إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   إسراء 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   الكويت 
عنوان المشكلة: الغيرة والشك والنكد الزواجي 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواجي Marital problems 
تاريخ النشر: 20/12/2003 
 
تفاصيل المشكلة
الغيرة والشك

أنا امرأة متزوجة من 4 سنوات ولي 3 أطفال وزوجي رجل طيب وبه الكثير من الصفات الجيدة ولكن صفاته السيئة مدمرة فهو لا يصلي وقد حاولت كثيرا أن أجعله يصلي ولكن بلا فائدة بالرغم من أنه قبل الزواج كان شديد الالتزام الديني كما أنه لا يَصْدُقُ القول دائما وكثيرا ما يلف ويدور مما يجعلني دائمة الشك به

فأنا لم أعد أصدقه إطلاقا ودائما ما أبحث عن الحقيقة المختفية وراء رواياته وللأسف أنا دائما محقة، وقد تعرف على امرأة أخرى لفترة وجيزة وعندما علمت بالأمر أخبرني أن الضائقة المالية هي التي دفعته لذلك وقد سامحته

ولكن لا أستطيع النسيان وأشعر أن هذا سيتكرر في يوم من الأيام ودائما ما أحلم بأنه على علاقة بغيري فأصبحت كثيرة الشك والغيرة ولا أستطيع منع نفسي بالرغم من أنه في بعض الأوقات يكون مظلوما وأنا الظالمة لا أعرف إن كان قلبي أسودا لكنني لم أنس أنه حاول خطبة غيري عندما كنت أنا الزوجة الحنون واللطيفة

أما اليوم فأنا الزوجة الغاضبة المليئة بالمرارة والقسوة ولا أريد هذا ولكن لا أستطيع فاليوم مبرراته كثيرة ليقدم على مثل هذا العمل من جديد. من ناحية أخرى أود القول أنه يبدي حسن نواياه بشكل رائع ولكن عندما أشعر بالأمن تجاهه أجد أنه سريع الغدر وبلا أسباب منطقية وحين أسأله عن سبب يبرر أفعاله لا أجد منه إجابة.

في الواقع أنا لا أدري كيف أتعامل معه ومع نفسي فأنا قاسية في بعض الأحيان وأكره هذه الصفة في وأشك في كل شيء وأقوم بترتيب المواقف والتصرفات إلى أن اخرج بنتيجة منطقية قد تكون صحيحة وقد تكون لا وأصبحت غيورة وكثيرة التعصب لدرجة أنني بدأت أكره نفسي كما أنني أرفض أن ينظر أولادي أو زوجي إلى أغاني الفيديو كليب لما فيها من ابتذال وهذا أمر يزعجه وإن شاهدنا فيلما وظهرت ممثلة عارية فإنني أنفعل بشدة وأغلق التلفاز ولا أعرف إن كنت بهذا أحافظ على زوجي أم أخسره ولا أستطيع تغيير ما نشأت عليه فهكذا رباني والدي

أتمنى أن أكون قد أوضحت ما أريد قوله وأتمنى الرد على رسالتي

02/12/2003
 
 
التعليق على المشكلة  
أختي الكريمة: رسالتك تلفت النظر لعدة قضايا متشابكة ومتراكبة، وكل هذه القضايا والخلل في التعامل معها لابد أن يصل بنا لما نعانيه الآن من خلل فادح في كل نظمنا الاجتماعية، وأحسب أن بداية تعاملنا مع هذه الأزمات لابد أن ينطلق من فهمنا وتحليلنا لهذه القضايا، وفهمنا للمنهج الذي رسمه لنا الإسلام للتعامل معها، وبدون هذه الفهم سنظل نعانى وتتسرب من بين أيدينا سنوات العمر بدون فائدة تذكر، وهى خسارة فادحة إذا أدركنا أن هذه الدقائق والثواني هي رأس مالنا في هذه الحياة الدنيا.

وأول ما يجب أن نتنبه إليه حقيقة غائبة عن معظمنا، هذه الحقيقة مفادها أننا نحتاج أن نتعلم ونتدرب على أن نكون أزوجا وزوجات وآباء وأمهات، وهذه الحقيقة تدحض الأسطورة الشائعة التي ترسخ لمعنى أننا يمكن أن نتزوج ونتعامل مع أزواجنا ويمكن أن ننجب الطفل تلو الطفل ونربيهم وفق الفطرة، فبالله عليكم أي فطر مشوهة هذه التي تنتج بيوتا أوهى من بيوت العنكبوت، والتي تخلو من السكن والمودة وتخلو من التعامل الأمثل والسوي ويتصارع فيها الأزواج كالديوك في حلبة المصارعة؟!! وأي فطرة هذه التي تنتج لنا أواصر مقطعة بين الآباء والأبناء لتنتج مشاكل أمثال المشاكل التي ذكرتها صديقاتنا صويحبات
سلسلة دبلوماسية العائلة أو بنيتنا صاحبة نفش الشعر، ومنذ أيام ذكر لنا أحد الزملاء أن ابنه قرر أن يشترى حيوانا أليفا فأحضر كتابا يشرح له كيفية التعامل مع هذا الحيوان، وتساءل الزميل متعجبا:

هل أمر إنشاء أسرة يعتبر أهون على نفوسنا من تربية حيوان أليف؟!!!!. الأمر الثاني الذي تظهره لنا رسالتك وبوضوح هو منهجنا في التعامل مع الالتزام الديني والأخلاقي، حيث نتعامل مع أوامر المولى عز وجل على أنها أوامر لابد أن نطبقها نحن وكل من حولنا بحد السيف، نضغط على من حولنا ونفرض عليهم هذه الأوامر فرضا ونأمرهم أن يطيعوها بدون أن نحبب إليهم المولى عز وجل ونحبب غليهم حب طاعته، وننسى أن الله سبحانه لا يريد منا جباها تسجد له ولكنه يريد منا قلوبا تسجد له وتنبض بحبه وتسبح بحمده وتطيعه حبا؛ فالله سبحانه "لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" كما أخبرنا حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، المهم أن هذا النهج جعلنا نطيع الله في العلن ولا نتورع عن إتيان كل ما نهانا عنه في الخفاء، فنحن في حالة من النفاق الاجتماعي المدمر، ودخولنا عصر السماوات المفتوحة كشفنا أمام أنفسنا وفضحنا، ولن نسلم إلا إذا أعدنا تربية أنفسنا ومن حولنا على معنى حب الله سبحانه ومراقبته، بحيث يأتي ضابط الإنسان ووازعه من نفسه.

والمهم أيضًا أننا من رسالتك يمكننا أن نلحظ أمور عدة تعتبر أخطاء في منهج تعاملك مع زوجك وأولادك، وأول هذه الأمور هو تجسسك على زوجك، ومحاولتك الإطلاع على عوراته، فالمولى عز وجل أمرنا بآية واضحة وصريحة: "ولا تجسسوا"، وبناء على هذا الأمر عليك بالكف عن ذلك ، وعليك أيضًا الكف عن النظر لزوجك بعين النقد ، حاولي أن تخلعي عن عينيك العدسة المكبرة التي تضخم عيوبه، تفقدي ميزاته وتعرفي عليها جيدا واتركي لنفسك فرصة للتعرف على ما يحب وما يكره، تعرفي على هواياته واهتماماته وشاركيه فيها، وحاولي أن تعيدي ما اندثر من هواياته واهتماماته بحيث تعينه على استثمار طاقتكم المهدرة سدى في متابعة الفيديو كليب وغيره، ودربي نفسك على تجنب النكد الزواجي وحاسبيها عند كل تقصير، ويتم هذا بأن تتعرفي وتحددي جيدا الممارسات المنفرة التي ترتكبينها ثم رتبيها حسب خطورتها على حياتكما، وضعي جدولا للتخلص منها واحدة تلو الأخرى، حاسبي نفسك مع نهاية كل يوم وكافئيها إذا أحسنت وعاقبيها إذا أساءت. ويعينك في خطة التواصل مع زوجك وتحسين شخصيتك أن تدعمي الجوانب الرومانسية في حياتكما وأن تعبري عن حبك واحترامك له واحرصي دوما أن تصله منك رسائل التقدير المستمرة، وكذلك احرصي على دعم وتحسين التواصل الجنسي بينكما ويفيد هنا أن تقرئي المقالات الموجودة حول هذا الموضوع في
باب عندما يأتي المساء على موقع إسلام أون لاين.نت.

ومع تجنبك للضيق والعصبية والانفعال الشديد عند مشاهدة أي برامج سيئة، يجب عليك أن تجاهدي بكل وسيلة ممكنة ولكنها لطيفة وبدون ضغط لرفع إيمانيات أسرتك، والصحبة الصالحة تعينك في هذا فشجعي زوجك أن يبحث عنهم أو أن يعيد تواصله مع من يعرف عنه الصلاح والتقوى، ومع رفع الإيمانيات ركزي على نقطة مراقبة النفس في السر والعلن، وأذكر أنني ومنذ سنوات كنت أحاول مع أولادي بالمناقشة أن يتعلموا أن يميزوا بين الجيد والرديء في التليفزيون، حتى تعودوا هم الآن وحتى في غيابي أن يتذكروا أننا يجب أن نغلق التلفاز إذا شاهدوا منظرا سيئا أو امرأة عارية. أختي الكريمة: تذكري دائما أننا يمكننا دوما أن نغير من أنفسنا للأفضل، فلا تتوانى في أن تروضي نفسك حتى تكوني نعم الزوجة لزوجك، ونعم الأم الرؤوم لأطفالك، واغفري لزوجك ما كان منه، واجتهدي أن تكوني ملء سمعه وبصره وأن تكوني كما يحب حتى لا يلتفت لغيرك، ودعواتنا أن يعينك المولى عز وجل وأن يصلح لك زوجك وأن يبارك لكما في أولادكما.
 
   
المستشار: د.سحر طلعت