيث لم تكن تحب إلا نفسك.

وبناءا على رغبتك فلن أقول لك انك لا تحبها، ولكنني أقول أنك حتى الآن تحب حبها لك ولكن أمامك فرصة للتغيير والنضج فلا تضيعها.

* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي: الأخ السائل العزيز، أهلا بك وشكرًا على ثقتك، ونرجو أن تكونَ كما وصفت نفسك تهوى البحث في أغوار نفسك، كمكا ذكرت في خانة الهوايات(البحث فى اغوار نفسى) وقد واجهك أخي الدكتور محمد المهدي برأيه في تشخيص حالتك، وهذا ما نفعله نادرًا على الإنترنت، لكن هوايتك تلك إن كنت صادقا فيها، ربما شجعتنا على ذلك، فإلى أي مدى ستكون لديك القدرة على الاستبصار بحقيقة السبب وراء معاناتك؟

نحن نترك ذلك لمتابعة قريبة ننتظرها منك، وأهلا وسهلا بك دائما على
استشارات مجانين.

 
   
المستشار: د. محمد المهدي