إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   السرور 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: أفش شعري فتقول أختي : ابعدي يا مجنونة !! متابعة 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي تربوي: مشاكل أسرية Family Problems 
تاريخ النشر: 04/12/2003 
 
تفاصيل المشكلة

 
السلام عليكم ورحمته وبركاته؛
أنا صاحبة المشكلة أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة، وشكرا علي هذا الجواب الرائع يا دكتور وائل، لقد توقعت أن يأتي الرد لاذعا علي ما كتبت، إنه لم أجد جملة يرجى منها بالفائدة وكأني لم أدرس النحو ولا قواعده...... ، لكن لن أكذب إن قلت كانت يداي ترتجفان عندما بدأت الكتابة، لن أطيل الحديث....

الحمد لله أنك استبعدت المزاح وصدقتني، والله لم أخترع كلمة مما قلت، لكنك اعتبرتها مأساة!! أنا تكيفت مع الوضع، فكما قلت لك أني أخاف لذلك لا أنام في سريري لأنه مكشوف كل من يفتح باب الغرفة سوف يراني في الواجهة، فأختار الخزانة أو أي مكان أحس فيه بالهدوء وأني في مأمن لن يعرف أحد أني فيه وأحيط نفسي بالوسائد أفضل..

وإذا ركبت مع أبي فإني أجلس في الخلف فأري وجهه في المرآة فكلما نظرت في المرآة أحس بالقلق.. وأحيانا أكون عادية فأذهب أنا وأختي الصغيرة لأريه فستان اشترته لي أمي مثلا وطبعا أريته لأنه طويل جدا.

وفعلا لا أطيق لبس ملابس الأطفال التي يلبسنها الفتيات قصيرة وضيقة، لذلك أنا معروفه باسم(دقة قديمة)، وأصلا أخوتي الذكور قليلو الكلام، ولا أحب الدخول في حوارات لا معهم ولا مع غيرهم رجال أو نساء لأني سوف أعرض نفسي للسخرية وأنا مو ناقصة، وأكره شيء بالنسبة لي الدخول والانخراط في الجماعات، ومهما فعلت سوف أندم علي ما أقول لأني كما وصفتني لا أفهم نفسي؟ ولا أرتب أفكاري؟ ولا أعرف هدفي؟ ولا أعرف من هي أنا؟ أستطيع الكلام بكل صراحة وأعبر عن رأيي دون خجل أمام المرآة فقط. أو أتحدث مع نفسي...... وأنا لم أتعامل مع رجال غيرهم(أبي وأخوتي) في حياتي كلها كي أجزم أني أخاف من كل الرجال حتى أبناء عمومتي لا أعرف سوي أسمائهم، أصلا ما يجوز عندنا البنت تجلس مع أولاد عماتها أو خالاتها... الخ.. الأكبر منها حتى لو بحجاب (أحسن راحة).

أما ما ذكرت عن التحرش الجنسي فقد تعرضت عده مرات وأنا صغيرة من قبل خالي أتذكر عمري سبع سنوات لكن لم يكن يضربني ولا أريد أن أتذكر أبدا...........، الوحيدة التي تكسر عظمي هي أمي قلت لها ذات مرة أمي اذهبي لطبيب نفسي أنت موسوسة أكلت علقة محترمة!!

وحتى لو طلبت من أمي أن أذهب لطبيب كما تفضلت تعتقد إذا قلت لها سوف تسمعني، كلامي معروف لا قيمة له وإن حصلت سوف تشك أن هناك علاقة بيني وبين الطبيب، أمي تشك بخيالها.. وأنا لست الطفلة المدللة التي تجاب لها كل طلباتها وحتى إن اقتنعت.(((وهذا من المستحيل))) فستخبر أبي وكل العائلة سوف تعلم، وتصبح دائرة الضوء مسلطة علي وأنا لا أطيق هذا، أنا إذا رأيت أبي وأخوتي في أي غرفة وأعلم أني مجبرة علي دخولها فإني ألتصق بالحائط إلى أن أصل إلى المكان الذي أريد......

وأرجو أن لا تأخذ كلامي علي محمل المزاح لأني والله لا أمزح ولن أحلف بالله كذبا وشكرا وأعلم أن كلمة شكرا لا توفي حقك أبدا أبدا يا أخي الفاضل.......... وإن شاء الله ما نقصت شيء يحتاج للتوضيح........... آسفة علي الإطالة.

24/11/2003

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة العزيزة:
أهلا وسهلا بك وشكرًا على متابعتك، وعلى إطرائك الرقيق، الحقيقةُ أن الوضع الذي ترين أنك تكيفت معه، ورأيته أنا مأساةً في إجابتي السابقة عليك، هذا الوضعُ المأساوي جاءت متابعتك لكي تكملَ الرتوش الناقصة في صورته بالنسبة لنا مع الأسف.

فأما الجزء الأول من متابعتك، فيكملُ صورة البنت المرعوبة من كل شيء ومن أي شيء يتعلقُ بالرجال، حتى وهي في بيتها ووسط أهليها، وهذه بكل تأكيد مشاعر لا يمكنُ أن تكونَ طبيعية، ولا يمكنُ أن نرجعها إلى عادات وتقاليد المجتمع الذي تعيشين فيه مهما كانت وجهة نظرنا في تلك العادات والتقاليد، وحتى إذا اعتبرنا لتلك العادات والتقاليد دورًا ما، فإن رد فعلك مبالغٌ فيه إلى حد التطرف، ولا نستطيع التعليق بغير ذلك على قولك:(أخاف لذلك لا أنام في سريري لأنه مكشوف كل من يفتح باب الغرفة سوف يراني في الواجهة، فأختار الخزانة أو أي مكان أحس فيه بالهدوء وأني في مأمن لن يعرف أحد أني فيه وأحيط نفسي بالوسائد أفضل..)، إن من غير الممكن يا ابنتي أن يعيش الإنسانُ بهذا الشكل، فأنت تعيشين في قلقٍ دائم إلى أن تعودت عليه معك حتى وأنت في بيتك فهل هذا معقول؟؟.

وأما الجزء الثاني من متابعتك، والذي تبدئينه بالإشادة بأنك تعرفين بكونك"دقة قديمة"، وفيه تتحدثين وكأنك تبررين استمرار الوضع على ما هو عليه، وتقبلين في سبيل ذلك كونك دقة قديمة، وكونيَ أنا المستشار أدعي أنك لا تفهمين نفسك ولا ترتبين أفكارك، ولا تعرفين هدفك ولا حتى تعرفين من أنت، تقبلين كل هذا وتزيدين عليه بقولك:(أستطيع الكلام بكل صراحة وأعبر عن رأيي دون خجل أمام المرآة فقط. أو أتحدث مع نفسي)، إلى أن يصل بك التبرير والرغبة الخفية في إبقاء الوضع على ما هو عليه إلى قولك:(أحسن راحة)، وأنت في كل ذلك يا صغيرتي إنما تخفين تبلور القلق المزمن الذي تعيشين فيه، والذي أشرنا إليه من قبل في اتجاه ما نسميه في الطب النفسي بالرهاب الاجتماعي Social Phobia، والذي يعوقُ الشخص عن الحياة الاجتماعية بدرجات مختلفة من الشدة، ويظهر الرهاب الاجتماعي واضحا في قولك:(وأكره شيء بالنسبة لي الدخول والانخراط في الجماعات)، كما يظهر جليا جدا في قولك: (أستطيع الكلام بكل صراحة وأعبر عن رأيي دون خجل أمام المرآة فقط. أو أتحدث مع نفسي..)، ولعلنا هنا نحيلك إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين لتعرفي منها الكثير عن هذا الأمر:

الحياء الشرعي والرهاب المرضي  / صعوبة التعامل مع الآخرين: النموذج والعلاج  / كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء  / إذا هبت أمرًا فقع فيه  / مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات  / الخوف من المشاركة  / الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة  / الهذرمة وشيءٌ من الرهاب  / احمرارُ الوجه ليس خجلاً فقط  / "الحل...ابحث عن ذاتك"

ولا ندري هل تقصدين من قولك أحسن راحة أنك بالفعل مقتنعة بذلك (ربما بسبب ارتداء الحجاب)، أم أنك تذكرين لنا تعبيرًا شائعا عن من تفضلن الانفصال الكامل عن عالم الرجال؟ أم أنك تذكرين ذلك التعبير على سبيل الدعابة أو السخرية، لا ندري، ولكن هذه هي أحد عيوب التعامل مع الناس من خلال الإنترنت، حيث لا نملك أن نحكم من خلال تعبيرات الوجه ولا نبرات الصوت.

وأما الجزءان الثالث والرابع من إفادتك، ففيهما إشارةٌ سريعةٌ تهربين منها بسرعة إلى ذكريات التحرش الجنسي من قبل الخال، ويبدو أنها فاعلةٌ بشكل أو بآخر في الإمراضية النفسية Psychopathology لحالتك لكنك تهربين من المواجهة مثلما اعتدت في حياتك حتى الآن، ثم تعرجين بعد ذلك على بيان العلاقة السيئة بينك وبين الأم الموسوسة التي تشك بخيالها ولا تصون سرا لبنتها، ولا ترى فيك البنت المطيعة التي تُحْترمُ طلباتها، وهنا نحيلك إلى مقالٍ على موقعنا ضمن قسم الوسواس القهري تحت عنوان: تأثير الأم الموسوسة على الأطفال

لكنني أستثني قولك في الجزء الرابع من متابعتك:(أنا إذا رأيت أبي وأخوتي في أي غرفة وأعلم أني مجبرة علي دخولها فإني ألتصق بالحائط إلى أن أصل إلى المكان الذي أريد......)، فهذا الكلام إذا أخذناه على محمل الجد يا صغيرتي، سيعني أن أهلك يجبُ أن يكونوا قد لاحظوا، وربما حكموا بأنك غير طبيعية، وأنك في حاجة للعلاج، لأن وصفك هكذا يعني أنك تعيشين في قمقم تصنعينه بنفسك لنفسك، ولابد لمن يعيشون معك أن يلحظوا ذلك، أي أن عرضك الأمر على والدتك لن يكونَ متبوعا بعلقة محترمة مثلما حدث عندما طلبت منها عرض نفسها على الطبيب النفسي.

المهم أن لنا أن نتساءل بعد ذلك كله أي وضعٍ ذلك الذي تكيفت معه؟ وتبررينه مهما كانت مبرراته، مع أنك أصلا في أوج فترة التشكل فسنك ستة عشر عاما أي أنك في فترة تتميزُ بقدرة غير مسبوقةٍ على التفتح على كل المفاهيم في الكون وتشكيل الكيان النفسي للإنسان وكذلك تبدأ القدرة على فهم الأفكار المجردة، وعلى تغيير المفاهيم والميول بل وسمات الشخصية أيضًا، أي أن علاجك الآن أيسر كثيرًا مما لو انتظرت، وهذا بفرض أن الأمور لن تتطور إلى ما هو أصعب لا قدر لك الله.

وفي النهاية نقول لك أننا نعرف أنك لا تمزحين يا صغيرتي، ولكن إبقاءك للوضع على ما هو عليه، وإبقاء أسرتك لك على هذا الوضع، هذا يكونُ هو المزاح بعينه سواءً منك مادمت بهذا القدر من الدراية، أو من أسرتك، وهو مزاح يضيع حياة الفرد الاجتماعية ويحرمه من تحقيق السواء النفسي، ونحن مأمورون شرعا يا صغيرتي بأن نطلب العلاج وتذكري حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:"ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" وقال صلى الله عليه وسلم "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأنا يا بنيتي لا أستطيع إلا أن أقول لك لا ابدئي العلاج فقط، بل جاهدي في سبيل أن تبدئيه وأن تكمليه، واجعلي سعيك لوجه الله تعالى واطلبي منه العون في ذلك، فلا مفر من أن تطلبي العلاج، خاصةً وأننا مأمورون شرعا بذلك، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي