إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   شمس 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   ---------- 
عنوان المشكلة: مأزق التحسن الجزئي في الفصام 
تصنيف المشكلة: الفصام والوهام Schizophrenias & delusions 
تاريخ النشر: 24/07/2008 
 
تفاصيل المشكلة

 


أولاً أود أن أشكر الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي على هذا الموقع الجميل وجعله في ميزان حسناته وأعانه على الإخلاص لوجه الله عز وجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المشكلة التي سأطرحها عليكم الآن هي بخصوص أمي العزيزة، وحتى لا أطيل على حضرتكم على ما أظن أن مشكلة أمي بدأت قبل الزواج، حيث كانت تعيش حياة ممتازة مادياً لكنها تفتقر لمشاعر الأبوة الحقيقية فأبوها يمكننا أن نقول عليه سي السيد زمانه، فالكلمة كلمته وغير مسموح لأحد النقاش معه لأي سبب من الأسباب ومهما كان يعمل كانت البنت الوحيدة فلم يكن لأبويها غيرها. الأم كانت كثيراً ما يضربها الأب وغير مسموح لأحد التدخل حتى لو كانت ابنته، مع ذلك فلم يضرب أمي ولو لمرة واحدة في حياته ربما لأنها كانت تكفيها منه النظرة ليكون مفعولها ما يعادل مفعول الضرب أو لأنها لم تكن تفعل ما تستحق عليه الضرب.

وبعد فترة من الزمان تتوفى الأم لتترك لابنتها ميراثاً لا بأس به، وبعد مدة يبيع الأب الأرض التي ورثتها أمي عن أمها ويشتري بثمنها أرضاً أخرى ويكتبها باسمه- أظنه فعل هذا بحسن نية، وأظن أنه لو كان يعلم أنه سيؤثر على ابنته كل ما فعل لما فعل كل هذا-.

المهم بعد فترة تزوج الأب من امرأة يشاء القدر ألا تنجب وتعامل أمي بالحسنى، إلا أن حظها لم يكن مع الأب أفضل فقد كانت هي الأخرى تضرب وتمرّ الأيام وتتزوج أمي وبعد تخرجها من الجامعة برجل جامعي يعمل بالخارج. الحمد لله أن الزوج لم يكن مثل أباها في طريقة التعامل مع زوجته- أمي- فقد كان محترماً وطيباً وعلى الناحية الأخرى يجد الوالد- والد أمي- أن البيت قد فرغ ليكرر أن يطلّق زوجته والتي كانت تمثل بالنسبة لأمي بديل الأم ويتزوج بالفعل من أخرى ولينجب منها الذكور الذين كان يتمناهم الأب.

أعود لأمي التي كانت في هذا الوقت هي الأخرى قد منّ الله عز وجل عليها بالأولاد لتبدأ مرحلة من المعاناة الأخرى في بيت زوجها؛ المعيشة في بلاد الغربة مع زوجها أمر مستحيل، والبلد التي كان يعمل بها أبي كانت تفتقر للأمن إلى حدًّ ما، بحيث لا يأمنون علي الأولاد هناك لتعيش هي في الموطن الأصلي ويذهب الأب للعمل بالخارج وتبدأ المرحلة الثانية. كان على أمي أن تذهب عند حماتها كل يوم، وكما روت لي أمي أن كان مع حماتها نسخة من مفتاح المنزل فترسل سلفة أمي لمنزل أمي الزوجية في فترة وجود أمي خارج المنزل، والذي أكد لأمي هذا أنها كانت تتعمد ترتيب شيء ما بشكل معين وعندما تعود تجده بشكل آخر-

ملحوظة: حكت لي أمي هذا في وقت لم تكن به مريضة لذلك أنا أرجّح أن يكون هذا حقيقياً وليس من أعراض المرض، وما يؤكد هذا عندي أنني أجد أن سلفتها ومن يوم ما كبرت عندها حب معرفة بما يحدث عند غيرها من الناس إلى حد ما-، ولكن حتى لا أظلمها فلم أرها بعيني- وإن كان قلبي يصدق أمي- ليس عليّ أن أتهمها بذلك حتى إن كانت أمي تكره الكذب والافتراء على الآخر، وإن كان أغلب ظني والله أعلم أن هذا حقيقي وأنه يعد السبب الرئيسي فيما تعانيه أمي الآن.

تكرر هذا وفي فترة معينة ولسبب أو لأخر تقرر أمي أن تجلس في المنزل ولا تذهب عند حماتها يومياً لتبدأ المرحلة الثالثة. تجلس أمي في المنزل لتستيقظ على صوت حجر قذف على المنزل ليلاً مما يملؤها خوفاً، وكانت أمي كذلك تذكر أنه كان هناك منياتي ليلاً ليطرق الباب وهذا الموقف بالذات أنا أذكره جيداً ولن أنساه- لست وحدي لكن وأخي معي- مما كان يجعلنا نخاف ثم يشاء الله أن تنجب أمي-على فكرة في هذا الوقت كانت تعمل- طفلة صغيرة مما أدى أن تأخذ إجازة من العمل لمدة طويلة وهنا تبدأ الحالة في التبلور والظهور، فقد كانت تظل بالمنزل لفترات طويلة وكان أبي يأتي مرة سنوياً، وكانت مراحل المرض الانقطاع عن الناس تدريجياً ثم الظن أن الناس تتحدث عنها، ثم التحدث مع نفسها والحزن والكآبة، ثم في رأيي يصاحب هذا اكتئاب شديد كانت أعراضه إضافة لما سبق البكاء لفترات وساعات طويلة ثم لأيام والانقطاع عن الطعام تدريجياً؛

تقطع نوعاً من الطعام فنوع آخر حتى وصل بها الحد أنها عاشت على نوع واحد من الطعام لمدة أشهر طويلة! ثم بعد ذلك ترفض مقابلة الناس وتظن أنهم يكرهونها ما عدا وضعت لهم اسمين من الخيال وكانت تفسر كل شيء حولها كما تحب: صوت الحيوانات ومذيع التلفاز وهكذا.. مع ملاحظة أنها في هذه الفترة وبرغم ضعف بنيتها إلى أقصى حد لم تهمل الاهتمام بنا.

المهم جاء أبي من السفر ليجد أنه لابد من وضع حل وللأسف أنت تعلم أن الطبيب النفسي ليس فقط غير معترف به لكني أكاد أجزم أن أبي لم يكن يعرف أن هناك ما يسمى بالطبيب النفسي وبعد معاناة أقنعها أن يذهبا لمعالج بالقرآن الكريم وذلك بمصاحبة من كانت تظن أنها تحبها، ولكن هذا الأمر لم يفلح لتستمر المعاناة للأسرة كلها وتتدهور حالة الأم نفسياً وبدنياً، وكانت قبل أن تنقطع عن الطعام قد أنجبت طفلة أخرى وظلت في إجازة من العمل لمدة لا أستطيع تذكرها بالتحديد لأني كنت في حوالي الحادية عشرة من العمر لكن تقريباً 5 سنوات، وبعد تدهور حالة الأم- حيث يعتبر أنها انقطعت عن الطعام تماماً والبكاء المستمر-.

أرسل الله لأبي من يخبره أن الحل عند الطبيب النفسي وكما تعلم رفضت وبشدة وكذلك لك أن تتوقع كيف ذهبت!!! ومع بكاء الأب والأبناء أخذت الدواء بنفس الطريقة التي ذهبت بها إلا أن الطبيب رأى أهمية عمل الجلسات وعلى فكرة أثار الدواء الجانبية لن أستطيع أن أنساها ووصف لها حقن كثيرة ودواء كانت ترهقنا حتى أخذته ولكن ما ضاقت إلا وفرّجها الله.

بدأت أمي تعود لتأكل ورجعت كما كانت زمان سليمة وتهاونا في إعطائها الدواء والمتابعة عند الطبيب، على فكرة كانت تأخذ دواء "ستلاسيل" ودواء لا أتذكر اسمه ولكن كانت حباته حمراء وفي نفس حجم "ستلاسيل"، ودواء آخر كان تقريباً والله أعلم له تأثير "أكنتون" ولكن هذا الدواء كان قليل في السوق جداً.

المهم قبل أن تقطع أمي العلاج كانت قد أخذته لمدة حوالي سنتين تقريباً. وبعد حوالي 7شهور تقريباً رجعت لما كانت عليه من البعد عن الناس وتصنيفهم إلى نوع يحبها وآخر يكرهها ووضعت لكل فريق اسماً: هذا عدو وهذا اسمه كذا، وبدأت تقاطع الطعام وبنفس الطريقة ذهبت للطبيب ولكن لم تكن تقريباً هناك جلسات كهرباء، كنت عند ذلك في مرحلة الإعدادي لكن كان هناك حقن أسبوعية وتقريباً مع استبدال الدواء الذي كان قليل في السوق ب"أكينتون 5مغ" وتحسنت أمي وصارت سليمة وظننا أنها قد أخذت دواءً بما فيه الكفاية وبناءً على إلحاح منها توقفت عنه لتحدث النكسة ال3 بعد حدوث ال2 بحوالي 3.5سنة لكن في هذه المرة نصحنا الطبيب بإعطائها حقنة لا أذكر اسمه، بعدها حاولنا إقناعها بالذهاب للطبيب وبالفعل حدث ولكن ليس بسهولة بل ببكاء جميع أفراد الأسرة والجيران وذلك للألم الذي تعرضت له أثناء أخذ الحقنة.

29/06/2008 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة؛
أنتم ولله الحمد تعرفون الطريق لشفاء الوالدة ولكن للأسف وقعتكم في مأزق "التحسن الجزئي" الذي كثيرا ما يغري المريض أو أهله بالتوقف عن أخذ العلاج الدوائي قبل تمام التحسن فتحدث الانتكاسة
....

فرجاء يا ابنتي العزيزة العودة للطبيب المعالج والدواء الموصوف.... والاستمرارية على الدواء...... لفترة مناسبة يحددها الطبيب.... بما يراه مناسبا
...
ربما من المفيد كذلك ولكن في مرحلة لاحقة من العلاج... أن تتلقى والدتك نوعا من العلاج النفسي الذي يساعد على زيادة الاستبصار بالمرض وأعراضه..... هذا الأمر سيكون مفيدا جدا ويزيد من فرصة الالتزام بالدواء.... وكذلك سيساعدها كثيرا بناء علاقة علاجية جيدة مع طبيبها وسيساعد على زيادة الرؤية ومدى مسئولية كل منا عن المرض والشفاء.....

طبعا في رسالتك نقاط كثيرة تدعو للتأمل... كاللجوء إلى من يعالج بالقرآن رغم الثقافة والعلم.... وأصبحت في ممارستي المهنية أنتظر الحديث عن الشيوخ وفك الأعمال من أغلبية المرضى كجزء من التاريخ المرضي..... ويصل أحيانا الأمر إلى درجة رفض الدواء تماما والاستمرار في المعالجة الشعبية بأنواعها رغم تدهور المريض..... وكأن الكلام عن المسحور أو المعمول له عمل أقل وطأة من الكلام عن الإصابة بمرض نفسي... طبعا لوجود الصورة المشوشة بداخل كل منا عن المريض النفسي... وللأسف كثيرة هي الحالات التي تتدهور بشدة أو تتأخر في بدء العلاج المناسب بسبب هذا الأمر وهذا الخوف الذي بداخلنا.

الحمد لله جربتم الحل الطبي ورأيتم أثره على الوالدة من تحسن ورجوع إلى ممارسة حياة أشبه بالطبيعية فرجاء المتابعة مع الطبيب بدون تأخير... والاستمرارية
أدعو الله عزيزتي بتمام شفاء الوالدة العزيزة وأن يمنحكم الصبر في هذه الرحلة... أعانكم الله
 
   
المستشار: د. مشيرة أنيس