إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ندى غ ق 
السن:  
25-20
الجنس:   C?E? 
الديانة:  
البلد:   فلسطين 
عنوان المشكلة: ما الرجيم إلا أسطورة كبيرة حل بديل 
تصنيف المشكلة: بدانة: عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction 
تاريخ النشر: 14/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة أبلغ من العمر 22سنة ومشكلتي لها عدة محاور وهي معقدة على الأقل من وجهة نظري أرجو المساعدة منكم وقد لجأت لكم بعدما ضاقت علي الأرض بما رحبت ولم يعد أمامي أي أبواب مفتوحة سوى باب الإيمان ونعم به طريق السعادة عسى أن يجعلكم الله سببا ليتم نعمته علي ويرزقني الحل المناسب.

أولا: أشعر بالإهمال والقسوة من كل أفراد عائلتي مع أنني أعلم تماما أنهم يحبونني جدا جدا وأنا أحبهم جدا والله ولكن في الفترة الأخيرة أشعر وكأني في جزيرة منعزلة عن الجميع وذلك لعدة أسباب:
1_ أنا ممتلئة الجسم وقد مر حوالي عام ونصف منذ آخر مرة تقدم لي عريس ووالداي دائما يذكراني أن السبب في هذا هو قوامي الخطأ حسب ما يصفونني إذ أنني بيضاء البشرة وطويلة القامة وهذه هي مواصفات الجمال في بلدي حاولت أن أقنع أمي مرارا أن هذا نصيب ونصيبي لم يأت أوانه لكنها لا تفتأ تجرحني وتقول أن سمنتي هي السبب في عزوف العرسان وتقارني بهذه وتلك التي ليست أكثر مني جمالا ولكنها أرشق وهو ما يؤلمني بشدة وأظل طوال الليل أبكي وهي لا تشعر بي وكأنها لم تقل شيئا.

(أنا لي 3أخوات وأخ وأنا في منتصفهم في الترتيب وأخواتي الأكبر مني متزوجات والآن الدور علي كما يقولون وهذا الشيء اصبح يؤرقني كثيرا لدرجة أنى يئست من الرجيمات أو محاولة تخفيف وزني الذي أصبح زائدا بشكل ملفت عن قبل)

2_ أنا منذ بدأت الدهون تتراكم على جسمي أصبحت أكره الخروج من البيت حتى الجامعة أصبحت أكره الذهاب إليها وقد نتج عن ذلك تدهور مستواي بشكل كبير وملحوظ وأصبحت بلا صديقات بعد أن كنت من أكثر الناس من حيث الصداقات والأنشطة في الكلية كل ما أصبح يشغلني ويؤرقني أنى بحالتي هذه لن أتزوج أبدا وأصبحت حساسة من كل شيء وأشعر أن الجميع يضحكون علي ويسخرون مني وتحولت إلى رادار يرصد أي كلمة حتى يعتبرها إهانة حقيقية.

أشعر أنى لا أطاق ولا اعرف لماذا أتصرف هكذا حتى أنني لم اعد أستطيع أن احكم انفعالاتي فحين اغضب كثيرا ما اصرخ بجنون وابكي كثيرا في وجه من أمامي خاصة في فترة الامتحانات والله لا اعرف كيف تحولت إلى هذه الصورة المزرية.

3_ أفكر في كثير من الأحيان في الانتحار ولكني أعود واستغفر الله واشعر أن قلبي الذي كان كالحليب في البياض والطيبة كما كان من حولي يصفني دائما _ أشعر انه صار مفعم بالحسد مليء بالكره لكل من هي جميلة أو لكل من خطبت وتزوجت وأتذكر أيام كنت أجملهن حين كنت رشيقة وأعود فتصعب علي نفسي وأسألها ما الذي أوصلها لهذه الحالة البشعة فلا أجد إجابة شافية فابكي وأبكي طوال ساعات ولا أحد يشعر بي وأخاف أن أكون أغضبت الله بتفكيري هذا.

وفي النهاية شكرا على سعة صدركم أتمنى أن أجد ما يريح نفسي المتعبة عندكم أن شاء الله.
ملاحظات
شكرا لكل من تعاون معي

نشرت هذه الاستشارة من قبل على صفحة مشاكل وحلول

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت السائلة؛ أتمنى بدايةً أن تكوني قد أنهيت امتحاناتك على خير وتوفيقٍ من الله عز وجل، والحقيقة أن رسالتك أثرت في نفسيَ أثرًا كبيرًا، وشعرتُ كأن عليَّ دورًا لا أؤديه لا أدري كيف، وإن كنتُ قد استعدتُ زمام الأمر ولم أستسلم لذلك الشعور بالتقصير لأنني أفعلُ وسأفعلُ ما أستطيع إن شاء الله في مواجهة لب مشكلتك تلك وهيَ مشكلة المجتمع المتحيز (بغباءٍ) ضد البدانة، وإن شاء الله سأجد من أعضاء فريق
مستشاري مجانين نعم المعينين لي، وبالتالي لك ولغيرك بإذن الله.

لقد بينت في إفادتك التي تدلُّ على قدرتك العالية على الوصف وإيصال المعنى، كيفَ تدرجت بك حالتك النفسية هبوطًا من موقف الواثقة بنفسها وبجمالها وصاحبة العلاقات الاجتماعية الغنية والناشطة في جامعتها، والمتفهمة لمجتمعها ولتصاريف القدر والنصيب، كان ذلك عندما وقفت تدافعين عن ذاتك أمام والديك، وتنفين تهمة السمنة التي تتسببُ في عزوف العريس عنك،

لكن الأفكار والمفاهيم الشائعة في المجتمع متمثلة في آراء وتعليقات والديك مع الأسف الشديد لم تكن في صالحك ولم يكن دفاعك عن نفسك كافيا لرد سيل الاتهامات المتتالية لك ولجسدك بالتقصير والعجز، وهو ما تواصل حتى بدأت تكتئبين دون أن تشعري، واكتئابك على ما أظن كان مصحوبًا بزيادةٍ للشهية (وربما للسكريات وإن لم تذكري ذلك) وهكذا كان رفض المجتمع للبدانة سببا من أسباب اكتئابك وزاد اكتئابك بدانتك فزادتك اكتئابًا، حتى وصلت الآن إلى فاقدة الثقة بنفسها وبمشاعر كل من حولها والرافضة لجسدها ولحظها، والعاجزة عن التحكم في انفعالاتها وفي جسدها أيضًا! وهذا الموقف الأخير هو أكثر مواقفك هبوطًا لأنه الاكتئاب وهو إن شاء الله موقف عابر لأن الله معك وهو سبحانه يرد الظلم عن المظلومين.

ومن المهم قبل كل شيء أن أنبهك إلى أن والداك لم يقصدا من موقفهما السلبي منك إلا دفعك للتخلص من الوزن الزائد، فهذا ما اهتدى إليه تفكيرهما، وهما في ذلك غير ملومين أولاً لأنهما لم يقصدا غير صالحك، وثانيًا لأن أفكارهما ليست إلا أفكار مجتمع بكامله، لم يفندها أحد ولم ينتبه إلى خطورة تقبلها كما هيَ أحد، وهيَ الأفكار المتعلقة بالمقاييس الموحدة للجمال والتي تتجهُ شيئًا فشيئًا نحو النحافة إلى حد تجريد الأنثى من أنوثتها، فوالداك إذن معذوران لأنهما ضحيةٌ مثلما أنت ضحية للنموذج الغربي المستورد للمقاس الواحد للبنت الجميلة التي تظهر في الإعلانات وعلى أغلفة المجلات وغير ذلك مما يطول شرحه، ولم ينتبه المسلمون مع الأسف رغم ما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم" صدق رسول الله عليه الصلاةُ والسلام أخرجه مسلم في صحيحه.

وسوف أترك مشكلة المفاهيم الاجتماعية الآن، لأنني معني بالرد عليك ومساعدتك ما وفقني الله أولاً ، فما تبقى من مشكلتك أستطيع حصره أولاً في الاكتئاب وهو بغض النظر عن أسبابه قابلٌ للعلاج إن شاء الله وعليك أن تقرئي عدةَ ردود سابقةٍ لنا على
استشارات مجانين فأما الاكتئاب فقد فصلناه من قبل في الردود التالية:
اكتئاب=مرض نفسي باطن= اطلب العلاج
الأرق والحظ الأسود واليأس: اكتئاب
ليال والاكتئاب الجسيم في العراق
متى يجب أخذ عقار للاكتئاب؟

وأما علاقة الاكتئاب بالبدانة وبالشهية واشتهاء السكريات، وفقدان التحكم في الأكل كما وكيفًا فقد فصلناه أيضًا في الردود السابقة التالية عناوينها:
البدانة والاكتئاب
البدانة والحالة النفسية
البدانة ليست ذنبا لكن الرجيم ذنب مشاركة
اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي
اضطراب نوبات الدقر مشاركة

وتظهرُ أعراض الاكتئاب في النقطتين الثانية والثالثة من إفادتك، كما يظهر ارتباط اكتئابك بزيادة تراكم الدهون في جسدك، والذي أدى بدوره إلى زيادة رغبتك في الانطواء والبقاء داخل المنزل، وكلها متغيرات تمثل العلاقة بينها عددا من الحلقات المفرغة المتداخلة، لكنك إن شاء الله ستستطيعين الخروج منها، وما سأطلبه منك الآن هو:

أولاً: محاولة التفاهم مع أهلك لعرضك على أحد الأطباء النفسيين لكي يصف لك علاجًا لاكتئابك لأن ورود خواطر الانتحار على ذهن المريض هو أمرٌ جللٌ ويجبُ ألا نتعامل معه ببساطة، ويفضلُ أن يصفَ لك أحد عقاقير الاكتئاب التي تثبط الشهية نوعًا ما خاصةً في بداية استعمالها وهي مجموعة الماسا، وهذا هو ما أعتقد أنه سيفعله طبيبك النفسي من تلقاء نفسه، ومن المهم علاج الاكتئاب لأنهُ سيساعدك على علاج مشكلة البدانة لديك كما سيساعدك على اتباع البرنامج الذي نقدمه هنا على مجانين:
جدد علاقتك بأكلك وجسدك (المرحلة الأولى)
جدد علاقتك بأكلك وجسدك(المرحلة الثانية)
نصائح لمتبعي برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك

ثانيًا: الكف تماما عن كل محاولات الحمية المنحفة (الرجيم) لأنها فاشلةٌ بالتأكيد وما الرجيم إلا أسطورة لو أننا قرأنا الكلام العلمي غير المغرض، ولست أنت التي فشلت أو كما قلت في إفادتك (يئست من الرجيمات أو محاولة تخفيف وزني) بلا الحقيقة هيَ أن كل الرجيمات (الحميات المنحفة) هيَ التي تفشل دائمًا أبدًا، ولو أننا تابعنا من يتوهمون النجاح لمدة عام فإن خمسين بالمائة منهم يكونون قد عادوا كما كانوا، ولو لمدة عامين فإن النسبة تزيد حتى نكاد نقول أنه عند خمس سنوات من المتابعة نعرف أن كل الحميات المنحفة فاشلة، ولذلك فالرجيم أيا كان نوعه هو الفاشل وليس أنت يا عزيزتي، واقرئي:
لماذا تفشل أساليب الرجيم الغذائية? Why Diets Fail?

وأريدك أن تقرئي القسم الأول من كتاب الأكل ضمن مجلد إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وبعد ذلك عليك أن تتبعي الخطوات التالية كما سألخصها لك فإن لم تستطيعي من خلال قراءتك للغزالي أن تدركي سببَ ما أطلبه منك
فابعثي لنا واسألينا.

ومن المهم أن أنبهك الآن إلى أن تحسني التعامل مع جسدك وأن تعتني به لأنه نعمةٌ جميلةٌ من الله، وكفي عن وزن نفسك خلال فترة الشهور الأربعة، واجعلي هدفك إذن هو الوصول إلى صورةٍ جميلةٍ متناسقةٍ مع صورة الأنثى الطبيعية وليست الأنثى المرسومة، وتأكدي أن الله سبحانهُ وتعالى خلقَ الجسد الأنثوي جميلاً، فابحثي عن الجمال في جسدك وستجدينه حاضرًا ما دمت تتبعين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأهم نقطةٍ عليك أن تلزمي نفسك بها خلال هذه المرحلة الأولى من البرنامج هيَ ألا تيئسي من قدرتك ولو بعد الكثير من الصعوبة بالخطوات السابقة، لا تيئسي إذا ضبطت يدك اليسرى مراراً وتكرارًا تحمل شيئًا إلى فمك، فقط عدلي السلوك واحملي الطعام باليمنى، ولا تيئسي إذا وجدت أن يمناك تذهبُ إلى صحن الطعام بينما أنت لم تكملي مضغَ وبلعَ ما في فمك، فقط أبعديها عن الصحن حتى تكملي المضغ والبلع واستمري في الأكل حتى يبدأ الشعور بالشبع،

لا تتعجلي، فهدف هذا البرنامج في مرحلته الأولى ليس التنحيف، وإنما هو التطبيع أي تطبيع صورة جسدك وإعادتها إلى صورتها المثلى بالنسبة لأجهزة جسدك، وتطبيع تفاعلك وشعورك ونظرتك لذلك الجسد، ورغم ذلك فإن من التزموا بهذه المرحلة من البرنامج فقدوا 4,6 كيلو جرام في المتوسط عند نهاية الشهور الأربعة وأقر معظمهم باكتسابهم للقدرة على التفريق بين الجوع والشهية، كما أظهر التقييم عند ستة أشهر أي بعد شهرين من الدخول في المرحلة الثانية زيادة متوسط الهبوط في الوزن إلى 6,8 كيلو جرام، وأظهروا زيادة في معدلات الرضا عن صورة الجسد، ونحن في انتظار نتيجة اتباعك لهذه الخطوات ونحن معك أيضًا خطوةً خطوةً إذا أردت،
فتابعينا أولاً بأول. 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي