إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   نغم الليل 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: كيف أساعد مدمن؟: بعد التدريب والفهم 
تصنيف المشكلة: أخرى : نفسي تثقيفي Educational 
تاريخ النشر: 15/11/2003 
 
تفاصيل المشكلة


كيف أساعد مدمن؟؟؟؟؟؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
من مدة ليست ببعيدة اتصل بي أحد المحتاجين لمساعدتي لإعانته على مشكلة ألمت به... ألا وهي تناول الحشيش، فكيف لي أن أساعده، أقصد ما هي الأشياء التي يجب أن أتبعها، وأن أتحاشاها معه، علما أنني من ضمن المهتمين والعاشقين للطب النفسي.

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت الكريمة صاحبة الرسالة
، لقد سألت أيتها الأخت عن علاج إدمان الحشيش وقبل أن نبدأ يجب علينا أن نوضح كثيرا من المعاني التي تهمنا أثناء العلاج، ولكننا أيتها الأخت نحب أن نذكرك بأهمية وجود متخصص معك أثناء فترة العلاج لصعوبة التعامل مع علاج مثل هذه الحالات سواء الإدمان أو إساءة استعمال المواد نفسانية التأثير. 
 
أولاً: هل الشخص مدمن فعلاً أم هو يتعاطى الحشيش أم يسئ استعماله الإدمان يقصد به التعاطي المتكرر للمادة لدرجة الانشغال الشديد بالمادة وكذلك العجز عن أو الرفض للانقطاع، وكثيراً ما تظهر على الشخص المدمن أعراض الانسحاب إذا ما انقطع عن التعاطي، وتصبح حياة المدمن تحت سيطرة التعاطي إلى درجة تصل إلى استبعاد أي نشاط آخر ومن أهم أبعاد الإدمان الميل إلى زيادة المادة المتعاطاة، ووجود أعرض فيزيولوجية واضحة إذا توقف المدمن عن التعاطي، وكذلك وظهور حالة تسمم عابرة أو مزمنة ورغبة قهرية قد ترغم المدمن على محولة الحصول على المادة المطلوبة(الحشيش).

أما التعاطي أو إساءة الاستعمال فهو درجة أقل من الإدمان ولا يستتبع بالضرورة نشوء الاعتماد أو الرغبة في زيادة الجرعة، ولكن على أي حال يجب بداية العلاج لأن المريض ينتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة الإدمان لأن عملية التعاطي هي عملية مستمرة غير متوقفة وتضعه في مرحلة خطيرة من المرض.

أما بالنسبة للحشيش فالأمر هام أولاً لأن الحشيش يعتبر البوابة الحقيقية لإدمان المواد المخدرة الأخرى من الصعب أن نجد مدمن هيروين لم يمر بمرحلة إدمان الحشيش وكأنها مرحلة تؤدى إلى المرحلة الأخطر من وجهة النظر الطبية.

ثانياً: لأننا الآن لا نهتم بنوع المادة المخدرة وخطورتها ولكن نهتم بالسلوك الإدماني للمرض ونموذج الحياة الإدماني فإن وجد هذان في المريض وتوفر له أي من المواد المخدرة فسوف يدمنها دون الأخذ في الاعتبار خطورة المادة ولذا فمن الأفضل أن نقول أننا نعالج السلوك الإدماني ونغير نمط الحياة الإدمانية بدلاً من أن نقول أننا نعالج المريض من المادة (س)، هذا الأمر في منتهى الأهمية بالنسبة للحشيش لأنه يسود اعتقاد لدى كثيرين من المواطنين بأن الآثار السلبية للحشيش ليست سوى آثارا عابرة وليس هناك خطر يسمى الإدمان مع الحشيش وهذا خطأ شديد سيزيد من انتشار أضرار هذا المخدر.

فالحشيش يؤدى إلى مرض يعرف بذهان الحشيش وهو مصاحب ببعض التهيؤات والضلالات خصوصاً في الأشخاص المهيئين لذلك، وكذلك يؤدى إلى ضعف في الإدراك وبالذات الإدراك الزمني ويصاحبه كثيرٌ من الاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى، والعلاج بالنسبة للحشيش ممكن وبسهولة نظراً لغياب أعراض الانسحاب الجسدية التي توجد مع غيره من المخدرات، أي أنه وعلينا اتباع الآتي:

1- تخليص المدمن من سلوكياته الإدمانية.
2- إعادة تأهيل الشخص تأهيلا عاماً بإكسابه مجموعة من العادات والمهارات التوافقية.
3- مساعدة الشخص على العودة إلى الحياة الاجتماعية العريضة.
4- ويبقى ضرورة وجود الطبيب النفسي لأن هذه المراحل تحتاج إلى وجود متخصص.

* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الدكتور طارق ملوخية، هو ضرورة التفريق بين الألفاظ المستخدمة في وسائل الإعلام وبين الناس، وبين الألفاظ المستخدمة في المجال الطبي، فكلمة الإدمان كلمة شائعةٌ لكنها أقرب إلى الاستخدام الدارج منها إلى حقيقة الأمور كما يراها الأطباء.

وإدمان هي ترجمة كلمة Addiction، وهي كلمة دارجة Lay Term، وليست كلمةً طبية، وهذه الكلمة لم تعد تستخدم في أدبيات الطب النفسي ولا في دراساته، لأنها غير محددةٍ لما نحتاج إليه كأطباء نفسيين نريد التوجه إلى السلوك الإنساني المصاحب لاستخدام العقاقير(أو المواد) النفسانية التأثير Psychoactive Substances، أو السلوكيات الإدمانية التي أشار إليها
الدكتور طارق ملوخية.

فما يسمى بالإدمان يسمى في الطب النفسي بالاضطرابات النفسية والسلوكية الناجمة عن تعاطي مادة نفسانية التأثيرMental and Behavioral Disorders Due to Psychoactive Substance use، حيث تنقسم الاضطرابات المحتمل ظهورها على الشخص المتعاطي إلى حالة التسمم الحاد Acute Intoxication، وإلى التعاطي الضار Harmful Use، ثم إلى حالة متلازمة الاعتماد Dependence Syndrome، وحالة الامتناع Withdrawal State.

ويستطيع الحشيش إحداث كل هذه الصور من الاضطرابات والأعراض عند متعاطيه ويعتمد ذلك على كمية ومدة وطريقة التعاطي، وهناك غير ذلك من الاضطرابات وصولا إلى الهذيان والذهان والشك الزوراني Paranoid Psychotic Disorders :Hashish Induced، كما أشار أخي طارق، لكنني قط أردت أن أبدي اعتراضي على استخدام لفظة مدمن وإدمان.

المهم أن التعامل مع متعاطٍ للحشيش يحتاج إلى مساعدة يجبُ أن يقوم به فريقٌ طبي نفسي متخصص يضم الطبيب النفسي والاختصاصي النفسي والاجتماعي وربما غيرهم من المتطوعين، اللذين يجب أن يتم تدريبهم على ذلك، ويجوز لك إن كنت من المحبين العاشقين للطب النفسي كما تقولين في إفادتك أن تحاولي البحث عن مؤسسات علاج الإدمان في موطنك وتعرضي عليهم استعدادك لمعاونتهم.

وأما نحن فنحيلك إلى برنامج علاج للتدخين أهداه مستشار صفحتنا استشارات مجانين
الدكتور محمد المهدي، لإحدى صديقات صفحتنا، تحت عنوان: الإقلاع عن التدخين ...هل يحتاج مساعدة طبية؟ وكذلك نحيلك إلى رد سابق للزميل المستشار الدكتور عمرو أبو خليل، تحت عنوان: التدخين أسلوب حياة
، ورغم أن كلا من المشكلتين تتعلقان بالتدخين إلا أنك تستطيعين فهم الإطار العام لعلاج الإدمان كما يراه اثنان من مستشاري صفحتنا، والإقلاع عن تدخين السجائر بالمناسبة أصعبُ بكثيرٍ من الإقلاع عن تدخين الحشيش، هذا لمن يريد الإقلاع، ونذكرك مرةً أخرى بل نحذرك من الدخول في دوامة التعامل مع متعاطي المواد نفسانية التأثير دون تدريب مسبق، ودون أن تكونَ هناك مجموعة معالجين أنت واحدةٌ متطوعة من أعضائها، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.

 
   
المستشار: د. طارق ملوخية