إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سامر 
السن:  
19
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   ليبيا 
عنوان المشكلة: حيرة متفوق، بين الطب والسعادة ! 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات دراسية Scholastic Problems 
تاريخ النشر: 15/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة


سؤال محير !!!
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة أعضاء فريق
استشارات مجانين
,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

أنا طالب تخرجت من الثانوية العامة بمعدل 91.5% وأنا أفكر في الالتحاق بكلية الطب,ولقد نصحني أهلي والعديد من الناس بذلك حيث أن معدلي عالي,ولا أعرف ماذا أفعل,فأنا لا أعرف عن هذا المجال شيئا غير ما يتردد عن ألسنة البعض من أن مهنة الطب مهنة إنسانية ولكن هذا ليس كافيا بالنسبة لي فأنا بالدرجة الأولى أبحث عن شيء لنفسي،أعنى عن شيء يمتعني وأشعر فيه بالراحة والطمأنينة والرضا عن النفس ثم وبعد أن أكون قد حققت ما تصبو إليه نفسيلا أعنى بالضرورة ماديا- أتجه إلى منفعة الآخرين .

*هل أدرس الطب لكي أحقق أمنية والدي,أم أدرس لكي أتبوأ مكانة اجتماعية مرموقة,أم لكي أحصل على ثروة,أم أدرس لإشباع رغبة علمية وطموح للإنجاز,الحقيقة أن القرار صعب جدا.

لا أملك نظرة شاملة عن حياة الأطباء,ولكني أظن أنها صعبة وشاقة ولا تخلو من تضحية وهنا وقفة عند كلمة تضحية,فأنا لا أؤمن بالتضحية على حساب نفسي,أنا إنسان أحب الحياة أحب فيها النزهة والمرح وممارسة الرياضة وصلة الأرحام والأصدقاء,وأحب الإطلاع في شتى المجالات ومن أهمها الدينية وكذلك الثقافية المنوعة ولا أعرف إن كان الطبيب يجد وقتا لكل هذا ولعائلته ونفسه,ولهذا أريد منكم أن تبينوا لي بعض ما خفي على.

حسب مشاهدتي لبعض الأطباء وصداقتي لبعض أبناء الأطباء رأيت أن الطبيب يمضى صباحه بين المستشفى والجامعة ومساءه في العيادة و ليله بين المراجع الطبية لاشك أن خدمة الإنسانية شيء جميل ولكن ليس على حساب نفسي حبذا لو أعرف كل شيء عن المجال الذي سأرهن حياتي له هل سأتمكن من الحصول على دخل مادي يشبع حاجتي.أنا أحفظ نصف كتاب الله هل سأتمكن من حفظ الباقي ومن نيل حظ من العلوم الشرعيةالبسيطة وليس التخصص هل يجدر بي أن أدرس وكأني أؤدي مهمة أم أحقق أمنية.

*وهل يتمكن من يملك ذاكرة ضعيفة ولا ينسجم كثيرا مع دراسة الحفظ من النجاح في دراسة الطب,وما هو متوسط ساعات الدراسة لطالب الطب أثناء البكالوريوس وللطبيب من بعد ذلك.

إنني أحيانا أشعر بالإحباط من جدوى التعليم في بلادنا وأعتقد من أنى قد لا أتمكن من إعالة نفسي وأسرتي بمرتب الدولة المتواضع,ولا يوجد حل سوى أن تعمل في العيادة صباح مساء حتى تتمكن من العيش وعندها ماذا بقى لي من الدنيا وأخيرا هل يوجد مواقع عربية متخصصة على الإنترنت تعنى بمثل هذه المواضيع وشكرا جزيلا.
5/8/2003
 


 


 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
أخي السائل:مباركٌ نجاحكَ ومعدلك العالي،وأدعو لك الله أن يوفقكَ ويهديك سواءَ السبيل،سأقسم ردي عليك إلى قسمين الأول يختصُّ بدراسة الطب،والثاني يتعلقُ بممارسة مهنة الطب.

فأما القسم الأول:فإن دراسةَ الطب ولا أخفي عليك دراسةٌ شاقةٌ ومرهقةٌ وتستلزمُ التفرغَ التام في معظم الأحيان خاصةً إذا كنتَ من من لا ينسجم كثيرا مع دراسة الحفظ كما بينت في إفادتك،كثيرونَ بالطبع يستطيعونَ الجمع ما بينَ دراسة الطب وبين اهتمامات أخرى لهم،لكنهم عادةً ما يملكونَ القدرةَ على التفرغ التام للدرس والحفظ لمدة غير قصيرةٍ قبل نهاية العام، ولكن هناكَ كربٌ يعيشُ فيه الطالب سنواتِ الدراسة كلها مهما كانَ معدل ذكائه وقدرته على الحفظ،ولعل ذلك مرتبط بالدراسة في البلاد العربية لأن مؤسساتنا في عمومها ضئيلةُ إن لم تكن فارغة المضمون،
ودراسة الطب في هذا مثلها مثل كل شيء في بلادنا.

ولكن أهم نقطةٍ أن من يريدُ أن يمرَّ بتجربة دراسة الطب لابد أن تكونُ لديه الرغبة والدافعية الداخلية القوية في ذلك لأن الكروب التي سيواجهها كثيرةٌ فإن لم تكن لديه الرغبة في والقدرة على تأجيل المتعة خلال فتراتٍ طويلةٍ من الدراسة فإنهُ سيضطربُ في الغالب!

وأما القسم الثاني:فإن الطب يا أخي العزيز مهنةٌ ككل المهن،تستطيعُ أن تطوعها كما تشاء،فتستطيعُ بها أن تتكسبَ فيكونُ عملكَ مدرًّا لدخل كبيرٍ،وتستطيعُ أن تعتبرها مهنةً إنسانيةً في الأساس فتأخذ منها ما يكفي لسد احتياجك واحتياج أسرتك،والفيصل في ذلك هوَ اختيارك أنت،والذي ستسأل عنه أمام الله،لا أستطيعُ بالطبع أن أقول لك أي توجه تأخذ لأن كلا التوجهين صعب وأنت في النهاية محاسبٌ أمام الله وحده،لأن الطبيب في بلادنا الجميلة نادرًا ما يحاسبه أحد في الدنيا غير ضميره،هوَ يملك ما يشبه الحصانة حتى وقت كتابة هذه السطور،(لأن الناس أولوهُ احترامًا وثقةً على أساس أنهُ يعلمُ ما لا يعلمونَ ولعلَّ لعدم تعريب الدراسة الطبية دورٌ في ذلك)،بمعنى أنك والله تستطيعُ أن تفعل ما تشاء فتجمع ثروةً طائلةً من خلال قدرتك على التأثير في الناس،ولن يحاسبك أحدٌ إلا الله.

أما بالنسبة لسؤالك عن مواقع عربية متخصصة على الإنترنت تختصُّ بهذا الموضوع فأنا لا أدري،ربما يكون!


وفي النهاية أنصحك باستخارة المولى عز وجل وكن على ثقةٍ بأنه سيهديك إلى ما فيه الخير لك وسييسره لك إن شاء الله وتابعنا بأخبارك.
 

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي